تاريخ النقود: كيف تطور المال عبر العصور؟

عناصر الموضوع 

1- كيف كانت أنظمة المقايضة قبل المال؟

2- ماهو أول شكل من أشكال النقود؟

3- كيف ظهرت البنوك الأولى؟

4- تطور العملات الورقية والمعدنية

5- كيف غيرت التكنولوجيا أنظمة الدفع؟

6- مستقبل المال: هل تختفي العملات الورقية؟

في البداية وقبل الحديث عن تاريخ النقود: كيف تطور المال عبر العصور؟ قبل ظهور النقود. شهد نظام المقايضة عدة مراحل. فقد اختارت بعض المجتمعات أنواعًا من الماشية لتكون معيارًا لقيمة السلع الأخرى، بينما اختارت مجتمعات أخرى سلعًا مختلفة، مستندة في ذلك إلى اعتبارات دينية مثل القواقع والمحار. وكانت هذه السلع تُعتبر شائعة ومقبولة بشكل عام من قبل المجتمع.

1- كيف كانت أنظمة المقايضة قبل المال؟

المقايضة هي نظام تبادل يتم من خلاله استبدال السلع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى، دون الحاجة إلى استخدام وسيلة تبادل مثل النقود. غالبًا ما تكون المقايضة ثنائية، لكنها قد تشمل أيضًا أطرافًا متعددة من خلال منظمات المقايضة. وعادة ما تتواجد هذه الممارسة بالتوازي مع الأنظمة النقدية في معظم الدول المتقدمة، ولكن على نطاق محدود جدًا.

تُستخدم المقايضة عادة كبديل للنقود في أوقات الأزمات النقدية، مثل حالات عدم استقرار العملة (كالانكماش أو التضخم) أو عندما تكون النقود غير متاحة للتجارة. يشير ديفيدغرايبر إلى أن عدم كفاءة المقايضة في المجتمعات القديمة كان حَجَّة استخدمها الاقتصاديون منذ زمن آدم سميث لتفسير ظهور المال والاقتصاد، وبالتالي نشوء علم الاقتصاد نفسه.

ومع ذلك، أصبح هذا النظام غير قادر على مواكبة التطور الحضاري الذي شهدته المجتمعات. فالمقايضة لم تعد الطريقة المثلى للتبادل وإتمام المعاملات الاقتصادية. حيث زادت احتياجات الإنسان وأصبح يتنقل بين الأماكن. وبدأ يدرك تدريجيًا فوائد التخصص في عمل معين وتقسيم العمل. وبالتالي، ظهرت عيوب نظام المقايضة، ومنها:

• تحديات في إيجاد مقياس موحد للتبادل.
• عدم توافق رغبات البائع والمشتري في الوقت ذاته.
• صعوبة الحصول على وسيلة عامة مناسبة لتخزين القيمة.
• صعوبة توفر وحدة ملائمة للدفع المؤجل.
• صعوبة تقسيم بعض السلع.

تاريخ النقود: كيف تطور المال عبر العصور؟ قبل ظهور النقود، مرت نظام المقايضة بعدة مراحل. فقد اختارت بعض المجتمعات أنواعًا من الماشية لتكون معيارًا لقيمة باقي السلع، بينما اعتمدت مجتمعات أخرى على سلع مختلفة. مستندة في ذلك إلى اعتبارات دينية مثل القواقع والمحار.

كانت هذه السلع تتمتع بانتشار واسع وقبول عام من قبل المجتمع. في تلك الفترة. كانت المقايضة تتم كعملية واحدة. لكن المتعاملين بدأوا يعبرون عن قيمة ما يتبادلون باستخدام ما يُعرف بوحدة الحساب، مما ساعد في التغلب على مشكلة صعوبة إيجاد مقياس موحد للتبادل. بعد ذلك، لجأوا إلى مبادلة سلعة بأخرى، ثم قاموا بمقايضة هذه السلعة بالسلعة التي يحتاجون إليها. [1]

2- ماهو أول شكل من أشكال النقود؟

في 26 فبراير من عام 1797، أصدرت إنجلترا أول عملة ورقية في العالم، وكانت من فئة الجنيه والجنيهين. وقد أحدث ظهور هذه العملات الورقية آنذاك ردود فعل كبيرة، حيث ظهرت “الأوراق النقدية” كحل للمشكلات المرتبطة بتخزين النقود المعدنية التي كانت تُصنع من الذهب والفضة والنحاس. في مثل هذا اليوم، 26 فبراير من عام 1797، أصدرت إنجلترا أول عملة ورقية في العالم، وكانت من فئة الجنيه والجنيهين.

وقد أحدث ظهور العملات الورقية آنذاك ردود فعل كبيرة، حيث ظهرت “الأوراق النقدية” كحل للمشكلات المرتبطة بتخزين النقود المعدنية التي كانت تُصنع من الذهب والفضة والنحاس. ومع بداية انتشار هذه العملات الورقية، واجهت أزمة تتعلق بشرعيتها، مما أثر على قدرتها على الانتشار بين الدول المختلفة، خاصة في ظل استمرار القوافل التجارية في التنقل عبر القارات برًا وبحرًا. لذا، ارتبط ظهورها بإنشاء البنوك المركزية، حيث بدأت هذه النقود تستمد شرعيتها من الحكومات التي تقوم بطباعتها، مما منحها سندًا قانونيًا. [2]

3- كيف ظهرت البنوك الأولى؟

ظهرت فكرة البنوك في العصور القديمة ضمن الحضارات الروحية من خلال مفهوم الدفائن، حيث كان الفراعنة يخفون كنوزهم في قبورهم. كما قامت بابل بتجميع ثرواتها عبر أسر معروفة مثل أسرة “أجيبي”، التي تمكنت من الحصول على ثروات هائلة من خلال إقراض الأموال بأسعار فائدة مرتفعة تتراوح بين 20 و30 في المئة، وفقًا لكتاب “العراق القديم” لجورج رد. وفي الوقت نفسه، ابتكر الصينيون أسطورة التنين.

المرحلة الأولى من نشأة البنوك

تعود جذور نشأة البنوك إلى مجموعة من التجار العرب والهولنديين. عندما أصبح الذهب عملة رسمية (نقود المحاسبة) وازداد النشاط التجاري، بدأت الثروات تتجمع في أيدي الأمراء والنبلاء والتجار. ومع تزايد هذه الثروات، أصبحت عملية حفظها ونقلها تمثل تحديًا كبيرًا بسبب الحروب المستمرة بين النبلاء، وصعوبة وسائل النقل، وانتشار قطاع الطرق.

على الرغم من أن الصرافة اعتبروا هذه النقود عبئًا عليهم، إلا أنهم أدركوا أن الأغنياء لم يكونوا يطلبون أموالهم التي تم حفظها لديهم. بل كانوا يضيفون إليها، ومع مرور الوقت واكتساب الخبرة، أصبح لدى الصيارفة فهم عميق لمتطلبات الأمراء والنبلاء. وقد لاحظوا أن المبالغ التي يطلبها هؤلاء في السنة لا تتجاوز 10%.

بدأ الصيارفة في استغلال ذكائهم وقرروا الاستفادة من الأموال المخزنة لديهم. فقاموا بإقراض 90% من الذهب الذي كان بحوزتهم، والذي لم يكن بحاجة إليه أصحابه، إلى أشخاص آخرين، بشرط أن يتم إعادته إليهم بعد مُدة محددة مقابل فائدة معينة (جزء من المال) يحصل عليها الصيارفة. وهكذا، بدأت الأموال تتدفق إلى جيوب الصيارفة دون الحاجة إلى عمل أو رأس مال. [3]

4- تطور العملات الورقية والمعدنية

وعند التعرف على تاريخ النقود: كيف تطور المال عبر العصور؟ مع تقدم المجتمع البشري، بدأت العلاقات السلعية الأولى في الظهور والتطور تدريجيًا بين الأفراد. لكن منذ البدايات الأولى للتطور البشري وحتى العصر الحجري القديم، كان الاقتصاد يعتمد على الاكتفاء الذاتي، حيث كان الناس يحصلون على جميع السلع والخدمات الضرورية من خلال عملهم أو أنشطتهم. على سبيل المثال، إذا كان الشخص بحاجة إلى سلاح لصيد الفرائس، كان عليه أن يصنعه بنفسه.

• نظام المقايضة

يُعتبر نظام المقايضة أقدم أسلوب للتجارة، ويعود تاريخه إلى حوالي 6000 سنة قبل الميلاد، أي قبل فترة طويلة من ظهور العملة النقدية. في ذلك الوقت، كان الأفراد يتبادلون الخدمات والمنتجات مقابل عناصر أخرى.

ومع تزايد احتياجات الإنسان القديم، بدأ نوع جديد من العلاقات الاقتصادية في الظهور. كما ذكرنا سابقًا، لم يكن على الفرد أن يصنع كل شيء بنفسه. لذا، كان من الضروري حدوث تغييرات تلبي متطلبات تطور المجتمعات.

• النقود المعدنية

مع تطور الحضارة الإنسانية واكتشاف المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس والبرونز، تحولت الأموال من نظام المقايضة إلى النقود المعدنية. تم سك هذه النقود واستخدامها كبديل للعملة، مما سهل التعاملات المالية وساهم في إمكانية التحقق من كميتها بسهولة. وقد شكلت النقود المعدنية الشكل الرئيسي للعملة على مدى معظم التاريخ المسجل.

• النقود في الغرب

تم سك العملة الرسمية للإمبراطورية الليدية، التي تقع غرب الأناضول (تركيا الحالية)، والتي ازدهرت لسنوات عديدة قبل أن تخضع لسيطرة الإمبراطورية الفارسية. يُعتقد أن هذه العملة هي من أقدم العملات المعدنية، حيث يعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد تقريبًا في عهد الملك آلياتيس. كانت العملة تحمل صورة أسد يواجه ثورًا، وهو شعار الليديين.

 يتفق مؤرخو النقود على أن العملة المعدنية الليدية المصنوعة من الإلكتروم (وهو خليط من الذهب والفضة مع كمية صغيرة من النحاس لزيادة المتانة) كانت أول عملة تصدر رسميًا، وقد أصبحت نموذجًا لجميع العملات اللاحقة تقريبًا في مختلف أنحاء العالم نظرًا لأهميتها وتميزها. [4]

5- كيف غيرت التكنولوجيا أنظمة الدفع؟

تغيير أساليب الدفع: لقد شهدنا تحولًا ملحوظًا من الاعتماد على النقد وبطاقات الائتمان إلى استخدام حلول الدفع الرقمية. مع تزايد استخدام الهواتف الذكية، أصبحت المدفوعات عبر الهواتف المحمولة شائعة جدًا. تتيح تطبيقات مثل Apple Pay و Google Wallet و Samsung Pay إجراء المعاملات المالية بسهولة وأمان من خلال الهواتف الذكية.

6- مستقبل المال: هل تختفي العملات الورقية؟

وفقًا لتقارير صادرة عن مكتب النقش والاحتياطي الفيدرالي، بالتعاون مع الخدمة السرية ولجنة التوجيه المتقدمة، من المتوقع أن تُدخل أوراق الـ100 دولار المعدلة إلى التداول بين عامي 2034 و2038. على مر السنوات. شهد الدولار الأمريكي تقلبات ملحوظة في قيمته.في الصين، بدأت العملات النقدية تتلاشى تدريجيًا، حيث تخلت نسبة كبيرة من المستهلكين عن الدفع النقدي لصالح استخدام هواتفهم الذكية. وقد تصبح هذه الرؤية للاقتصاد غير النقدي واقعًا في مختلف أنحاء العالم.

قد يواجه عمالقة التكنولوجيا الآخرون تحديًا من المبتكرين الصينيين على الساحة العالمية. في عام 2017، أطلقت شركة “آبل” حملة تسويقية تستهدف المستهلكين في الصين من خلال “آبل باي”. وفي عام 2018، أصدرت جوجل تطبيق “باي”، الذي دمج نظامي “أندرويد باي” و”محفظة جوجل” في منصة واحدة.

مثل منافسيه الصينيين، يتضمن التطبيق ميزات المدفوعات بين الأفراد ويتكامل مع خدمات طرف ثالث. في الهند، يقوم فيسبوك باختبار نظام لتحويل الأموال عبر تطبيق واتس آب. لذا، مع اقتراب مستقبل بلا عملات نقدية، يتعين على الحكومات البدء في التخطيط لذلك وضمان عدم تخلف أي جهة عن الركب.

في نهاية مقالي، وبعد الحديث عن تاريخ النقود: كيف تطور المال عبر العصور؟ أود أن أؤكد أن لكل بداية نهاية، وأن الإنجازات العظيمة هي تلك التي تكتمل بنجاح. كما أن الكلمات الأكثر تأثيرًا هي تلك التي تأتي مختصرة بعد هذا الجهد المتواضع. آمل أن أكون قد تمكنت من تقديم الأفكار السابقة بشكل مشوق ومفيد، دون أن أشعركم بالملل أو التقصير.

• ويكبيديا نظام المقايضة-بتصرف
• البوابة الاكتروانية إصدار أول عملة ورقية في العالم-بتصرف
• اندبندت عربية كيف نشأت البنوك وتطورت عبر التاريخ-بتصرف
• تلفزيون سوريا نشأة وتطور النقود.. من نظام المقايضة إلى العملات المشفرة-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم