حكم عملية تكميم المعدة

تعتبر عملية التكميم من أكثر جراحات السمنة انتشارًا، نظرًا لفعاليتها الكبيرة في تقليل الوزن وتعزيز الحالة الصحية. وينشأ الكثير من التساؤلات الشرعية والطبية حول حكم عملية تكميم المعدة.

 خاصة بعد ما أشار إليه بعض العلماء مثل حكم عملية التكميم ابن باز الذي تناول قواعد جواز إجراء مثل هذه العمليات، شريطة ألا تؤدي إلى الإضرار بالنفس.

كما يتساءل كثير من الراغبين بإجرائها: هل عملية تكميم المعدة تسبب الوفاة؟ وهل هي فعلاً آمنة من حيث التدخل الجراحي؟ وماذا عن حكم دفن جزء من المعدة المستأصل بعد العملية، ويدور في عقول بعض المرضي الكثير من الاستفسارات التي تتعلق بالمضاعفات والأخطار.

هل تكميم المعدة حرام عند ابن باز؟

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله، فإن حكم عملية تكميم المعدة لا يدخل في التحريم المطلق، بل أجاز هذه العمليات من باب التداوي في الحالات المرضية أو الحاجة الطبية، ومنها عمليات شد البطن والتكميم.

وحكم عملية التكميم عند ابن باز مبني عل القاعدة الشرعية، وبالتالي فهي جائزة إذا كانت بغرض مرضي أو ضرر صحي، وليس بغرض تجميلي فقط.

ومن الناحية الشرعية يري ابن باز أن عملية التكميم أو تصغير حجم المعدة تدخل ضمن التداوي، خصوصًا إذا كان هناك مبرر طبي أو تأثير مرضي مرتبط بالسمنة.

لذلك تكون جائزة شرعًا طالما لا تؤدي إلى ضرر أكبر، وهذا الحكم يتوافق مع موقف “الإسلام سؤال وجواب” الذي أضاف أنه إذا كانت العملية لعلاج مثل الجراحة أو التداوي.

ولم يترتب عليها مفسدة أعظم فهي جائزة مع التأكيد على أهمية استشارة طبيبة، وفي الحالات الأخرى إذا كانت العملية لتحسين المظهر فقد دون وجود ضرورة طبية، فيكون الحكم بعيد عن جواز العلاج.

إذ يصبح تدخل في خلق الله بلا سبب طبي منطقي، وهذا لم يجزم بجوازه من قبل العلماء. وبالنسبة إلى حكم دفن جزء من المعدة الناتج عن عملية التكميم فلا يوجد نص شرعي مباشر يحرم ذلك، ولكن الأفضل شرعًا أن يدفن هذا الجزء من الجسد.[1]

تعرف أيضا على:التغذية بعد عملية التكميم

هل التكميم تغيير لخلق الله؟

لا يعتبر التكميم تغيير خلق الله المحرم إذا كان لأسباب علاجية ضرورية. وحكم عملية تكميم المعدة يتوقف على السبب، فإن كانت لغرض تجميلي أو التلاعب بالخلقة من غير حاجة أو مبرر طبي فهي غير جائزة شرعًا، أما إذا كانت لدفع ضرر صحي أو لتخفيف الوزن فهي جائزة شرعًا.

أما إذا كان هناك مرض حقيقي، أو خطر صحي بسبب السمنة، وأوصي طبيب مسلم ثقة بإجراء عملية التكميم لحماية صحة الإنسان من أضرار السمنة(مثل السكري والضغط وأمراض القلب).

فإن ذلك يعتبر من باب التداوي والعلاج المشروع. حيث إن أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء مثل الشيخ ابن الباز وغيره، قرروا أن العمليات الجراحية التي يراد بها إزالة ضرر أو دفعه لا تدخل في تغيير خلق الله طالما أنها لا تقصد التلاعب والتشويه.

بل تهدف إلى تحقيق منفعة أو دفع مفسدة. والكثير من الناس يتساءلون: هل عملية تحويل المسار خطيرة؟ والإجابة أن مثل هذه العمليات تحمل بعض المخاطر الجراحية مثل أي عملية كبري.

لكنها تعتبر آمنة نسبيًا إذا أجريت تحت إشراف طبي دقيق. وبالمثل قد يتخوض البعض من إجراء التكميم ويتساءلون: هل عملية تكميم المعدة تسبب الوفاة؟ من حيث المبدأ فهي آمنة، ولكنها مثل أي تدخل جراحي قد يحدث مضاعفات نادرة.

تعرف أيضا على:الذكاء الاصطناعي في الطب: تطورات رائدة

هل ندمت على عملية تكميم المعدة؟

والإجابة على سؤال هل ندمت على عملية التكميم؟ قد تختلف من شخص لآخر، ولكم أغلب من أجروا عملية التكميم يقولون إنهم لم يندموا على الإطلاق.

بل على العكس يندمون على أنهم لم يجروها من قبل، وبعض الآراء فقدوا الوزن بشكل ملحوظ وتحسنت صحتهم، وزادت ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالنشاط والحيوية، وانتهت الكثير من المشاكل الصحية التي ترتبط بالسمنة.

حيث أنهم صاروا أكثر سعادة وراحة نفسية، فبعد مرور أسابيع من العملية التي قد يشوبها بعض الألم وصعوبات التكيف مع النظام الغذائي الجديد.

تبدأ النتائج الإيجابية بالظهور من حيث فقدان الوزن التدريجي، وتحسن الحالة الصحية بشكل ملحوظ.

حتى إن الكثير يقولوا إن ندمهم الوحيد هو أنهم لم يجروا العملية مبكرًا. فتكميم المعدة ساعدهم على التخلص من أمراض مزمنة مرتبطة بالسمنة، مثل السكري وارتفاع الضغط، كما أعاد لهم الثقة بالنفس ورفع من جودة حياتهم على الصعيد الشخصي والاجتماعي.

ومع ذلك يبقي التساؤل قائمًا حول بعض الجوانب الطبية مثل: هل يمكن إجراء عملية التكميم أثناء الدورة الشهرية؟ حيث يوضح الأطباء أن الأمر ممكن ولكن يفضل التنسيق مع الجراح حسب الحالة الصحية لكل سيدة.

.كذلك يكثر الجدل حول هل تكميم المعدة يسبب السرطان؟ والحقيقة أن الدراسات الحديثة لم تثبت وجود علاقة مباشرة بين العملية والإصابة بالسرطان

بل تسير لى تحسن الصحة العامة بعد الجراحة. وعند الحديث عن الجواز الشرعي.

يتكرر سؤال ما حكم عملية تكميم المعدة؟ وبعض العلماء أفتوا بجوازها شرعًا إذا كانت لعلاج السمنة ومخاطرها.

تعرف أيضا على:اسباب جرثومة المعدة

هل يجوز إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن في الإسلام؟

نعم، يجوز إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن في الإسلام إذا دعت إليها الحاجة الطبية وكان ذلك تحت إشراف طبيب، بشرط ألا يكون الهدف التجميل أو التقليد دون وجود ضرورة صحية حقيقة.

إن حكم عملية تكميم المعدة أو غيرها من جراحات التخسيس مرتب بالغرض منها، فالأصل في الإسلام أن حفظ النفس من الضروريات الخمس، لذا يجوز التداوي والعلاج بكل الوسائل المشروعة.

إذا ثبت طبيباً أن الشخص يعاني من سمنة مفرطة يمكن أن تؤدي إلى أضرار كثيرة مثل أمراض القلب والسكر والضغط.

إذا قال الطبيب المتخصص بأن عملية التكميم هي الحل الأمثل والأقل ضرر للمريض، وكان الشخص قد استنفذ كل الطرق التقليدية فهنا تكون العملية مباحة، خصوصًا إذا لم يكن هناك بديل فعال.

ومن المهم مناقشه المريض مع طبيبه مسألة: هل تكميم المعدة خطير؟ إذ تختلف درجة الخطورة من حالة لأخري حسب الوزن والحالة الصحية العامة.

أما إذا كان القصد من العملية من باب الأهداف الجمالية دون داعي طبي، فهذا يدخل تحت التغيير المحرم لخلق الله.[2]

تعرف أيضا على:أقسام الجهاز الهضمي

وفي الختام، فيمكن أن نقول إن حكم عملية تكميم المعدة وحكم عملية التكميم ابن الباز تدور حول مراعاة الضرورة الطبية والحاجة الصحية، فالإسلام يأذن بالتداوي ما دام ذلك مبني على رأي طبي موثوق يراعي مصلحة المريض ويدفع عنه الصرر.

ورغم خوف بعض الناس من أسئلة منتشرة مثل هل عملية تكميم المعدة يسبب الوفاة؟ وهل تكميم المعدة خطير؟ وهل تكميم المعدة يسبب السرطان؟

فإن الإحصائيات الطبية تؤكد بأن نسب الأمان فيها مرتفعة إذا أجريت على يد أطباء متخصصين ووفق المعايير الصحية.

ما يتعلق بالتساؤلات الأخرى من نوعية حكم دفن جزء من المعدة، وهل عملية تحويل المسار خطيرة؟

وهل يمكن إجراء عملية التكميم أثناء الدورة الشهرية؟ فإن الرأي الطبي والفقهي يجمع على أن الأصل هو الإباحة طالما مصلحة المريض مرجحة.

• link.springer.comHandbook of Bariatric Nutrition (بتصرف)
• islamqa.infoShe wants to have surgery in order to lose excess weight (بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم