تفسير الآية "إن الله لا يغفر أن يشرك به"

تفسير الآية “إن الله لا يغفر أن يشرك به” يكشف لنا عن أحد أهم المبادئ الأساسية في العقيدة الإسلامية وهو التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى. هذه الآية الكريمة من سورة النساء تؤكد على عظم خطر الشرك بالله وأنه الذنب الوحيد الذي لا يغفر إذا مات صاحبه عليه دون توبة. من خلال هذا التفسير. نفهم الحكمة الإلهية في تأكيد أهمية التوحيد كأساس للإيمان، وخطورة الانحراف عن هذا المبدأ الأساسي في الدين الإسلامي.
إن الله لايغفر أن يشرك به وَيَغْفِرُ مادون ذلك لمن يشاء؟

الآية الكريمة:﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، تحمل معنى عظيمًا يجب أن يقف عنده كل مسلم. فالله تعالى أخبر في هذه الآية أنه لا يغفر الشرك إذا مات عليه الإنسان. بينما يغفر ما دون ذلك من الذنوب، إن شاء، لمن يشاء من عباده، وهذا يدل على خطورة الشرك، ووجوب التوبة منه قبل الموت.
ولذلك، نجد أن إن الله لا يغفر أن يشرك به تؤكد أن التوحيد هو الأساس في قبول الأعمال. ولا تقبل الطاعات مع الشرك. أما إذا تاب الإنسان من الشرك قبل وفاته، فإن الله يتوب عليه. فالتوبة تمحو ما قبلها، كما قال تعالى في موضع آخر:﴿ إن الله يغفر الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، وهنا جمع الله المغفرة لكل الذنوب بشرط التوبة، حتى الشرك.
وفي سؤال البعض عن معنى: تفسير إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك. فالمقصود به أن من مات وهو مشرك، لم تقبل له شفاعة، ولم يُغفر له، وهذا خاص بمن لم يتب. أما من تاب، فإن الله يقبل توبته مهما كان ذنبه.
ومن هنا نعلم أن الشرك أعظم الذنوب على الإطلاق، وهو الشرك الذي لا يغفره الله لمن مات عليه. ولذلك يجب على المؤمن أن يحذر الشرك صغيره وكبيره، ظاهرًا وباطنًا. [1]
تعرف أيضًا على : ما الفرق بين نية العمرة ونية الحج؟ شرح مبسط
ما معنى قوله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به”؟
الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء: 48]، تحمل تحذيرًا شديدًا لكل من يقع في الشرك بالله عز وجل. وهي تبين أن الشرك بالله ذنب عظيم لا يغفر لصاحبه إن مات عليه. وهذا المعنى من أوضح معاني العقيدة في الإسلام.
قوله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يُشرك به“ معناه أن الله جلّ وعلا لا يغفر لمن مات على الشرك. ولم يتب منه، وهذا هو الحكم الثابت في القرآن الكريم. أما من تاب من الشرك قبل موته. فإن توبته تقبل، ويغفر له، مهما كان ذنبه. لأن رحمة الله وسعت كل شيء. لذلك، فهذه الآية موجهة في حق من مات مشركًا ولم يتب.
وقد قال الله في آية أخرى: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]، وفيها بيان لحجم الجريمة التي يرتكبها المشرك. فقد انحرف تمامًا عن طريق الحق، ووقع في أبعد أنواع الضلال. وهو عبادة غير الله، أو صرف شيء من العبادة لغيره.
كما يتساءل البعض: هل يغفر الله الشرك بعد الإيمان؟
والجواب نعم، إذا وقع العبد في الشرك ثم تاب، تاب الله عليه، حتى لو كان مشركًا بعد أن عرف الإيمان. لأن باب التوبة مفتوح ما دام القلب ينبض ولم تطلع الشمس من مغربها.
في ضوء هذا كله، يتضح أن إن الله لا يغفر أن يشرك به تعني الحكم الأبدي على من مات مشركًا دون توبة، نسأل الله السلامة. [2]
تعرف أيضا على : توقيت رمي الجمرات في الحج وما يجب أن تعرفه
ما هو تفسير قوله تعالى: ” ومن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضل ضلالا بعيدا”؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ ومن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضل ضلالا بعيدا ﴾ [النساء: 116]، وهذه الآية جاءت مباشرة بعد قوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾. لتؤكد أن الشرك ليس فقط ذنبًا عظيمًا، بل هو أعظم الانحرافات عن طريق الحق. لأنه يصرف العبد عن التوحيد، وهو أصل الدين، إلى عبادة غير الله.
تفسير هذه الآية أن كل من جعل لله شريكًا في العبادة أو الألوهية، فقد ابتعد كل البعد عن طريق الهدى. وانغمس في الظلال الفكري والعقدي. وهذا “الضلال البعيد” ليس مجرد خطأ. بل انحراف لا يقارن بأي ذنب آخر، لأنه يمس أعظم ما في العقيدة: التوحيد.
وهنا نربط المعنى بما ورد في الآية الأخرى: إن الله لا يغفر أن يشرك به، لأن هذا النوع من الضلال. إن مات عليه العبد دون توبة، فليس له مغفرة، ولا تقبل له طاعة، ولا شفاعة.
وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لهذه الآية، أنه قال: “الشرك إذا مات عليه الإنسان. فهو غير مغفور له بإجماع المسلمين، ولو كان قليلًا؛ لأن الله أخبر أنه لا يغفر”.
فمن أعظم أسباب النجاة أن يكون التوحيد خالصًا لله تعالى. وأن يفرّ الإنسان من كل مظاهر الشرك الظاهرة والخفية، ليبقى في دائرة المغفرة والرحمة.
تعرف أيضا على : الحكمة من رمي الجمرات في الحج ولماذا نقوم بها؟
ما هي أعظم الذنوب التي لا يغفرها الله لصاحبها؟
لا شك أن الذنوب تتفاوت في خطورتها، لكن هناك ذنبًا واحدًا لا يغفر لصاحبه إذا مات عليه دون توبة. وهو الشرك بالله عز وجل، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48].
تعرف أيضا على : توقيت رمي الجمرات في الحج وما يجب أن تعرفه
وفيما يلي أهم النقاط التي توضح أعظم الذنوب التي لا تغفر:
- أولًا: الشرك الأكبر
أن يجعل العبد لله شريكًا في العبادة، كأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله. أو يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره. وهذا هو الذنب الذي لا يغفر إن مات عليه الإنسان.
- ثانيًا: قول العلماء في ذلك
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “الشرك لا يغفر إذا مات عليه العبد. ولا يقبل منه صرف ولا عدل، وهو أعظم الكبائر على الإطلاق”.
- ثالثًا: الدليل على عِظَم الشرك
قال تعالى: ﴿ ومن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افترى إِثْمًا عظيما ﴾ [النساء: 48]، أي أن من يشرك بالله. فإنه ارتكب افتراءً على الخالق، وظلمًا لنفسه لا يقارن بأي ذنب آخر.
- رابعًا: التوبة قبل الموت
من تاب من الشرك قبل موته، تاب الله عليه. ودخل في وعد الله بقوله: ﴿ إن الله يغفر الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53].
وخلاصة ذلك أن إن الله لا يغفر أن يشرك به توضح بجلاء أن الشرك بالله هو الذنب الوحيد الذي يهلك العبد إذا لم يتب منه قبل الموت.
تعرف أيضا على : الأدعية المستحبة عند رمي الجمرات في الحج
وفي ختام تفسير الآية ” إن الله لا يغفر أن يشرك به “، يتبين لنا أن هذه الآية الكريمة تمثل تأكيداً إلهياً على أهمية التوحيد الخالص وخطورة الشرك بالله عز وجل. لقد أوضحت الآية أن الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفر لمن مات عليه دون توبة. بينما سائر الذنوب تحت مشيئة الله للمغفرة. هذا التفسير يدعونا إلى ضرورة المحافظة على التوحيد الصافي والابتعاد عن كل أشكال الشرك. سواء كان جلياً أو خفياً، حتى نحظى برضا الله ومغفرته في الدنيا والآخرة.
المراجع
- surahquran4:116 Indeed, Allah does not forgive association with Him ... -بتصرف
- islamwebSeeking forgiveness -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

تطبيقات السياسة الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين

بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم

بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم

وقت رمي جمرة العقبة الكبرى

أين ولد سيدنا إبراهيم

أين مات الرسول

أحكام الوصية

هل يجوز الإفطار أثناء صيام القضاء؟

أنواع الماء في الفقه

أقسام التوحيد

ترتيب الولاية بعد وفاة الأب

شروط عقد النكاح

أنواع الإجارة وأحكامها

ما حكم ترك صلاة التراويح؟
