تاريخ الإفطار والسحور

عناصر الموضوع
1- أصول تقاليد الإفطار والسحور
2- كيف تطورت عادات الإفطار عبر الزمن
3- تأثير الثقافات المختلفة على الإفطار
4- قصص عن أشهر الإفطارات التاريخية
5- مقارنة بين الإفطار التقليدي والمعاصر
في البداية وقبل الحديث عن تاريخ الإفطار والسحور يتطلع الجميع إلى قدوم الشهر الفضيل لما يحمله من بركات وخيرات وقرب من الله. ومن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان المبارك بعد حوالي 34 يومًا. ويبحث الكثيرون عن إمساكية هذا الشهر الكريم. وقد أظهرت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس في المعهد القومي للبحوث الفلكية أن أول أيام شهر رمضان لعام 1446 هجريًا، والذي يوافق عام 2025 ميلاديًا، سيكون يوم السبت الموافق 1 مارس 2025، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية.
1- أصول تقاليد الإفطار والسحور
رمضان في مصر. مع ثبوت رؤية هلال الشهر المبارك. يتحول الشارع المصري إلى احتفالية رائعة. تنشط حركة الناس في الأسواق لشراء مستلزمات رمضان التقليدية. وتزين الشوارع بالأوراق والفوانيس الملونة. ويضفي منظر الأطفال الذين يحملون الفوانيس الرمضانية التقليدية، وهم ينشدون بعض الأغاني الشعبية، جمالًا خاصًا، ومن أشهر تلك الأغاني: “حلّو يا حلّو.. رمضان كريم يا حلو”
ومن أبرز ما يميز الشارع المصري في شهر رمضان هو أصوات قراء القرآن المعروفين، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي. والشيخ رمضان عبد المعز، والمنشد الديني مصطفى عاطف. ومحمود خليل الحصري. كما تُسمع أدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي في كل مكان، مما يساهم في الحفاظ على روحانية هذا الشهر الكريم ويعزز عبادة الصيام.
الإفطارات الجماعية: تراث ثقافي وتحديات اقتصادية
يعتبر تقليد تناول وجبات الإفطار الجماعية الآن تراثًا ثقافيًا غير مادي معترف به من قبل اليونسكو. بينما يعبّر عدد متزايد من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن قلقهم بشأن مستقبل هذه الوجبات الجماعية بسبب تراجع التبرعات نتيجة سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية، فإن شعبيتها تشهد ارتفاعًا في الدول الغربية.
يعلن صوت الأذان عن بدء وقت الإفطار، حيث يُسمح للصائمين المسلمين بتناول الطعام والشراب مرة أخرى، مما يعني انتهاء يوم آخر من أيام رمضان بالنسبة لمنسقي الفعاليات. هؤلاء المنسقون يبقون لبضع ساعات بعد الإفطار لترتيب المكان وجمع بقايا الطعام استعدادًا لليوم التالي، ولا يتلقون أجرًا سوى الشعور بالرضا الذي ينالونه من توحيد المجتمع ومساعدة المحتاجين والمشاركة في هذه “التجربة التي تعزز الروحانيات”، كما يقول أحد المنظمين.
تقول حنان البرعي، وهي منظمة متحمسة للإفطارات الجماعية من مصر: “هذا هو السبب وراء قيامنا بذلك. أو على الأقل، هذا ما اعتدنا عليه”. وتضيف: “لقد جعلتنا الظروف الاقتصادية الصعبة نكافح لتأمين لقمة العيش لأنفسنا، فكيف يمكننا إطعام الآخرين؟” [1]
2– كيف تطورت عادات الإفطار عبر الزمن
تباينت الروايات حول نشأة موائد الرحمن في مصر، لكن معظم المصادر تشير إلى أن الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، هو من أطلق هذه الفكرة. فقد أقام أول مائدة في السنة الرابعة من حكمه. وأطلق عليها اسم “السماط” وجمعها “الأسمطة”، وكانت في أول أيام شهر رمضان. وقد دعا إلى هذه المائدة المليئة بأنواع الطعام القادة والتجار والأعيان. حيث ألقى عليهم خطابًا قال فيه: “إنني لم أجمعكم حول هذه الأسمطة إلا لأعلمكم طريق البر بالناس”.
من جهة أخرى، هناك رواية أخرى تشير إلى أن الدولة الفاطمية كانت السباقة في تنظيم موائد الرحمن. حيث أطلقوا عليها اسم “دار الفطرة“. والتي كانت تمتد بطول 175 مترًا. ووفقًا لهذه الرواية. فإن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي هو أول من أسس تقليد المآدب الخيرية، حيث أقام مائدة في شهر رمضان للمصلين وأهل مسجد عمرو بن العاص. وكان يخرج من قصره 1100 قدر من مختلف أنواع الطعام لتوزيعها على الفقراء.
مظاهر الاحتفال برمضان وتاريخ مائدة الرحمن
في البداية، كانت مائدة الرحمن تعرف باسم “دار الفطرة”. وفقًا لكتاب “ابن تغرى بردى – مؤرخ مصر في العصر المملوكي – الجزء 4/ سلسلة أعلام المؤرخين” للدكتور محمد حسين شمس الدين. يشير تقى الدين المقريزى إلى أن دار الفطرة كانت تقع خارج القصر. مقابل باب الديلم ومشهد الحسين. والموقع الحالي لها هو الدور الموجودة في بداية شارع فريد، على اليمين عند الدخول من جهة الميدان القبلي لجامع الحسين، مقابل بوابة الباب الأخضر.والحديث أيضًا عن تاريخ الإفطار والسحور.
على الرغم من تطور طرق استطلاع هلال رمضان ووسائل الإعلان عن قدوم هذا الشهر المبارك. إلا أن مظاهر الفرح والاحتفال لا تزال حاضرة، حيث يشارك الجميع من مختلف الأعمار في تزيين الشوارع والطرقات احتفاءً بحلول الشهر الفضيل. ويتنافس الشباب في تعليق “فوانيس رمضان” أمام منازلهم، إذ يعتبر الفانوس رمزًا شهيرًا في مصر منذ العهد الفاطمي للاحتفال بقدوم شهر رمضان. كما يتجول الأطفال في كل مكان حاملين فوانيسهم الصغيرة، مما يزيد من أجواء البهجة والفرح في جميع أنحاء العالم. [2]
3– تأثير الثقافات المختلفة على الإفطار
تتعدد تقاليد الإفطار في مختلف الثقافات حول العالم، حيث يعكس كل مجتمع طقوسًا وعبادات مميزة ترتبط بثقافته وتاريخه. ففي شهر رمضان، يختلف شكل وتوقيت الإفطار من منطقة لأخرى. ويتأثر بتنوع العادات والتقاليد المحلية. هذا التنوع الثقافي يساهم في إثراء تجربة الإفطار، مما يجعلها أكثر تميزًا في كل بلد، ويعكس تأثير الموروثات الثقافية على طريقة الاحتفال بهذه المناسبة الدينية. كذلك تاريخ الإفطار والسحور.
- الفراعنة (المصريون القدماء)
قام المصريون القدماء بممارسة العديد من الطقوس بهدف التقرب من الآلهة وكسب رضاها. حيث احتفلوا بمناسبات مثل عيد الربيع وعيد الحصاد وعيد وفاء النيل. وذلك لتطهير نفوسهم من الذنوب والأخطاء التي قد تغضب الآلهة. وكان من الضروري عليهم طلب الغفران ونيل بركات الآلهة من خلال طقوس متنوعة، حيث أشار بعض الباحثين إلى أن الصوم كان من بين هذه الطقوس.
ومع ذلك، يختلف العلماء والباحثون حول مفهوم الصوم لدى المصريين القدماء. فبعضهم يشير إلى أن هذه الطقوس كانت مقتصرة على الكهنة. بينما يتحدث آخرون عن ممارسات صوم تشمل عامة الناس. وهناك من يرى أن هذه الطقوس لا تتعلق بالصيام كما هو معروف في الأديان السماوية. نظرًا لاختلاف السياق الذي تمارس فيه.
- الزرادشتية والإيزيدية (الديانتان القديمتان للفُرس والأكراد)
تعود جذور الزرادشتية إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. حيث كانت منتشرة في بلاد فارس والمناطق المحيطة بها. في الوقت الحاضر، يتواجد معتنقو هذه الديانة في دول مثل العراق وسوريا وتركيا وإيران والهند وأفغانستان وأذربيجان، بالإضافة إلى مناطق أخرى متفرقة.
تنسب الزرادشتية إلى النبي زرادشت، الذي كانت أفكاره تمثل مرجعًا دينيًا مهمًا فترة طويلة، قبل أن تتراجع مع ظهور ديانات جديدة. فيما يتعلق بالصوم، كان يعتبر محرمًا لدى الزرادشتيين، حيث اعتبر أنه يقلل من قدرة الإنسان على العمل ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض، مما قد يؤثر سلبًا على المجتمع.
الصوم في الإسلام: فرضية وأثر روحاني
- الصوم في الإسلام
يعتبر الصوم في الإسلام فريضة وركنًا أساسيًا من أركان الدين الخمسة. ويمارس خلال شهر رمضان من كل عام. يتمثل الصوم في الامتناع عن تناول الطعام والشراب وأي أفعال قد تضر بالنفس أو بالآخرين. ويهدف إلى التقرب إلى الله وكسب الحسنات. بالإضافة إلى تطهير النفس من الذنوب. يعد شهر رمضان شهرًا مخصصًا للعبادة والصلاة وتلاوة القرآن.
يؤكد القرآن الكريم فرضية الصيام في سورة البقرة. حيث يقول: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
يحدد المسلمون بداية شهر رمضان بعد رؤية الهلال. ويستمر الصوم عادة لمدة 30 يومًا. بعد انتهاء الشهر، يحتفل المسلمون بعيد الفطر، حيث يمكن لأولئك الذين لم يتمكنوا من الصوم لأسباب صحية تعويض الأيام التي فاتتهم بعد العيد في أي وقت يناسبهم.
في عيد الفطر. يتبادل المسلمون التهاني والزيارات. وغالبًا ما يتم التصالح بين المتخاصمين وفتح صفحات جديدة.
بالإضافة إلى شهر رمضان. هناك مناسبات أخرى يصوم فيها المسلمون، مثل ليلة النصف من شعبان. [3]
4- قصص عن أشهر الإفطارات التاريخية
يرتبط شهر رمضان المبارك بالعديد من العادات التي نلاحظها خلال هذا الشهر. ومن بينها مجموعة من المشروبات التراثية التي تمتد جذورها لآلاف السنين. حيث تم توارثها عبر الأجيال في الوطن العربي. وتتميز هذه المشروبات الرمضانية بفعاليتها السريعة في تخفيف الشعور بالعطش.
وأشار الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إلى أن تاريخ أحد أشهر المشروبات الرمضانية في مصر. وهو “التمر الهندي”، يعود لعدة قرون. ويعتبر هذا المشروب من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها المصريون في وجبة الإفطار، ويعود أصله إلى الهند وشرق إفريقيا. وأيضًا تاريخ الإفطار والسحور.
ويعتبر التمر الهندي من المحاصيل التي تنمو في الهند وشرق إفريقيا الاستوائية. كما يزرع في جنوب شرق آسيا، وفقًا لما ورد في كتاب الدكتور حمزة الجبالي “أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل”. وقد قام العرب باستيراد التمر من هذه المناطق وأطلقوا عليه اسم “التمر الهندي”.
- قمر الدين
يعتبر قمر الدين من أبرز المشروبات التي تزين مائدة الإفطار في مصر، وتوجد العديد من الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم. يقال إن التسمية تعود إلى عام 1400، حيث كان الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك يأمر بتوزيع مشروب المشمش عند ثبوت رؤية هلال رمضان، مما أدى إلى تسميته بقمر الدين. بينما تشير روايات أخرى إلى أن الاسم يعود لأحد أشهر صانعيه الذي كان يدعى قمر الدين، وتعتبر سوريا من أبرز الدول في إنتاجه. يظل قمر الدين من أكثر المشروبات الرمضانية المحبوبة في العالم العربي، بفضل قدرته على تخفيف العطش.
يصنع قمر الدين من شرائح فاكهة المشمش، حيث يتم تجفيف عصير هذه الثمار، ثم يسكب في صحون كبيرة ويترك ليجف تحت أشعة الشمس، وبعد ذلك يقطع إلى قطع مستطيلة أو مربعة. [4]
5– مقارنة بين الإفطار التقليدي والمعاصر
بعد ثبوت هلال رمضان في مصر، تبدأ مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم من خلال تبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء بطرق متنوعة. وتقام صلاة التراويح في أولى ليالي رمضان. حيث يجتمع الأصدقاء والجيران لأداء الصلاة جماعة. مرتدين الأزياء الرمضانية التقليدية المزخرفة بالرسوم الإسلامية.
بعد انتهاء صلاة التراويح. يتبادل الجميع التهاني بمناسبة الشهر الفضيل، ثم يأخذ الشباب قسطًا من الراحة قبل أن يبدأوا أولى مباريات دوري كرة القدم الرمضاني الذي يقام في كل شارع. يستمرون في اللعب حتى قبل الفجر بساعة تقريبًا. ليعود كل منهم إلى منزله لتناول السحور مع أسرته. كل ذلك يحدث في أجواء مليئة بالفرح. حيث تزين زينة رمضان الشوارع والمنازل بغض النظر عن الإمكانيات المادية، ويعلو صوت المنشدين من مكبرات الصوت في المساجد. مبشرًا بحلول ضيفٍ يدخل البهجة على القلوب المتعبة، وينسيها ما عانته طوال العام.
قبل الفجر بحوالي ساعتين أو ثلاث، يبدأ المسحراتي جولته في الشوارع. موقظًا النائمين ومنبهًا المستيقظين بأن وقت السحور قد اقترب. ويتجول برفقة بعض الأطفال الذين يحملون فوانيسهم، مرددين أغاني رمضان وأناشيده في أجواء من الفرح والسرور. [5]
وفي نهاية المقال وبعد أن تحدثنا عن تاريخ الإفطار والسحور أرجو أن أكون قد ساهمت في إيضاح معلوماته وشرحها بالشكل المطلوب لمن يريد الاستعانة به وبمعلوماتة المدونة فيما سبق.
المراجع
- ويكيبيديا أصول وتقاليد الإفطار والسحور-بتصرف
- Sharq.comكيف تطورت عادات الإفطار عبر الزمن-بتصرف
- Bbc.comتأثير الثقافات المختلفة على الإفطار-بتصرف
- العربيةقصص عن أشهر الإفطارات التاريخية-بتصرف
- Twinkl.com.egمقارنة الإفطار التقليدي والمعاصر-بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أهم الأذكار والأدعية في رمضان

رمضان والفنون اليدوية

رمضان والسفر

رمضان والإبتكار التقني في المساجد

رمضان والموسيقى

رمضان والعلاجات الطبيعية

تأثير رمضان على الصحة الجسدية

العمل والتعليم في رمضان

رمضان وأعمال الخير

أهمية السحور وفوائده

السنن النبوية في رمضان وتعزيز روحانية الشهر

رمضان والأعمال المنزلية

التغذية النباتية في رمضان

رمضان والزواج
