تعرف على حسان دياب رئيس وزراء لبنان السابق

حسان دياب هو شخصية لبنانية بارزة جمع بين مسيرته الأكاديمية والسياسية، حيث لمع اسمه أولاً في مجال التعليم العالي قبل أن ينتقل إلى الساحة السياسية. وُلد في بيروت عام 1959 وبدأ مشواره كأستاذ جامعي في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث ترك بصمته عبر العديد من الأبحاث والإنجازات. لاحقًا، تقلد منصب وزير التربية والتعليم العالي، قبل أن يتم تكليفه برئاسة الوزراء عام 2020 في ظل واحدة من أصعب المراحل التي مر بها لبنان. ورغم التحديات الكبرى، بقي حسان دياب رمزًا يجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الإدارية.
من هو الوزير دياب؟

حسان دياب هو أكاديمي، ومهندس، وسياسي لبناني ولد في بيروت عام 1959 قبل أن يتولى منصب رئيس الوزراء. كان قد شغل منصب وزير التربية، والتعليم العالي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بين عامي 2011 و2014، ويعتبر الوزير دياب أكاديمي بارز. حيث عمل كأستاذ جامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتدرج في المناصب الأكاديمية. حتى أصبح نائب لرئيس الجامعة للشؤون الإقليمية والبرامج الخارجية.
كانت مسيرته المهنية الأكاديمية متميزة، وهو ما جعله خيار مناسب لرئاسة الحكومة. التي أطلق عليها اسم “حكومة تكنوقراط” فكان ينظر إلى حسان دياب على أنه شخصية مستقلة عن الأحزاب السياسية التقليدية، وهو ما جعله يحظى بقبول من بعض الأطراف على أمل أن يتمكن من إدارة شؤون البلاد بعيد عن المحاصصة الطائفية التي أدت إلى تراكم الأزمات.
تعرف أيضًا على: مريم العتيبي وأثرها في قضايا حقوق المرأة بالسعودية
على الرغم من خبرته الأكاديمية والوزارية واجه حسان دياب تحديات هائلة منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة. حيث جاء في ظل رفض شعبي كبير للطبقة السياسية الحاكمة. فكان الهدف المعلن لـ حكومة حسان دياب هو إنقاذ البلاد من الانهيار المالي، والاقتصادي ومعالجة أزمة الديون السيادية وإجراء إصلاحات هيكلية إلا أن هذه الأهداف اصطدمت بواقع سياسي، واقتصادي معقد للغاية، وتفاقمت الأزمات بشكل غير مسبوق. مما أدى إلى تزايد الضغوط عليه. وقد انتهت مسيرة حسان دياب كرئيس للحكومة باستقالته في أعقاب انفجار مرفأ بيروت المدمر في أغسطس 2020 والذي هز البلاد بأكملها وأثار غضبا شعبيا عارما.
تعرف أيضًا على: قائمة أسماء سياسية بارزة في التاريخ العربي والعالمي
من يعين رئيس الحكومة في لبنان؟
يعتمد تعيين رئيس الحكومة في لبنان على نظام سياسي معقد يعرف باسم “المحاصصة الطائفية” الذي يرسخ مبدأ تقسيم السلطة بين الطوائف الدينية الرئيسية. فوفقا للدستور اللبناني يتم تعيين رئيس الحكومة اللبنانية من قبل رئيس الجمهورية، بعد استشارات نيابية ملزمة. فيقوم رئيس الجمهورية بتكليف المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات النواب لتشكيل الحكومة. وقد عين حسان دياب في هذا المنصب بعد أن تخلى عنه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وحصل على دعم من قوى سياسية معينة، وهو ما أثار جدلا واسعا حول استقلاليته.
تعرف أيضًا على: شي جين بينغ: القوة الصاعدة التي تعيد تشكيل الصين
إن عملية تعيين رئيس وزراء لبنان الجديد ليست مجرد إجراء شكلي بل هي عملية سياسية معقدة تعكس توازنات القوى بين الكتل السياسية، والطائفية، ويواجه رئيس الحكومة المعين مهمة شاقة لتشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان. وهو ما يتطلب مفاوضات مضنية مع مختلف الأطراف السياسية. وقد فشل العديد من رؤساء الحكومة المكلفين في تشكيل حكومات مستقرة بسبب هذه الصراعات. فهذا الواقع يوضح لماذا كان تشكيل حكومة حسان دياب أمر صعب، ولماذا واجه صعوبات في اتخاذ القرارات الإصلاحية. [1]
تعرف أيضًا على: ماجد القصبي: وزير المهمات المتعددة في الحكومة السعودية
من هو رئيس لبنان الجديد؟
الرئيس اللبناني الجديد هو جوزيف (جوزاف) عون، وهو قائد الجيش اللبناني السابق، تم انتخابه رئيسًا للجمهورية في 9 يناير 2025 بعد شغور رئاسي دام أكثر من عامين.حصل على 99 صوتًا من أصل 128 نائبا أثناء الدورة الثانية من التصويت.جوزيف عون، وُلد عام 1964 في ضاحية الصيفي في بيروت، وقد شغل منصب قائد الجيش منذ عام 2017. ولا تربطه قرابة بالرئيس السابق ميشال عون، رغم التشابه في الاسم. انتخابه جاء بعد ضغط داخلي وخارجي مكثف من قوى مثل أمريكا والسعودية وفرنسا، في محاولة لكسر الجمود السياسي واستعادة الاستقرار.[2]
تعرف أيضًا على: عبد الله بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين
من يحكم في لبنان؟
في لبنان نظام الحكم معقد ويقوم على توزيع السلطة بين الطوائف الدينية الرئيسية. مما يجعل السؤال “من يحكم في لبنان؟” صعب فيمكن تلخيص هيكلية الحكم في لبنان كالتالي:
- رئيس الجمهورية: يجب أن يكون ماروني وهو أعلى منصب في الدولة ويقوم بتسمية رئيس الحكومة.
- رئيس الحكومة: يجب أن يكون سني ويقوم بتشكيل الحكومة وإدارة شؤونها.
- رئيس البرلمان: يجب أن يكون شيعي ويقوم بإدارة عمل البرلمان.
- الكتل النيابية الطائفية: وهي التي تتحكم في عملية تشكيل الحكومات واتخاذ القرارات الكبرى.
إن هذا النظام الذي يعرف باسم “الجمهورية البرلمانية الطائفية” يجعل من الصعب على أي جهة منفردة أن تحكم البلاد. بل إن القرارات المهمة تتخذ من خلال التوافق بين الأطراف السياسية والطائفية المختلفة، وهذا ما يفسر سبب عدم قدرة أي حكومة بما فيها حكومة حسان دياب على إجراء إصلاحات جذرية دون مواجهة مقاومة قوية من الأطراف السياسية التي تخشى. فقدان نفوذها فإن تجربة حسان دياب كرئيس للحكومة هي خير مثال على ذلك حيث اصطدمت حكومته بالواقع السياسي اللبناني الذي يعيق أي محاولة للتغيير.
تعرف أيضًا على: أبرز شخصيات سياسية سعودية تركت بصمة في تاريخ المملكة
في الختام يعد حسان دياب شخصية محورية في تاريخ لبنان الحديث. حيث قاد حكومة واجهت أعنف الأزمات التي مرت بها البلاد. فإن مسيرته رغم قصرها كشفت عن عمق التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها لبنان وضرورة إيجاد حلول جذرية لنظامه السياسي.
المراجع
- ReutersWhat you need to know about Lebanon's sectarian power-sharing system -بتصرف
- Council on Foreign RelationsThe New President in Lebanon -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

موسى بن نصير: القائد الذي فتح شمال إفريقيا...

سيرة نادين لبكي: من التمثيل إلى الإخراج العالمي

شخصيات كرتونية مرعبة أثارت الجدل

خديجة بنت خويلد: أولى زوجات النبي وداعمة الدعوة...

مريم العتيبي وأثرها في قضايا حقوق المرأة بالسعودية

خولة بنت الأزور: الفارسة الشجاعة التي قاتلت في...

ستيف كاريل عبقري السخرية في The Office وصاحب...

قائمة أسماء سياسية بارزة في التاريخ العربي والعالمي

ريكي جيرفيه كيف أثار الضحك والجدل في آن...

عبد الرحمن الداخل: صقر قريش الذي أسس الدولة...

هبة الحسين إعلامية وممثلة برؤية معاصرة

عبير سندر وجه مختلف ومؤثر في عالم الموضة...

سلطان الطرب جورج وسوف مسيرة فنية مليئة بالشغف...

جيري ساينفيلد كيف أصبح أعظم من قدّم كوميديا...
