تأثير الدين في المجتمع من منظور اجتماعي

عناصر الموضوع

1– فهم تأثير الخطاب الديني في توجيه السلوك

2- تنسيق مبادرات التوعية من خلال دور العبادة

3- هل تتابع آراء الفئات المختلفة حول القضايا الدينية

4- رصد دور المؤسسات الدينية في العمل الخيري

5- توظيف الفعاليات الاجتماعية لبناء التوافق

يعتبر البعض الدين أمرًا شخصيًا، حيث إن المعتقدات الدينية شخصية إلى حد كبير، لكن الدين أيضًا مؤسسة اجتماعية.

يدرك علماء الاجتماع أن الدين موجود مجموعة منظمة ومتكاملة من المعتقدات والسلوكيات والمعايير التي تركز على الاحتياجات والقيم الاجتماعية الأساسية.  وعلاوة على ذلك، فإن الدين ثقافة عالمية موجودة في جميع الفئات الاجتماعية.

اكتشف كيف يشرح علم الاجتماع تأثير الدين على بنية المجتمع.

1- فهم تأثير الخطاب الديني في توجيه السلوك

تعتبر مسألة الخطاب الديني محورًا أساسيًا في مناقشة دور الأديان في تطوير المجتمعات.

إذ يلعب الخطاب الديني دورًا مهمًا في توجيه وتشكيل أفكار الناس ومشاعرهم وسلوكياتهم في المجتمعات العربية، خاصة في تلك التي تعتبر الدين فيها جزءًا بارزًا من الهوية الفردية والجماعية.

كما يُعد الخطاب الديني وسيلة للتواصل مع الأفراد في مجتمعات عربية تُعرف بتدينها، ومن الطبيعي أن يكون الحديث عن الخطاب الديني ذا أهمية كبيرة في الوقت الراهن، حيث يسهم في تشكيل الثقافة الدينية للناس، وبالتالي يؤثر على القيم والمبادئ والسلوكيات الاجتماعية.

أما الدعوات لتجديد الخطاب الديني وإصلاحه، فهي ليست جديدة، بل تعود إلى زمن بعيد، لكنها أصبحت مطلبًا ملحًا داخليًا وخارجيًا نتيجة الأحداث العالمية والتحولات الحضارية التي يشهدها عالمنا اليوم. [1]

2- تنسيق مبادرات التوعية من خلال دور العبادة

الدين ليس مجرد علاقة شخصية مع كائن مطلق أو تجربة روحية منعزلة، بل هو أيضًا ظاهرة اجتماعية قوية. يعمل الدين بشكل مباشر على الأفراد، ويدعوهم إلى الإيمان والطاعة، لكن تأثيره يتجاوز الفرد إلى المجتمع ككل، وتشكل الأديان، من خلال تعاليمها ونصوصها.  جماعات دينية تشترك في نفس المعتقدات والقيم، وتصبح هذه الجماعات جزءًا من بنية اجتماعية أوسع.

يعتبر الدين عنصرًا محوريًا في تشكيل الثقافة والقيم والأخلاق داخل المجتمع، حيث يؤثر بشكل كبير على سلوك الأفراد وتفاعلاتهم الاجتماعية، كما يسهم الدين في بناء الثقافة العامة، سواء لدى الجماهير أو النخب، كما يلعب دورًا في تشكيل النظام الأخلاقي والقيمي، بالإضافة إلى تأثيره على النظام التشريعي.

من الناحية الاجتماعية، تلعب دور العبادة دورًا رئيسيًا في تنسيق مبادرات التوعية المجتمعية. على سبيل المثال، أشاد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، بالتعاون بين الأزهر والكنيسة في غرس مبادئ التنمية البشرية في نفوس الشباب من خلال رجال الدين في دور العبادة.

علاوة على ذلك، قامت مبادرة في كينيا بتوزيع كتيبات على دور العبادة لمساعدة القيادات الدينية في توعية أتباعها بالإجراءات الاحترازية أثناء أداء الشعائر الدينية، مما يبرز دور العبادة في نشر الوعي الصحي.

وبالتالي تؤكد هذه الأمثلة على أهمية التعاون بين مختلف الجهات ودور العبادة في تنفيذ مبادرات التوعية لتعزيز الوعي المجتمعي ومواجهة التحديات المتنوعة. [2]

3- هل تتابع آراء الفئات المختلفة حول القضايا الدينية

هل تتابع آراء الفئات المختلفة حول القضايا الدينية؟ هذه الآراء تختلف باختلاف الخلفية الثقافية والتعليمية والاقتصادية للأفراد.

فعلى سبيل المثال، تلعب المؤسسات الدينية الرسمية في العالم العربي أدوارًا متعددة، مثل الإرشاد وتفسير النصوص الدينية، مما يؤثر على تشكيل الآراء الدينية لدى الجماعات المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك فالتعايش السلمي ضرورة لا غنى للناس عنه في كل مكان، وفي كل زمان، وقد أمر الله تعالى بالتعددية كسنّة من سنن الله تعالى، وأراد الله تعالى أن تتعايش الأديان المتعددة والناس في سلام.

ولا بد من فهم هذا الأمر حتى ينعم البشر بالأمن والاستقرار بعيدًا عن ثقافة الكراهية والتعصب والتطرف التي تزور فيها بعض الجماعات اسم الدين.

فيلجأ المتطرفون والتكفيريون إلى القتل والتفجير والحرق مستندين في ذلك إلى نصوص شرعية زائفة.

وقد أدى ذلك إلى تشويه صورة الإسلام، وأعطاهم الفرصة للقول بوجود آيات في القرآن الكريم وأحاديث السنة تأمر بقتل الناس نتيجة الأعمال الإجرامية والوحشية التي تقوم بها هذه الجماعات الضالة.

لقد تميز الإسلام برفضه لفلسفة المواجهة، وذلك لأن فلسفة المواجهة تؤدي إلى أن ينتصر القوي على الضعيف، ويقضي على الضعيف.

وينهي التنوع والتعدد والتمايز والاختلاف، وقد رفض الإسلام فلسفة المواجهة، واستبدلها بفلسفة التدافع. [3]

4- رصد دور المؤسسات الدينية في العمل الخيري

يعتبر العمل الخيري وتقديم العطاء للأعمال الخيرية من الأسس الأساسية في العديد من الأديان.

ويشمل ذلك الإسلام والمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية وغيرها من الديانات الأخرى.

وتقود الجمعيات الدينية العامة، سواء كانت مسلمة أو مسيحية، هذا النوع من الأعمال الخيرية من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية للمحتاجين.

سواء بشكل مباشر أو من خلال فروعها وجمعياتها، ومساعدة الأسر الفقيرة على تحمل أعباء الحياة.

ولم يعد يقتصر دور الجمعيات الدينية، حتى في الدول العلمانية، على أمور العقيدة واللاهوت، أو على تقديم الخدمات الروحية والدينية ففي البلدان الأكثر فقرًا.

تتزايد الحاجة إلى مثل هذا الدور الخيري، ومساعدة الناس على إكمال حياتهم بالحد الأدنى من الاستحقاقات مثل الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والمساعدات.

إلا أن هذا الدور غالبًا ما يتعرض للانتقاد من قبل التيارات العلمانية والمدنية.

وذلك لأنه يجسد تراجعا عن دور مؤسسات الدولة المدنية.

ويشجع على انتشار التيارات الدينية المتشددة، ويرتبط بأنماط ثقافية واجتماعية محافظة، ويتجلى هذا النمط في نوع اللباس وأنماط العلاقات الاجتماعية ، والنظرة إلى الآخر الديني ومساحة تناول حقوقه.

مما يهدر حرية الأفراد الذين يقعون أسرى لتوجهات الجهات المتلقية للخدمات. [4]

5- توظيف الفعاليات الاجتماعية لبناء التوافق

يلعب الدين دورًا أساسيًا في تشكيل النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمعات، حيث يسهم في تعزيز القيم والأخلاق والتماسك الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك تعتبر الفعاليات الاجتماعية.

وسيلة فعّالة لاستثمار هذا التأثير الديني في بناء التوافق المجتمعي.

ووفقًا لدراسة نشرت سابقًا يتعلم الأفراد الأدوار الاجتماعية التي تؤديها جماعاتهم من خلال التفاعل مع الآخرين.

مثل الوالدين والأقران والمعلمين، مما يسهم في تشكيل الهوية الاجتماعية وتعزيز التماسك الاجتماعي.

علاوة على ذلك، تشير دراسة أخرى إلى أن الدين يسعى للحفاظ على النظام والاتساق الاجتماعي.

وتقوية الروابط بين الأفراد، مما يعزز الوحدة داخل المجتمع.

ومن المهم الإشارة إلى أن المؤسسات الدينية تلعب دورًا حيويًا في تنظيم الفعاليات الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف فئات المجتمع.

مما يسهم في بناء توافق اجتماعي قوي ومستدام.

باختصار، الدين قوة اجتماعية مؤثرة تتجاوز الأبعاد الفردية. فالدين جزء لا يتجزأ من بنية المجتمع وثقافته. ويساهم الدين من خلال خطاباته ومؤسساته وأنشطته في توجيه السلوك ونشر الوعي وتقديم الخدمات وتعزيز التماسك الاجتماعي.

مع مراعاة التحديات المرتبطة بالتنوع والاختلاف. إن فهم هذه الأدوار المتعددة للدين أمر ضروري لفهم المجتمع المعاصر.

• رسالتيفهم تأثير الخطاب الديني في توجيه السلوك_بتصرف
• إيلافتنسيق مبادرات التوعية من خلال دور العبادة_بتصرف
• مجلة الإزهرهل تتابع آراء الفئات المختلفة حول القضايا الدينية_بتصرف
• المنصةرصد دور المؤسسات الدينية في العمل الخيري_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم