بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم

ما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، سؤالٌ يفتح باب التأمل في أعظم رسالة حملها خير البشر. فمن خلال سنّته وهديه، وُضعت اللبنات الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع، عبر وصايا تنبض بالرحمة، وترشد للعدل، وتحثّ على الإحسان في القول والعمل. لم تكن أوامره مجرد تعليمات، بل كانت خارطة طريق نحو حياة متزنة، ترتكز على صلة الخالق، ورقي الأخلاق، وصلاح العلاقات.

ماذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم؟

أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ما يرفع الإنسان في دنياه وآخرته، وكان حريصًا أن يعلّم الأمة الخير ويبعدهم عن كل شر. فدعانا إلى التوحيد، والصدق، والأمانة، والصلاة، وصلة الرحم، والرحمة بالضعفاء، وحسن الخلق، وغيرها من الأخلاق التي تبني مجتمعًا متماسكًا وسليمًا.

ومن الأحاديث الجامعة التي تبيّن ما بما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعم نهانا، قوله ﷺ كما في صحيح مسلم: “إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها.”
وهذا الحديث الشريف يظهر كيف ضبط النبي ﷺ حياة المسلم بالأوامر والنواهي، وجعل لها حدودًا واضحة تحفظ الدين والنفس والمجتمع.

ومن أعظم أوامره عليه الصلاة والسلام: أداء الصلاة، فقد قال: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد.” (رواه الترمذي)

وكذلك أمر بالإحسان إلى الناس، فقال ﷺ:  “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.” (رواه الترمذي)

كل أمر من أوامره كان دعوة للحياة الطيبة والكرامة، وكل نهي كان صونًا للقلوب والعلاقات من الانهيار.[1]

تعرف أيضًا على:جميع السنن النبوية وأهميتها للمسلمين

ما معنى “أمرنا الرسول بسبع ونهانا عن سبع”؟

الحديث المعروف بقول النبي ﷺ: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع...

هو حديث جامع يحمل توجيهات نبوية عظيمة، ترسم للمسلم طريقه في الدين والدنيا، وتظهر حكمة النبي ﷺ في بناء الإنسان المتوازن في عبادته وسلوكه.

ففي هذا الحديث – كما رواه البراء بن عازب – قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنية الفضة، وعن المياثر القسي، وعن لبس الحرير والإستبرق، وعن القسي، وعن الركوب على المياثر، وعن لبس الحرير والديباج” (رواه البخاري ومسلم).

في هذا الحديث نرى كيف أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأعمال تقوّي الروابط الاجتماعية وتغرس الرحمة والتراحم بين الناس، مثل زيارة المريض، وحضور الجنازات، ونصرة المظلوم. وفي المقابل، نهانا عن مظاهر الترف الزائد والتشبّه بأهل الكِبر والفساد.

كما أن هذه التوجيهات تجسّد دعوة النبي ﷺ للبساطة والتواضع، وتأكيده على أن الزينة المبالغ فيها لا تليق بالمؤمن المتواضع، وهنا نفهم المعنى العميق لما أمرنا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِالتَّوحِيدِ ونهانا عن الفساد كل ما يفسد نقاء القلب أو يُضعف صلة العبد بربه.

فالحديث لا يحمل مجرد أوامر ونواهٍ، بل يحمل أسلوب حياة نقيّة تبنى على الإيمان، والرحمة، والحياء. [2]

تعرف أيضًا على:أشهر السنن المجهورة وأسرار فضائلها

ما الذي أمرنا به الرسول؟

أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ما فيه خير للقلوب والمجتمعات، فجاءت أوامره شاملة للعبادات والسلوك والأخلاق، وأسس بها أمة قامت على الحق والعدل والرحمة. فمن أوامره العظيمة:

• إقامة الصلاة
• وأداء الزكاة
• وصوم رمضان
• وحج البيت
• وبرّ الوالدين
• والصدق في الحديث
• والإحسان في المعاملة.

تعرف أيضًا على:كيف نحيي السنن النبوية المهجورة؟

وكان يأمرنا أيضًا بسلامة القلب، فحثّ على ترك الحقد والحسد، وقال ﷺ: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ” (رواه البخاري). فأمر بالإخاء، ونهى عن كل ما يفرّق بين المسلمين.

وفي المقابل، فإن معرفة ما هي النواهي التي نهى عنها الرسول ضرورية حتى لا يقع المسلم فيما يغضب الله. فقد نهى عن الكذب، والغيبة، والنميمة، والظلم، والربا، والتشبه بالكفار، والتكبر، واحتقار الناس، وغير ذلك من المهلكات.

ومن الأحاديث الجامعة التي تحوي أمرًا ونهيًا في آن واحد، قوله ﷺ: “اتقِ المحارم تكن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب“ (رواه الترمذي).

فأوامر النبي ﷺ لم تكن عبئًا، بل طريقًا للراحة النفسية والسلام الداخلي، لأنها مبنية على فطرة الإنسان السليمة.

تعرف أيضًا على:كيف تطبق السنن المهجورة لتطوير العلاقات

ما هي أوامر الرسول؟

كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم نورًا يهتدى به، وما من خلق كريم أو عمل صالح إلا ووجّه إليه، وما من عادة فاسدة أو سلوك منحرف إلا ونهى عنه.

كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعة الله، واتباع سبيل الحق، والرحمة بالخلق، وأوصى بكل ما يصلح القلوب والأعمال.

وقد وردت عنه ﷺ أوامر كثيرة في سنته الطاهرة، كما أنها وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها:

• أداء الصلاة في وقتها
• إكرام الجار
• قول الحق
• صلة الرحم
• حفظ اللسان
• غض البصر
• الوفاء بالعهد
• إماطة الأذى عن الطريق
• التواضع
• بر الوالدين
• زيارة المرضى
• إفشاء السلام
• الحياء

تعرف أيضًا على:أفضل النصائح لإحياء سنن النبي المهجورة

وكانت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم خير شاهد على أقواله، فلم يكن يأمر بشيء إلا وبدأ به، ولا ينهى عن خلق إلا وكان أبعد الناس عنه، وقد روي أنه ﷺ كان أبعد الناس عن الكِبر، وأكثرهم تواضعًا.

وفي الحديث الشريف: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج، وعن القسي، وعن الشرب في آنية الذهب والفضة“ (رواه البخاري).

ويفهم من الحديث أن النهي شمل الزينة الفاخرة المبالغ فيها، وهنا يتضح معنى القسي وَالْإِسْتَبْرَق، فـ”القَسِيّ” ثوب من الحرير كان يجلب من مصر، و”الإستبرق” نوع من الحرير الغليظ.

تعرف أيضًا على:سنن الحج المستحبة وأهميتها للحاج

وفي الختام، فإن بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم هو خلاصة رسالة تحمل النور والهدى، دعوة لحياة يسودها الخير، والرحمة، والصدق، والصلة بالخالق. لقد جمع النبي ﷺ في أوامره بين العبادة والسلوك، بين الحقوق والواجبات، لتكون أمته مثالًا يحتذى به في الإنسانية والأخلاق.

• sunnahThe Description of the Prophet, may Allah Bless Him and ... -بتصرف
• abuaminaeliasHadith on Ahkam: Seven prohibitions and commands -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم