تأثير العولمة على المجتمعات المحلية من منظور علم الاجتماع

عناصر الموضوع

1- دراسة تأثير الشركات العالمية على الاقتصادات المحلية

2- تحليل التغيرات الثقافية الناجمة عن العولمة

3- استراتيجيات للحفاظ على الهوية الثقافية

4- تقييم الآثار الاجتماعية للتجارة الحرة

إن تأثير العولمة على المجتمعات المحلية موضوع معقد ومتعدد الأوجه. ويدرسه علم الاجتماع من عدة زوايا من أجل فهم كيفية تفاعل المجتمعات المحلية. مع قوى العولمة وآثارها، وبعبارات بسيطة. العولمة هي زيادة الاعتماد المتبادل والتكامل بين البلدان في جميع أنحاء العالم في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة والتكنولوجيا، وقد كان لهذه العملية تأثير هائل على المجتمعات المحلية، سواءً بشكل إيجابي أو سلبي. في هذا المقال،سنتناول شرح تأثير العولمة من منظور اجتماعي.

1- دراسة تأثير الشركات العالمية على الاقتصادات المحلية

 تُعدّ دراسة تأثير الشركات العالمية على الاقتصادات المحلية موضوعًا بالغ الأهمية في علم الاجتماع والاقتصاد السياسي، حيث تُؤثر هذه الشركات، المعروفة أيضًا بالشركات متعددة الجنسيات أو الشركات عبر الوطنية. بشكل كبير على الاقتصادات المحلية في جميع أنحاء العالم، يتناول هذا التأثير جوانب متعددة،. منها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

• الجوانب الاقتصادية

 تعتبر الشركات العالمية مصدراً مهماً للاستثمار الأجنبي المباشر في المجتمعات المحلية ، حيث تقوم بإنشاء مصانع ومؤسسات جديدة، وتزيد من الإنتاج، وتنقل التكنولوجيا والمعرفة، كما أنها تخلق فرص العمل إما بشكل مباشر من خلال توظيف العمال أو بشكل غير مباشر من خلال دعم الصناعات والخدمات الداعمة، ولا ننسى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاج والصادرات والدخل القومي.

• الجوانب الاجتماعية

تؤثر الشركات العالمية على أسواق العمل في الاقتصادات المحلية من خلال تحديد شروط التوظيف والأجور وظروف العمل. كما أنه لها تأثير واضح على التسلسلات الهرمية في المجتمعات المحلية من خلال خلق فئات جديدة من العمال والمدراء، بالإضافة إلى ذلك،يمكن أن تساهم الشركات العالمية في التنمية الاجتماعية للاقتصادات المحلية من خلال تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية التي تفيد المجتمعات المحلية.[1]

2- تحليل التغيرات الثقافية الناجمة عن العولمة

فوائد العولمة وتأثيراتها على ثقافات البلدان النامية

تجلب العولمة العديد من الفوائد والأضرار الكثيرة لثقافات البلدان النامية. فقد تغيرت ثقافات العديد من البلدان النامية بسبب العولمة وأصبحت تحاكي ثقافات البلدان الأخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية. قبل العولمة، لم يكن من الممكن التعرف على البلدان الأخرى وثقافاتها، وبفضل أدوات العولمة المهمة مثل التلفزيون والراديو والأقمار الصناعية والإنترنت، أصبحنا الآن نعرف ما يحدث في أي بلد، مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان أو أستراليا، علاوة على ذلك، تتيح العولمة للناس في جميع أنحاء العالم التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، على سبيل المثال، لدينا الآن فرص أكبر لرؤية نجوم هوليوود يعرضون ثقافات مختلفة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وغالباً ما نرى المراهقين يرتدون قمصان نايك وأحذية أديداس، ويستمعون إلى موسيقى الهيب هوب، ويستخدمون أجهزة الآيباد والآيفون من آبل، ويأكلون في مطاعم ماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشيكن ودومينوز بيتزا. وكأنهم لا يمكن تمييزهم عن بعضهم البعض باستثناء اللغة، وفي الوقت نفسه.

تخشى العديد من البلدان النامية من أن تؤدي العولمة إلى تدمير ثقافتها وتقاليدها وهويتها وعاداتها ولغاتها، فالعديد من الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان والأردن، باعتبارها دولًا نامية. تأثرت سلبًا في بعض أجزائها وتغيرت ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، فالقليل من الناس يرتدون ويتصرفون. على سبيل المثال سكان البلدان المتقدمة ويرتدون الملابس التقليدية التي اعتادوا عليها، وعلاوة على ذلك، أدت العولمة إلى استخدام الكثير من الناس للغة الإنجليزية والفرنسية، واختفت العديد من الكلمات والتعبيرات من اللغة المحلية، وعلاوة على ذلك، حدثت تغيرات كبيرة في الحياة الأسرية، حيث يترك الشباب أسرهم في سن الثامنة عشرة ليحاولوا العيش بمفردهم.[2]

3- استراتيجيات للحفاظ على الهوية الثقافية

يمثل الحفاظ على الهوية الثقافية في عالم معولم وسريع التغير تحديًا مهمًا للمجتمعات المحلية، فالهوية الثقافية هي مجموعة القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد واللغات والفنون التي تميز مجتمعًا عن آخر، تكمن خطورة الصراع الحالي بين مجتمعاتنا العربية والثقافات الأجنبية بما تقدمه من مادة ثقافية مغرية في عدم وجود منتج ثقافي أو معلومات تضاهي ما تصدره لنا الدول الأجنبية، والواقع أن ما نتلقاه من الثقافات الأجنبية جذاب ومبهر، ولكنه يفتقر إلى المضمون الداخلي المناسب لنا ولثقافتنا، وفي ظل تحديات العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية، من الضروري أن نواجه هذه التحديات بنفس المستوى الذي تُعرض به علينا.

أ- التعليم والتثقيف

يجب أن تركز مناهج التعليم على تدريس التاريخ والتراث والثقافة المحلية حتى تتعرف الأجيال الجديدة على جذورها وقيمها، بالإضافة إلى دعم البحوث والدراسات حول التراث والثقافة المحلية وتوثيقها ونشرها، كما يمكن إنشاء متاحف ومراكز ثقافية لعرض التراث الثقافي والحفاظ عليه وتوعية الجمهور بأهميته، ولا ننسى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لتقديم المحتوى الثقافي بطريقة جذابة ومناسبة للأجيال الجديدة.

ب- إحياء التراث والفنون الشعبية

تشجيع فنون الأداء الشعبية مثل الموسيقى والرقص والغناء والحرف اليدوية وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفنانين والحرفيين، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية والاحتفاء بالتراث وفنون الأداء الشعبي وإتاحتها للجمهور،وتشجيع الحرف اليدوية والصناعات التقليدية من خلال توفير التدريب والدعم المالي للحرفيين وتسويق منتجاتهم.

ج- الحفاظ على اللغة المحلية

تشجيع استخدام اللغة المحلية في الحياة اليومية، في المنزل والمدرسة والعمل والمجتمع، والاهتمام بتدريس اللغة المحلية في المدارس كلغة أولى، بالإضافة إلى إنتاج المحتوى الإعلامي والثقافي باللغة المحلية، الأفلام، والمسلسلات، والبرامج التلفزيونية والإذاعية، والكتب، والمجلات، وغيرها.[3]

4- تقييم الآثار الاجتماعية للتجارة الحرة

تهدف التجارة الحرة إلى إزالة الحواجز أمام حركة السلع والخدمات بين البلدان. ولها آثار اجتماعية وثقافية وبيئية بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية. حيث أنها تساهم في خلق فرص عمل جديدة في المجالات التي تتمتع فيها البلدان بميزة تنافسية. فعندما تُفتح الأسواق. يمكن للشركات المحلية أن تصدّر منتجاتها إلى أسواق جديدة. الأمر الذي يتطلب زيادة الإنتاج وتوفير المزيد من فرص العمل للعمال. كما أنها تعمل على زيادة الدخل وتحسين مستويات المعيشة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل بأجور جيدة. ولا ننسى دورها الكبير في  الوصول بأسعار معقولة إلى مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات حيث تعزز التجارة الحرة المنافسة بين الشركات، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتوفير منتجات وخدمات بأسعار معقولة للمستهلكين. بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة بين البلدان، مما يساعد على تطوير الصناعات المحلية وزيادة الإنتاجية.[4]

أخراً وليس آخراً بعد استعراضنا لتأثير العولمة على المجتمعات المحلية من منظور علم الاجتماع. يتضح لنا مدى تعقّد هذه الظاهرة وتشعب جوانبها. لقد تناولنا كيف تؤثر الشركات العالمية على الاقتصادات المحلية، وكيف تُحدث العولمة تغيرات ثقافية عميقة، واستعرضنا استراتيجيات للحفاظ على الهوية الثقافية في وجه هذه التغيرات، كما قمنا بتقييم الآثار الاجتماعية للتجارة الحرة،هل لازالت لديك أسئلة أخرى؟

• ndfدراسة تأثير الشركات العالمية على الاقتصادات المحلية _ بتصرف
• linkedinتحليل التغيرات الثقافية الناجمة عن العولمة _ بتصرف
• multaqaasbarاستراتيجيات للحفاظ على الهوية الثقافية _ بتصرف
• brookingsتقييم الآثار الاجتماعية للتجارة الحرة _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم