براكين المحيط الهادئ وأخطارها

براكين المحيط الهادئ. يعرف المحيط الهادئ بكونه موطنًا لعدد هائل من البراكين النشطة، التي تشكل ما يعرف بـ”حزام النار”. هذه المنطقة، التي تمتد على طول حدود المحيط، تُعد الأكثر نشاطًا بركانيًا وزلزاليًا على وجه الأرض. تسلط هذه الظاهرة الضوء على القوة الهائلة للطبيعة والديناميكية المستمرة لسطح كوكبنا.

 ما هو بركان المحيط الهادي؟

في قلب كوكبنا. حيث تتلاقى قوى الأرض وتصاغ الجبال والأخاديد، توجد براكين المحيط الهادئ. وهي فتحات جيولوجية تنبثق منها الحمم والغازات من أعماق القشرة الأرضية. هذه البراكين تنشأ بفعل تحركات الصفائح التكتونية — خاصة عند نقاط التّلاقي والانغمار — وتعتبر جزءًا من ظاهرة تعرف بـ الحزام الناري. أو “حلقة النار” بالمحيط الهادي، والتي تحيط بالحوض الهادي على شكل حدوة حصان

تعرف أيضًا على: بركان بيناتوبو الفلبين وانفجاراته الشهيرة

الفضول العلمي يدفعنا أحيانًا للتساؤل: كم عمق المحيط الهادي؟

الجواب يفتح أمامنا نافذة على الخفاء الكبير الذي تحتضنه هذه البراكين. إذ إن هذا المحيط العميق يمنح الصهارة المتدفقة قوة ومجالًا لإحداث تغييرات هائلة، رغم أن الجزء الأكبر من نشاط البراكين يحصل تحت طبقات الماء الثقيلة.

تظهر الدراسات أن نحو ثلاثة أرباع البراكين النشطة في العالم تقع ضمن هذا الحزام الناري، مما يجعل من المناطق البحرية ” لا اليابسة فقط ” أماكن نابضة بالنشاط البركاني والزلازلي.

كما أن فهم طبيعة براكين المحيط الهادي. يتطلب الانغماس في أسرار المحيط، والتمعن في عمق القاع الذي يحتضن تلك الفوهات النشطة. وهكذا. فإن الإجابة على السؤال “ما هو بركان المحيط الهادي؟” تمتد إلى أكثر من مجرد تعريف؛ إنها دعوة لاستكشاف محيطٍ يخفي في أعماقه قوى طبيعية جبّارة. [1]

تعرف أيضًا على: بركان سانت هيلين: التاريخ والأضرار

 هل يوجد بركان نشط في المحيط الهادئ؟

بالتأكيد، توجد براكين نشطة في أعماق هذا البحر الواسع، وأبرز مثال على ذلك. هو براكين المحيط الهادئ. التي تتجمع على طول ما يعرف بـ منطقة الحزام الناري في المحيط الهادي. أحد أكثر المناطق الجيولوجية نشاطًا في العالم. هذا الحزام هو حلقة ضخمة من البراكين والزلازل تحيط بالمحيط الهادئ، وتضم نحو ثلاثة أرباع البراكين في العالم، بالإضافة إلى حوالي 90٪ من الزلازل القوية التي تهز كوكبنا.

على سبيل المثال،

يعد Axial Seamount  من أبرز البراكين البحرية النشطة في شمال شرق المحيط الهادئ. يقع على بعد نحو 300 ميل قبالة سواحل ولاية أوريغون، ويغوص على عمق حوالي 1400 متر تحت سطح الماء. لقد شهد هذا البركان انفجارات سابقة في أعوام 1998، 2011، و2015. ولا يزال حيًا ومنذرًا بنشاطٍ طويل الأمد.

وفي عام 2025، أظهر Axial Seamount بوادر اقتراب انفجار جديد؛ إذ لوحظ ارتفاع في النشاط الزلزالي وتورم في قاع البحر بالقرب من البركان يشير إلى زيادة في ضغط الصهارة تحته. ورغم عمق موقعه وآثاره تحت سطح البحر. إلا أن العلماء يتابعون هذا النشاط الباحث بهدوء، كونه فرصة نادرة لفهم آليات البراكين البحرية واستشراف سلوكها قبل الثوران.

بهذا، يصبح السؤال “هل يوجد بركان نشط في المحيط الهادئ؟” أكثر من مجرد إجابة بنعم. إنه دعوة لتقدير مدى الديناميكية التي تضفيها هذه البراكين المخفية في أعماق البحار على شكل كوكب الأرض. وجود نشاط بركاني في هذه العمق ليس مجرد حقيقة علمية، بل هو دليل حي على التفاعلات الجيولوجية القوية التي تعصف تحت نافذة المياه. [2]

تعرف أيضًا على: الرماد البركاني وأثره على البيئة

لماذا المحيط الهادي خطير؟

عندما ننظر إلى سطح المحيط الهادي، قد نَظنُّ أنه هادئ وذا طبيعة ساحرة، لكن الواقع يخبِّئ وراء هذه الصفحات المائية طاقة خامدة تكاد تهدّد البشرية في أي وقت. في قلب هذه التحكم الجيولوجي العظيم، تبرز براكين المحيط الهادئ. كقوى طبيعية ساحقة، تمثل اليوم أكثر التهديدات فعالية.

تعرف أيضًا على: الزلازل والبراكين: العلاقة والتأثير

السبب في خطورة هذا المحيط لا يكمن فقط في البراكين، بل في التضامن بين الأنشطة الزلزالية والبركانية التي تشكل جزءًا من “حلقة النار” الهائلة، وهي شبكة من أنشطة الزلازل والبراكين تحيط بالمحيط كتجلٍّ لقوة الأرض تحت الأمواج. تتسبب هذه التفاعلات في تصاعد الصهارة، واهتزازات القشرة، وفي بعض الحالات، ولادة موجات تسونامي مدمرة.

لكن، وسط هذا المشهد الدراماتيكي، يبرز سؤال طبيعي: لماذا سمي المحيط الهادئ بهذا الاسم؟ يعود ذلك إلى الرحالة ماجلان، الذي وصفه بـ”المحيط الهادئ” خلال رحلته الأولى لأن مياهه بدا لها في ذلك الوقت مسالِمة وهادئة. إلا أن هذا التقييم السطحي يخفي حقيقة أكثر قتامة: تحت هذا الهدوء الظاهري. تطفو قوى بركانية وزلزالية عظيمة تنتظر الانفجار.

الخطورة الحقيقية تكمن في أن هذه البراكين لا تتفجر عشوائيًا فقط، بل قد تؤدي إلى تكوين موجات عملاقة تسونامي أو تغييرات مفاجئة في البيئة البحرية. إضافة إلى ذلك. فإن احتمالات حدوث هزات أرضية متكررة تجعل العديد من المناطق الساحلية تحت التهديد.

باختصار، هذا المحيط يمزج بين جمال السطح وقسوة الأعماق، بين هدّوء الظاهر وخوف الخفاء.

تعرف أيضًا على: الجزر البركانية في المحيطات وكيف تكونت

ما هي البراكين الهادئة؟

براكين المحيط الهادئ. تشمل نوعًا فريدا من البراكين يعرف بـ”البراكين الهادئة”. هي تتميّز عن غيرها بانفجاراتها الإنسيابية الأكثر سلاسة وأقل عنفًا. دعيني أشرح لك هذا النوع من البراكين بأسلوب واضح ومنظم في نقاط:

• انفجارات إنسيابية وليست انفجارية

تدفق الحمم يكون ناعمًا وسلسًا، دون انفجار مدوٍ أو قذف للصهارة بعيدًا. هذا النوع من الانفجارات يعرف بالـEffusive eruptions  وشائع في البراكين التي تفرز حممًا قليلة اللزوجة.

• تكوين تضاريس مميزة

تتراكم الحمم بسلاسة لتكوّن براكين درعية (Shield Volcanoes). ذات قمم منخفضة وانحدار لطيف. أمثلة شهيرة مثل Mauna Loa وKilauea في هاواي تعبّر تمامًا عن هذا النوع من البراكين.

• هدوء ظاهري يخفي قوة داخلية

رغم المشهد السطحي الهادئ، إلا أن الطبقات الجيولوجية الأسفل قد تخزن طاقة قوية تحرر تدريجيًا أو فجأة حين تتراكم الصهارة أو تتغير طبيعة الصخور المحيطة.

تعرف أيضًا على: أشهر البراكين اليابانية: بركان فوجي

في نهاية هذه الرحلة، يتضح أن براكين المحيط الهادئ. ليست مجرد أسماء أو مواقع على الخرائط، بل هي تعابير حيّة لقوة الأرض المخفية تحت أغلفتها المائية. رغم أن الاستكشاف والهدوء السطحي تبدوان مسالمة، إلا أن النشاط البركاني والزلازلي في هذه المنطقة يحمل في طياته إمكانية التحول الدرامي في أي لحظة

. معرفتنا بهذه الظواهر لا تعد مجرد جمال علمي، بل ضرورة لضمان استقرار المجتمعات الساحلية التي تواجه هذا التحدي. لذا. يبقى فهمنا لأسرار هذه البراكين وسيلة حكيمة للعيش في تناغم مع أحد أكثر أنظمة الأرض قوة وجمالًا.

• livescienceWhat is the Pacific Ring of Fire?
• farandawayadventuresA Guide to the Pacific's Most Active Volcanoes -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم