تواضع الصحابة مواقف إنسانية تكشف لنا عظمة خُلقهم

عناصر الموضوع

1- قيمة التواضع في الإسلام

2- صور التواضع عند الصحابة والتابعين

3- نماذج عمليّة لتواضع صحابي أبو بكر الصديق

4- تواضع الصحابي عمر بن الخطاب.

5- تواضع الصحابي عثمان بن عفان

6- تواضع الصحابي سلمان الفارسي

تواضع الصحابة مواقف إنسانية تكشف لنا عظمة خُلقهم . إن التواضع يكون مع الله، ومع الرسول، ومع الناس. علاوة على ذلك فالمؤمن المتواضع متواضع مع الله بأن يستسلم له، فلا يخالفه، ولا يجادله في أوامره ونواهيه برأيه، ومتواضع مع الرسول بأن يتبع هديه وسنته وفضائله، ويقتدي به في الصلاة وغيرها من الطاعات، ومتواضع مع الناس بألا يفخر عليهم. وأن يعرف حدود حقوقه وحقوقهم. علاوة على ذلك لا يجرؤ على تجاوزها مهما ألحوا عليه، فإذا عرف أين الحق سارع إلى اتباعه، أيا كان صاحبه، في هذا المقال انظر كيف ترجم الصحابة خلق التواضع في حياتهم اليومية، وكيف ميّزهم هذا الجانب الإنساني ليكونوا قدوة للأجيال.

1- قيمة التواضع في الإسلام

تواضع الصحابة مواقف إنسانية تكشف لنا عظمة خُلقهم لا يسع الشارع الحكيم إلا أن يؤيد الصفات الحميدة. بالإضافة إلى ذلك وكل ما يعين المجتمع الإسلامي وأهله على كل خير، ومن هذا المنطلق سنتحدث في هذه الفقرة عن بعض الفوائد والصفات التي تعود على المجتمع والناس من صفة التواضع، وفيما يلي:

• التواضع يوصل المسلم إلى رضا الله تعالى، علاوة على ذلك يساعده على كسب محبته.
• التواضع من الأمور التي تقرب العبد من ربه تعالى، ومن عباد الله الآخرين.
• التواضع من الأمور التي تجلب السعادة إلى العبد في الدنيا والآخرة،
• التواضع من الأمور التي تدفع عن الإنسان عذاب الله تعالى، ومن الخوف الأكبر.
• والتواضع دليل على اكتساب المسلم الأخلاق الحميدة، ودليل على خير عاقبته.
• التواضع من الأسباب التي تؤدي إلى نيل النعمة والتوفيق في مال العبد ودنياه. [1]

2- صور التواضع عند الصحابة والتابعين

تواضع الصحابة مواقف إنسانية تكشف لنا عظمة خُلقهم .قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن قرنه الذي يليه هم خير القرون، لأنه قال: (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ). وعلى هذا يمكن القول إن رسول الله و الصحابة الأبرار والتابعين هم خير قدوة لكل المسلمين. ومن هذا المنطلق سنستعرض مشاهد التواضع. ومن هنا سنتناول تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام وما يليه.

• تواضع الرسول مع أهله: فقد كان متواضعًا مع أهله. علاوة على ذلك كان يخدمهم بلا تردد. بل كان كأحد قومه في تجارته. علاوة على ذلك كان يكسب رزقه، فكان يحمل بنفسه أعباء تجارته من السوق. وكان ينظف نعله. ويصلحها، ويحلب الغنم، ويطعم الإبل. فكان يأكل مع خادمه، ولكن بلا خيلاء.
• تواضع النبي مع أصحابه ومشاركتهم العمل: ويظهر ذلك جلياً من موقع عمله في الخندق. حيث كان يحمل الطين مع أصحابه، دون أن يتميز عنهم.
• تواضع عمر بن الخطاب عند دخوله بيت المقدس: فلما دخلا هذه المدينة المقدسة التي كانت تحت الفتح آنذاك. دخل هو وغلامه. وسار كلاهما على قدميه، فلما جاوزا بلاد الشام جاء دور الغلام ليركب. علاوة على ذلك فركب الغلام وعمر بن الخطاب يمشي إلى جانب الدابة قرب الشاطئ. فلما وصل إليهما الماء شمر ثيابه. وحمل نعليه على كتفيه، ولم يكن في ذلك الوقت مهتماً بأمراء الشام وزعمائها العظام.
• تواضع عمر بن عبد العزيز مع الضيف: ذات ليلة كان عمر يكتب شيئاً. علاوة على ذلك وكان المصباح الذي يستخدمه على وشك أن ينطفئ، وكان عنده ضيف. فطلب منه الضيف أن يصلح المصباح. لكن عمر بن عبد العزيز رفض ذلك. بل قال للضيف أن يستدعي العبد ليصلح المصباح. علاوة على ذلك فلم يوافق عمر على ذلك أيضاً. بل أصلح المصباح بنفسه.[2]

3- نماذج عمليّة لتواضع صحابي أبو بكر الصديق

• كان أبو بكر رضي الله عنه يحلب الغنم، فبايع على الخلافة، فقالت له جارية من جاريات الغنم: إنه لا يحلب لنا غنمنا الآن، فسمع أبو بكر ذلك، فقال: نعم، أنا أحلبها لكم. ولعلي لم أتصور أن يغير ذلك من خلقي ما هو عليه، فكان يحلبها لها (الطبقات الكبرى، لابن سعد، ج3، ص138-139).
• قال أبو صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب كان يعول امرأة عمياء بالمدينة فيقضي لها حوائجها ليلاً. فإذا أتى إليها وجد غيره قد سبقه إليها، ففعل ما تريد، فنظر إليه عمر فإذا هو أبو بكر، فكان يأتيها فيقوم بأمرها سراً. وهو خليفة. (الكامل في التاريخ، لابن الأثير، ج 2، ص 265).
• قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وددت أن أكون شعرة في جنب عبد مؤمن. (الزهد؛ لأحمد بن حنبل، ص 90، رقم 560).
• ذهب أبو بكر الصديق لوداع جيش أسامة بن زيد، وكانت قدماه تطأن الأرض بقوة. و أسامة راكب، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، اركب أو أنزل أنا. فقال: والله لا أقوم، ولا أركب. ولا أخاف أن تغبر قدماي في سبيل الله ساعة! (الكامل في التاريخ؛ لابن الأثير، ج 2، ص 195).[3]

4- تواضع الصحابي عمر بن الخطاب

• قال أبو محذورة: كنت إلى جنب عمر رضي الله عنه، فجاء صفوان بن أمية ومعه هذا القدح الكبير، يحمله نفر من الناس في عباءة، فوضعه بين يدي عمر، فدعا عمر فقراء وعبيدا من عبيد الأنصار، فأكل معهم، ثم قال: دعوا قوماً، أشار إلى قبح قوم، أي: قبحهم الله إذا منعوا عبيدهم من الطعام الذي على موائدهم، فقال صفوان: والله ما ندع عبيدنا يذهبون، ولكنا نستعين بهم، والله ما ندخل على طعام طيب فنأكله ونشاركهم فيه. (صحيح الأدب المفرد؛ للألباني، صـ93).
• عن عروة بن الزبير قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يحمل على عاتقه قربة ماء، فقال لأمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال: لا، بشهادة كل من جاء يسمعني، ويطيعني، لقد غلبت عليّ كأمير، فأردت أن أكسرها، فحمل قربة ماء إلى حجرة امرأة من الأنصار، فأفرغ الماء في إنائها. [4]

5- تواضع الصحابي عثمان بن عفان

• قال ميمون بن مهران أن الهمداني أخبره أنه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه راكباً على بغلة، وخلفه غلامه نائل وهو خليفة. (حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصفهاني، ج1، ص60)
• قال الحسن البصري: لقد رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد، وعلى جنبه آثار الحصى، وكان يومئذ الخليفة، فقام إلى جانبه آثار الحصى، فقال: هذا أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين” (حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصفهاني، ج 1، ص 60).
• قال عبدالله الرومي: عثمان بن عفان كان يعقب وضوء الليل بنفسه، سُئل، فقيل له: لماذا لم تأمر بعض الخدم بذلك؟ قال: لا، إنما الليل لهم ليستريحوا؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، ج3، ص44).

6- تواضع الصحابي سلمان الفارسي

• قال ثابت البناني: كان سلمان أميراً على المدائن، وكان مقبلاً في صحبة رجل من أهل الشام من بني تيم يحمل تيناً، فلما رأى سلمان عليه الكساء، قال له: تعال فاحمله، فلم يكن يعرفه، فحمله سلمان، فرآه الناس فعرفوه، فقالوا: هذا الأمير، فقال: لم أعرفك، فقال له سلمان: لا، حتى نأتي منزلك” (حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، ج 4، ص 66).
• ال أبو قلابة: دخل رجل على سلمان الفارسي رضي الله عنه، فقاطعه في عجن العجين، فقال: ما هذا؟ فقال: بعثنا الغلام في حاجة، فلم نرد أن نثقل عليه بجمع العمل بين الأمرين” (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، ج 1، ص 201).

علي بن أبي طالب: عن عمرو بن قيس، عن ابن سعد، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رُئي عليه رقعة، فخاطبه، فقال: إن القلب ليخشع، والمؤمن به مقتدى” (الطبقات الكبرى، لابن سعد، ج3، ص20).

عبدالرحمن بن عوف: قال سعد بن الحسن التميمي: (لم يكن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يعرف من عبيده) دليل على  التواضع في زيه؛ (التوضؤ والخمول، لابن أبي حازم الدارمي، ص 185، رقم: 144).”

عمار بن ياسر:

قال ابن أبي الهذيل: رأيت عمار بن ياسر رضي الله عنهما يشتري القات(علف البهائم) بالدرهم، ويحمله على ظهره، وكان أمير الكوفة” (الطبقات الكبرى، لابن سعد، ج3، ص193). [5]

عبدالله بن سلام:

“قال عبد الله بن حنظلة: مر عبد الله بن سلام رضي الله عنه بالسوق، وعلى رأسه حزمة من حطب، فقال: لأدفعن بها الكبر؛ (الزهد؛ لأحمد بن حنبل، ص 150).

أم الدرداء:

قال إبراهيم بن أبي عبلة: رأيت أم الدرداء رضي الله عنها جالسة مع مساكين بيت المقدس؛ (التداوي؛ لابن أبي الدنيا، ص 139، رقم 105).”

وأخيرًا، التواضع يؤدي إلى الاحترام بين الناس وفئات المجتمع، بغض النظر عن ثرواتهم وقوتهم ومناصبهم. ولهذا أمر الله رسوله الكريم وجميع المؤمنين، قائلًا: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين).

• المكتبة الشاملة قيمة التواضع في الإسلام _ بتصرف
• المقاولون العربصور التواضع عند الصحابة والتابعين _ بتصرف
• المكتبة الشاملة نماذج عمليّة لتواضع صحابي أبو بكر الصديق _ بتصرف
• طريق الإسلام تواضع الصحابي عمر بن الخطاب _ بتصرف
• الألوكة الشرعية تواضع الصحابي سلمان الفارسي _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم