حسني مبارك: رئيس مصر لثلاثة عقود بين الاستقرار والجدل

في مطلع العقد الثاني من الألفية بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق المصري لكن السؤال الأبرز ظل قائمًا: كيف سقط حسني مبارك من الحكم؟ بمرور الوقت تزايدت الضغوط الاقتصادية، وازدادت الفجوة بين الحاكم والشعب، ومع تصاعد الغضب الشعبي خاصة بين الشباب بدأت الاحتجاجات تأخذ شكلًا أكثر تنظيمًا، ومن جهة أخرى لعبت وسائل الإعلام والتواصل دورًا مهمًا في نشر الوعي هكذا وبشكل متسارع تحولت المطالب إلى ثورة، وانتهى الأمر بتنحيه إذًا يمكن القول إن السقوط لم يكن وليد لحظة بل نتيجة سنوات من التراكمات والغليان.
كيف سقط حسني مبارك من الحكم؟
لعدة عقود حافظ النظام المصري على استقراره الظاهري لكن مع مرور الوقت بدأت التوترات تتصاعد تدريجيًا فبينما كانت الأوضاع الاقتصادية تتدهور. ازدادت معدلات البطالة، واتسعت الفجوة بين طبقات المجتمع، ومن ناحية أخرى تراجع الحريات وتقييد الإعلام زادا من حالة الاحتقان، وفي هذا السياق جاء دور الشباب الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم احتجاجات سلمية بدأت في 25 يناير 2011.
ومع اتساع رقعة التظاهرات، ومع ازدياد القمع الأمني تحولت المطالب من الإصلاح إلى الإطاحة بالنظام، وعلى الرغم من محاولاته للتهدئة فشل حسني مبارك. في استيعاب حجم الغضب الشعبي.
أما عن حسني مبارك المناصب السابقة. فقد تولى مناصب عسكرية وسياسية بارزة أبرزها قيادة القوات الجوية ثم. منصب نائب رئيس الجمهورية قبل توليه الحكم عام 1981 وهو ما أضفى عليه صبغة النظام العسكري القوي.
لكن في النهاية لم تمنع هذه الخلفية القوية من سقوطه إذ ساهمت الضغوط الداخلية والخارجية خاصة من الجيش في دفعه للتنحي يوم 11 فبراير 2011. وهكذا طويت صفحة استمرت ثلاثين عامًا من الحكم، وبدأت مصر فصلًا جديدًا من تاريخها.
تعرف أيضًا على: عبد القادر الجزائري: مؤسس الدولة الحديثة ومقاوم الاستعمار الفرنسي

كم كانت ديون مصر في عهد مبارك؟
أبرز ملامح الاقتصاد المصري في عهد مبارك
التحولات الاقتصادية والديون
شهدت مصر تحولات اقتصادية كبيرة خلال حكم استمر قرابة ثلاثين عامًا. حيث بدأت الحكومة في التسعينات بتطبيق برنامج إصلاح اقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى إعادة جدولة بعض الديون، لكنه زاد من الأعباء على المواطن.
حجم الدين الخارجي والداخلي
وصلت ديون مصر الخارجية مع نهاية فترة حكم حسني مبارك عام 2011 إلى نحو 337 مليار دولار. بينما تجاوز الدين الداخلي 888 مليار جنيه. ويرى بعض المراقبين أن هذه الأرقام كانت تحت السيطرة مقارنة بالفترات اللاحقة، إلا أن المشكلة الأساسية كانت في طريقة توظيف القروض وعدم توزيع عائداتها بشكل عادل.
الوضع المعيشي والرموز
في ظل هذا الوضع، ظل الوضع المعيشي للمواطنين في تراجع، رغم الاستقرار الظاهري الذي كان يحيط بـمنزل الرئيس محمد حسني مبارك. في حي مصر الجديدة، والذي كان يرمز لفخامة الحكم وهدوئه.
تراكم الأزمات والانهيار
بينما كانت الدولة تغرق في الديون تدريجيًا، كان الغضب الشعبي يتراكم بهدوء حتى لحظة الانفجار. لذا. فإن تتبع حجم الديون يكشف جانبًا مهمًا من أسباب الانهيار الاقتصادي والسياسي في نهاية حكمه..[1]
تعرف أيضًا على: صدام حسين: زعيم العراق الذي أثار الجدل حتى لحظة سقوطه
ما هي محاولة اغتيال حسني مبارك؟
من أبرز الأحداث التي أثارت الجدل خلال فترة حكم حسني مبارك. كانت محاولة اغتياله في أديس أبابا عام 1995 أثناء مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي فبينما كان موكبه في طريقه من المطار إلى مقر القمة تعرض لهجوم مسلح نفذته مجموعة متطرفة كانت تخطط لاغتياله لكن بفضل سرعة تدخل الحرس الرئاسي نجا مبارك. دون إصابة، وعاد إلى القاهرة في نفس اليوم ما جعله يظهر بمظهر القائد القوي أمام الداخل والخارج.
ومن ناحية أخرى أدت هذه الحادثة إلى تغييرات أمنية وسياسية كبيرة إذ زادت مصر من تعاونها مع أجهزة استخبارات دولية كما شددت قبضتها الأمنية في الداخل بحجة محاربة الإرهاب.
ورغم هذه الواقعة ظل مبارك في الحكم لسنوات طويلة بعدها حتى تنحى عام 2011 أما عن سبب وفاة حسني مبارك. فقد توفي في فبراير 2020 بعد صراع طويل مع المرض إثر تدهور حالته الصحية عقب عدة عمليات جراحية.
وهكذا شكّلت محاولة الاغتيال نقطة مفصلية في تاريخه لكنها لم تنهِ حكمه بل زادته تشبثا بالسلطة حتى سقط بفعل الثورة.
تعرف أيضًا على: الأمير مولاي الحسن: ولي عهد المغرب ونموذج الجيل الجديد من القادة
ما هي ديانة سوزان مبارك؟
في ظل الاهتمام بحياة الشخصيات العامة كثيرًا ما تطرح أسئلة حول خلفياتهم الدينية والاجتماعية، ومن بين هذه الشخصيات تبرز سوزان مبارك. زوجة الرئيس الأسبق التي كانت لها أدوار بارزة في الحياة الثقافية والاجتماعية بمصر خاصة في مجالات رعاية الطفولة والتعليم ومحو الأمية.
وبالنسبة لسؤال “ما هي ديانتها؟” فالإجابة أنها تدين بالديانة المسيحية من جهة والدتها لكنها ولدت، وتربت. على الديانة الإسلامية مثل والدها المصري لذلك تعد مسلمة حسب الأعراف الدينية والاجتماعية في مصر.
تعرف أيضًا على: رفيق الحريري: مهندس إعمار لبنان وزعيم الاعتدال السياسي
ومن ناحية أخرى ساعدت خلفيتها المتنوعة في تقديم صورة مختلفة للمرأة المصرية في الحياة العامة خاصة أنها تلقّت تعليمها في بريطانيا ما أضفى عليها طابعًا ثقافيًا مميزًا.
أما عن زوجها حسني مبارك. فكان يفتخر بدعمها الدائم له في المناسبات الرسمية والمجتمعية وظهورها بجانبه دائمًا عزّز من مكانتها لدى الإعلام والجمهور.
وهكذا فإن فهم ديانة سوزان لا يتعلق فقط بمعلومة شخصية بل يفتح بابًا أوسع لفهم التنوع الثقافي والديني داخل المجتمع المصري وداخل العائلات القيادية أيضًا.
تعرف أيضًا على: الأمير محمد بن سلمان: مهندس رؤية السعودية 2030
أين مات حسني مبارك؟
بعد سنوات من الغياب عن المشهد السياسي عاد اسم حسني مبارك. ليتصدر الأخبار مجددًا، ولكن هذه المرة ليس بسبب حدث سياسي بل بسبب وفاته.
ففي أواخر شهر فبراير من عام 2020 وبعد تدهور حالته الصحية دخل مستشفى المعادي. العسكري لإجراء عملية دقيقة في الجهاز الهضمي ورغم محاولات الأطباء لإنقاذه إلا أنه توفي هناك، وهذا يجيب عن سؤال أين مات حسني مبارك. إذ كانت الوفاة داخل أحد أرقى المستشفيات العسكرية بالقاهرة.
أما عن حسني مبارك تاريخ ومكان الوفاة فقد وافته المنية يوم الثلاثاء الموافق 25 فبراير 2020 بمستشفى المعادي العسكري بعد أن. ظل في العناية المركزة لعدة أيام.
ومن ناحية أخرى دفن في مقبرة العائلة بمنطقة مصر الجديدة والمعروفة إعلاميًا باسم قبر حسني مبارك. وسط جنازة عسكرية رسمية حضرها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية تقديرًا لفترة حكمه الطويلة.
وفيما يخص تساؤل كم كان عمر حسني مبارك عندما توفى؟ فقد كان يبلغ من العمر 91 عامًا حيث وُلد في 4 مايو 1928.
وهكذا فإن الحديث عن وفاته لا يتوقف فقط عند الجانب الطبي بل يفتح الباب لتأمل مسيرة حكم طويلة انتهت داخل مستشفى بعيدًا. عن السلطة بعد أن كانت البلاد كلها تدار من قبله لسنوات.[2]
تعرف أيضًا على: السلطان محمد الفاتح
وفي الخاتمة لم يكن سقوط حسني مبارك. مجرد نتيجة لحراك شعبي مفاجئ بل جاء تتويجًا لسنوات من التراكمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. التي تجاهلها النظام، ومن ناحية أخرى لعبت وسائل الإعلام والتكنولوجيا دورًا كبيرًا في توحيد صفوف المحتجين ونقل صوتهم إلى العالم. ومع تصاعد الضغوط. من الداخل والخارج لم يجد مبارك خيارًا سوى التنحي في النهاية. يظهر هذا الحدث أن بقاء أي نظام مرهون بقدرته على الإصغاء لمواطنيه والتفاعل مع تطلعاتهم قبل أن تتحول إلى ثورة لا يمكن إيقافها.
المراجع
- Auc egypt Egypt’s Debt-Driven Recovery_بتصرف
- Edition Hosni Mubarak, Egyptian strongman undone by the Arab Spring, dead at 91_بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

الإمام النسائي: فقيه الحديث وصاحب السنن الكبرى

الملك أحمس

عنترة بن شداد وصوت السيف: بطولة مكتوبة بالشعر

المعري وأسئلة بلا إجابة: شاعرٌ عبر حدود الزمن

الإمام مسلم: حافظ الحديث وواضع ثاني أصح كتاب...

حاتم الطائي: رمز الكرم العربي الذي خلدته الحكايات

الإمام الشافعي: مؤسس علم أصول الفقه وصاحب العقلية...

محمود عبد العزيز الساحر الذي مزج بين الكوميديا...

الحاكم بأمر الله: الخليفة الفاطمي الغامض الذي أثار...

أروى بنت أحمد الصليحي: أول امرأة تحكم في...

الشيخ محمد بن عبد الوهاب: مصلح ديني أثّر...

عبد القادر الجزائري: مؤسس الدولة الحديثة ومقاوم الاستعمار...

المظفر سيف الدين قطز: البطل الذي هزم المغول...

صدام حسين: زعيم العراق الذي أثار الجدل حتى...
