بحث عن أبرز أعمال نجيب محفوظ
عناصر الموضوع
1- تعريف نجيب محفوظ.
2- حياته ونشأته
3- أعمال نجيب محفوظ الروائية
4- مسيرته الأدبية
5- محاولة اغتياله
كان نجيب محفوظ مهتمًا بالأبعاد الفنية للسرد منذ بداية مسيرته الأدبية، وعمل بجد على تطويرها في أعماله. ورغم أنه شارك مع معاصريه من الروائيين في إنتاج روايات متنوعة من حيث أساليب السرد وموضوعات المجتمع المصري وقضاياه، إلا أنه سعى أيضًا إلى إحياء عناصر شكلية وأسلوبية من الأنواع السردية التراثية خلال عملية بحثه.
1– التعريف بنجيب محفوظ.
نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا هو كاتب مصري يعتبر أول مصري وعربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب. بدأ نجيب محفوظ الكتابة منذ الثلاثينيات واستمر حتى وفاته. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، حيث تتكرر فيها صورة الحارة التي تمثل العالم بأسره. كتب محفوظ أكثر من ثلاثين رواية، اشتهرت معظمها وتم تحويلها إلى أعمال سينمائية أو تلفزيونية. كانت روايته الأولى “عبث الأقدار“، بينما كانت آخر رواياته “قشتمر”. كما كتب أكثر من عشرين قصة قصيرة، كان آخرها “أحلام فترة النقاهة.
أشهر أعماله
من بين أشهر أعماله “بداية ونهاية“، “الثلاثية”، “أولاد حارتنا” التي تم منعها من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقت قريب، و”اللص والكلاب”، و”ثرثرة فوق النيل“، و”الكرنك”، و”الحرافيش”. على الرغم من تصنيف أدب محفوظ كأدب واقعي، إلا أن مواضيع وجودية تظهر في كتاباته. يُعتبر محفوظ أكثر كاتب عربي تم تحويل أعماله إلى السينما والتلفزيون.
أصل اسم نجيب محفوظ المركب
سُمي نجيب محفوظ بهذا الاسم المركب تكريمًا من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، الذي ساهم في تسهيل ولادته التي كانت صعبة.
مسيرته الأدبية
تتداخل مسيرة نجيب محفوظ الأدبية مع تاريخ الرواية الحديثة في مصر والعالم العربي. في بداية القرن العشرين، بدأت الرواية العربية خطواتها الأولى في مجتمع وثقافة اكتشفت هذا النوع الأدبي من خلال ترجمة الروايات الأوروبية من القرن التاسع عشر. ومع ذلك، كان نجيب محفوظ يؤمن بأن المجتمع المصري، الذي يتمتع بقوة وتاريخ عريق، قادر على استيعاب ودمج بعض جوانب الثقافة الغربية دون تردد، رغم حفاظه على تقاليده القديمة أثناء عملية التحديث. فقد كان هذا الكاتب يستمع، قبل كل شيء، إلى نبض الشعب المصري، ومغامراته الخاصة وتاريخه.
تتميز روايات نجيب محفوظ بأسلوب سردي كلاسيكي يركز على تصوير الشخصيات والمواقف بطريقة واقعية للغاية، مع تسليط الضوء على العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية في المجتمع المصري، وتجسيد الحياة اليومية بدقة. كما يستخدم محفوظ نمط الرواية الداخلية، مما يتيح للقارئ رؤية العالم من منظور شخصية محورية في الرواية. [1]
2– حياته ونشأته
وُلد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 في حي الجمالية بالقاهرة. كان والده موظفًا لم يقرأ سوى القرآن وحديث عيسى بن هشام، الذي كتبه صديقه المويلحي. أما والدته، فاطمة مصطفى قشيشة، فهي ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر. كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، حيث كان الفارق بينه وبين أقرب إخوته عشر سنوات، مما جعله يُعامل كطفل وحيد. كانت والدته أقرب إليه من والده، الذي كان مشغولًا دائمًا بعمله. رافق نجيب والدته في طفولته ونشأته حتى توفيت عام 1968، وهو نفس العام الذي حصل فيه على جائزة الدولة التقديرية. كان عمره سبع سنوات عندما اندلعت ثورة 1919، التي تركت أثرًا عميقًا في نفسه، وتذكرها لاحقًا في روايته “بين القصرين”، التي تُعد الجزء الأول من ثلاثيته.
دراسته
التحق نجيب محفوظ بالكُتاب حيث تعلم القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى التعليم العام والتحق بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) وحصل على ليسانس الفلسفة. بدأ بعد ذلك في إعداد رسالة الماجستير حول الجمال في الفلسفة الإسلامية، لكنه غيّر رأيه بسبب التزاماته العملية وقرر التركيز على الأدب. انضم إلى السلك الحكومي وعمل سكرتيرًا برلمانيًا في وزارة الأوقاف، ثم تولى إدارة مؤسسة القرض الحسن. [2]
حياته الشخصية
نجيب محفوظ وعائلته
تزوج نجيب محفوظ خلال فترة انقطاعه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، واحتفظ بسر زواجه عن المحيطين به لمدة عشر سنوات، مبررًا عدم زواجه بانشغاله برعاية والدته وأخته الأرملة وأطفالها. في تلك الأثناء، زاد دخله من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، مما أتاح له القدرة المالية لتأسيس عائلة. كما أخفى خبر زواجه عن والدته حتى لا تغضب، حيث كانت قد خططت لزواجه من قريبتها الثرية. في البداية، عاش مع زوجته في عوامة على نهر النيل، حيث أنجبا ابنتهما الأولى “أم كلثوم”، ثم انتقلا إلى شقة على النيل، وأنجبا ابنتهما الثانية “فاطمة”. لم يُكتشف أمر زواجه إلا بعد عشر سنوات، عندما نشبت مشاجرة بين إحدى ابنتيه وزميلة لها في المدرسة، مما جعل الشاعر صلاح جاهين يعرف بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين الأصدقاء والمعارف.
قبل زواجه من عطية الله، عاش نجيب محفوظ العديد من قصص الحب التي اعتبرها فاشلة، مما دفعه إلى الانغماس في عالم البغاء كوسيلة للهروب من الفشل المتوقع في علاقات أخرى. وقد صرح في أحد الحوارات الصحفية بأنه كان من رواد دور البغاء الرسمية والسريّة، وكذلك من مرتادي الصالات والكباريهات، مشيرًا إلى أن من يعرفه في تلك الفترة قد يتفاجأ بما كان يعيشه.
3– أعمال نجيب محفوظ الروائية
كتب نجيب محفوظ ثلاثاً وثلاثين رواية، وقد تميزت أعماله بتصويرها الواقعي للحياة الاجتماعية والسياسية والدينية في مصر خلال القرن العشرين. تناولت رواياته مجموعة متنوعة من المواطنين العاديين، غالباً من سكان القاهرة، وطرحت قضايا مهمة مثل حقوق المرأة ومعاملة السجناء السياسيين. كما تم تحويل العديد من أعماله إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية. ومن بين رواياته البارزة:
أولاد حارتنا
تُعتبر هذه الرواية واحدة من أهم وأبرز أعماله، حيث تم نشر لأول مرة عام 1959 في جريدة الأهرام على شكل حلقات، ولم تُجمع في كتاب واحد بسبب الاعتراضات التي واجهتها. تم نشرها لاحقاً بعد عدة سنوات من قبل دار الأدب في بيروت. وعلى الرغم من اسمها، لا نعتبر الرواية مجرد سرد لحياة الحارة، بل تعبر عن الكون أو العالم بأسره، حيث تمثل شخصياتها الرئيسية مثل الجبلاوي، وأدهم، وإدريس، رموزاً تعكس مسيرة الكائن الإنساني وعلاقاته مع الأرض والسماء.
حديث الصباح والمساء
وهذه الرواية واحدة من أبرز أعماله، حيث تم نشر عام 1987. تتميز بتسلسل الشخصيات في المشاهد وفقًا لترتيبها الأبجدي.
اللص والكلاب
وهذه الرواية من الأعمال البوليسية المثيرة، حيث تتسارع أحداثها بشكل ملحوظ. تدور القصة في مصر بعد الثورة، وتقدم صورة نفسية معبرة لرجل معذّب يُدعى سعيد، الذي قضى أربع سنوات في السجن بسبب جريمة سرقة. وعندما يخرج، يكتشف أن العالم من حوله قد تغيّر، حيث شهدت مصر الثورة. على الصعيد الشخصي، يجد أن زوجته وصديقه قد تزوجا ويعتنيان بابنتهما التي تبلغ من العمر ست سنوات. لكن الخيانة الأكبر بالنسبة له كانت من مستشاره الثوري، الذي أقنعه بأن سرقة الأثرياء في هذا المجتمع غير العادل هي وسيلة لتحقيق العدالة. الآن، أصبح هذا المستشار رجلًا غنيًا ومحررًا في صحيفة كبيرة. بعد فشل محاولات سعيد لاستعادة حقه، أصبح مطاردًا، يبحث عن فرصته الأخيرة لاسترداد ما فقده. [3]
4– مسيرته الأدبية
استلهم نجيب محفوظ معظم رواياته وقصصه من حي الجمالية وما يحيط به، مما شكل عالمه الخاص الذي انطلق منه إلى العالمية. بدأ مسيرته الكتابية في منتصف الثلاثينيات، حيث كان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. كانت أول قصة له بعنوان “همس الجنون” عام 1933. وفي عام 1934، أصدر روايته الأولى “عبث الأقدار”، التي عكست رؤيته للواقعية التاريخية. تلتها رواية “كفاح طيبة” عام 1944 و”رادوبيس” عام 1943، حيث بدأ نجيب محفوظ بتطوير أسلوبه الروائي الواقعي الذي استمر عليه في معظم أعماله الأدبية، بدءًا من “القاهرة الجديدة”، ثم “خان الخليلي” عام 1945 و”زقاق المدق” عام 1947.
استكشف محفوظ الواقعية النفسية في رواية “السراب”، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية من خلال “بداية ونهاية” وثلاثية القاهرة. في مرحلة لاحقة، اتجه إلى الرمزية في رواياته “الشحاذ” و”أولاد حارتنا”، التي أثارت ردود فعل قوية وأدت إلى محاولة اغتياله. كما استكشف مفاهيم جديدة في كتاباته، مثل الفنتازيا في روايته “الحرافيش” و”ليالي ألف ليلة”، بالإضافة إلى الكتابة الصوفية والأحلام في “أصداء السيرة الذاتية” و”أحلام فترة النقاهة”، اللذين تميزوا بالتكثيف الشعري وغنى اللغة.
5– محاولة اغتياله
في 21 سبتمبر 1950، بدأت جريدة الأهرام بنشر رواية “أولاد حارتنا” على شكل حلقات، لكن النشر توقف في 25 ديسمبر من نفس العام بسبب اعتراضات من هيئات دينية اعتبرت الرواية “تطاولاً على الذات الإلهية”. لم يتم نشر الرواية كاملة في مصر خلال تلك الفترة. واستغرق الأمر ثماني سنوات أخرى حتى صدورها بشكل كامل في طبعة دار الآداب اللبنانية في بيروت عام 1967. وفي عام 2006، أعيد نشر “أولاد حارتنا” في مصر عبر دار الشروق.
في أكتوبر 1995، تعرض نجيب محفوظ لطعنة في عنقه على يد شابين قررا اغتياله بسبب اتهامهما له بالكفر والخروج عن الدين نتيجة لروايته المثيرة للجدل. ومن الجدير بالذكر أن طبيعة نجيب محفوظ الهادئة ساهمت بشكل كبير في تأخير نشر الرواية في مصر لسنوات عديدة، حيث كان قد تعهد بعدم نشرها إلا بعد الحصول على موافقة الأزهر. وذلك بالتنسيق مع حسن صبري الخولي. الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وبالتالي، تم طباعة الرواية في لبنان عام 1962 ومنعت من دخول مصر، على الرغم من أن نسخًا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية. ولم يتم قتل نجيب محفوظ نتيجة لمحاولة الاغتيال، بينما تم إعدام الشابان اللذان شاركا في تلك المحاولة، رغم تعليقه بأنه لا يحمل ضغينة تجاههما.
توفي نجيب محفوظ في 29 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 95 عامًا، نتيجة قرحة نازفة. وذلك بعد عشرين يومًا من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة بمحافظة الجيزة بسبب مشكلات صحية في الرئة والكليتين. وكان قد أدخل المستشفى في يوليو من نفس العام بعد تعرضه لجرح عميق في الرأس نتيجة سقوطه في الشارع. [4]
وفي الختام يعتبر من أبرز الأدباء والروائيين السوريين، ويصنَّف إلى جانب نجيب محفوظ كأحد أشهر الكتّاب العرب على مستوى العالم. ومشهور بمقولته الشهيرة: “الرواية ديوان العرب”، ويطلق عليه البعض لقب “مَنجَم الشخصيات المتنقل”. يتميز أسلوبه بالبساطة والعمق، مع لغة سلسة، وغالباً ما تتناول رواياته بيئته التي نشأ فيها، وهي سواحل لواء اسكندرون واللاذقية.
المراجع
- الكاتب د. محمد عبيد االله _نجيب محفوظ: الرواية ..شعر الدنيا الحديثة . تعريف نجيب محفوظ -بتصرّف.
- الكاتب عدنان مدانات "نجيب محفوظ سينمائيا..جدلية العلاقة بين الفن والأدب. .حياته ونشأته -بتصرف
- موسوعة نجيب محفوظ والسينما_ صفحة 559 أعمال نجيب محفوظ الروائية -بتصرف
- صفحات من مذكرات نجيب محفوظ _دار النشر الشروق . مسيرته الأدبية -بتصرف