بركان سانت هيلين: التاريخ والأضرار

بركان سانت هيلين. بركان سانت هيلين هو بركان طبقي نشط يقع في مقاطعة سكامانيا بواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية. يشتهر البركان بانفجاره الكارثي الذي وقع في 18 مايو 1980، وهو الأكثر دموية وتدميراً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. كان الانهيار الأرضي الكبير الذي سبّب الانفجار أكبر انهيار أرضي مسجّل في التاريخ.

هل سينفجر بركان سانت هيلين مرة أخرى؟

هذا سؤال يشغل بال الكثيرين خاصة من يعيشون بالقرب من المنطقة. والإجابة العلمية هي نعم فمن المرجح أن يثور بركان سانت هيلين. مرة أخرى، البركان لم يعد خامدًا أو منقرضًا بل هو بركان نشط ويظهر نشاطًا جيولوجيًا مستمرًا وإن كان ضعيفًا، إنه يقع في منطقة نشطة جيولوجيًا وهي حزام جبال كاسكيد البركانية.

تعرف أيضًا على: لرماد البركاني وأثره على البيئة

منذ انفجار عام 1980. شهد البركان عدة ثورانات صغيرة وهزات أرضية خاصة في عام 2004. هذه الثورانات الصغيرة لا تشبه الانفجار الكبير لكنها دليل على أن الصهارة ما زالت تتراكم تحت سطح الأرض، ويقوم العلماء بمراقبة البركان على مدار الساعة باستخدام أجهزة متطورة لرصد أي تغيرات في نشاطه وهذا ما يجعلهم قادرين على إطلاق تحذيرات مبكرة في حال وجود أي مؤشرات على ثوران وشيك.

إن انفجار بركان سانت هيلين. عام 1980. كان درسا ثمينا للعلماء فقد أدى إلى تطوير تقنيات جديدة لمراقبة البراكين مثل أجهزة قياس التشوه الأرضي وأجهزة قياس الزلازل، وهذا ما يجعلنا قادرين على توقع أي ثوران مستقبلي بشكل أفضل من الماضي، لكن يبقى السؤال هو متى سيثور وهذا ما لا يمكن لأحد أن يتنبأ به بدقة حتى الآن. [1]

تعرف أيضًا على: الزلازل والبراكين: العلاقة والتأثير

 كم عدد الأشخاص الذين ماتوا في بركان سانت هيلينز؟

تسبب انفجار بركان سانت هيلين. في وفاة 57 شخصًا، وقد يبدو هذا الرقم صغيرًا مقارنة بكوارث طبيعية أخرى. ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذا الانفجار كان مفاجئًا وقويًا للغاية وحدث في منطقة غير مأهولة بالسكان بشكل كبير. لقد كان معظم الضحايا من العلماء والجيولوجيين والصحفيين والمغامرين الذين كانوا يراقبون البركان من أماكن قريبة.

من أشهر الضحايا كان الجيولوجي ديفيد جونستون الذي كان يراقب البركان من على بعد أميال قليلة وأبلغ عن الثوران قبل وفاته بكلماته الأخيرة الشهيرة (فانكوفر…فانكوفر…. هذا هو).  وكانت وفاته بمثابة صدمة للمجتمع العلمي. حيث كان أحد أبرز الخبراء في مجال البراكين ولقد كان جبل سانت هيلينز. مسرحاً لهذه المأساة.

تعرف أيضًا على: الجزر البركانية في المحيطات وكيف تكونت

إن عدد الوفيات كان يمكن أن يكون أكبر بكثير لو لم يتم إخلاء المنطقة المحيطة بالبركان بشكل استباقي قبل أيام من الانفجار، وهذا دليل على أهمية التحذيرات المبكرة والتعاون بين السلطات المحلية والعلماء في إدارة مثل هذه الكوارث، لقد كان بركان سانت هيلين. درسًا في إدارة الأزمات. [2]

ما هو البركان الأمريكي الأكثر احتمالا للثوران؟

عند الحديث عن البركان الأمريكي الأكثر احتمالا للثوران. فإن الإجابة ليست بالضرورة جبل سانت هيلين. فعلى الرغم من شهرته إلا أن هناك العديد من البراكين الأخرى في الولايات المتحدة التي تظهر نشاطًا أكبر واحتمالية ثوران أعلى، ومن أبرز البراكين التي يراقبها العلماء عن كثب هي:

• جبل رينييه في ولاية واشنطن

  يعتبر من أكثر البراكين خطورة في الولايات المتحدة بسبب قربه من مناطق مأهولة بالسكان وكثرة الأنهار الجليدية على قمته والتي يمكن أن تذوب وتسبب تدفقات طينية بركانية (لاهار) مدمرة.

• بركان ماونا لوا في هاواي

  يعتبر من أكبر البراكين النشطة في العالم وله تاريخ طويل من الثورات.

• يالوستون كالديرا في وايومنغ

  على الرغم من أنه لم يثور منذ آلاف السنين إلا أنه يعتبر بركانًا هائلًا وثورانه المستقبلي يمكن أن يكون له تأثير كارثي على مستوى عالمي.

• جبل شاستا في كاليفورنيا

  لديه تاريخ من الثورات الكبيرة ويقع في منطقة نشطة زلزاليًا.

إن هذه البراكين إلى جانب بركان سانت هيلين. تشكل جزءًا من برنامج المراقبة الوطني للبراكين في الولايات المتحدة. حيث يتم مراقبتها باستمرار لفهم سلوكها وتقييم المخاطر المحتملة.

تعرف أيضًا على: أشهر البراكين اليابانية: بركان فوجي

 هل كان جبل سانت هيلينز يحتوي على حمم بركانية؟

كان جبل سانت هيلينز. يحتوي على حمم بركانية ولكن طبيعة انفجار عام 1980 كانت مختلفة. فبدلاً من أن يكون ثورانًا تقليديًا يتدفق منه الحمم البركانية ببطء كان الانفجار جانبيًا، فقد هذا الانفجار كان مدفوعًا بالغازات المضغوطة التي تراكمت داخل البركان ولم يكن ناتجًا عن تدفق الحمم البركانية.

تعرف أيضًا على: بركان أيسلندا: نشاط وبركان نشط

هذا الانفجار الجانبي كان مدمرًا للغاية، حيث أطلق سحابة هائلة من الرماد البركاني والغازات الساخنة بسرعة فائقة، هذه السحابة دمرت كل شيء في طريقها وأدت إلى اقتلاع الأشجار وحرقها على مساحة واسعة. وبعد الانفجار تدفقت حمم بركانية لزجة وبطيئة من الفوهة الجديدة ولكنها لم تكن العامل الرئيسي في الدمار.

أثره على علم البراكين

إن طبيعة انفجار بركان سانت هيلين. الفريدة كانت درسًا مهمًا في علم البراكين، فقد أظهرت أن البراكين يمكن أن تثور بطرق غير متوقعة. وأن خطرها لا يقتصر على تدفقات الحمم البركانية فقط، ولقد كان هذا الانفجار بمثابة تذكير لنا بأن الطبيعة تملك قوى لا يمكننا دائمًا فهمها أو التنبؤ بها بشكل كامل بالفعل، فقد كشف الانفجار عن قدرة البركان على إطلاق العنان لقوة هائلة في صورة انفجار جانبي. وليس من القمة كما هو معتاد. كانت تلك السحابة الساخنة والمدمرة المكونة من الرماد والغازات البركانية. التي اندفعت بسرعة فائقة عبر الغابات. هي ما أحدث الدمار الأكبر. ولقد شكلت هذه الكارثة نقطة تحول في دراسة البراكين. حيث أدت إلى تطوير تقنيات جديدة لرصد الأنشطة الزلزالية والتشوهات الأرضية التي قد تسبق الانفجارات، مما أتاح للعلماء إمكانية تقديم تحذيرات أفضل في المستقبل.

تعرف أيضًا على: الزلازل في الخليج العربي وتاريخها

في الختام، كانت رحلتنا إلى تاريخ بركان سانت هيلين رحلة مليئة بالدروس والعبر، لقد تعلمنا أن هذا البركان لم يهدأ بعد وأن احتمال ثورانه مرة أخرى قائم، كما عرفنا عدد الضحايا وكيف أن جهود المراقبة المسبقة ساهمت في تقليل الخسائر. وتعرفنا على البركان الأمريكي الأكثر احتمالا للثوران، وفي النهاية فهمنا أن طبيعة ثوران هذا البركان كانت مختلفة عن الصورة التقليدية للبراكين، إن قصة بركان سانت هيلين هي قصة عن الصمود وكيف يمكن للإنسان أن يتعلم من قسوة الطبيعة ويصمد في وجهها.

• usgsFuture Eruptions at Mount St. Helens -بتصرف
• britannicaMount Saint Helens -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم