تقنيات الشعراء في وصف العيون

عناصر الموضوع
1- شرح موجز لأهم المصطلحات البلاغية
2_أمثلة تطبيقية من الشعر القديم والحديث
3- تحليل طريقة بناء الصورة الشعرية
4- أثر هذه التقنيات على تجربة القراءة والتذوق
1– شرح موجز لأهم المصطلحات البلاغية
إن معنيي الوجيز والموجز متشابهان، إلا أن الوجيز يشير إلى اختصار الكلام في ذاته، وهو مشتق من فعل وجز الذي يعني اختصر. بينما الموجز يحمل نفس الدلالة، لكنه يشير أيضًا إلى معنى إضافي، وهو ارتباط الاختصار بالفاعل الذي قام به، كونه اسم مفعول من الفعل أوجز.
التلخيص يعتمد على عنصرين أساسيين:
- التجريد، أي إزالة الحشو والتعقيد الزائد من النص.
- الإيضاح، والإضافة، وتسهيل الفهم، مما يجمع بين المعنيين المذكورين للتلخيص.
أشار السبكي إلى هذا الموضوع، حيث غاب عن بعض الباحثين الذين وصفوا ما كتبه ابن رشد في “تلخيص كتاب الشعر” بأنه فهم غير دقيق لأقوال أرسطو. ولا شك بوجود العديد من الاختلافات بين آراء الرجلين. وقد أعد كل من د. تشارلز بترورث ود.
أحمد عبد المجيد هريدي في تحقيقهما لكتاب ابن رشد قائمة تقارن بين نصوص الكتابين، مما يسهل على الباحثين الذين يرغبون في إجراء مقارنة بينهما. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذه الاختلافات ناتجة عن سوء فهم من ابن رشد لأقوال أرسطو، أم أنها اختلافات مقصودة؟ والجواب هو أن بعض هذه الاختلافات تعود إلى سوء تصور الشعر اليوناني، الذي يتناوله أرسطو..
من بين تلك الأمور، نجد ترجمته للكوميديا بالهجاء، وللتراجيديا بالمدح، بالإضافة إلى محاكاة الفعل التام بشكل كامل، وكذلك المنظر المسرحي الذي يعتبره تعبيرًا عن صحة الاعتقاد. وهناك أيضًا جوانب أخرى تتعلق بطبيعة التلخيص. وقد أغفل البعض هذه النقطة، فاعتقدوا أنه كان مجرد مترجم أو مختصرًا لكتاب أرسطو، وهو اعتقاد غير دقيق.[1]
2– أمثلة تطبيقية من الشعر القديم والحديث
إليك بعض الأمثلة التطبيقية من الشعر القديم والحديث:
الشعر القديم :المتنبي:
- عيناك عيناك ما أظنها عيناك
- إن لم تكن عيناك، فما بالعَيْنَيْنِ؟
أبو الطيب المتنبي:
- عيناك نوران وقلبي يخفق
- كلما رأيتك يزداد الخفق”
الخليع بن أحمد الفراهيدي:
- عيون السحر في عينيك تلمع
- وقلبي يخفق بين يديك
الشعر الحديث أحمد شوقي:
- عيناك عيناك يا حبيبتي
- تلمعان كالنجوم في السماء
حافظ إبراهيم:
- عيناك عيناك يا جميلتي
- تخطف القلب وتسحر الروح
نزار قباني:
- عيناك عيناك يا حبيبتي
- تلمعان كالشمس في الصباح [2]
3– تحليل طريقة بناء الصورة الشعرية
مفهوم الصورة في المعاجم اللغوية العربية يشير إلى الشكل والحقيقة والهيئة، بالإضافة إلى دلالات النوع والصفة، وتمثيل الشيء في الذهن والخيال.
و يتضح من ذلك أن للصورة في اللغة العربية دلالتين: مادية وذهنية. فالدلالة المادية تتعلق بتضمين لفظ الصورة للإشارة إلى الأشياء الحسية، مع التركيز على ميزاتها المدركة عبر الحواس الخمس.
أما بالنسبة للمفهوم النقدي القديم للصورة، فقد كان استخدامها ثابتًا في المراحل الأولى من الفكر اليوناني، حيث ظهرت في حواريات أفلاطون بشكل متكرر.
كان أفلاطون يقصد بالصورة الذهنية للأفكار والأشياء، وهي صورة مجردة وثابتة لا تتغير، مما يجعلها خالدة، بينما يسعى عالم الحس إلى محاكاتها.
كما تم استخدام تعبير الصورة في النقد العربي القديم، الذي اهتم بالصورة الشعرية استجابة لأغراض دينية، تتمثل في تبرير الإعجاز القرآني.
تعتمد الصورة الشعرية على مكونات أساسية:
- مكون اللغة: يشكل نسيج الألفاظ في التعبير الشعري الصورة التي يعبر بها الشاعر عن تجربته، لذا تُعتبر اللغة عماد الصورة الشعرية.
- مكون العاطفة: تُعتبر العاطفة الروح التي تُنفخ في الألفاظ، حيث تعكس الحالة النفسية الوجدانية للشاعر.[3]
4– أثر هذه التقنيات على تجربة القراءة والتذوق
تأخذنا أستاذة الأدب العربي في جامعة الملك سعود بالرياض، الشاعرة د. مباركة بنت البراء، في رحلة عبر العصور مع العيون في قصائد الشعراء، حيث تقدم قراءة شعرية ممتعة تمتد من امرئ القيس في العصر الجاهلي إلى بدر شاكر السياب في العصر الحديث. وقد اخترنا للشاعرة في هذا الديوان قصيدة بعنوان: «من يوميات ابن زريق البغدادي». استخدم الشعراء مجموعة من التقنيات لتصوير العيون في الشعر العربي، ومن بين هذه التقنيات:
التقنيات اللغوية
- المجاز: توظيف كلمات مجازية مثل “بحر”، “سحر”، و”نور” لوصف العيون.
- التشبيه: مقارنة العيون بالكواكب، الزهور، أو الأجسام الجميلة.
- الاستعارة: استخدام استعارات مثل “عيون السحر” و”عيون الحب”.
والتقنيات الصورية
- وصف العيون وصف الحجم: يمكن الإشارة إلى حجم العيون بعبارات مثل “عيون واسعة” أو “عيون ضيقة”
- وصف الشكل: يمكن وصف شكل العيون بعبارات مثل “عيون ممدودة” أو “عيون مائلة”.
والتقنيات العاطفية
- التعبير عن المشاعر: يمكن التعبير عن المشاعر التي تثيرها العيون، مثل الحب أو الإعجاب أو الدهشة.
- استخدام الحواس يمكن استخدام الحواس في الوصف، مثل “عيون تتلألأ” أو “عيون تتلألأ بالبرق”.
- التعبير عن التأثير: يمكن الإشارة إلى تأثير العيون على الشاعر، مثل “عيون تأسر” أو “عيون تفتك
في ختام الحديث، يمكن القول إن الشعر في جوهره هو احتفال وثناء، عيد وغناء. فرحته ليست مجرد لذة، وشكواه ليست مجرد بكاء، ويأسه لا يقتصر على القنوط والاستسلام. ومهما كانت الظروف، فإنه في النهاية يعبر عن وجود عالم له معنى، حتى وإن أنكر فوضاه واحتج على غيابه عن المعنى
المراجع
- شبكة الالوكةشرح موجز لأهم المصطلحات البلاغية _بتصرف
- Dr: Al Mahmoodi.comأمثلة تطبيقية من الشعر القديم والحديث _بتصرف
- االقافلةتحليل طريقة بناء الصورة الشعرية _بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

تحليل رواية "زقاق المدق" لنجيب محفوظ

تحليل رواية "الخيميائي" لباولو كويلو: رحلة البحث عن...

تحليل ديوان النابغة الذبياني: شاعر المعلقات وبراعة المدح

أفضل الروايات العربية التي تركت بصمة في الأدب

تحليل رواية "مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا...

تحليل رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ

أفضل كتب الأدب الساخر التي ستجعلك تضحك وتفكر

أفضل روايات الرعب والإثارة التي تبقيك مشدودًا حتى...

الوصف في الروايات كيف تجذب القارئ إلى عالمك؟

قصة حياة مي زيادة: الأديبة التي سحرت عمالقة...

كتابة الحوارات في القصص والروايات: نصائح مهمة

الكتب التي يجب أن تقرأها قبل أن تموت

دور البارودي في إحياء الشعر العربي: كيف أعاد...

عبد القاهر الجرجاني: مؤسس علم البلاغة العربية
