السعديات: الجزيرة التي تحلم بالفن

الكاتب : هدير محمد
02 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 22
منذ 6 ساعات
جزيرة السعديات
تيم لاب فينومينا أبوظبي
متحف اللوفر أبوظبي
بيت العائلة الإبراهيمية
ممشى السعديات
منارة السعديات
مؤسسة بسام فريحة للفنون
فسيفساء ثقافية متكاملة

في قلب أبوظبي، حيث يلتقي البحر بالثقافة، تنبض جزيرة السعديات كأيقونة تجمع بين الجمال الطبيعي والطموح الإبداعي. لم تعد الجزيرة مجرد شاطئ هادئ أو منتجع فاخر، بل أصبحت وجهة عالمية تحمل مشروعًا ثقافيًا فريدًا يضعها على خريطة الفنون والابتكار. اليوم، السعديات هي الجزيرة التي تحلم بالفن، وتحوّل هذا الحلم إلى واقع ملموس عبر المنطقة الثقافية المبهرة.

تيم لاب فينومينا أبوظبي

أحد أكثر المشاريع ابتكاراً على الجزيرة هو تيم لاب فينومينا، وهو فضاء تفاعلي متعدد الحواس، حيث يتداخل الضوء والماء والصوت ليخلق أعمالاً فنية تنبض بالحياة. هنا، يصبح الزائر جزءاً من العمل الفني، يتفاعل معه ويتأثر به. هذه التجربة تترجم رؤية أبوظبي في جعل الفن معايشة حسية لا تقتصر على المشاهدة، بل تتجاوزها إلى الاندماج والتجربة.

متحف اللوفر أبوظبي

لا يمكن الحديث عن السعديات دون التوقف عند متحف اللوفر أبوظبي، الذي افتتح عام 2017 ليصبح أول متحف عالمي في المنطقة. يتميز بتصميم معماري مدهش بقبة هندسية تمنح الزائر تجربة “مطر الضوء”. أما داخله، فيروي قصة الإنسانية عبر العصور. بينما تلتقي الفنون من مختلف الحضارات تحت سقف واحد. اللوفر أبوظبي ليس مجرد متحف، بل رسالة عالمية عن الحوار والتلاقي بين الثقافات.

بيت العائلة الإبراهيمية

من أبرز معالم التسامح على الجزيرة بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً في مكان واحد. إنه تجسيد عملي لفكرة الحوار بين الأديان، ورمز لقيم التعايش والسلام التي تفتخر بها الإمارات. هذا الصرح الثقافي والروحي يضيف بعداً إنسانياً عميقاً إلى المشهد الفني، حيث يجتمع الفن بالقيم الروحية في لوحة واحدة.

ممشى السعديات

ممشى السعديات ليس مجرد طريق على البحر، بل مساحة ثقافية مفتوحة للزوار. هناك يلتقي السكان والسياح على إيقاع الفنون المنتشرة في الهواء الطلق، وسط المقاهي والمتاجر. الممشى يعكس فكرة أن الثقافة ليست محصورة في قاعات مغلقة، بل يمكن أن تكون جزءاً من الحياة اليومية. إنه مكان يوازن بين الراحة والترفيه والفن، ويمنح الجزيرة طابعاً إنسانياً متجدداً.

منارة السعديات

منارة السعديات تُعد قلباً نابضاً للأنشطة الثقافية المتنوعة. فهي تستضيف معارض فنية محلية وعالمية، وورش عمل إبداعية، وعروض أفلام وفعاليات تعليمية. هذا المركز الثقافي يعمل كبوابة للتفاعل المباشر مع الفنانين والمجتمع، ما يجعله مساحة مثالية لاكتشاف المواهب وصناعة الحوار الثقافي المستمر.

مؤسسة بسام فريحة للفنون

مؤسسة بسام فريحة للفنون تضيف بعداً آخر لمشهد السعديات. مبناها الحديث المصنوع من الخرسانة والزجاج يعكس تمازج البساطة والحداثة. وهي مخصصة لعرض الأعمال الفنية المعاصرة، إضافة إلى استضافة ورش العمل والبرامج التعليمية. بهذا الدور، تساهم المؤسسة في دعم الفنانين المحليين وتعزيز موقع الجزيرة كمركز للإبداع.

فسيفساء ثقافية متكاملة

ما يميز السعديات أن هذه المعالم ليست منفصلة، بل تكمل بعضها لتشكّل لوحة فسيفسائية متكاملة. من التجربة التفاعلية في تيم لاب، إلى الفنون العالمية في اللوفر، إلى قيم التعايش في بيت العائلة، والأنشطة المجتمعية في الممشى والمنارة، وصولاً إلى دعم الفنانين عبر مؤسسة بسام فريحة، يجد الزائر نفسه في رحلة شاملة تمزج بين الفن والحياة والمعرفة.

جزيرة السعديات هي أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ إنها مشروع ثقافي حيّ يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والفن. إنها المكان الذي تتقاطع فيه الحضارات، وتلتقي فيه القيم الإنسانية، وتولد فيه الأفكار الجديدة. من متحف عالمي إلى مركز تسامح، ومن فضاء تفاعلي إلى ممشى نابض، ترسم السعديات صورة أبوظبي كعاصمة للثقافة والإبداع. حقاً، إنها الجزيرة التي تحلم بالفن، وتجعل من هذا الحلم واقعاً يضيء الحاضر ويستشرف المستقبل.

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة