تطور البحث العلمي

الكاتب : حبيبة دراز
16 أكتوبر 2024
منذ شهر واحد
عناصر الموضوع:
1. ما هو البحث العلمي؟
2. بداية البحث العلمي وأثره
3. الحضارات والبحث العلمي

عناصر الموضوع:

1. ما هو البحث العلمي؟

2. بداية البحث العلمي وأثره

3. الحضارات والبحث العلمي

وجد البحث العلمي منذ بداية الخليقة، ولكن تطور إلى أن أصبح على النحو الحالي، ويهدف البحث العلمي منذ البداية إلى تطور العالم والعلوم المختلفة على وجه الأرض، وبالفعل تطور البحث العلمي وطور العلوم وتخصصاتها المختلفة، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن البحث العلمي، وما المقصود به؟ وأثره في العالم على مر التاريخ.

1. ما هو البحث العلمي؟

البحث العلمي سلوك إنساني منظم، يهدف إلى الوصول لصـحة ظاهرة أو فرضـية، أو يفسر موقـف أو مشكلة أو ظاهرة ما ويفهـم أسـبابها ويتوصل إلى طرق ونتائج من أجل معالجتها، أو حتى الوصول إلى حل مشكلة معينة أو سلوكية اجتماعية يهتم بها الفرد أو المجتمـع، أو يدرس نجاح تقنيات جديدة وأساليب جديدة ومتطورة من أجل التطوير في مختلف المجالات. [1]

2. بداية البحث العلمي وأثره

منذ قديم الأزل كانت البشرية فضولية وشغوفه لما يدور ويجري حولهم، كانت تدور في عقول البشر الكثير من الأسئلة؛ نتيجة لفضولهم، كانوا يجربون كثيرا ويفترضون فرضيات وإستراتيجيات عديدة فقط للوصول إلى إجابات لأسئلتهم، ومنذ العصر الحجري كان البشر شغوفين بالتجريب والتعلم، فتطور الأمر حتى سمي بالأُسلوب العلمي، اختلف تعريف الأُسلوب العلمي على مر العصور وصولا إلى عصرنا الحالي، فعرف بأنه مجموعة من السلوكيات والأخلاقيات والقوانين الثابتة التي يتوجب على كل باحث وطالب علم التعرف عليها.

وتَولد من البحث العلمي مجموعة من الأثار والنتائج، ونقدم ملخصا لها:

ساعد البحث العلمي في بناء مجتمعات وأمم قوية فكريا واقتصاديا، وساعد كذلك على حفظها واستقلاليتها عن التبعية؛ فأدى ذلك إلى بناء الأرض وإعمارها، وكما تطورت الأرض تطور البشر كذلك، وساعدهم على زيادة وعيهم ونيل حياة أفضل، وأدى تطور البشرية الناتج من البحوث العلمية إلى إمكانية توقع المستقبل والتنبؤ به، وأخيرًا ساعد البحث العلمي على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات. [2]

3. الحضارات والبحث العلمي

ساهمت العلوم ودراستها في فهم كيف تطورت الأشياء من حولنا، فكيف تطور البحث العلمي؟ وكيف ساهم في تطور البشرية؟ ! و كيـف ساعد الباحثـون في هذا التطور؟ هذا ما سيتم الإجابة عليه من خلال تناول حضارات العالم.

  • الحضارة الفرعونية:

تُعرف كأول حضارة عرفها التاريخ، حضارة امتدت على ضفاف نهر النيل، ساهمت في تطور علوم أغلب حضارات العالم، خاصة في الكتابة؛ فاستخدمت واكتشفت ورق البردي للكتابة عليه، وتدوين التاريخ وتوثيق حياتهم، وفي عصرنا الحديث تم فك رموز وشفرة هذه الكتابات وعرفنا ما أراد قدماء المصرين أن يخبرونا.

عُرف المصري القديم بدراساته للعلوم المختلفة وتطوره فيها، فبرع المصريون القدماء فعلوم الرياضيات؛ لإيجاد حلول للمشاكل التي واجهتهم كمشكلة فيضان نهر النيل، أدى ذلك إلى دراسة علوم الفلك لفهم العلاقة التي تربط بين منسوب المياه والزمن، تفوقت وبرعت الحضارة الفرعونية؛ بسبب سعي القدماء المصريون وإصرارهم وإيجابيتهم على إيجاد حلول للمشاكل التي واجهتهم في حياتهم اليومية، فيجب على الباحث أن يتحلى بمثل هذه القيم لتحقيق أهدافه.

  • الحضارة اليونانية:

توالت الحضارات بعد الحضارة الفرعونية فوجدت في العراق والهند واليونان، الحضارة اليونانية أو كما سميت الإغريقية، طور المصريون القدماء حلولا لمشاكلهم فأضافت إليهم الحضارة اليونانية علوم النفس والمنطق والإجماع، كما تميزت الحضارة اليونانية باستخدام التفكير العلمي والملاحظات والقياس في التحليل العلمي، ومن أشهر فلاسفة الحضارة اليونانية: الفيلسوف أفلاطون وأرسطو، كان الفيلسوف أفلاطون معلم أرسطو، أُسست أول أكاديمية علمية في الحضارة اليونانية على يد أرسطو، أختلف أرسطو وأفلاطون في أن أفلاطون أعتمد على التفسير الفلسفي، وأعتمد أرسطو على التفسير المنطقي من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومن أقوال أرسطو: ((أفلاطون عزيز علي، لكن الحقيقة أهم)).

  • الحضارة الإسلامية:

كان علماء الحضارة الإسلامية أول من اعتمد على التطبيق والتجربة عن النظريات والمسلمات، ويعد الحسن بن الهيثم من العلماء الذين استخدموا منهجية البحث العلمي تعتمد على التطبيق والنقد لكتابات القدماء بالحجج والبراهين للوصول إلى الحقيقة، فقال: ((ليـس الباحـث عـن الحقيقـة مـن يـدرس كتابـات القدمـاء علـى حالتهـا ويضـع ثقتـه فيهـا، بـل هـو مـن يعلـق إيمانـه بهـم ويتسـاءل مـا الـذي جنـاه منهـم، هـو الـذي يبحـث عـن الحجـة ولا يعتمـد علـى قـول إنسـان طبيعتـه يملؤهـا كل أنـواع النقـص والقصـور، ولهـذا يجـب علـى مـن يُحقـق في كتابـات العلمـاء، إذا كان البحـث عـن الحقيقـة هدفـه، أن يسـتنكر جميـع مـا يقـرؤه، ويسـتخدم عقلـه حتـى النخـاع لبحـث تلـك الأفـكار مـن كل جانـب، وعليـه أن يتشـكك في نتائـج دراسـته أيضـا، حـتى يتجنـب الوقـوع في أي تحيـز أو تسـاهل))، لا يجب على الباحث أو طالب العلم أن يستسلم ويصدق المسلمات والأمور المتعارف عليها فحسب، بل عليه أن يفكر ويتساءل لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ فأي ورقة بحثية أو تقرير علمي معرضين لتواجد أخطاء فيها، ويوجد نتيجتين لهذا إما أن يتم تجاهله أو أن يتم البحث والتطوير فيه؛ ولهذا يجب على الباحث وطالب العلم أن يتسائل حول كل ما يقرأه من جميع النواحي لكي لا يقع في خطأ انحياز التجربة، ولتجنب الوقوع في هذا الخطأ يجب أن تكرر التجربة أكثر من مرة.

  • الحضارة الأوروبية:

من خلال ترجمة ما قامت به الحضارات الأخرى كاليونانية والفرعونية استمدوا معرفتهم وعلومهم، وأضافوا لها من خلال إسهامات بعض العلماء، مثل: فرانسيس باكون وجاليليو والعالم إسحاق نيوتن، كان العالم فرانسيس باكون من أشهر علماء الحضارة الأوروبية، فطور منهجية البحث العلمي، وبين أن الباحث إذا بدأ باليقين فسينتهي إلى الشك، وإذا بدأ بالشك فسينتهي بالوصول إلى الحقيقة، أضاف العالم جاليليو إلى علوم الفلك والملاحظات الكونية، ولم يتوفق هنا بل أضاف أيضا إلى منهجية البحث العلمي فقال: ((كل الحقائق من السهل معرفتها بمجرد اكتشافها فالهدف هو اكتشافها))، مرت المنهجية العلمية في هذه المرحلة بالكثير من التشكيك والنقد، فطورها العالم إسحاق نيوتن وجعلها تعتمد على أربع قواعد لتفسير الظواهر والوصول إلى الحقيقة، ثم تطور المنهجية العلمة وصولا إلى العصر الحديث بفضل العالم ألبرت أينشتاين.

  • العصر الحديث:

تطور البحث العلمي كثيرا ومر بالعديد من التطور منذ قديم الأزل، بداية بزمن الحضارة الرعونية أقدم الحضارات وصولا إلى العصر الحديث، فأختلف البحث العلمي وتتطور شكله والأدوات المستخدمة فيه عن الماضي؛ فكانت الأدوات المستخدمة قديما أدوات بسيطة خشبية وبعضها من الحجارة، أما الآن فنجد الآلات الإلكترونية، وبعض المعدات المصنوعة من المعادن، تطور العلم أكثر مع تطور البحث العلمي وتشعب إلى فروع جديدة لم تكن موجودة سابقًا، وأتيحت فرصا في العصر الحديث لتبادل الأفكار والأبحاث العلمية فنقدها وجعلها خالية من الأخطاء بواسطة متخصصين في المجال، وهذا ما عُرف بالنشر العلمي ومراجعة الأقران، وأصبح البحث العلمي ومنظومته كاملة تخضع لمجموعة من القواعد وإشراف من المنظمات الدولية؛ فوضعت أخلاقيات وسلوكيات وقوانين يجب أن يلتزم بها الباحثون. [3]

وفي الختام، نستطيع أن نقول أنه لولا فضول البشر والبحث العلمي لظل العالم عل صورته البدائية غير المتطورة، وأنه يجب أن نطور ونكتشف المزيد عن الأمور من حولنا، وذلك للحصول على المعرفة والخبرات التي تساعد على المعيشة الجيدة والحياة المزدهرة.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة