بليغ حمدي: ملك الألحان وصانع أنغام لا تموت

الكاتب : همس عبد الفتاح

شخصيات

16 أغسطس 2025

عدد المشاهدات : 51

منذ ساعتين

ما هي أصول بليغ حمدي؟

كم استمر زواج بليغ حمدي ووردة؟

ما هي الأغاني التي لحنها بليغ حمدى لام كلثوم؟

هل تزوج بليغ حمدي من ميادة الحناوي؟

من هي زوجات بليغ حمدي؟

أولاد بليغ حمدي

بليغ حمدي هو واحد من أبرز أعلام الموسيقى العربية في القرن العشرين. فاسمه وحده يكفي لإثارة الذكريات والانفعالات، وتسترجع الأذهان فورًا ألحانًا خالدة ونغمات عصية على النسيان. ولد موهوبًا، واشتعلت بداخله شعلة الفن منذ نعومة أظافره، ليترك في النهاية إرثًا موسيقيًا يشهد له التاريخ. في هذا المقال، نأخذك في رحلة متكاملة نتعرف فيها على أصوله العائلية، وحكايته مع وردة، وألحانه مع أم كلثوم، وكذلك أسرار حياته الخاصة. ستكتشف حقائق قلّ من يعرفها، وتتعرف على محطات صنعت منه رمزًا موسيقيًا خالدًا.

ما هي أصول بليغ حمدي؟

ولد بليغ حمدي في القاهرة عام 1931، واسمه الحقيقي “بليغ عبد الحميد حمدي مرسي”، لعائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة المتعلمة. وكان والده يعمل أستاذًا للفيزياء، وهو ما أتاح له تربية صارمة ولكن مشبعة بالثقافة والمعرفة. منذ صغره، أظهر ميولًا فنية واضحة، حتى قبل أن يتقن النطق الكامل، فقد كان يتفاعل مع الأصوات من حوله، ويقلدها، ويعيد ترتيبها بنغمة طفولية مبهرة.

تعرف أيضًا على: نزار قباني وعالم العاطفة بين التمرد والرقة

ترعرع في منزل يقدّر الفن والقراءة، حيث كانت أمه تشجعه على العزف، وكانت تستدعي له معلمين لتطوير موهبته، إلى أن التحق في شبابه بمعهد فؤاد الأول للموسيقى. وهناك بدأ نجم اسمه يسطع، لا فقط كعازف عود ماهر، بل كموسيقار يملك حسًّا تعبيريًا غير تقليدي.

تنتمي عائلة بليغ حمدي إلى أصول صعيدية تحديدًا من محافظة المنيا، لكنّ الأسرة استقرت في القاهرة منذ عقود. لم يكن في عائلته فنانين من قبله. لذا اعتبر هو أول من خرق ذلك الإطار الأكاديمي الصارم، ليفتح باب الفن على مصراعيه من أوسع أبوابه.

كان الجو الأسري الداعم، وحب الموسيقى الكامن في قلبه، هما البذرتين اللتين صنعتا من هذا الشاب الهادئ نغمةً لا تنسى في ذاكرة الفن العربي. ولم يلبث أن التقطه أساتذته في المعهد، حتى بدأ في التلحين لعدد من النجوم الشبان في أوائل الخمسينيات، ليدخل الساحة بجدارة لم يعرف مثلها أحد من أبناء جيله. [1]

تعرف أيضًا على: إحسان عبد القدوس ورواياته التي فتحت أبواب الجرأة الاجتماعية

كم استمر زواج بليغ حمدي ووردة؟

قصة حب بليغ حمدي ووردة الجزائرية تعد واحدة من أعذب القصص الرومانسية التي عرفها الوسط الفني العربي. بدأ الإعجاب بينهما قبل سنوات من الزواج، عندما لحّن لها أغنيتها الشهيرة “أحبك فوق ما تتصور”. والتي كانت من أوائل نجاحاتها الكبرى، فبدأت تتشكل بين النغمة والكلمة علاقة أكبر من الفن.

تزوج الثنائي عام 1972 بعد قصة شدّ وجذب، وعاشا معًا خمس سنوات فقط، كانت مليئة بالفن، والمشاعر، والاختلافات أيضًا. لم يكن الزواج تقليديًّا، بل كان ثنائيًّا من نوع خاص: هي الفنانة الحساسة. وهو الموسيقار المشغول دومًا بفنه. انفصلا في عام 1977، لكن الحب لم ينتهِ، وظلت وردة تعترف علنًا بأن بليغ حمدي ووردة لم ينفصلا يومًا من القلوب، رغم الطلاق.

تعرف أيضًا على: أحمد خالد توفيق وخلق عوالم خيالية صنعت جيلًا قارئًا

لم يكن الطلاق نهاية علاقتهما، بل ظل يلحّن لها من بعيد، وتغني له من قلبها. وكأن النغمة كانت رابطًا لا ينقطع مهما تغيرت الظروف. أبرز ما غنته وردة له بعد الطلاق كان “بودعك”، و”لولا الملامة”، و”خليك هنا”، وكلها أعمال صاغها بليغ من مشاعره دون مقابل. وكانت وردة تغنيها بصدق يتجاوز الأداء الفني إلى الاعتراف العاطفي.

وقد كانت هذه العلاقة حاضرة بقوة في ذاكرة وردة حتى وفاتها، وكذلك في وجدان الجماهير التي رأت في هذا الثنائي مثالًا نادرًا على تلاقي الحب والفن. وإن لم يكتمل له النصيب في الحياة المشتركة.

ما هي الأغاني التي لحنها بليغ حمدى لام كلثوم؟

تعتبر مرحلة تعاون بليغ حمدي مع أم كلثوم من أهم مراحل تطور الموسيقى العربية الحديثة، حيث جمع بين عظمة الصوت، وحداثة اللحن، لتنتج أعمالًا متكاملة لا تزال حية حتى اليوم. أول لقاء فني بينهما كان في الستينيات عندما غنّت له “حب إيه”، وقد كانت مفاجأة للجمهور، لأن أسلوب بليغ كان جديدًا ومختلفًا عن ألحان السنباطي وزكريا أحمد.

تعرف أيضًا على: ابن عبد ربه وموسوعته الخالدة: العقد الذي يزين الأدب

لحن لها بعدها “أنساك”، و”بعيد عنك”، و”سيرة الحب”، و”فات الميعاد”، و”ألف ليلة وليلة”، وجميعها من قمم الإبداع الموسيقي العربي. امتاز أسلوبه بالمرونة والحداثة، فكان يمزج بين الطرب الأصيل والتوزيع المعاصر، ما أعطى لأم كلثوم بعدًا جديدًا لم تعرفه في أعمالها السابقة.

في كل لحن، كان يشعر أم كلثوم ويترجم إحساسها، فتغني وكأن الكلمات نسجت من داخلها. لم يكن التعاون بينهما مجرد عمل، بل حالة فنية استثنائية، أتقن فيها كلٌّ منهما دوره حتى وصل الفن العربي إلى قمة لم يبلغها من قبل.

وبينما رحل بليغ حمدي تاريخ ومكان الوفاة في 12 سبتمبر عام 1993 في القاهرة، إلا أن ألحانه مع كوكب الشرق لا تزال تبث يوميًا على الإذاعات، وتدرّس في معاهد الموسيقى كأمثلة حية على الإبداع العربي الخالد. [2]

تعرف أيضًا على: أبو نواس وسحر الحياة: حين يكون الشعر متعة خالصة

هل تزوج بليغ حمدي من ميادة الحناوي؟

نختتم هذا المقال بالإجابة على سؤال يتردد كثيرًا بين جمهور الفن، وهو: هل كانت هناك علاقة زواج بين بليغ حمدي وميادة الحناوي؟ والحقيقة أن الشائعات كثرت حول هذا الأمر. ولكن لم تثبت أي وثيقة رسمية زواجًا حقيقيًا بينهما.

ومن خلال العناصر التالية نوضح الحقائق المتعلقة بزواجه وحياته الخاصة:

من هي زوجات بليغ حمدي؟

الزواج الوحيد المؤكد في حياة بليغ هو من وردة الجزائرية، ولم يسجَّل رسميًا أي زواج آخر بعدها.

تعرف أيضًا على: أبو قاسم الشابي

أولاد بليغ حمدي

لم يرزق بليغ حمدي بأبناء من زواجه، ولم يثبت أنه أنجب من أي علاقة أخرى. لذا، لا وجود لأبناء يحملون اسمه بعد وفاته.

ميادة الحناوي كانت فنانة مقرّبة منه، وقد لحّن لها العديد من الأغاني الناجحة مثل “أنا بعشقك”. ولكن العلاقة بقيت في الإطار المهني. وقد أكدت ميادة أكثر من مرة أن ما جمعها ببليغ هو الحب الفني العميق، لا أكثر.

البعض يرى أن كثافة التعاون الفني، والانسجام في الأداء، خلقا انطباعًا عاطفيًا لدى الجمهو. ما فسّر على أنه علاقة زواج، ولكن لا وجود لأي دليل رسمي على ذلك.

تعرف أيضًا على: بهاء طاهر وسيمفونية الحنين أدبٌ يحمل الوطن في قلبه

زفي الختام، برحيل بليغ حمدي خسر العالم العربي موسيقارًا عبقريًا لن يتكرر. تنقّل بين الحب والسياسة، بين الطرب الثوري والغناء العاطفي. وكان حاضرًا في كل المناسبات الكبرى بصوته الخافت وألحانه الصاخبة بالحياة. لم يكن مجرد ملحن، بل كان صوتَ وجدان أمة، وروحَ مرحلة كاملة من الفن العربي. وحتى اليوم، لا يزال تأثيره حاضرًا في كل نغمة تصدح بها إذاعات الشرق الأوسط، ما يجعلنا نردد دائمًا أن بليغ حمدي لم يرحل، بل هو خالد في لحن لا يموت.