حكم عيد الأضحى: هل هو فرض أم سنة؟ رأي العلماء

عناصر الموضوع

1- حكم عيد الأضحى شرعًا

2- هل يجب أداء صلاة العيد؟

3- أقوال العلماء حول وجوب العيد

4- الفرق بين العيدين في الحكم

5- فضل العيد في الإسلام

6- ماذا يفعل المسلم في العيد؟

يعيد المسلمون الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، في محيطٍ إيماني يملؤه التكبير والتهليل. هذه الأيام تعتبر أيام بهجة وسرور للمسلمين. يتساءل البعض عن كيفية إحياء المسلم لهذه الأيام وماذا يفعل فيها. سنتناول في هذا المقال كل ما يخص أعياد المسلمين.

1- حكم عيد الأضحى شرعًا

عيد الأضحى سنة مؤكدة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، يأتي في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نهاية وقفة عرفة، وهي الركن الأهم من الحج، ويمتد إلى الثالث عشر من ذي الحجة، هذا العيد يذكرنا بقصة إبراهيم عليه السلام عندما أُمر بذبح ابنه إسماعيل في رؤيا، وعندما سلّما أمرهما لله. أمر الله بذبح كبش فداءً، لذلك يتعبد المسلمون بذبح الأنعام (خروف، بقرة، أو جمل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء. ومن هنا جاء اسم عيد الأضحى.

يدوم هذا العيد شرعًا أربعة أيام، على عكس عيد الفطر الذي يدوم يومًا واحدًا، فقد روى أبو داود والترمذي في سننه: «فقال رسول الله ﷺ: ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى”»، وروى الترمذي في سننه «أن رسول الله ﷺ قال: “يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ”»، ولهذا نجد أن العيد يومان، يوم الفطر ويوم الأضحى، وتلحق به أيام التشريق الثلاثة، فيصبح أربعة أيام، لذا يرى جمهور العلماء أنه لا يجوز صيام هذه الأيام، تطوعاً أو قضاءً أو نذراً، ويبطل الصيام فيها. [1]

2- هل يجب أداء صلاة العيد؟

صلاة العيد واجبة على الكفاية عند أغلب العلماء، يجوز لبعض الأشخاص عدم المشاركة فيها، ولكن من المستحسن المشاركة فيها لما فيها من الخير الكثير مع إخوانك المسلمين، ولا ينبغي تركها إلا لوجود سبب شرعي.

وذهب عدد قليل من العلماء إلى أنها واجبة على كل فرد، كصلاة الجمعة، فلا يجوز لأي شخص بالغ ومقيم عدم أدائها، وهذا القول قوي بالأدلة وأقرب للصواب.

يُسنّ للنساء حضورها مع الالتزام بالحجاب والستر وعدم استخدام العطور؛ استنادًا لما ورد في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها: : (أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى) وفي بعض ألفاظه: فقالت إحداهن: يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابًا تخرج فيه فقال ﷺ: لتلبسها أختها من جلبابها.

ومما لا شك فيه أن هذا الحديث يدل على أهمية خروج النساء لصلاة العيدين ليشاركن في الخير والدعوة الإسلامية. [2]

3- أقوال العلماء حول وجوب العيد

الرأي الأول:

أنها سنة مؤكدة، وهذا رأي الإمامين مالك والشافعي.

الرأي الثاني:

أنها فرض كفاية، وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله.

الرأي الثالث:

أن صلاة العيدين واجبة على كل مسلم.

تجب على كل رجل، ويأثم من تركها بدون عذر، وهو رأي الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورواية عن الإمام أحمد، ومن اختار هذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني رحمهما الله. انظر: المجموع (5/5)، المغني (3/253)، الإنصاف (5/316)، الاختيارات (ص 82).

واستند أصحاب الرأي الثالث بعدة أدلة، منها قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ الكوثر/2. قال ابن قدامة في “المغني”: المشهور في التفسير أن المقصود بذلك صلاة العيد. [3]

4- الفرق بين العيدين في الحكم

عيد الفطر وعيد الأضحى كلاهما من شعائر الإسلام التي شرعها الله تعالى، ولكن يختلفان في بعض الأحكام.

• عيد الفطر

يأتي بعد إتمام صيام شهر رمضان المبارك، وهو بمثابة مكافأة للمسلمين على طاعتهم، ويُشرع فيه إخراج زكاة الفطر، وهي واجبة على كل مسلم قادر، وتُدفع قبل صلاة العيد.

• عيد الأضحى

يأتي في اليوم العاشر من ذي الحجة، ويُشرع فيه ذبح الأضحية، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والأضحية ليست واجبة على كل مسلم، ولكنها سنة مؤكدة لمن استطاع إليها سبيلًا، وورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “فصل لربك وانحر” (الكوثر: 2). [4]

5- فضل العيد في الإسلام

يطل العيد على المسلمين بعد فترة عبادة، فعيد الفطر يجيء عقب شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والقيام، يتزود فيه المؤمن للعام القادم، فهو بمثابة نقطة انطلاق إيمانية، يصلح بها العبد نفسه ويراجع حساباته لسنة مضت، فيطلب المغفرة عن الذنوب، ويغير من عاداته السيئة، وكذلك عيد الأضحى يأتي بعد عشر ذي الحجة ويوم عرفة الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، ويصوم غير الحجاج في ديارهم فيشتركون في السعادة والثواب.

يظهر العيد لإعادة وصل ما انقطع من علاقات الناس، أو ما تخلخل منها، يحاول أن يجدد الصلات المتوترة، أو المقطوعة بالكامل، لسنة أو سنوات، يحل العيد ليوسع الأبناء على أهلهم في الإعطاء، ويهتم الأغنياء بالفقراء فيغمرونهم بالعطاء.

الصورة الحقيقية للعيد تكمن في الفرح، أن يفرح المرء مهما كانت صعوبات الحياة، فإن لم تسعد الأحوال، فلتحل السعادة بالقول، وليكن لسان حالنا مفعمًا بالفرح. بالرغم من أن ظروف أمتنا وواقع مجتمعنا تتراكم فيه المصائب وخيبات الأمل، لكن العيد جاء برسالة نبيلة جليلة، جاء ليوقظ في الإنسان الرغبة في الحياة وتجديدها، وكأنك ترى الحياة تشرق بكل تفاصيلها من فرحة الأطفال بالألعاب، إلى ابتسامة الفتيات الرائعات بالتبسم الهادئ العفيف، إلى بهجة الأب والأم وهم يرون البهجة على وجوه أبنائهم. [5]

6- ماذا يفعل المسلم في العيد؟

أشار الشيخ خالد الجمل، العالم الإسلامي، إلى ضرورة استغلال هذه الأيام الفضيلة أيام عيد الأضحى المبارك بالإكثار من الأعمال الصالحة. ومن هذه الأعمال المستحبة في هذه الأيام:

• الإكثار من التهليل والتكبير.
• لإكثار من الدعاء لصالح البلاد والعباد.
• طلب المغفرة من الله في هذه الأيام المباركات.
• التعطر والتزين بأحسن الثياب ما لم يخالف الضوابط الشرعية.
• الحرص على أداء صلاة العيد واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها لنيل الأجر العظيم، بأن يذهب المصلي من طريق ويعود من طريق آخر، ويسلم على كل من يلقاه بتحية الإسلام وينشر السعادة والبهجة بين الصغار والكبار.
• ذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة، وتمتد هذه الشعيرة من بعد صلاة العيد وحتى آخر ساعة في مغرب آخر أيام عيد الأضحى، عملًا بقوله تعالى: “فصل لربك وانحر”، ويستحب التعجيل.
• إكرام الأضحية والإحسان إليها عند ذبحها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح”.
• الحرص على تأخير الإفطار إلى ما بعد صلاة العيد مباشرة.
• صلة الرحم في أيام عيد الأضحى. [6]

في الختام، عيد الأضحى سنةٌ مؤكدة عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، لنحرص على الاحتفال به، وإحياء سننه، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وكل عام وأنتم بخير.

• jordanحكم عيد الأضحى شرعًا-بتصرف
• binbazهل يجب أداء صلاة العيد؟-بتصرف
• islamqaأقوال العلماء حول وجوب العيد-بتصرف
• islamwebالفرق بين العيدين في الحكم-بتصرف
• ajnetفضل العيد في الإسلام-بتصرف
• elwatannewsماذا يفعل المسلم في العيد؟-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم