حكم خروج المرأة بالعطر

حكم خروج المرأة بالعطر من المسائل التي بينها العلماء نظرا لتعلقها بالآداب العامة وحفظ الحياء في المجتمع. فقد حث الإسلام المرأة على الاحتشام والتزام السلوك الذي يصون كرامتها ويمنع الفتنة. في هذا المقال نوضح الحكم الشرعي لخروج المرأة متعطرة. مع بيان أقوال العلماء ومتى يعد الأمر جائزا أو محرما.
ما حكم خروج المرأة وهي متعطرة؟

تعد مسألة حكم خروج المرأة بالعطر. من المسائل التي يدور حولها كثير من الجدل، لا سيما في ظل انتشار العطور في الحياة اليومية، وارتباطها بالنظافة الشخصية. الشرع الإسلامي لم يحرم على المرأة التطيب في ذاته. بل خصص النهي في حالة خروجها متعطرة بين الرجال الأجانب، لما قد يترتب عليه من فتنة أو جذب للأنظار.
وقد ورد في الحديث النبوي: “أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية”، وهذا الحديث هو الذي يستند إليه في كثير من الأحكام المتعلقة بتعطر المرأة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض أهل العلم أوضحوا أن حديث العطر والزنا ضعيف. في سنده أو دلالته، وأن المقصود به التحذير من التبرج لا إطلاق حكم الزنا بالمعنى الفقهي المعروف.
تعرف أيضًا على: أحكام شرعية سورة الكهف: تفصيل للآيات والأحكام
وفي سياق آخر، يثار سؤال: هل خروج المرأة متعطرة يوجب الغسل؟ والإجابة لا، فلا يوجد في الشريعة ما يدل على أن تعطر المرأة يوجب الغسل شرعا. لأن الغسل مرتبط بوجود جنابة أو طهارة كبرى، وليس بالتطيب.
إذاً، فإن الحكم في المسألة يتوقف على نية المرأة وطبيعة خروجها. فإن خرجت بعطر قوي يُلفت الانتباه في الأماكن العامة، كان ذلك غير جائز، أما إن استخدمت عطرا خفيفا لا تشم رائحته إلا عن قرب، فلا حرج، وهو ما سيتضح أكثر في العناصر التالية. [1]
تعرف أيضًا على: أحكام فقهية في الزواج والطلاق: ضوابط وقواعد
هل خروج المرأة متعطرة تعتبر زانية؟
سؤال شائع يتكرر كثيرًا: هل تعتبر المرأة زانية إذا خرجت متعطرة؟ وهل هناك دليل شرعي واضح في هذا الشأن؟ للإجابة بدقة، لا بد أولًا من توضيح حكم خروج المرأة بالعطر من جهة الشريعة. الإسلام شدد على مسألة حفظ الحياء، وحرص على منع كل ما قد يُثير الفتنة في الأماكن العامة، ولهذا جاء التحذير من تعطر المرأة إذا كانت في طريقها للاختلاط بالرجال الأجانب.
الحديث المشهور: “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية”، لا يعني أن المرأة يحكم عليها بالزنا بالمعنى الشرعي المعروف الذي يوجب الحد. بل المقصود به الزنا المجازي، أي أنها اقترفت فعلاً يشبه الزنا في كونه وسيلة للإغراء أو إثارة الشهوة. لذا، يفهم من الحديث أنه تحذير بالغ الشدة، وليس حكمًا فقهيًا.
تعرف أيضًا على: الأحكام الشرعية في أصول الفقه: منهج دراسة الأدلة
وهنا تجدر الإشارة إلى الجدل الدائر حول صحة حديث المرأة المتعطرة زانية. إذ يرى بعض أهل العلم أن الحديث حسن لغيره ويعمل به في باب الزجر. فيما يرى آخرون أنه ضعيف ولا يؤخذ منه حكم ملزم، مما يجعل المسألة محل خلاف.
وفي هذا السياق، كثيرا ما يطرح سؤال: هل تعطر المرأة من الكبائر؟ والجواب: لا يوجد نص شرعي صريح يصنف تعطر المرأة بين الرجال على أنه من الكبائر، لكنه يعد من الأمور المحرمة لما فيه من تعمد الفتنة، ويحذر منه بشدة لما قد يجر من مفاسد. [2]
تعرف أيضًا على: آيات فيها أحكام شرعية: أمثلة وتطبيقات
هل تعتبر المرأة زانية إذا تعطرت ابن باز؟
من المسائل التي أثارت الكثير من الجدل والتأويل ما يقال حول اعتبار المرأة زانية إذا خرجت متعطرة، وهل قال بذلك العلماء الكبار؟ وعند الرجوع إلى أقوال أهل العلم، يتبين لنا أن السؤال حول ما حكم خروج المرأة بالعطر لا يجوز أن يؤخذ بمعزل عن ضوابط الشريعة ومراد النصوص.
الشيخ ابن باز – رحمه الله – فصّل القول في هذا الأمر، وأكد أن المرأة إذا خرجت متعطرة إلى مواضع يختلط فيها الرجال الأجانب، فإن فعلها حرام، لكن لا يقال إنها زانية بالمعنى الفقهي المعروف، أي الذي يوجب الحد. بل المقصود من الحديث النبوي هو الزنا المجازي. أي أن تعطرها قد يكون سببًا في إثارة الفتنة. وفتح أبواب الشر، ولذلك جاء التحذير الشديد منه.
وقد شدد ابن باز على أن المرأة إذا مرت على رجال يشمون رائحة عطرها فقد وقعت في إثم عظيم، لكنها لا تعامل كزانية، ولا يطلق عليها هذا الوصف شرعًا.
ويثار في هذا السياق أيضًا سؤال حساس: دليل من القرآن على تحريم العطر للنساء؟
والحقيقة أنه لا يوجد نص صريح في القرآن ينهى عن العطر تحديدا، لكن جاءت آيات تحث على الحياء وغض البصر. ومنها قوله تعالى: “ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن”” وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها نهي عن كل ما يلفت الانتباه من الزينة، ويقاس عليها العطر.
في المجمل، الإسلام يحث المرأة على الحياء والستر، ويمنع كل ما يمكن أن يكون سببًا في الفتنة، وليس الهدف من هذا التضييق بل حماية كرامتها ومكانتها.
تعرف أيضًا على: أكثر سورة فيها أحكام شرعية: قراءة في سورة البقرة
ما حكم تعطر المرأة عند خروجها؟
يتعلق حكم خروج المرأة بالعطر. بجوهر الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الحياء وغض البصر، وتحرص على منع كل ما يثير الفتنة في المجتمع. وبناء على ذلك، نستعرض حكم تعطر المرأة عند خروجها في النقاط التالية:
يجوز للمرأة أن تتعطر داخل بيتها أو أمام محارمها
فلا حرج على المرأة في وضع العطر في منزلها، سواء لزوجها أو أهل بيتها. بل يستحب ذلك في إطار العناية بالنظافة والزينة.
يحرم على المرأة الخروج بالعطر أمام الرجال الأجانب
إذا كان العطر قويا وله رائحة ملفتة، فإن خروجه أمام الرجال يعد محرما باتفاق جمهور العلماء، لما فيه من إثارة الشهوة وجذب الانتباه.
العطر الخفيف الذي لا يُشم إلا عن قرب محل خلاف
بعض العلماء قالوا بجوازه بشرط ألّا يُقصد به لفت النظر، ولذلك يطرح السؤال كثيرًا: ما حكم العطر الخفيف للمرأة؟ والإجابة أنه لا يحرم إذا لم يكن ظاهر الرائحة ولم يقصد به التبرج.
دار الإفتاء المصرية تُفرّق بين العرف والنية
في بيانها حول حكم تعطر المرأة دار الإفتاء، أوضحت أن العطر المحترم غير النفاذ إذا لم يقصد به لفت الانتباه، لا يعد محرَّمًا، بل يخضع لعرف المجتمع ونية المرأة.
النية تلعب دورًا مهمًا في الحكم الشرعي
إن كان الهدف من العطر التجمل دون فتنة، وفي بيئة لا يوجد فيها اختلاط، فالأمر فيه سعة، أما إن كان القصد الإثارة أو لفت النظر، فالحكم واضح بالتحريم.
تعرف أيضًا على: الأحكام الشرعية الخمسة مع الأمثلة: شرح مبسط
في الختام، فإن حكم خروج المرأة بالعطر. أمام غير المحارم أمر نهى عنه الشرع لما فيه من إثارة للفتنة ومخالفة لأدب الحياء. والإسلام لا يمنع الزينة والعطر مطلقا. بل ينظم ذلك في إطار يحفظ كرامة المرأة ويصون المجتمع، فالاعتدال والنية الطيبة أساس في كل تصرّف.
المراجع
- dar-alifta Egypt's Dar Al-Ifta | Women wearing perfume in public -بتصرف
- mayoclinic What's a normal resting heart rate? -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

حكم كفارة اليمين

حكم قراءة الابراج

أين دفن سيدنا إبراهيم

أفضل دعاء الاب المتوفي

حكم عن النفاق

حكم عن الغدر والخيانة في الصداقة

حكم النذر بالعبادات

حكم القتل الخطأ

حكم الصلاة والكتف مكشوف

حكم الصلاة بعد شرب الخمر

حكم الحلف على المصحف

حكم ضرب الزوجة

حكم الغيبة والنميمة في الإسلام

متى يقال لبيك عمره؟ وقت التلبية وأهميتها
