جمال الدين الأفغاني: مصلح إسلامي

الكاتب : سهام أحمد
02 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 7
منذ ساعتين
جمال الدين الأفغاني
ماذا قال العلماء عن جمال الدين الأفغاني؟
أهم إنجازات جمال الدين الأفغاني
من هو جمال الدين الأفغاني باختصار؟
هل جمال الدين الأفغاني مصري؟

جمال الدين الأفغاني. اسم يمثل نقطة تحول في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث. فإنه ليس مجرد عالم أو داعية بل هو أيقونة للإصلاح ومحرك للتغيير ومفكر مؤثر ويسعي للاغيير والإصلاح. طاف العالم الإسلامي محاول إيقاظ وعيى الأمة.  قصته ليست سيرة حياة عادية. بل هي حكاية من الكفاح ضد الاستعمار والدعوة إلى الوحدة والتحريض على التجديد.

ماذا قال العلماء عن جمال الدين الأفغاني؟

جمال الدين الأفغاني

تعتبر آراء العلماء في جمال الدين الأفغاني. متناقضة إلى حد كبير وهو ما يعكس شخصيته المعقدة وأفكاره الجريئة. فبعض العلماء أثنى عليه واعتبره من كبار المجددين في العصر الحديث بينما انتقده آخرون بشدة ووجهوا له اتهامات مختلفة.

بالتالي هذه الآراء المتباينة تظهر مدى تأثيره في عصره ومدى انقسام الساحة الفكرية حوله  فقد أثنى عليه كثيرون. مثل الشيخ محمد عبده الذي كان تلميذه ورفيقه في رحلة الإصلاح واعتبره معلم له وشهد   علي ذكائه الحاد وعلمه الغزير وحماسه للإصلاح.

كما أن المؤرخين الذين اهتموا بـ أفكار جمال الدين الأفغاني. رأوا فيه رائد لليقظة الإسلامية ودوره في إثارة الوعي ضد الاستعمار. فقد رأوا فيه شخصية ثورية تسعى إلى تحرير العقول من الجمود وإيقاظ الشعوب من الغفلة.

تعرف أيضًا على: عباس محمود العقاد: أدباء العرب

في المقابل كان هناك من انتقده بشدة مثل الشيخ جمال الدين الأفغاني ابن باز. الذي كان له رأي آخر في أفكاره فقد رأى ابن باز أن بعض أفكاره لا تتفق مع المنهج السلفي. ووجه له انتقادات تتعلق ببعض آرائه السياسية وموقفه من العلمانية ومسألة الوحدة الإسلامية.

علاوة علي ذلك هذه الانتقادات لا تقلل من قيمة الأفغاني ولكنها تضع أفكاره في سياقها التاريخي. وتوضح أن شخصيته كانت محل خلاف فإن عقيدة جمال الدين الأفغاني. كانت موضوع للنقاش حيث اتهمها البعض بأنها لا تتفق مع المنهج الصحيح بينما دافع عنه آخرون واعتبروا أن أفكاره كانت متوافقة مع روح الإسلام.[1]

تعرف أيضًا على: الفيلسوف جيريمي بنثام: سعي نحو أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس

أهم إنجازات جمال الدين الأفغاني

تتعدد إنجازات جمال الدين الأفغاني. وتتنوع فهو لم يكن مجرد مفك.ر بل كان رجل عمل أثر في الساحة السياسية والفكرية في عدة بلدان ويمكن تلخيص أهم إنجازاته في عدة نقاط:

جمال الدين الأفغاني

  • الدعوة إلى الوحدة الإسلامية: كان الأفغاني من أوائل من دعوا إلى وحدة الأمة الإسلامية ورفض التفرقة على أساس العرق أو المذهب. فقد كان يرى أن الوحدة هي السبيل الوحيد لمقاومة الاستعمار واستعادة مجد الأمة، وقد جاب العالم الإسلامي من الهند إلى مصر ومن إيران إلى تركيا وهو يدعو إلى هذه الوحدة.
  • تأسيس الصحافة التنويرية: أسس الأفغاني مع تلميذه محمد عبده مجلة “العروة الوثقى”. في باريس والتي كانت منبر للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية ومحاربة الاستعمار وقد كان لها تأثير كبير على الصحافة العربية والإسلامية في ذلك الوقت.
  • الدعوة إلى الإصلاح السياسي: كان جمال الدين الأفغاني يدعو إلى إصلاح الأنظمة السياسية في البلدان الإسلامية وإقامة أنظمة عادلة تحترم حقوق الإنسان. وتعتمد على الشورى والديمقراطية فقد كان يرى أن الاستبداد هو أحد أسباب ضعف الأمة وتخلفها.
  • مقاومة الاستعمار: كان الأفغاني من أشهر المقاومين للاستعمار الغربي وخاصة الاستعمار البريطاني والفرنسي. فقد كان يرى أن الاستعمار هو السبب الرئيسي لتخلف الأمة وكان يدعو إلى الجهاد ضده وقد تركت أفكار جمال الدين الأفغاني بصمة واضحة على الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي، فكانت بمثابة وقود لثورات فكرية وسياسية.

 فإنه كان شخصية محورية في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث وما زال إرثه محط دراسة وبحث فإن جمال الدين الأفغاني. كان يرى أن النهضة لا يمكن أن تتم إلا إذا تم إيقاظ العقل وتحريره من الجمود وهذا هو جوهر رسالته.[2]

تعرف أيضًا على: غوته الأديب الذي جمع بين الأدب والفلسفة

من هو جمال الدين الأفغاني باختصار؟

جمال الدين الأفغاني

جمال الدين الأفغاني هو فيلسوف وداعية ومفكر ومصلح إسلامي من أصول أفغانية ويقال إيرانية. ولكنه يعتبر نفسه أفغاني. ولد عام 1838م وتوفي عام 1897م و يعتبر من رواد حركة الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث وقد كان شخصية مؤثرة جدًا في عصره حيث كان يتمتع بذكاء حاد وقدرة على الخطابة وذاكرة قوية وطلاقة في اللغات.

تعرف أيضًا على: برتراند راسل: فيلسوف الرياضيات والعقلانية الحديثة

فكان يرى أن سبب تخلف الأمة الإسلامية هو الجمود الفكري والاستبداد السياسي والاستعمار الأجنبي. لذلك عمل على محاربة هذه الأسباب الثلاثة وكرس حياته للدعوة إلى الإصلاح. لقد طاف جمال الدين الأفغاني. العالم الإسلامي فذهب إلى الهند ومصر وإيران وتركيا وروسيا وفرنسا وإنجلترا. وكان في كل مكان يذهب إليه يحدث تأثير كبير ويجمع حوله الطلاب والمفكرين.

بالتالي قد كان له تلاميذ كبار مثل الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وغيرهم فكانت عقيدة جمال الدين الأفغاني. تقوم على ضرورة العودة إلى أصول الدين وتجديده ورفض التقليد الأعمى. كما كان يؤمن بأن الإسلام ليس دين للعبادة فقط بل هو نظام شامل للحياة يغطي كل جوانبها بما في ذلك السياسة والاقتصاد والاجتماع.

وللإجابة على سؤال من هو جمال الدين الأفغاني باختصار؟ يمكن القول إنه شخصية جمعت بين الفكر والعمل وبين العلم والسلطة وبين الدعوة والسياسة. فإنه كان رجل سابق لعصره رأى المستقبل بعين مختلفة وحاول أن يغيره.  هذه الشخصية التي كانت محط جدل. وتركت بصمة لا تمحى على تاريخ الأمة الإسلامية فإن جمال الدين الأفغاني تاريخ ومكان الوفاة. يظل لغز فبينما يرى البعض أنه توفي في اسطنبول يرى آخرون أنه توفي في مكان آخر وهو ما يضيف إلى غموض شخصيته.

تعرف أيضًا على: رشيد رضا: تلميذ محمد عبده

هل جمال الدين الأفغاني مصري؟

جمال الدين الأفغاني

رغم أن جمال الدين الأفغاني. لم يكن مصري من حيث الأصل إلا أنه كان له تأثير كبير جدًا على مصر لدرجة أن البعض يعتبره واحد من رواد التنوير في مصر. فقد جاء إلى مصر في عام 1871م وأقام فيها عدة سنوات وأثر في عدد كبير من المثقفين والعلماء منهم الشيخ محمد عبده الذي كان من أبرز تلاميذه.

 كان جمال الدين الأفغاني. يلقي دروس ومحاضرات في الجامع الأزهر وفي بيوت الطلاب وكانت أفكاره تنتشر بسرعة كبيرة. وتحدث ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية والسياسية وقد كان تأثيره في مصر يتمثل في عدة نقاط:

  • إيقاظ الوعي الوطني: كان الأفغاني يدعو إلى الوعي الوطني ومقاومة الاستعمار الإنجليزي فقد كان يرى أن مصر يجب أن تكون حرة ومستقلة وأن أهلها يجب أن يحكموا أنفسهم.
  • الدعوة إلى التجديد: كان الأفغاني يدعو إلى التجديد في الفكر الديني ورفض الجمود والتقليد الأعمى فقد كان يرى أن الإسلام دين يواكب كل العصور وأن المسلمين يجب أن يستخدموا عقولهم في فهم الدين وتطبيقه.
  • تكوين جيل من المفكرين: لقد ترك الأفغاني بصمة لا تمحى على جيل كامل من المفكرين والمصلحين في مصر فكان تلاميذه هم رواد حركة التنوير في مصر في العصر الحديث.

علاوة علي ذلك  فإن الإجابة على سؤال هل جمال الدين الأفغاني مصري؟ هي أنه ليس مصري من حيث الأصل ولكنه مصري من. حيث الروح والأثر فقد أحب مصر وأحب أهلها وكرس جزء كبير من حياته من أجل نهضتها.  أما عن وفاة جمال الدين الأفغاني فقد حدثت في ظروف غامضة في اسطنبول عام 1897م بعد أن قضى حياته كلها في الدعوة إلى الإصلاح.

تعرف أيضًا على: ابن حجر العسقلاني: مؤلف \”فتح الباري\”

في الختام يبقى جمال الدين الأفغاني. شخصية فريدة جمعت بين الوعي والإصلاح بين السياسة والدين وبين الشرق والغرب. فقد كانت حياته رحلة من الكفاح من أجل نهضة الأمة وستظل أفكاره مصدر إلهام لكل من يحلم بالتغيير فإنه جمال الدين الأفغاني. المصلح الذي لن ينسى.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة