حكم زيارة القبور يوم عيد الأضحى: بدعة أم سنة؟

عناصر الموضوع

1-حكم زيارة القبور يوم العيد

2-هل يجوز الدعاء للميت يوم العيد؟

3-ماذا كان يفعل الصحابة؟

4-أفضل وقت لزيارة المقابر

5-هل يجب قراءة الفاتحة عند القبر؟

6-زيارة النساء للمقابر

إن عيد الأضحى هو أحد العيدين عند المسلمين. فهناك عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين، وهو يأتي عقب الانتهاء من وقفة عرفة، وهو الوقت الذي يقف فيه المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج. ومن ثم هذا العيد يعد ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم، عندما رأى رؤية بأنه يضحي بابنه إسماعيل عليه السلام. إلا أن الله أمره بذبح أضحية بدلًا من ابنه. لذلك يقوم المسلمون في هذه المناسبة بالتقرب إلي الله عن طريق ذبح أضحية، وتوزيع لحمها على الأقارب والفقراء وأصحاب البيت.

1-حكم زيارة القبور يوم العيد

يحرص كثير من المسلمين على معرفة حكم الدين في زيارة القبور. ومن ناحية أخرى هم يريدون التوجه إلي المقابر لزيارة أحبائهم وأهلهم المتوفين، والدعاء لهم كنوع من أنواع الوفاء والاشتياق. ومن ثم سنعرف حكم الدين على لسان الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث قال شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي في حديث قد تم تسجيله له قبل وفاته. إن زيارة القبور في العموم هي شيء جيد، فهو شيء يبعد الإنسان عن الشرور، وتجعل حياته متزنة أكثر.

بينما يرى الإنسان في ذلك الوقت كيف يكون مصيره، وكيف سيصبح في النهاية، وعندها سينظر إلي أعماله في الدنيا ومصيره في الدار الآخرة. وبينما يتعظ ويبدأ بعمل الأمور الخيرة، ويكثر من الأعمال الصالحة. ومن ناحية أخرى أضاف الشيخ الشعراوي، إن زيارة القبور في بداية الإسلام في أيام العيد كانت ممنوعة.

وقد كان هذا كان بسبب عادات السيدات الخاطئة وقتها، مثل العويل وشق الملابس والندب. ومن ناحية أخرى كانت وصية الميت نفسه قبل ما يتوفاه الله. ولذلك فقد قال الشعراوي إنها شيء جائز، ولكن بشرط، أن تكون الزيارة بأدب. وعلى نحو آخر لا تقتصر على زيارة المتوفى القريب فقط، بل تشمل جميع أموات المسلمين، والدعاء لهم جميعا بالمغفرة والرحمة. بالإضافة إلى أن دار الإفتاء المصرية قد حذرت من البكاء والندب على قبور المتوفين في الأعياد. بينما كانت الزيارة بدافع مشاركة المتوفى فرحة العيد والاتعاظ، فلا مانع منها أبدا. [1]

2-هل يجوز الدعاء للميت يوم العيد؟

إن الدعاء للأموات من أفضل الأشياء التي يمكن أن نقدمها للمتوفي وخاصة في العيد، فيتحول قبره، بسبب الدعاء إلي روضة من رياض الجنة يوم العيد، وتطوف عليه الملائكة من كل جانب لتهنئه بقدوم العيد وبالدعاء له، فمثلما نحتفل نحن بالعيد، فإن بدعائنا المتوفي يشاركنا فرحتنا بالعيد أيضا، ويشعر به، لذا وجب الدعاء للمتوفيين أول يوم العيد، فربما تكون ساعة استجابة لهذا الدعاء. [2]

3-ماذا كان يفعل الصحابة

إن العيد من الأيام الجميلة التي حلل الله تعالي فيها إظهار البهجة والسرور، كان الصحابة يستقبلون العيد بالاغتسال والتجمل، ولبس الملابس الجديدة طيبة الرائحة، وذلك لأنهم كانوا قدوة للناس يحتذوا بها، وكان الصحابة يكثرون من التكبيرات، ويخرجوا مبكرا لأداء صلاة العيد، وكانوا عند الذهاب إلي الصلاة يذهبون من طريق، ويعودون من طريق آخر إلي النزل، وهذا حتى يلتقي بعدد أكبر من المسلمين، ويلقوا عليهم التحية والتهنئة، وكانوا يقوموا بالصلاة أولا قبل إلقاء الخطبة، وكانت الصلاة بدون أذان أو إقامة للصلاة، وكان الصحابة بعد الصلاة والتهنئة، يفعلون كل أمر يبعث البهجة في نفوس من حولهم، ويظهر على وجوههم الفرحة والسرور، حتى يقلدهم الناس من حولهم، وتعم الفرحة، كما أمرنا الله عز وجل. [3]

4-أفضل وقت لزيارة المقابر

أكد معهد البحوث الإسلامية إن زيارة القبور أمر مستحب، لأنها عظة إلي الأحياء، وتذكرهم بنهاية الإنسان، وقد أضافوا أن هناك أربعة أوقات، ويعتبروا من أفضل الأوقات التي يستحب زيارة القبور فيهم:

السادة الأحناف

وذلك يشكل يوم الجمعة ومعه الخميس والسبت.

السادة المالكية

هذا يعني أنه من عصر يوم الخميس إلي شروق شمس يوم السبت مرورًا بيوم الجمعة.

السادة الشافعية

أيضا يعني من عصر يوم الخميس حتى طلوع شمس يوم السبت.

السادة الحنابلة

وهو يعني يوم الجمعة بعد الفجر، وفي فترة شروق الشمس. [4]

5-هل يجب قراءة الفاتحة عند القبر؟

إن قراءة الفاتحة على القبور هي بدعة، بل يجب عند زيارة المقابر إن نلقي التحية على المتوفي، وان ندعي له بالرحمة والمغفرة، أما قراءة القرآن أو الفاتحة، فهي لا تقرأ على القبر، ولا أيضا تقام الصلاة على القبور، فهذه بدعة أيضا، والطواف حول المقبرة بدعة أخرى، وكل هذا لا يجوز. [5]

6-زيارة النساء للمقابر

إن زيارة النساء للقبور لا تجوز، وهذا بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنه لعن الرسول زائرات القبور، لذلك يجب على النساء البعد عن زيارة القبور، أما من بالفعل قد قامت بزيارة القبور، وهي على جهل، ولم تكن تعلم، فلا حرج عليها، ولا أثم عليها في ذلك، ولكن عليها إلا تعود لذلك مرة أخرى، وعليها الاستغفار والتوبة والرجوع إلي الله، أما بالنسبة لزيارة المقابر فهي للرجال خاصة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وفي الزمن القديم كانت زيارة القبور لا تجوز للنساء، ولا الرجال، لأن منهم من كان من شدة تعلقه بالمتوفي، تشعر أنه سيعبده، فمنعوا من زيارة القبور سدا لذريعة الشر، وبعدا عن الشرك، ولكن عندما بدأ الإسلام بالاستقرار والانتشار، تم إتاحة زيارة القبور مرة أخرى، لما فيها من عظة وتذكر الموت، وتذكر الآخرة، والدعاء للموتي بالمغفرة والرحمة وتذكرهم، وبعد ذلك منع النساء من زيارة القبور، وقد قال علماء الدين في ذلك الوقت منعوا لأنهم كانوا يفتنون الرجال، فمن رحمة الله عز وجل وإحسانًا لهن، قد حرموا من زيارة القبور، وهو أيضا إحسانًا للرجال على سواء، وذلك لأن اجتماع الجميع عند القبور قد يسبب الفتنة بينهم، أما بالنسبة للصلاة فيجوز صلاة النساء على المتوفي، بعيدًا عن القبور. [6]

وفي الختام، يجب أن نعلم جيدا أن زيارة القبور في العيد، من العادات القديمة والمتوارثة عند المصريين، حيث يحرص الكثيرون على زيارة المقابر والمتوفيين أول أيام العيد، وذلك لقراءة الفاتحة له، والدعاء له بالمغفرة والرحمة، ولكننا قد وضعنا بعض الشروط في هذا المقال لضبط عملية الزيارة نفسها، وقد أوضحنا أيها جائز، وأيها لم يشرع له في الإسلام، كما ذكرنا كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة مع أيام عيد الأضحى، حتى نأخذهم قدوة أمامنا، ونحاول جاهدين التشبع بعاداتهم.

• الوطنحكم زيارة القبور يوم العيد_بتصرف
• صدي البلدهل يجوز الدعاء للميت يوم العيد؟_بتصرف
• صيد الفوائدماذا كان يفعل الصحابة_بتصرف
• مصراويأفضل وقت لزيارة المقابر_بتصرف
• الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن بازهل يجب قراءة الفاتحة عند القبر؟_بتصرف
• الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باززيارة النساء للمقابر_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم