النباتات التي “تمشي”

الكاتب : سهام أحمد
09 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ ساعتين
النباتات التي “تمشي”
الأشجار التي تمشي: وهم الحركة البيولوجية
الجذور الدعامية الهوائية
سبب التسمية
كيف تتحرك الجذور؟: الآلية المعقدة
الاستجابة للضوء والموارد
إعادة التموضع التدريجي
البيئة التي تعيش فيها: التكيف مع التحديات
التربة غير المستقرة والمياه
البحث عن الضوء
يمنحها ثلاث مزايا حيوية للبقاء في البيئة التي تعيش فيها
الدراسات العلمية حولها: الجدل الأكاديمي
الأسئلة الشائعة 
س: هل النباتات التي "تمشي" حقيقية؟
س: ما هي النباتات البشرية: كائنات تمشي على قدمين؟
س: لماذا لا تتحرك كل الأشجار؟
س: ما هي أشهر نباتات مذهلة بالحركة؟

النباتات التي “تمشي” تمثل واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وغموض. إذ تكسر الصورة النمطية عن النباتات بوصفها كائنات ثابتة لا تتحرك. هذه الظاهرة لا تعني أن الأشجار تخطو كالحيوانات. بل أنها قادرة على تغيير موقعها تدريجي في سعيها نحو الضوء والماء عبر نمو جذور جديدة واتجاهها نحو الموارد. بالتالي تعد نخلة سقراطيا إكسورهيزا في غابات أمريكا الجنوبية من أبرز الأمثلة. مما يجعل دراسة هذه النباتات رحلة لاكتشاف عبقرية التكيف في الطبيعة.

الأشجار التي تمشي: وهم الحركة البيولوجية

النباتات التي “تمشي”

تعد الأشجار التي تمشي وخاصة نخيل سقراطيا. المثال الأبرز لظاهرة الحركة النباتية الفريدة هذه. يكمن السر وراء هذا الوصف الدرامي في تركيبتها الجسدية غير التقليدية.

الجذور الدعامية الهوائية

بدل من الجذور التقليدية التي تنمو مباشرة تحت سطح التربة. تتميز هذه الأشجار التي تمشي بنظام جذور داعمة أو هوائية تنطلق من منتصف جذع الشجرة. على ارتفاع يصل إلى متر أو أكثر من الأرض، وتتجه بزاوية نحو الأسفل لتثبت نفسها في التربة. هذه الجذور الدعامية المتعددة تعطي الشجرة مظهر فريد. بالتالي كأنها تقف على مجموعة من “الأرجل” المتصلبة. هذا المظهر هو ما يمنحها لقب النباتات التي “تمشي.

سبب التسمية

علاوة علي ذلك التسمية بـ النباتات التي “تمشي تنبع من اعتقاد السكان المحليين في الإكوادور والبيرو بأن الشجرة قادرة على تحريك موقعها. وعندما تميل الشجرة نحو الضوء أو تبتعد عن ظل شجرة أخرى ساقطة. تبدأ الجذور الجديدة في النمو باتجاه الموقع المرغوب بينما تموت الجذور القديمة. هذه العملية البطيئة تصنع وهم بأن الشجرة غيرت موقعها ببطء. في عملية تستغرق سنوات. هذه الظاهرة تعد مثال مدهش على نباتات مذهلة في التكيف.[1]

نعرف أيضًا على: البحيرات التي تختفي فجأة

كيف تتحرك الجذور؟: الآلية المعقدة

النباتات التي “تمشي”

فهم كيف تتحرك الجذور؟ في هذه الأشجار التي تمشي يتطلب استيعاب مبدأ “الاستجابة للمحفزات” النباتي. المعروف باسم الانتحاء لكن بطريقة معقدة وموسعة. الحركة هنا ليست خطوة. بل إعادة تموضع للجذع بالكامل.

الاستجابة للضوء والموارد

الآلية الرئيسية لـ كيف تتحرك الجذور؟ هي البحث المستمر عن الضوء (الانتحاء الضوئي) والمغذيات في التربة. عندما تسقط شجرة كبيرة مجاورة. ينفتح مسار الضوء مما يدفع النباتات التي “تمشي إلى الميل نحو هذا الضوء. هذا الميل يحفز نمو جذور داعمة جديدة من جانب الجذع الأقرب للضوء. بينما تتدهور الجذور القديمة في الجانب المظلم الذي لم يعد يخدم الشجرة.

إعادة التموضع التدريجي

 يمكن أن يستغرق نمو هذه الجذور الجديدة وموت القديمة عدة سنوات. مما يسمح للجذع بـ “الانزلاق” أو التحرك ببطء شديد، في المتوسط من 2 إلى 20 متر خلال حياة الشجرة. هذه الحركة البطيئة والتحويلية هي التي ترسخ الاعتقاد بظاهرة النباتات البشرية: كائنات تمشي على قدمين. رغم أن الحركة في الواقع هي نتيجة للنمو الانتقائي وموت الأجزاء القديمة من الهيكل الجذري. كذلك هذا التكيف المذهل يوضح مدى إبداع نباتات مذهلة في مواجهة تحديات البيئة.[2]

نعرف أيضًا على: أغرب الظواهر الجوية في العالم

البيئة التي تعيش فيها: التكيف مع التحديات

الـ بيئة التي تعيش فيها هذه الأشجار التي تمشي هي المفتاح لفهم سبب تطور هذه الآلية الغريبة. توجد هذه النباتات بشكل أساسي في الغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الجنوبية والوسطى. وهي بيئات تتميز بتحديات قاسية.

التربة غير المستقرة والمياه

التحدي الأكبر في البيئة التي تعيش فيها هذه النباتات هو التربة. فالتربة في الغابات المطيرة غالبًا ما تكون رخوة و موحلة وضحلة (أي أن طبقة التربة الخصبة لا تمتد عميقاً). ومعرضة للانجراف والفيضانات. كذلك فإن نظام الجذور الدعامية يوفر تثبيت ودعم استثنائي للجذع الطويل للنخلة في مواجهة الرياح والتربة المتحركة.  مما يمنعها من السقوط.

البحث عن الضوء

التحدي الآخر هو المنافسة الشرسة على الضوء. الغابة المطيرة كثيفة جدا. والحصول على ضوء الشمس يعد أمر بالغ الأهمية للبقاء. فالقدرة على “التحرك” التدريجي نحو بقعة ضوئية جديدة – في حال سقطت شجرة مجاورة وخلقت فجوة في المظلة العلوية – يمنح هذه الأشجار التي تمشي .ميزة تنافسية حاسمة على النباتات البشرية: كائنات تمشي على قدمين الأخرى التي تظل ثابتة في مكانها. بالتالي هذا التكيف المذهل يضعها ضمن قائمة نباتات مذهلة. يعد نظام الجذور الدعامية في النباتات التي “تمشي تكيف هندسي وبيولوجي عبقري.

نعرف أيضًا على: أغرب الكائنات التي تعيش في أعماق المحيطات

يمنحها ثلاث مزايا حيوية للبقاء في البيئة التي تعيش فيها

النباتات التي “تمشي”

  • دعم هيكلي في التربة الرخوة: يتيح النظام الجذري المنتشر والمنتصب لهذه الأشجار التي تمشي تثبيت نفسها بقوة في التربة الموحلة والرخوة والضحلة التي تميز الغابات المطيرة. فعندما تغمر المياه التربة أو تصبح غير مستقرة. توفر هذه الجذور المرتفعة قاعدة عريضة ومستقرة. بالتالي مما يقلل من احتمالية اقتلاع الشجرة أو سقوطها. بخلاف الأنواع النباتية ذات الجذور السطحية التقليدية.
  • تسهيل “الحركة” البيولوجية البطيئة: تتيح البنية غير التقليدية لهذه الجذور الآلية التي تثير وصف النباتات البشرية: كائنات تمشي على قدمين. عندما تميل الشجرة نحو مصدر ضوء جديد. فإنها لا تحتاج إلى تفكيك وإعادة بناء نظامها الجذري بأكمله. بل يكفي أن تنمو جذور جديدة من الجانب المقابل للحركة. وتتدهور القديمة تدريجياً، مما يسمح للجذع بالتحرك خطوة تلو الأخرى على مدى فترة طويلة.
  • الوصول إلى المغذيات السطحية بكفاءة: في الغابات المطيرة، تكون معظم المغذيات متركزة في الطبقة العليا من التربة. نظام الجذور الدعامية يمكن الشجرة من الوصول بفعالية إلى هذه المغذيات السطحية دون الحاجة إلى اختراق طبقات التربة العميقة والفقيرة. بالتالي مما يمثل ميزة تغذوية هامة ويعزز قدرتها على النمو بسرعة والتنافس مع الأنواع الأخرى في هذه البيئة التي تعيش فيها.

نعرف أيضًا على: البحر الذي لا تختلط مياهه

الدراسات العلمية حولها: الجدل الأكاديمي

النباتات التي “تمشي”

أثارت ظاهرة النباتات التي “تمشي جدل واسع بين علماء النبات. وقد حاولت الدراسات العلمية حولها تأكيد أو نفي القصة المثيرة للحركة الكاملة للشجرة. فعلى الرغم من القصص المحلية. تميل معظم الدراسات العلمية حولها إلى نفي قدرة الشجرة على “المشي” بنشاط وبشكل هادف. يؤكد العلماء أن الحركة التي يلاحظها السكان المحليون هي ببساطة عملية “إعادة تموضع” بطيئة للغاية تحدث على مدى سنوات. هذه العملية هي آلية تكيف دفاعية وبحث عن الضوء. وليست حركة واعية. الحركة الحقيقية الوحيدة هي نمو الجذور نفسها. الذي يهدف إلى تعزيز التوازن الهيكلي والضوئي للشجرة.

ولا تزال الدراسات العلمية حولها مستمرة لتوثيق مدى هذه الحركة بدقة. فبعض الباحثين. مثل عالم الأحياء بيتر فريش قاموا بتتبع مواقع هذه الأشجار. وأكدوا أن الجذور الدعامية تنمو بمعدل حوالي 20 سم في السنة. مما يؤدي إلى تغيير بطيء في موضع الجذع. هذه الملاحظات وإن كانت تقلل من فكرة النباتات البشرية كائنات تمشي على قدمين إلا أنها تؤكد على أنها من نباتات مذهلة في آليات التكيف. وتعتبر كيف تتحرك الجذور؟ واحدة من أكثر الأسئلة المفتوحة والمثيرة في علم النبات.

نعرف أيضًا على: الحيوانات التي تغير جنسها

في الختام تظل النباتات التي تمشي. أو ما يعرف بالأشجار التي تتحرك رمز حي لقدرة الطبيعة على التكيف والابتكار. سواء كانت حركتها الفعلية نتيجة نمو الجذور في اتجاه الموارد أو مجرد وهم بصري. فإنها تفتح أمامنا باب التساؤل حول حدود الحياة النباتية. هذه الظاهرة الفريدة تؤكد أن نباتات مذهلة استطاعت تطوير آليات ذكية للبقاء في بيئات قاسية. لتذكرنا بأن التطور لا يتوقف. حتى لدى الكائنات الأكثر ثبات على وجه الأرض.

الأسئلة الشائعة 

س: هل النباتات التي “تمشي” حقيقية؟

ج: نعم هي حقيقية. لكنها لا “تمشي” بالمعنى الحرفي والسريع. هي أشجار نخيل (مثل سقراطيا) تستخدم جذورها الدعامية لتغيير موقع جذعها ببطء شديد (بنمو جذور جديدة وموت القديمة) للبحث عن ضوء الشمس.

س: ما هي النباتات البشرية: كائنات تمشي على قدمين؟

ج: هذا الوصف هو تسمية شعبية مجازية تطلق على بعض النباتات مثل نخيل سقراطيا بسبب مظهر جذورها الدعامية التي تبدو كالأقدام. وهي تنتصب فوق التربة مما يوحي بأنها تسير.

س: لماذا لا تتحرك كل الأشجار؟

ج: معظم الأشجار لا تحتاج إلى هذه الآلية. وتعتمد على نظام جذري تقليدي. نظام الحركة البطيء في الأشجار التي تمشي هو تكيف متخصص للعيش في تربة رخوة وغير مستقرة في الغابات المطيرة.

س: ما هي أشهر نباتات مذهلة بالحركة؟

 ج: بالإضافة إلى نخيل سقراطيا. هناك نباتات مثل فخ الذباب فينوس (Venus Flytrap) ونبتة الميموزا (Mimosa Pudica). التي تتحرك حركات سريعة استجابة للمس. لكن حركة سقراطيا هي الأبرز في تغيير الموقع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة