بدر بن عبد الله بن فرحان: رائد التحول الثقافي في المملكة

بدر بن عبد الله بن فرحان لا يمكن الحديث عن النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة العربية السُّعُودية دون ذكر هذا الاسم. ففي خضم التحولات الكبرى التي تعيشها المملكة ظهرت الحاجة الماسة إلى قائد يحمل رؤية استراتيجية. لتحويل الثقافة من مجرد جزء ثانوي إلى ركيزة أساسية في بناء مجتمع حيوي ومزدهر. هذا المقال يستعرض مسيرة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ودوره الفعال في رسم ملامح المشهد الثقافي السعودي الجديد مسلط الضوء على جهوده في إحياء التراث ودعم الإبداع وفتح آفاق جديدة للفن والأدب مما يجعله بحق رائدًا للتحول الثقافي في المملكة.

من هو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؟

يعرف بدر بن عبد الله بن فرحان بأنه أحد أبرز الشخصيات في المشهد الثقافي السعودي. وهو من مواليد الرياض عام 1985م. فبعد حصوله على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود بدأ الأمير مسيرته المهنية في القطاع الخاص قبل أن ينتقل إلى العمل الحكومي. كانت رؤيته الثاقبة وإدراكه لأهمية الثقافة كأداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية هي الدافع وراء تعيينه في مناصب قيادية رفيعة. ففي عام 2018 صدر مرسوم ملكي يقضي بتعيينه أول وزير للثقافة في تاريخ المملكة. وهو المنصب الذي أحدث نقلة نوعية في القطاع الثقافي و قبل هذا التعيين كان الأمير بدر قد شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة المجموعة السُّعُودية للأبحاث والتسويق. حيث ساهم في تطوير العديد من المطبوعات والإصدارات الإعلامية مما أكسبه خبرة واسعة في مجال الإعلام والثقافة. ومن بين المناصب التي شغلها أيضا رئاسة مجلس إدارة مؤسسة مسك الخيرية. وهي مؤسسة غير ربحية تدعم تمكين الشباب السعودي في مجالات متعددة ومن ضمنها المجال الثقافي.

يعد بدر بن عبد الله بن فرحان من الشخصيات التي توازن بين الالتزام بالتراث السعودي الأصيل والتطلع إلى المستقبل. فقد عمل بجد على إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الوطني وإعادة إحيائه. وفي الوقت نفسه فتح الأبواب أمام الفنون الحديثة والمعاصرة. فينظر إلى جهوده في إنشاء العديد من الهيئات الثقافية الجديدة مثل هيئة الأدب والنشر، التَّرْجَمَةً، هيئة الموسيقى، هيئة الفنون البصرية. على أنها خطوة استراتيجية نحو تنظيم وتطوير القطاع الثقافي فهذه الهيئات تعمل على دعم المبدعين والفنانين في مختلف المجالات وتوفير بيئة خصبة لنمو المواهب المحلية.

وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية 2030 التي تولي اهتمام كبير لتطوير القطاع الثقافي كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة.[1]

تعرف أيضًا على: تعرف على حسان دياب رئيس وزراء لبنان السابق

من هي والدة بدر بن عبد المحسن بن فرحان؟

تتداخل الألقاب والأنساب أحيانا مما يسبب بعض اللبس لدى الكثيرين ولتوضيح الأمر يجب الإشارة إلى أن هناك اختلاف بين شخصيتين بارزتين: الأمير بدر بن عبد المحسن الشاعر المعروف، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة الحالي فهذا اللبس غالبا ما يؤدي إلى تساؤلات حول والدة الأمير بدر بن عبد المحسن. التي هي الأميرة وضحى بنت الحمود بن فيصل بن حثلين. أما فيمَا يخص والد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان فهو الأمير عبد الله بن فرحان آل سعود لذلك من المهم التفريق بينهما عند البحث عن أي معلومات. وهذا التوضيح يساعد على تجنب الخلط بين الشخصيتين. والتركيز على إنجازات كل منهما على حدة، فالأمير بدر بن عبد المحسن له إرث أدبي وشعري عظيم. بينما يركز الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان على القيادة الثقافية والإدارية.

تعرف أيضًا على: جمال عبد الناصر: الزعيم الذي بنى الجمهورية المصرية

تسليط الضوء على هذه الشخصيات يظهر أهمية العائلات الحاكمة في دعم الثقافة والفن. فكما كان للأمير بدر بن عبد المحسن دور كبير في إثراء الساحة الشعرية فإن جهوده اليوم تتجه نحو إحداث تحول شامل في القطاع الثقافي. هذه الجهود تأتي امتدادًا لدعم الأسرة الحاكمة للثقافة والفن عبر الأجيال. على سبيل المثال فإن الأشقاء والأقارب للمسؤولين في المملكة غالبا ما يكون لهم دور فعال في المجتمع، فكل منهم يساهم في مجال معين. ويبقى تركيزنا على الإنجازات الرسمية والمهنية التي يقوم بها الأمير بدر بن عبد الله. خاصة وأن بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود الأشقاء يشغلون مناصب مختلفة في الدولة ويعملون على تحقيق رؤيتها.

تعرف أيضًا على: مريم العتيبي وأثرها في قضايا حقوق المرأة بالسعودية

كم عمر بدر بن عبدالله؟

يبلغ عمر الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان حوالي 40 عاما حيث ولد في عام 1985م. مما يجعله من الوزراء الشباب في الحكومة السُّعُودية. فهذا العمر يمنحه حيوية وطاقة كبيرة وقدرة على فهم تطلعات الجيل الجديد من الشباب السعودي. فالشباب هم المحرك الأساسي للتنمية الثقافية ومن خلال إطلاق العديد من المبادرات الموجهة لهم، يسعى الأمير إلى خلق جيل جديد من الفنانين والمثقفين. فمن خلال دعمه لمهرجانات الفن والموسيقى وتشجيع ريادة الأعمال في القطاع الثقافي. يعمل على تمكين الشباب من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ثم أن هذا العمر يمثل نقطة التقاء بين الأجيال فهو يحمل في داخله احترامًا للماضي وتطلعا للمستقبل:

دعم المواهب الشابة

أطلق العديد من البرامج لدعم الفنانين والمبدعين الشباب مثل برنامَج “فنون” الذي يقدم منحا دراسية ومساحات عمل.

تطوير البنية التحتية الثقافية

أسهم في إنشاء مسارح ومتاحف ومراكز فنية حديثة لتكون حاضنة للإبداع.

التعاون الدُّوَلي

عقد شراكات مع مؤسسات ثقافية عالمية لتبادل الخبرات وعرض الفن السعودي عالميًا.

تشجيع القراءة والكتابة

أطلق مبادرات لدعم المكتبات العامة ودور النشر وتشجيع القراءة بين جميع فئات المجتمع.

هذه الجهود تظهر رؤية الأمير بدر لتمكين الشباب وإشراكهم في عملية التحول. فمن خلال هذه المبادرات يتم بناء أساس متين لمستقبل ثقافي مزدهر كما يساهم عمله في تغيير النَّظْرَة التقليدية للثقافة، وتقديمها كقطاع حيوي يمكن أن يخلق فرص عمل ويساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

تعرف أيضًا على: قائمة أسماء سياسية بارزة في التاريخ العربي والعالمي

من هو صاحب السمو وزير الثقافة؟

صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان هو وزير الثقافة الحالي في المملكة العربية السُّعُودية. يعرف بجهوده الكبيرة في قيادة القطاع الثقافي نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 فمنذ تعيينه عمل الأمير على تحويل وزارة الثقافة من مجرد هيئة إشرافية إلى محرك للتنمية. وتمثلت رؤيته في جعل الثقافة جزء أساسي من حياة المواطنين والمقيمين وفتح آفاق جديدة للإبداع والفن. فقد كان بدر بن عبد الله بن فرحان صاحب رؤية طموحة وقد ترجمها إلى خطط عمل ملموسة. فمنذ توليه المنصب تم إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم المبدعين، وتطوير البنية التحتية الثقافية وتشجيع الحوار الثقافي.

تعرف أيضًا على: ماجد القصبي: وزير المهمات المتعددة في الحكومة السعودية

تشمل إنجازات الأمير كوزير للثقافة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة. التي وضعت إطار عام لتطوير القطاع في جميع أنحاء المملكة. كما أسس 11 هيئة ثقافية متخصصة كل منها يركز على مجال معين مثل المسرح، الفنون الأدائية، الموسيقى، الأفلام، التراث فهذه الهيئات تعمل على تنظيم وتطوير القطاعات التي تشرف عليها وتوفير الدعم المالي واللوجستي للفنانين والمبدعين.

ويُذكر أن المعلومات المتوفرة عن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان تتركز بشكل أساسي على مسيرته المهنية. التي حققها في إطار عمله الرسمي، دون التطرق إلى تفاصيل حياته الشخصية.[2]

تعرف أيضًا على: شي جين بينغ: القوة الصاعدة التي تعيد تشكيل الصين

في الختام، يمكن القول إن مسيرة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان تمثل قصة نجاح ملهمة في مجال التحول الثقافي. فمن خلال رؤيته الثاقبة وجهوده الحثيثة استطاع أن يضع حجر الأساس لمستقبل ثقافي مزدهر في المملكة العربية السُّعُودية فلقد كان لدوره أول وزير للثقافة تأثير بالغ الأهمية في إحياء التراث ودعم الإبداع وتمكين الشباب فإن هذه الإنجازات لا تقتصر على بناء المؤسسات أو إطلاق المبادرات بل تمتد لتشمل غرس الوعي بأهمية الثقافة كجزء لا يتجزأ من الهُوِيَّة الوطنية والتنمية المستدامة.

• Arab NewsFaceOf: Prince Badr bin Abdullah bin Mohammed bin Farhan, KSA’s first minister of culture -بتصرف
• (my.gov.sa)Our Culture, Our Identity -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم