متى يكون عيد الفطر؟ التاريخ الرسمي والمحددات الفلكية

عناصر الموضوع
1- دور الفلك في تحديد موعد العيد
2- اختلاف المذاهب في رؤية الهلال
3- تأثير الموقع الجغرافي على رؤية الهلال
4- دور المراصد الفلكية
5- توحيد موعد العيد بين الدول
6- تأثير العوامل الجوية على الرؤية
من سمات النبي ﷺ وأخلاقه الرفق بالمرأة وكسب محبتها، فهي مخلوق عاطفي بطبعها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تلبية احتياجاتها الفطرية ورغباتها الطبيعية، طالما كانت مشروعة. وقد قدم النبي ﷺ أروع النماذج في هذا المجال، حيث كانت بيوته مليئة بمظاهر الإحسان والمودة والوفاء تجاه زوجاته.
1- دور الفلك في تحديد موعد العيد
لفهم رؤية الهلال من منظور فلكي، نبدأ بالتعرف على دورة القمر حول الأرض، التي تحدث تقريبًا كل 28 يومًا. يمكنك بسهولة ملاحظة هذه الدورة من منزلك؛ فقط اصعد إلى سطح المنزل في نفس الوقت كل يوم وتأمل موقع القمر في السماء.
ستلاحظ أنه في بداية الشهر الهجري يكون القمر في أعلى الأفق الغربي، أي في موقع غروب الشمس بعد أن تغرب مباشرة. ومع مرور الأيام، ستجد أن القمر يغير موقعه وكأنه يتحرك في السماء يومًا بعد يوم مبتعدًا عن الشمس.
رؤية الهلال
- وفقًا لمركز الفلك الدولي، ستحدث لحظة الاقتران هذا العام في الساعة 7:12 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة يوم الخميس 20 أبريل/نيسان. وهذا يمنح القمر حوالي 11 ساعة للابتعاد عن الشمس حتى نصل إلى وقت الغروب.
- تعتبر هذه المدة متوسطة، مما يجعل من المتوقع أن تتمكن جميع الدول العربية من رؤية الهلال. وفي الوقت نفسه، ليست المدة قصيرة بما يكفي لتأكيد استحالة رؤيته من الناحية الفلكية.
- وعلى الرغم من الحسابات الفلكية، فإن رؤية هلال شهر شوال وإعلان يوم عيد الفطر لهذا العام يعتمد على ما ستعلنه الجهات المختصة في كل دولة من خلال لجانها الشرعية ولجان رؤية الهلال. [1]
2- اختلاف المذاهب في رؤية الهلال
اتفق الفقهاء من مختلف المذاهب على ضرورة صيام شهر رمضان بناءً على رؤية الهلال، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، وأيضًا لما ورد عن النبي ﷺ: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)). ومع ذلك، نشأ الخلاف بينهم في حالة رؤية الهلال في بلد وعدم رؤيته في بلد آخر، وتتنوع آراؤهم في هذا الشأن إلى أربعة أقوال.
الرأي الأول: إذا تم رؤية الهلال في إحدى البلدان، فإنه يتوجب على جميع البلدان اتباع هذه الرؤية والصيام بناءً عليها. هذا هو رأي الحنفية والحنابلة، وقد اختاره الليث بن سعد. وفيما يلي بعض النصوص التي تدعم هذا الرأي:
في المذهب الحنفي:
ورد في كتاب “فتح القدير”: “إذا ثبت الهلال في مصر، فإن ذلك يلزم جميع الناس، فيجب على أهل المشرق أن يتبعوا رؤية أهل المغرب، وهذا هو الظاهر في المذهب”. وقد أضاف ابن عابدين: “وهذا هو المعتمد لدينا”.
في المذهب الحنبلي:
جاء في “الإنصاف”: “إذا رأى الهلال أهل بلد، فإن الصوم يلزم جميع الناس، ولا خلاف في وجوب الصوم على من رآه. أما من لم يره، فإذا كانت المطالع متفقة، فإنهم يلزمون بالصوم أيضًا، وإن اختلفت المطالع، فإن الصحيح في المذهب هو لزوم الصوم أيضًا”. وفي “المغني”: “إذا رأى الهلال أهل بلد، فإن الصوم يلزم جميع البلاد، وهذا هو قول الليث”.
كما يشارك في هذا الرأي بعض المالكية وبعض الشافعية؛ ففي “المنتقى”: “إذا رأى أهل البصرة هلال رمضان، ثم بلغ ذلك أهل الكوفة والمدينة واليمن، فإن ما رواه ابن القاسم وابن وهب عن مالك هو أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إذا فات الأداء”.
أدلة هذا القول: الكتاب – السنة – المعقول:
من الكتاب: قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، تشير هذه الآية إلى وجوب الصيام عند ثبوت دخول الشهر بالرؤية. فإذا تم إثباته برؤية في أي بلد، فإن ذلك يلزم الجميع الالتزام به. ويُستدل على ذلك بأن الآية عامة، كما أوضح الطبري، حيث تعني: (من دخل عليه شهر رمضان وهو مقيم في منزله، فعليه صيام الشهر كاملاً).
القول الثاني:
هذا هو الرأي المعتمد في المذهب المالكي، ومضمونه أن رؤية الهلال في أي بلد تفرض الصوم على جميع البلاد القريبة والبعيدة. ولكن بالنسبة للبلاد البعيدة جداً، فلا يُلزم أهلها بالاعتماد على هذه الرؤية. وقد استندوا في ذلك إلى الأدلة التي تم ذكرها في الرأي الأول، مع استثناء البلاد البعيدة جداً بالإجماع.
وفي كتاب “مواهب الجليل” يُذكر أن الحكم بثبوت شهر رمضان يشمل كل من تم نقل الخبر إليه، سواء كان ذلك بشهادة عدلين أو عن طريق الاستفاضة، وقد اتفقوا على عدم اعتبار رؤية الهلال في البلاد البعيدة، مثل الأندلس بالنسبة لخراسان.
القول الثالث:
إذا تم رؤية الهلال في بلد معين، فإن الصوم يصبح واجبًا في البلدان القريبة منه، بينما لا يُلزم به البلدان البعيدة. هذا هو رأي غالبية الشافعية، وكذلك بعض الحنابلة، بالإضافة إلى بعض الحنفية والمالكية.
القول الرابع:
يرى عكرمة – مولى ابن عباس – والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، وإسحاق بن راهويه أن لكل بلد رؤيته الخاصة، ولا يُلزم برؤية الهلال في بلد آخر. وقد استندوا في ذلك إلى حديث كريب المذكور سابقًا.
خلاصة وترجيح:
يمكن تصنيف الآراء الفقهية حول مسألة المطالع إلى اتجاهين رئيسيين:
- عدم الاعتداد باختلاف المطالع؛ فإذا تم رؤية الهلال في بلد، فإن جميع البلاد ملزمة بالعمل بهذه الرؤية. وهذا هو الرأي الشائع بين الحنفية والحنابلة، وقد اختاره الليث بن سعد، كما أشار البغوي إلى الشافعي في هذا السياق.
- وقد تبناه القاضي أبو الطيب والروياني، حيث اعتبره ظاهر المذهب، وهو ما رواه ابن القاسم وابن وهب عن مالك. يمكن القول إنه يمثل رأي المالكية، بعد أن أشرنا إلى عدم ثبوت ما ادعوه من إجماع على عدم اعتبار رؤية الهلال في البلدان البعيدة، مثل الأندلس بالنسبة لخراسان. [2]
3- تأثير الموقع الجغرافي على رؤية الهلال
- العوامل الجغرافية التي تؤثر في اختلاف مطالع الهلال
- يحدد الموقع الجغرافي لأي دولة زاوية رؤية الهلال عند غروب الشمس.
- عادةً ما تكون الدول القريبة من خط الاستواء أكثر قدرة على رؤية مطالع الهلال مقارنة بالدول التي تقع في العروض العليا، وذلك بسبب ميلان القمر بعد الغروب.
- تؤدي العوامل الجغرافية دورًا محوريًا في اختلاف مطالع الهلال، حيث تتأثر هذه المطالع بعدة متغيرات، منها:
أ. الموقع الجغرافي وخطوط الطول والعرض
يحدد الموقع الجغرافي لأي دولة زاوية رؤية الهلال عند غروب الشمس. الدول القريبة من خط الاستواء تتمتع عادة بفرص أفضل لرؤية الهلال مقارنة بالدول التي تقع في العروض العليا، وذلك بسبب ميلان القمر بعد الغروب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول الواقعة في الشرق تسبق غيرها في تحديد بداية اليوم، مما يؤثر على توقيت إعلان بدء شهر رمضان.
ب. الارتفاع عن سطح البحر وتأثيره على الرؤية
كلما زاد ارتفاع الراصد عن سطح البحر، زادت فرصة في رؤية الهلال، حيث تكون الطبقات الجوية أقل كثافة، مما يقلل من تأثير التشويش الجوي. تعتمد بعض الدول على الرصد من مناطق مرتفعة لضمان دقة رؤية الهلال.
ج. التلوث الضوئي والمناخ
يعيق التلوث الضوئي الناتج عن المدن الكبرى إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة، كما أن العوامل المناخية مثل الضباب والغبار والسحب تؤثر على وضوح الهلال.
لذلك، تلجأ بعض الدول إلى استخدام المراصد الفلكية في أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي، مثل الصحاري والمرتفعات الجبلية. [3]
4- دور المراصد الفلكية
السؤال: ما مدى صحة رؤية الهلال من خلال المراصد الفلكية، وهل يأخذ سماحة الشيخ بذلك؟
الجواب: نعم، إذا تم رؤية الهلال بالعين المجردة من خلال المرصد، أو من على جبل، أو من خلال المنارة، فإن ذلك يُعتبر صحيحًا. يُعمل بهذه الرؤية سواء كانت من المراصد أو المنارات أو الأسطح أو أي وسيلة أخرى، ولكن يجب أن يشهد شخص موثوق بأنه رآه بعينه. [4]
5- توحيد موعد العيد بين الدول
هذا العام. ستقوم معظم الدول العربية برصد الهلال بعد غروب شمس يوم 29 رمضان. الذي يوافق السبت 29 مارس/آذار. وسيحدث الاقتران في تمام الساعة 13:58 بتوقيت الدوحة. وفقًا لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا). حيث أن لحظة الاقتران ثابتة على مستوى العالم.
ووفقًا لمركز الفلك الدولي. فإن رؤية الهلال في هذا اليوم ستكون غير ممكنة بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب. رغم أن القمر سيغرب بعد غروب الشمس وسيحدث الاقتران قبل ذلك. وذلك بسبب ضعف إضاءة الهلال أو قربه من الأفق.
وبحسب مقياس روبرت هـ. فان جينت. أستاذ الرياضيات في جامعة أوتريخت الهولندية. الذي طور مقياسًا لرصد الأهلة. فإن رؤية الهلال عند غروب يوم 29 مارس/آذار ستكون غير ممكنة في العالم العربي. لأن المسافة بين القمر والشمس ستكون أقل من حد دانجون. وهو الحد الذي يسمح برؤية الهلال.
أما بالنسبة للدول التي بدأت صيامها متأخرًا. مثل المغرب. التي بدأت رمضان في 2 مارس/آذار. فإن رؤية الهلال ستكون ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي وبتواجد راصد متمرس. كما ستكون ممكنة باستخدام التلسكوبات البصرية العادية في يوم 30 مارس. [5]
6- تأثير العوامل الجوية على الرؤية”
أظهرت التحليلات المرفقة بالصور التي نشرها مختصون فلكيون من السعودية وجود سحب ترابية خفيفة قد تؤثر على رؤية الهلال في بعض المناطق .
مثل القصيم وسدير وشمال العاصمة الرياض. وتوقع عبدالعزيز العتيبي، المهتم بالخرائط الجوية والأحوال الجوية، أن “تكون هناك سحب متفاوتة الكثافة على أجزاء واسعة من شمال الرياض إلى القصيم وحائل، بينما ستظل الأجواء صافية في بقية مناطق المملكة، مما يتيح رؤية الهلال بإذن الله”، وفقاً لما ذكره في حسابه على منصة “إكس”. من جانبه، أشار المتخصص في الفلك الفيزيائي ملهم هندي إلى أن ظروف الرؤية ستؤدي إلى اختلاف في بداية شهر رمضان بين الدول الإسلامية.
أوضح أن السعودية ومعظم دول الخليج وأغلب دول إفريقيا ستبدأ شهر رمضان يوم الاثنين وفقاً للحسابات الفلكية. وأشار إلى أن الدول التي تعتمد فقط على هذه الحسابات ستعلن بداية رمضان في هذا اليوم.
بينما ستبدأ معظم دول آسيا وسلطنة عمان والمغرب شهر رمضان يوم الثلاثاء بسبب تعذر رؤية الهلال.
في ختام مقالي، أود أن أذكر أن لكل بداية نهاية، وأن أفضل الأعمال ما كان حسنًا في نهايته، وأفضل الكلام ما كان مختصرًا ومؤثرًا. بعد هذا الجهد المتواضع، آمل أن أكون قد وفقت في تقديم العناصر السابقة بشكل شيق ومفيد دون ملل أو تقصير.
المراجع
- الجزيرة نتدور الفلك في تحديد موعد العيد _بتصرف
- شبكة الالوكةاختلاف المذاهب في رؤية الهلال _بتصرف
- GlSتأثير الموقع الجغرافي على رؤية الهلال _بتصرف
- ابن باز دور المراصد الفلكية _بتصرف
- اتفاق أم اختلاف.. متى يبدأ عيد الفطر المبارك 1446؟توحيد موعد العيد بين الدول _بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

تقاليد عيد الفطر في دول إفريقيا المختلفة

وصفات صحية لفطور عيد الفطر المثالي

احتفالات عيد الفطر في مصر وأشهر العادات

أحدث عبارات التهنئة بعيد الفطر المبارك

عيد الفطر في أمريكا: كيف يحتفل المسلمون هناك؟

دليلك الشامل لتجهيزات عيد الفطر للسيدات

عيد الفطر في أي شهر ميلادي! :أسرار الإختلاف...

العد التنازلي لعيد الفطر: أفضل المواقع والتطبيقات لمتابعة...

لماذا نحتفل بعيد الفطر؟ فلسفة العيد في الإسلام

زكاة عيد الفطر: مقدارها، وقت إخراجها، وكل ما...

عيد الفطر: كيف تحوّل المناسبة الدينية لاحتفال عائلي...

عيد الفطر: 10 نصائح للاستعداد النفسي والاجتماعي

كيف تبدأ أول أيام عيد الفطربروحانيه عاليه ؟...

عيد الفطر: كيف تحتفل في أجواء أسرية مميزة...
