تقرير عن أهل الجنة: أوصاف ونعيم لا ينفد

عناصر الموضوع
1- من هم أهل الجنة؟
2- صفات المؤمنين الفائزين
3- أعمال تورث دخول الجنة
4- درجات الجنة ونعيمها
5- رؤية الله ورضاه
الجنة هي دار النعيم الأبدي، حيث يجد أهلها الراحة والسعادة التي لا تضاهى. من خلال تقرير عن نعيم أهل الجنة، نكتشف الأعمال التي تدخل الجنة ودرجاتها العظيمة، فضلاً عن النعيم الذي وعد الله به المؤمنين. الجنة، بنعيمها ودرجاتها، تمثل أسمى درجات الكرامة للمؤمنين الذين يسيرون على طريق الأعمال الصالحة.
1- من هم أهل الجنة؟
أهل الجنة هم المؤمنون الموحدون بالله ، و قد تحدث القرآن الكريم عن أهل الجنة:
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾ [النساء: 57].
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ ربهمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التوبة: 20 – 22].
﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * لَلَذَّيْنَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس: 25، 26].
﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].
﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].
قوله تعالى : ( يعرفون كلا بسيماهم ).
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال : يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه
عَنْ أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ .
فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ. فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا” رواه البخاري (3348) ومسلم (222). [1]
2- صفات المؤمنين الفائزين
المؤمن مَن آمَن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدرِ خيره وشرِّه، حُلْوُه ومُرِّه من الله عز وجل، المؤمن مؤمن. فقد قال الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، ولا توجد سورةٌ اسمها (سورة المسلمون)، وإنما المؤمنون، فالمؤمن أخصُّ من المسلم وأعلى منه المحسن.
﷽ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون].
في هذه الآياتِ ذكرِ عبادِ الله المؤمنين الفائزين، وذكرِ فلاحِهم وسعادتِهم، وبعضًا من صفاتهم، وبأيِّ شيْءٍ وصلوا إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك قد تضمَّن ذلك الذكرُ الحثَّ على الاتصافِ بصفاتهم مثل:
- الخشوع في الصلاة أي حضورُ القلب بين يدي ربِّه، مستحضرًا لقرْبِه، فيسكن قلبُه، وتطمئنُّ نفسُه، وتسكنُ حركاتُه، ويقِلُّ التفاتُه
- الأعراض عن اللغو، واللغو هو الكلام الذي لا خيرَ فيه ولا فائدةَ
- مؤدُّون لزكاةِ أموالهم مزكِّين لأنفسِهم من أدناسِ البخلِ وسيءِ الأخلاق
- يحفظون أنفسهم عن الزنا ومن تمام حفظِها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك، كالنظرِ واللَّمْسِ، ونحوهما.
- مراعون للأمانات و ضابطون حافظون، وحريصون على القيام بها وتنفيذِها. [2]
3- أعمال تورث دخول الجنة
علينا أن نعلم علم اليقين أن دخول الجنة هو في مبتدأ الأمر ونهايته فضل ورحمة من الله عز وجل.
قال ﷺ : (لَا يَدْخُلُ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ ” قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي الله رُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ) رواه أحمد في مسنده.
أما عن الأسباب والموجبات التي تورث الإنسان الجنة فهي كثيرة، منها ما يتعلق بأعمال القلوب، ومنها ما يتعلق باللسان، ومنها ما يتعلق بالجوارح، وأعظم أعمال القلوب وأجلها هو تقوى الله، أن تجعل بينك وبين حدود الله وقاية تخشى بها عين الله في السر والعلن.
يقول الله جل وعلا: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الحجر:45]
أعمال القلوب مثل: عبادة الصبر وحسن التوكل على الله
وفي باب الأقوال وأعمال اللسان هناك الكثير، أولها شهادة ألا إله إلا الله، ففضل كلمة الشهادة عظيم، لأنها قوام التوحيد، وتليها قراءة القرآن، ثالثا الدعاء، ثم المداومة على الأذكار.
أما من أعمال الجوارح: المحافظة على الصلاة، والمداومة على السنن الرواتب، فضلا عن أبواب البذل والصدقات، وبر الوالدين.
أيضا هناك باب الأخلاق؛ الذي يتمثل في الرفق في المعاملة، والسماحة والتيسير على الناس، وترك الغضب، والحرص على صلة الرحم. بالإضافة إلى ذلك دوام الود مع الآخرين.
ويعلمنا ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ).[3]

4- درجات الجنة ونعيمها
في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين منها ما بين السماء والأرض.
فقد روى الترمذي وغيره أن رسول الله ﷺ قال: في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس. صححه الألباني. وفي رواية: إن في الجنة مئة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم.
وأهل الجنة يتفاوتون في نعيمهم في الجنة، على حسب درجاتهم فيها وقد ذكر الله أنه أعدّ للذين يخافونه جنتين:وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ الرحمن:46 ووصفهما، ثم قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ الرحمن:62، أي دون تينك الجنتين في المقام والمرتبة. بالإضافة إلى ذلك مَن تأمّل صفات الجنتين اللتين ذكرهما الله آخرًا، علم أنهما دون الأوليين في الفضل.
النبي ﷺ قال: إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.[4]
5- رؤية الله ورضاه
وعند الحديث عن تقرير عن نعيم أهل الجنة. فإنه أعظم نعيم لأهل الجنة رؤية الله تعالى. قال تعالى: ﴿ لَلَذَّيْنَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26] والحُسنى: الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجهه الكريم، من الأسباب الموجبة لرؤية الله تعالى:
أولاً: الإيمان بالله وتوحيده، قال تعالى: ﴿ لَلَذَّيْنَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، والإحسان أعلى مراتب الإيمان.
ثانياً: المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه: 130][10].
ثالثاً: الابتعاد عن المعاصي والذنوب
رابعاً: الدعاء قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنْي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].[5]
في الختام، إن الأعمال التي تدخل الجنة هي مفاتيح النعيم الأبدي، وبينما يتفاوت أهل الجنة في درجاتهم ونعيمهم. بالإضافة إلى ذلك يبقى وعد الله بالمغفرة والرضا عنهم هو الأسمى. الجنة ونعيمها هي النتيجة الطبيعية لأعمال المؤمنين المخلصين في الدنيا.
المراجع
- الإسلام سؤال وجواب من هم أهل الجنة -بتصرف
- إسلام واى صفات المؤمنين الفائزين -بتصرف
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت أعمال تورث دخول الجنة -بتصرف
- اسلام ويب درجات الجنة ونعيمها -بتصرف
- شبكة الألوكة رؤية الله ورضاه -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

نتائج التعصب الديني: مخاطر الغلو على الفرد والمجتمع

عشرة في الجنة: تعرف على ملامح حياتهم ولماذا...

متى يقال دعاء العودة من السفر؟

أحكام شرعية سورة يوسف: الجانب التطبيقى

ما هو مد التمكين؟

سنن الحج المستحبة وأهميتها للحاج

الصيام الطبي والصيام المتقطع: فوائد صحية ومقارنة شاملة

أحكام التجويد وتحسين التلاوة للمبتدئين

وسائل تثبيت العقيدة الإسلامية: منهجيات من القرآن والسنة

قبل الإسلام: كيف غيّرت الدعوة المحمدية حياة الصحابة...

تعريف التقوى: المعنى اللغوي والشرعي

دعاء الميت يوم الدفن: وداع مبارك

دعاء لأبي الميت يوم الجمعة: تضرع ورثاء

دعاء السفر للعمرة: أدعية رحيمة للمسافرين
