خطوات أداء صلاة التسابيح وفضلها الروحي

الكاتب : آية زيدان
25 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 12
منذ 3 ساعات
عناصر الموضوع
1- خطوات أداء صلاة التسابيح بالتفصيل
2- عدد تسبيحات الركعة وتوزيع الأذكار
3- الأجر المترتب على صلاة التسابيح وأقوال العلماء
4- صيغة التسبيح الصحيحة وأثرها في الارتقاء الروحي

عناصر الموضوع

1- كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل وعدد ركعاتها

2- عدد تسبيحات الركعة وتوزيع الأذكار

3- الأجر المترتب على صلاة التسابيح وأقوال العلماء

4- صيغة التسبيح الصحيحة وأثرها في الارتقاء الروحي

يبحث المسلمون في حياتهم عن لحظات روحانية من السكينة والطمأنينة. وصلاة التسابيح، بما لها من فضائل عظيمة وأثر روحي عميق، هي إحدى الصلوات التي يمكن أن تحقق هذا الهدف. إنها رحلة روحانية من التقوى والصلاة وتجسد معنى التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وهذا المقال يشرح كيفية أداء هذه الصلاة المباركة، ويتعرف على فضائلها الروحية، ويستعرض أقوال العلماء في هذه الصلاة حتى نكون على بينة من أمرها وننعم ببركاتها.

1- خطوات أداء صلاة التسابيح بالتفصيل

صلاة التسابيح هي صلاة نافلة تتكون من أربع ركعات، وتتميز بتكرار تسبيحات محددة خلال كل ركعة. تبدأ الصلاة بالنية، حيث يعقد المسلم نيته لأداء صلاة التسابيح، ويمكن أن تكون النية في القلب دون الحاجة إلى التلفظ بها. بعد ذلك، يكبر المصلي تكبيرة الإحرام بقول “الله أكبر”، ثم يضع يديه على صدره ويبدأ دعاء الاستفتاح إذا شاء.

وبعد تكبيرة الإحرام، يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ثم يتبعها بقراءة سورة قصيرة مثل الإخلاص أو أي آيات من القرآن الكريم. بعد الانتهاء من القراءة، وقبل الركوع، يردد التسبيحات التالية خمس عشرة مرة: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”، ثم يركع قائلاً: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات، وبعدها يردد التسبيحات عشر مرات إضافية وهو في الركوع.

عند الرفع من الركوع، يقول المصلي: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”، ثم يكرر التسبيحات عشر مرات. بعد ذلك، يسجد قائلاً: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، ثم يتبعها بترديد التسبيحات عشر مرات. ثم يجلس بين السجدتين، ويكرر نفس التسبيحات عشر مرات. بعد ذلك، يسجد مرة أخرى، فيقول: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، ثم يردد التسبيحات عشر مرات. وقبل القيام إلى الركعة التالية، يجلس قليلاً ويكرر التسبيحات عشر مرات إضافية.

خطوات أداء صلاة التسابيح

يكرر المصلي هذه الخطوات في الركعات الثلاث المتبقية بنفس الترتيب، حتى يصل إلى الركعة الرابعة، وبعد الانتهاء من الركعة الأخيرة، يجلس للتشهد الأخير، فيقرأ التحيات والصلاة الإبراهيمية، ثم يسلم عن اليمين والشمال.[1]

2- عدد تسبيحات الركعة وتوزيع الأذكار

عدد التسبيحات في صلاة التسابيح يصل إلى 75 تسبيحة في كل ركعة، ليصبح المجموع في أربع ركعات 300 تسبيحة. ويتم توزيع هذه التسبيحات على النحو التالي:

  • قبل الركوع بعد الفاتحة والسورة: 15 تسبيحة.
  • أثناء الركوع: 10 تسبيحات.
  • بعد الرفع من الركوع: 10 تسبيحات.
  • في السجود الأول: 10 تسبيحات.
  • أثناء الجلوس بين السجدتين: 10 تسبيحات.
  • في السجود الثاني: 10 تسبيحات.
  • بعد الرفع من السجدة الثانية وقبل القيام: 10 تسبيحات.

بهذا التوزيع تكون الصلاة مليئة بالذكر، مما يجعلها فرصة عظيمة للتدبر والخشوع.[2]

3- الأجر المترتب على صلاة التسابيح وأقوال العلماء

تعتبر صلاة التسابيح من النوافل التي يُرجى بها نيل الأجر والثواب من الله تعالى، وقد ورد في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للعباس رضي الله عنه: “يا عماه، ألا أعطيك؟ أن لا أمنحك؟.ألا أحبوك؟ أن أفعل بك عشر خصال؟ إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته”. ثم ذكر له صفة صلاة التسابيح. (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).

إلا أن العلماء اختلفوا في صحة هذا الحديث، وبالتالي في استحباب صلاة التسابيح. فقد ذهب جمهور الفقهاء، كالحنفية والشافعية، إلى استحبابها بناءً على هذا الحديث. قال ابن عابدين: “وحديثها حسن لكثرة طرقه، ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى”، كما أشار الصاوي في حاشيته إلى أن صلاة التسابيح من أوراد الصالحين، وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب.

في المقابل، رأى بعض العلماء ضعف الحديث المروي فيها، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، الذي قال: “ما يعجبني”، قيل له: لم؟ قال: “ليس فيها شيء يصح”، ونفض يده كالمنكر. وأشار ابن قدامة في “المغني” إلى أن الإمام أحمد لم يرَ استحبابها لعدم صحة الحديث الوارد فيها، كما ذهب الشيخ ابن باز إلى أن صلاة التسابيح ليست ثابتة، بل أحاديثها كلها ضعيفة وشاذة، ومخالفة للصلاة الشرعية المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

بناءً على هذا الاختلاف، يُستحب لمن أراد أداء صلاة التسابيح أن يفعل ذلك بنية التقرب إلى الله، مع العلم بأن هناك خلافًا بين العلماء حول ثبوتها؛ فمن أخذ برأي من يرى صحتها واستحبابها، ورغب في أدائها، فله ذلك، ويُرجى له الأجر والثواب. ومن أخذ برأي من يرى ضعف الحديث وعدم استحبابها، فلا حرج عليه في تركها.[3]

4- صيغة التسبيح الصحيحة وأثرها في الارتقاء الروحي

تعد صيغة التسبيح في صلاة التسابيح من الأذكار المهمة التي تسهم في الارتقاء الروحي للمسلم. الصيغة المتبعة هي ترديد: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”. يكرر هذا الذكر خمس عشرة مرة بعد قراءة الفاتحة والسورة القصيرة، ثم عشر مرات في كل من الركوع، والقيام من الركوع، والسجود الأول، والجلوس بين السجدتين، والسجود الثاني، والجلوس بعد السجود الثاني، ليكون المجموع في كل ركعة خمس وسبعين تسبيحة.

هذا التسبيح المتكرر يعزز من حضور القلب ويعمّق الصلة بالله تعالى، مما يؤدي إلى تزكية النفس وتهذيبها؛ فالاستمرار في ذكر الله بهذه الصيغة ينمي الشعور بالسكينة والطمأنينة، ويُبعد المسلم عن الغفلة والشرور. كما أن هذا الذكر يذكر المسلم بعظمة الخالق وفضله، ويعينه على شكر النعم والصبر على البلاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المواظبة على هذا التسبيح تسهم في تنقية القلب من الأدران، وتقوي الإرادة والعزيمة في مواجهة التحديات اليومية؛ فالذكر يُعدّ غذاءً للروح، ويُضفي على حياة المسلم نورًا وبركة. ويعينه على السير في طريق الاستقامة والحق.[4]

وفي الختام، نتمنى أن نكون قد شرحنا كل ما يخص موضوعنا، متمنيا أن يكون قد أفادكم في رحلة تطورك القادمة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة