كيف تأسست الممالك القديمة في الجزيرة العربية؟

يحمل تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية بين طياته أسرار حضارات عريقة سكنت هذه الأرض قبل آلاف السنين، وأسست لنظم سياسية واجتماعية وتجارية متقدمة. من بين هذه الممالك، تبرز مملكة كندة القديمة كقوة ذات تأثير في وسط الجزيرة، بينما لعبت مملكة حمير دورًا بارزًا في جنوبها، وامتدت تجارتها ونفوذها إلى مناطق واسعة. في هذا المقال، نكشف كيف تأسست تلك الممالك، وما العوامل التي ساهمت في بروزها وازدهارها.
1- نبذة عن الممالك العربية القديمة
- تخبر السجلات وجود أربع ممالك تعود إلى تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية قبل الميلاد.
- انبثقت هذه الممالك ثروتها الكبيرة من تجارة القوافل مع دول البحر الأبيض المتوسط. والتجارة البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
- والمشهورة باسم الممالك الحميرية. وتضمنت السبئيين والمعينيين والقتبانيين.
- منذ القرن 15 قبل الميلاد، توفرت مستوطنات زراعية في غرب جنوب شبه الجزيرة العربية، وبقدوم القرن العاشر ق.م، أدى اتحاد عدة قبائل عربية إلى بيان مملكة سبأ، المتعلقة بملكة سبأ التي زارت الملك سليمان في إسرائيل.
- برزت مملكتا معين وقتبان، لكن سبأ احتفظت بمكانتها في كل أنحاء جنوب شبه الجزيرة العربية.
- تضمنت المدن على معابد هائلة ومبانٍ مدنية أخرى، وتوفر نظام ري متقدم الزراعة في الريف.
- في القرن الرابع الميلادي، انكشفت القوة الاقتصادية والاستقرار في المنطقة للخطر بشدة نتيجة انهيار سد مأرب المشهور، الذي رتب الثروة والسلطة الزراعية. هاجر الحميريون إلى شمال شبه الجزيرة العربية. من ضمن الصفات البارزة للممالك العربية الجنوبية كانت خطها ولوحاتها المرمرية والبرونزيات هائلة الحجم على الطراز المتوسطي. [1]
2- مملكة كندة وأثرها الثقافي
- من أبرز المواقع الأثرية بالمملكة العربية السعودية موقع قرية الفاو عاصمة مملكة كندة القديمة أو كما تسمي قرية، وهو الاسم المشهور لهذا الموقع في العصر القديم، وتقع مملكة كندة القديمة على بعد 700 كيلو متر جنوب غربي العاصمة الرياض؛ ويرجع تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث شيد الـ«ثور» مملكة في هذا الموقع؛ أطلق عليها قرية كاهل.
- وترجع أهمية مملكة كندة القديمة إلى كونها تشكل استراحة للقوافل التجارية بين المدن القديمة؛ ولذلك لقي الأثريون تدونات على الصخور صنعها التجار بالحرف الجنوبي المسند.
- ولقد شيد عدة من الأثريين بالحفائر في الفاو؛ بالأخص بعثة جامعة الرياض، وتمكنوا أن يرسموا خريطة كلية عن هذه المملكة القديمة أو حضارة مملكة كندة القديمة، وقد وجد بالموقع على بقايا أسواق وقصور شيدت من الحجارة المنقوشة بجمال معماري وذوق عالي. [2]
3- مملكة حمير ودورها الاقتصادي
- اقتلعت مملكة حمير السيطرة التجارية من دولة سبأ. واستمرت تحتفظ بهذه السيطرة حتى القرن 3 الميلادي، وكانت عاصمتها ريدان، وهي ظفار الحالية شمال شرق إب.
- اهتمت مملكة حمير بالتجارة البحرية في تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية مثل السبئيين والمعينين لكنهم كانوا يحضرون الرومان الذين ما إن تولي على مصر عام31 ق. م حتى أخذوا في بعث سفنهم إلى جنوبي البحر الأحمر وعبور باب المندب بلوغا إلى الهد وشرقي أفريقيا للبلوغ على السلع اللازمة مثل التوابل والعاج والبخور والحرير وريش النعام والحيوانات المتوحشة.
- وكانت مملكة حمير يعملون بالتجارة بالأخص تجارة البخور واللبان، ويعد ذلك عملاً دينياً إلى جانب أنه الدخل الكبير للدولة، وقد حدثت عدة حوادث في عهد مملكة حمير الأولى فقد حاول الرومان غزو بلاد العرب الجنوبية في قرابة عام 24 ق. م في عصر الإمبراطور أغسطس قيصر الروم حيث بعث حملة من مصر تحت سيطرة حاكمها ايليوس جالينوس غرضها الاستيلاء على وسائل النقل التي كان يحكمها عرب الجنوب واغتنام موارد اليمن لصالح روما، ولكن صارت هذه الحملة بالفشل الكبير. [3]
4- حضارات ما قبل الإسلام وأهميتها

- الحضارة الفرعونية
ظهرت حضارات ما قبل الإسلام في مصر على ضفاف نهر النيل. قرابة سنة 3150 ق. م، واقتبست الحضارة القديمة تفوقها بوساطة تعودها مع ظروف نهر النيل من حيث توفّر كل مقوّمات الزراعة والتربة الخصبة. والمياه، والمناخ الملائم، ممّا سبب إلى ازدهار الزراعة فيها.
من أبرز إنجازات الفراعنة في تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية الأهرامات المصرية القديمة، والمعابد والمسلات، والتماثيل، والإنتاج الوفير بالعلوم الرياضية، والطب. وأنظمة الري، ومهاراتهم في تشييد السفن والقوارب؛ التي كان لها أكبر تأثير فيما سبقها من حضارات ما قبل الإسلام.
- الحضارة الرومانية
تُعدّ من أعظم حضارات ما قبل الإسلام الأوربية القديمة بعد الإغريقية. وكانت تفرض حكمها على شبه جزيرة إيطاليا؛ التي تعلم بفلورنسا.
- الحضارة الآرامية
يعد موطنهم شمال ووسط سوريا، والجزء الشمالي الغربي من بلاد ما بين النهرين. ويرجع أصلهم للجزيرة العربية، ويعود نسبهم إلى آرام بن سام بن نوح.
- الحضارة السومرية
تعد من أقدم حضارات ما قبل الإسلام التي شيدت في بلاد ما بين النهرين. وكانت تدعي في الكتاب المقدس بشعار، وكانت تتضمن جنوب بابل بمعني الجنوب من العراق في عهدنا الحالي. واستعمل السومريون عدداً من الأنظمة منها؛ القباب، وأعمدة المداخل. [4]
5- التجارة والممالك العربية القديمة
- التجارة من مهن العرب التي عليها معادهم ومعاشهم وأكثرهم اشتغالاً في تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية هم الحضر.
- وقد عمل اليمنيون في أمر التجارة، وعملوا هذه المهنة زمناً طويلاً لوفرة حياتهم، ولما في بلادهم من الخصب والرخاء، والذخائر المختلفة والمعادن المناسبة وغير ذلك من أسباب الغنى والثروة.
- أما مملكتي بطرا وتدمر كانتا مواقع تجارية لبلاد الروم ومصر وسورية ونواحي جزيرة العرب اذ كان لهما الحظ الأفضل والمقام الأعلي في عالم التجارة في الشرق.
- وكانت التجارة العربية في عصر الجاهلية تتعامل مع بلاد الصين والهند بحرًا وبرًا، ومع الفينيقيين بوساطة الحجاز براً بوساطة القوافل، وقد نجحت في عصر سيدنا سليمان عليه السلام.
- ومن أبرز مواد التجارة عند العرب كانت الأحجار الثمينة التي كانوا يحشدونها من الجبال واللؤلؤ كان يستخرج من خليج عمان، والمرجان والبخور والذهب والمنسوجات الحريرية والعقيق والفضة والصوف كان يشيد لهم أسواقًا مؤقتة، ولا سيما تماثل المعارض الحالية. [5]
6- تأثير الممالك القديمة على التاريخ العربي
- مهدت حضارات تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية الطريق لبيان هوية عربية فريدة. اتصفت بلغة وتقاليد وثقافة مشتركة.
- وساعدت البُنى الاجتماعية والممارسات الدينية المختلفة لهذه المجتمعات في تقوية نسيج التراث العربي. الذي أثر في بيان الإسلام وتوحيد شبه الجزيرة العربية.
- كان من أهم التأثيرات الثقافية السبئيون، الذين شيدوا مملكة مثمرة في جنوب شبه الجزيرة العربية. عرفت حضارة سبأ بهندستها المعمارية المذهلة، بما في ذلك تشييد المعابد المميزة وأنظمة الري.
- وقد أثر تطورهم في التجارة والزراعة تأثيرًا هائلا على التنمية الاقتصادية للمنطقة.
- عمل تأثير الفرس واليونانيين دورًا في تكوين الثقافة العربية. فبوساطة التجارة والفتوحات، تشعبت عناصر الأدب والفن والحكم الفارسي في المجتمعات العربية. مما أسفر إلى توافق في الممارسات الثقافية.
- وقد وفّر إيلاج التراث الفلسفي اليوناني والإدراك العلمي أساسً للتطور الفكري المستقبلي في العصر الذهبي الإسلامي. [6]
في الختام إن استكشاف تاريخ الممالك القديمة في الجزيرة العربية يكشف لنا عمق الحضارة التي سادت هذه المنطقة، ويبيّن كيف أن مملكة كندة القديمة ومملكة حمير شكّلتا نموذجين مهمين في فهم البنية السياسية والثقافية للعرب قبل الإسلام. فقد كانت هذه الممالك أساسًا للتطور والازدهار، وساهمت في تشكيل هوية الجزيرة العربية التاريخية. ولا شك أن دراسة هذه الحقبة تعزز فهمنا لجذور الحضارة العربية وأثرها على العالم القديم.
المراجع
- ebscoالجزيرة العربية القديمة _بتصرف
- aawsatآثار تحكي تاريخ المملكة _بتصرف
- hamyerتقرير عن مملكة حمير _بتصرف
- twinklعوامل قيام الحضارة _بتصرف
- opinedigestالتجارة عند العرب قبل الإسلام _بتصرف
- mexicohistoricoاستكشاف تراث المجتمعات العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية _بتصرف
مشاركة المقال
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

جولة رائعة في متحف اللوفر أبوظبي ماذا ستكتشف؟

كيف نشأت الدولة الصفوية وما أثرها في العالم...

ماهو سر تأثير متحف اللوفر الثقافي العالمي؟

كيف أثرت التجارة على نشأة المدن العربية القديمة؟

كيف أثرت الاختراعات عبر التاريخ في تشكيل الحضارات؟

ما هي أهم عناصر التراث الثقافي العالمي التي...

كيف تغيرت العلاقات الاجتماعية عبر العصور؟

لماذا سقطت الإمبراطورية المغولية وكيف انهارت؟

كيف تدعم السياحة الأثرية نشر الثقافة عبر العالم

ماهي أعظم عجائب الحضارات القديمة التي أبهرت العالم؟

كيف ساهم التراث العربي الإسلامي في بناء الحضارات؟

ما هي أبرز الفتوحات الإسلامية الكبرى في التاريخ؟

ما هي أهم معارك الدولة العثمانية وكيف أثرت...

ما سر روعة القصور الإسلامية الأثرية؟
