حصار عكا: أطول حصار في التاريخ

13 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 8
منذ 3 ساعات
حصار عكا
الخلفية: الحروب الصليبية
حصار عكا (1189–1191 م)
فتح عكا (1291 م)
القادة: صلاح الدين الأيوبي vs ريتشارد قلب الأسد
المعارك اليومية حول الأسوار
طبيعة الحصار المزدوج
تكتيكات القتال اليومية حول الأسوار
المعارك البحرية
خسائر الطرفين
خسائر الطرف المسلم (صلاح الدين وحامية عكا)
خسائر الطرف الصليبي (ريتشارد قلب الأسد وقواته)
الأسئلة الشائعة
س: متى بدأ حصار عكا؟
س: من كان يقود القوات الإسلامية أثناء الحصار؟
س: من أبرز قادة الحملة الصليبية الثالثة؟
س: لماذا كانت عكا بهذه الأهمية؟
س: ما نتيجة الحصار؟
س: ما الدروس المستفادة من حصار عكا؟

يعد حصار عكا (1189–1191 م) من أشرس وأطول المواجهات في العصور الوسطى، حيث استمر لأكثر من عامين كاملين. لم يكن مجرد حصار لمدينة، بل كان صراعًا هائلًا وشاملًا بين قوى الشرق الإسلامية بقيادة صلاح الدين الأيوبي وقوى الغرب الصليبية التي تجمعت في الحملة الصليبية الثالثة بقيادة ملوك أوروبا، وعلى رأسهم ريتشارد قلب الأسد. بقي حصار عكا رمزًا للمقاومة الإسلامية الطويلة أمام أعتى جيوش أوروبا.

الخلفية: الحروب الصليبية

من حاصر عكا

كانت مدينة عكا ذات أهمية استراتيجية كبيرة كمدينة ساحلية وميناء رئيسي في بلاد الشام، وشهدت عدة حصارات ومعارك محورية خلال فترة الحروب الصليبية. أبرز هذه الأحداث هي:

حصار عكا (1189–1191 م)

هو جزء من الحملة الصليبية الثالثة (1189-1192 م)، بعد أن استعاد صلاح الدين الأيوبي القدس في معركة حطين عام 1187 م. علاوة على ذلك كان أطرافها الصليبيون بقيادة غاي دي لوزينيان ثم لاحقًا ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا ضد الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

استمر الحصار الطويل والشاق حوالي عامين (أغسطس 1189 – يوليو 1191 م)، وانتهى بانتصار صليبي واستعادة عكا. التي أصبحت عاصمة مملكة القدس الصليبية.

فتح عكا (1291 م)

تم فتح عكا نتيجه الهجوم الحاسم الذي شنه المماليك لإنهاء الوجود الصليبي في بلاد الشام.

 وكان أطرافها المماليك بقيادة السلطان الأشرف صلاح الدين خليل ضد الصليبيين في مملكة القدس. استمر الحصار من 4 أبريل إلى 18 مايو 1291 م. وانتهى بنصر مملوكي ساحق وسقوط عكا.

تعتبر واقعة فتح عكا عام 1291 م نهاية الوجود الصليبي الكبير في بلاد الشام ونهاية فعلية لحقبة الحروب الصليبية في الشرق الأوسط. [1]

تعرف أيضًا على: قصص الأخرة: قصص من عالم الغيب

حصار عكا

القادة: صلاح الدين الأيوبي vs ريتشارد قلب الأسد

يعد التنافس بين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد من أبرز وأشهر المواجهات التاريخية في الحروب الصليبية، خاصة خلال الحملة الصليبية الثالثة وحصار عكا. على الرغم من كونهما خصمين عنيدين في ساحة المعركة، إلا أنهما كانا يكنان لبعضهما البعض احترامًا كبيرًا ويتميزان بالمهارة العسكرية الفائقة.

الميزةصلاح الدين الأيوبي (القائد الأيوبي)ريتشارد الأول قلب الأسد (ملك إنجلترا وقائد الحملة الصليبية)
الهدف الاستراتيجيالدفاع عن الأراضي الإسلامية وحماية القدس بعد تحريرها، وطرد الصليبيين من الساحل.استعادة الأراضي التي فقدت بعد حطين، والهدف الأسمى كان استعادة القدس.
دوره في حصار عكاكان المدافع عن الحامية، وقائد جيش الإغاثة الذي حاصر الصليبيين من جهة البر، مما جعل الحصار “مزدوجًا”.وصل متأخرًا، وأخذ زمام القيادة بعد خلافات الصليبيين. كان المهاجم الذي قاد القوات الصليبية لتركيز الجهود حتى سقوط المدينة.
المهارة العسكريةقائد استراتيجي وصبور، يفضل المناورة وتجميع القوى وتحصين الأماكن الرئيسية. حقق انتصار حطين التاريخي.قائد تكتيكي جريء ومندفع، مشهور بقيادته الشخصية في المعركة وحنكته في تنظيم الفرسان، كما ظهر في معركة أرسوف.
السمعة والأخلاقيعرف بالفروسية والرحمة في التعامل مع الأسرى والمدنيين (كما حدث بعد فتح القدس 1187 م)، ويقدر حتى من خصومه.اشتهر بالشجاعة والشدة. لكنه ارتكب مذبحة بحق آلاف الأسرى المسلمين في عكا بعد استسلامها، مما أثار غضب صلاح الدين.
النتائج النهائيةفشل في إنقاذ عكا، لكنه منع ريتشارد من تحقيق الهدف الأهم وهو دخول القدس.نجح في استعادة عكا وبعض المدن الساحلية (يافا وأرسوف)، لكنه فشل في استرداد القدس وعاد إلى أوروبا بعد توقيع صلح الرملة 1192 م.

على الرغم من العداء، كانت هناك مفاوضات مستمرة بينهما، وفي إحدى الوقائع الشهيرة (التي يختلف المؤرخون على تفاصيلها)، أرسل صلاح الدين الثلج والفواكه إلى ريتشارد عندما مرض، عرفانًا بفروسيته. وانتهت المواجهة بينهما بتوقيع صلح الرملة عام 1192 م، الذي سمح للصليبيين بالاحتفاظ بشريط ساحلي. بينما بقيت القدس تحت السيطرة الإسلامية، وسمح للحجاج المسيحيين بزيارتها. [2]

تعرف أيضًا على: حطين: تحرير القدس

المعارك اليومية حول الأسوار

كان حصار عكا (1189–1191 م) من أطول وأعنف الحصارات في العصور الوسطى، واستمر لأكثر من عامين. لم يكن صراعًا متقطعًا. بل كانت المعارك اليومية حول أسوار عكا هي السمة الرئيسية لهذه الفترة، وشملت قتالًا بريًا وبحريًا متواصلًا. إليك تفاصيل المعارك اليومية حول أسوار عكا:

طبيعة الحصار المزدوج

ما جعل حصار عكا فريدًا وشاقًا هو أنه كان حصارًا مزدوجًا:

  • الصليبيون يحاصرون عكا: القوات المسيحية تحيط بالمدينة من جهة البر، وتضرب أسوارها بالمجانيق.
  • صلاح الدين يحاصر الصليبيين: في الوقت نفسه، كان جيش صلاح الدين الأيوبي يخيم خلف المعسكر الصليبي. بالتالي جعل الصليبيين أنفسهم محاصرين بين المدينة المحصنة من جهة والبحر من جهة أخرى، وبين جيش صلاح الدين من جهة البر.

حصار عكا

تكتيكات القتال اليومية حول الأسوار

  • المجانيق والقصف المتواصل: استخدم الصليبيون آلات الحصار الثقيلة لضرب الأسوار والأبراج بشكل مستمر. علاوة على ذلك كان المدافعون المسلمون يعملون ليل نهار لترميم الثغرات التي تسببها الحجارة الضخمة.
  • حرب الأنفاق (النقب): حاول الصليبيون حفر أنفاق تحت الأسوار والأبراج لإضعاف الأساسات وإسقاطها. كان المسلمون يردون بحفر أنفاق مضادة للاعتراض على الصليبيين تحت الأرض أو إحراق أنفاقهم.
  • الهجمات والاقتحامات المتكررة: كانت تحدث هجمات واقتحامات متقطعة للأسوار، خاصة من قبل فرسان المعبد والفرسان الإسبتارية، يتم فيها تبادل الرماة والسهام والنبال.
  • الطلعات المسلمة: كانت الحامية المسلمة في عكا تنفذ طلعات سريعة ومفاجئة لخارج الأسوار بهدف تخريب آلات الحصار الصليبية وإحراقها، أو لجمع المؤن.

تعرف أيضًا على: معركة حطين: نصر المسلمين الساحق واستعادة القدس

المعارك البحرية

كان البحر هو شريان الحياة الرئيسي للمدينة المحاصرة، حيث سعى الأسطول الأيوبي بقيادة أمراء البحر مثل الأمير لؤلؤ لكسر الحصار البحري الصليبي. كما نجح الأسطول الإسلامي في فترات عدة في إيصال الإمدادات الحيوية والمقاتلين الجدد إلى الحامية المنهكة داخل عكا، مما أطال أمد صمودها.

بالإضافة إلى ذلك، كانت جيوش صلاح الدين تقوم بشن هجمات متكررة ومناورات على الخندق الصليبي لمنعهم من التركيز على اختراق المدينة. حيث كانت هجمات صلاح الدين تهدف إلى استنزاف القوات الصليبية وقطع خطوط إمدادهم وإجبارهم على تحويل جزء من قواتهم للدفاع عن معسكرهم. وعانى الطرفان كثيرًا من الأمراض والمجاعة والطقس القاسي في فصل الشتاء خلال هذا الحصار الطويل.

كان وصول ريتشارد قلب الأسد عام 1191 م نقطة تحول، حيث جلب معه قوات جديدة ومنظمة وآلات حصار أكثر تطورًا. بالتالي زاد من ضراوة القتال وركز الهجمات على نقاط ضعف الأسوار حتى اضطرت الحامية المسلمة إلى الاستسلام في يوليو 1191 م.

خسائر الطرفين

تسبب حصار عكا، الذي استمر لأكثر من عامين (1189–1191 م)، في خسائر بشرية ومادية هائلة لكلا الجانبين، نظرًا لطول مدة الحصار والقتال اليومي المستمر.

خسائر الطرف المسلم (صلاح الدين وحامية عكا)

حصار عكا

  • سقوط عكا: تم خسارة المدينة الساحلية الحصينة التي كانت تعد مفتاحًا لفلسطين ومركزًا تجاريًا وعسكريًا هامًا وتدمير مكاسب صلاح الدين بعد حطين على الساحل. وإعطاء الصليبيين قاعدة قوية لإطلاق حملتهم باتجاه القدس.
  • خسائر الحامية: أمر ريتشارد قلب الأسد بإعدام ما يقرب من 2,700 سجين مسلم بمن فيهم نساء وأطفال بعد تأخر صلاح الدين في الوفاء بشروط التسليم. علاوة على ذلك هذه المذبحة كانت أكبر خسارة بشرية فورية بعد السقوط.
  • خسائر جيش الإغاثة: سقط عدد كبير من المقاتلين أثناء محاولات صلاح الدين المتكررة لفك الحصار عن المدينة المحاصرة من البر. بالإضافة إلى استنزاف طويل الأمد لقوات صلاح الدين، مما أثر على قدرته على حشد الجيوش لاحقًا للدفاع عن القدس.
  • القيادات: تم مقتل واستشهاد عدد من القادة الأيوبيين البارزين داخل المدينة وفي المعارك حولها. بالتالي أدى إلى ضعف في صفوف القيادة الأيوبية.

تعرف أيضًا على: معركة ليبانت: نهاية التفوق البحري العثماني

خسائر الطرف الصليبي (ريتشارد قلب الأسد وقواته)

على الرغم من الانتصار في نهاية الحصار و سقوط عكا بيد الصليبيين، الإ أن خسائر الصليبيين كانت فادحة:

  • الخسائر البشرية: يقدر أن آلاف الصليبيين من فرسان ومشاة وعامة قتلوا في القتال اليومي على الأسوار وفي المعسكر.مما أدى إلى فقدان قوة هائلة من الجنود الأوروبيين (حملة الملوك)، وإضعاف قدرة ريتشارد على
  • الموت بسبب الأمراض والمجاعة: كانت الظروف داخل المعسكر الصليبي سيئة للغاية بسبب المجاعة والأوبئة التي تفشت فيه خلال فترة الحصار الطويلة. بالإضافة إلى ذلك توفي العديد من القادة والجنود بسبب المرض، بمن فيهم فريدريك السادس دوق شوابيا وغيره من النبلاء الأوروبيين.
  • الخلافات السياسية: أدت الضغوط والخسائر إلى خلافات عميقة بين ملوك وقادة الحملة، أبرزها النزاع بين ريتشارد قلب الأسد وفيليب الثاني أغسطس ملك فرنسا. بالتالي أدى في النهاية إلى انسحاب فيليب بجيشه عائدًا إلى فرنسا. وأدى ذلك إلى ترك ريتشارد وحده القيادة، مما وضع ضغوطًا إضافية عليه وعلى موارده.
  • التكلفة المادية: استنزاف هائل للموارد والمال لتمويل الجيش والأسطول وآلات الحصار لأكثر من سنتين. فأثرت التكاليف الباهظة على الميزانيات الملكية في أوروبا.

كان حصار عكا بمثابة طاحونة بشرية أدت إلى خسائر هائلة في الأرواح والموارد لكلا الجانبين، وجعلت المواجهة اللاحقة بين صلاح الدين وريتشارد تتسم بالاستنزاف المتبادل.

في ختام الموضوع، يبقى حصار عكا شاهدًا على قوة الصبر والمقاومة الإسلامية في وجه الغزاة، وعلى دهاء صلاح الدين وحنكته في إدارة أصعب المواقف. ورغم طول الحصار وسقوط المدينة، فإن روح الوحدة والإصرار التي ظهرت في تلك السنوات كانت حجر الأساس في استمرار الأمة وصمودها عبر التاريخ.

تعرف أيضًا على: معركة شقحب: إنقاذ مصر من المغول

حصار عكا

الأسئلة الشائعة

س: متى بدأ حصار عكا؟

ج: بدأ في عام 1189م واستمر حتى 1191م، ليكون أحد أطول وأشرس الحصارات في التاريخ العسكري.

س: من كان يقود القوات الإسلامية أثناء الحصار؟

ج: القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، الذي جمع الصفوف الإسلامية للدفاع عن عكا بعد تحريره للقدس من الصليبيين.

س: من أبرز قادة الحملة الصليبية الثالثة؟

ج: ريتشارد قلب الأسد (ملك إنجلترا) وفيليب الثاني (ملك فرنسا) وفريدريك برباروسا (الإمبراطور الألماني الذي توفي في الطريق).

تعرف أيضًا على: معركة ليبانت: نهاية التفوق البحري العثماني

س: لماذا كانت عكا بهذه الأهمية؟

ج: لأنها ميناء استراتيجي يربط البحر بالبر، وكانت تمثل مفتاح السيطرة على بلاد الشام سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.

س: ما نتيجة الحصار؟

ج: بعد مقاومة شرسة، سقطت المدينة بأيدي الصليبيين سنة 1191م، لكن صلاح الدين حافظ على معظم أراضي المسلمين وأجبر الصليبيين لاحقًا على عقد صلح الرملة الذي ثبت سيادة المسلمين على القدس.

س: ما الدروس المستفادة من حصار عكا؟

ج: الصبر في وجه الحصار الطويل، أهمية الوحدة الإسلامية، ودور القيادة الذكية في مواجهة القوى المتحالفة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة