دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر

الكاتب : أمنية مجدي
11 مارس 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 4 ساعات
دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر
عناصر الموضوع
1- تمهيد عن غزوة أُحد وأسبابها
2- خطأ الرماة والدروس المستفادة
دروس القيادة والتخطيط الاستراتيجي من معركة أحد
3- مواقف بطولية (مصعب، حمزة..)
4- دور النبي في توجيههم
5- الأثر التربوي لأُحد في الأمة
6- كيف نتعلّم من دروس الصبر والطاعة اليوم

عناصر الموضوع

1- تمهيد عن غزوة أُحد وأسبابها

2- خطأ الرماة والدروس المستفادة

3- مواقف بطولية (مصعب، حمزة..)

4- دور النبي في توجيههم

5- الأثر التربوي لأُحد في الأمة

6- كيف نتعلّم من دروس الصبر والطاعة اليوم

في البداية وقبل الحديث عن دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر، يوجد حادثة كبيرة كانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، وهي غزوة أحد. وهي الغزوة الثانية بعد غزوة بدر وفي غزوه برد لقد انتصر المسلمين نصرا عظيمًا بأمر الله رغم كان عددهم قليل جدا وبعدها كانت غزوة أحد. وقد تعلمنا منها الكثير من الدروس وأهم هذه الدروس أن الطمع يؤدي إلى الهلاك فكانت من أعظم المعارك التي ذكرت في القرآن الكريم أكثر من مرة، وذلك بسبب كثرة دروسها يقول الله تعالى في كتابه الكريم : “لقد صدقكم الله وعده إذ هممت أن تهلكوا عدوكم بإذنه حتى أفلستم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما طلع عليكم ما تطمعون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عن عدوكم ليختبركم فغفر لكم والله ذو فضل على المؤمنين” (آل عمران:152)

1- تمهيد عن غزوة أُحد وأسبابها

غزوة أحد هي ثاني أكبر المعارك في تاريخ الإسلام ووفقا للتقويم الإسلامي فكانت في الثالث من شوال العام الثالث من الهجرة ومكانها كان في وادي جبل احد بالقرب من المدينة المنورة، وكان الجيش المسلمون ضد جيش قريش فكانوا متقدمين على الكفار بقيادة النبي ﷺ لكنهم تراجعوا، وخسروا أمام العدو، وذلك بسبب مخالفاتهم أمر النبي. وتركوا مواقعهم محتفلين بالنصر المبكر. وكان سبب وقوع غزوة أحد أنه كان يوجد تحدي بين المسلمين وقريش بين بعضهم البعض في غزوة بدر حيث كان عدد الكفار ضخم جدا، ولديهم عدد احتياطي كبير من الجنود مع أسلحة أفضل. ومع ذلك تقدم المسلمون عليهم، وأصبحوا قتلى ورهائن لدى المسلمين فكان قريش مصممًا على عدم اعترافهم بهزيمتهم فقاموا بحشد ثلاث آلاف مقاتل للانتقام. بسبب هزيمتهم في غزوة بدر. وساره متجهون نحو جبل احد بالمدينة المنورة، وكلهم عزيمة في هزم المسلمين وهزم إيمانهم. وذكر دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر[1]

2- خطأ الرماة والدروس المستفادة

مع أن عدد جنود المسلمين كان أقل من عدد جنود الكفار إلا أن الرسول الكريم ﷺ نجح فيه رفع الروح المعنوية لدى المسلمين إدارة إستراتيجية الحرب بطريقة جيدة جدا فوضع 50 راميا على التل بقياده عبد الله بن الزبير، وبهذه الطريقة استطاع المسلمون السيطرة على ساحة معركة أحد، وفي بداية الانتصار. وعندما كادوا إن ينتظروا نزل الرومان من أعلى التل، وخالفوا أوامر النبي. بسبب خوفهم على ضياع الغنائم فكانوا يريدون أن يحصلوا على غنائم الحرب. وكان الرسول ﷺ قد نبههم من قبل في البقاء في مواقعهم مهما حدث في المعركة ونتيجة لذلك انقلبت الأحوال والنتائج، وتمكنت قريش من السيطرة على الموقف، وانتظروا في النهاية، واضطر المسلمون إلى قبول الهزيمة فهناك عدة دروس مستفادة من معركة أحد، وهي ما يلي:

  • من أهم الدروس المستفادة في غزوة أحد الطاعة والوحدة في الظروف الصعبة حيث ظهرت في نتائج غزوة إحدى عواقب العصيان والانقسام فعندما ترك الرماة أماكنهم. وخلفه أوامر النبي سعيا وراء غنائم الحرب هذا الانقسام عرض جيش المسلمين لهجوم جانبي. وهذا يعلمنا أهمية الالتزام بأوامر القيادة خاصة في الظروف الصعبة.
  • الصبر على المعاناة في الأوقات الصعبة والشداد حيث اظهر النبي ﷺ وأصحابه مرونة شديدة فكانت شهادة على قيمة الصبر والمصابرة في مواجهة الصعوبات. بسبب الصبر استطاع المسلمون تجميع صفوفهم، وتعلموا من أخطائهم التي كان السبب في نجاحهم في المستقبل.

دروس القيادة والتخطيط الاستراتيجي من معركة أحد

  • القيادة السليمة في الأزمات من أهم الدروس المستفادة في معركة أحد حيث قال النبي ﷺ دور في معركة أحد يجسد القيادة القوية حيث تحافظ على رباطة جأشه، وقدم التوجيه والدعم اللازم لجيشه، وهذه الصفة من أهم الصفات القائد الثابت التي تواجه المجموعة خلال الأوقات الصعبة.
  • أكدت معركة أحد أن التخطيط الإستراتيجي وقدره على التكيف من أهم أسباب مع اكتساب المعركة. ولكن لم يستغلها المسلمون بالكامل، وذلك بسبب تصرف الرومان عندما خلفوا أوامر النبي، ونزلوا لجمع الغنائم.
  • أظهرت معركة أحد السلوك الأخلاقي للمسلمين في الحرب فعلى الرغم من شدة المعركة والرغبة في الانتقام أمر النبي محمد ﷺ اتباعه بالتمسك بالمعايير الأخلاقية العالية محرم قتل النساء والأطفال وكبار السن. وأكد معاملة العدو بكرامة وشرف.
  • بعد الخسارة في المعركة تأمل النبي ﷺ هو وأصحابه أفعالهم. وهذا التأمل يؤكد أهمية التعلم من الأخطاء. وهو جانب حاسم للنمو الشخصي والجماعي.
  • معركة أحد عززت الأثاث الروحي للمجتمع المسلم خصوصا في الصعوبات التي واجهوها والتي ساهمت في جعل المجتمع أقرب إلى بعضه البعض وعززت الإيمان والاعتماد على الهداية الإلهية.[2]

3- مواقف بطولية (مصعب، حمزة..)

فيما يلي سوف نتعرف إلى مواقف مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ وموقفهم البطولي:

  • حمزة بن عبد المطلب:

حمزة بن عبد المطلب عم النبي محمد ﷺ كان من أعظم القادة والمحاربين عند العرب وفي غزوة بدر قتل عدد كبير جدًا من كفار قريش وأشرافهم فكان قويًا جدا. ولديه شجاعة كبيرة حيث كان يكتسح كل شيء أمامه. وفي غزوة أحد عندما تحولت ضفة الحرب نحو قريش بدأت نساء قريش بقيادة هند زوجه أبي سفيان التي قتل أخيها وعمها وأحبائها في غزوة بدر في التمثيل بقتل المسلمين. ولا سيما بجسد حمزة رضي الله عنه فقد.

قطعت أنفه أذنيه، وشقت صدره، وأخرجت كبده، ومضغته فكان حمزة عم النبي من شهداء غزوة أحد، وقد أمر النبي ﷺ بدفن الشهداء على حالتهم التي سقطوا عليها.

  • مصعب بن عمير رضي الله عنه:

وكان مصعب (رضي الله عنه) يحمل راية الإسلام، فلما لقي المسلمون الهزيمة تفرقوا، حمل الراية، ووقف في موقعه كالصخرة. فجاء عدو فجرح يده بالسيف. حتى تسقط الراية، وتتحقق الهزيمة، فأخذ الراية في يده الأخرى. فجرح العدو يده الأخرى أيضًا. فحمل الراية إلى صدره بمساعدة ذراعيه الداميتين، وأخيرًا طعن العدو جسده بسهم، فسقط ميتًا. وسقطت معه الراية التي لم يسمح لها بالسقوط، وهو حي، فركض مسلم آخر، وأخذ الراية، ولم يكن معه وقت دفنه إلا ثوب واحد يغطي به جسده، وكان هذا الثوب قصيرًا بالنسبة إلى حجمه. فإذا شد على رأسه انكشفت قدماه، وإذا شد على قدميه انكشف رأسه، فقال النبي (ﷺ ): “غطوا رأسه بالثوب، وقدماه بالأذكار“.[3]

4- دور النبي في توجيههم

قسم النبي ﷺ جيشه إلى ثلاث كتائب. وفي أثناء سيره في طريق الوداع رأى كتيبة مسلحة. منفصلة عن الجيش، فسأل النبي ﷺ عنهم. فأخبروه أنهم يهود حلفاء الخزرج، ويريدون أن يساعدوا في قتال المشركين، فقال النبي ﷺ : “”أسلموا؟”” قالوا: لا. فأبى أن ينضم إليهم، وقال إنه لن يستعين بالكفار على المشركين. وذكر دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر وكان دور النبي كما يلي:

  • تقسيم الجيش الإسلامي والانطلاق إلى ساحة القتال.
  • اصطفاف الجيش فلما وصل إلى منطقة تسمى الشيخان رتب جيشه، وصرف من رأى أنه عاجز أو صغير السن عن القتال.
  • قضاء الليل بين أحد والمدينة، ولما جن عليهم الليل بين أحد والمدينة صلى بهم المغرب والعشاء وباتوا هناك.
  • وقد حشد رسول الله ﷺ جيشه، ورتبهم صفان استعدادًا للمعركة فوضع الخطة الدفاعية.
  • رسول الله ﷺ غرس روح الشجاعة في جنوده.[4]

5- الأثر التربوي لأُحد في الأمة

لقد كان لغزوة أحد أثرًا تربوي كبير جدًا على الأمة الإسلامية كلها، وهو ما يلي:

  • الفوز ليس بكثرة الأعداد فقد انتصر المسلمون في غزوة بدر بجيش أقل عددا. وكانوا في طريقهم إلى النصر في غزوة أحد أيضا قبل أن يتردد بعض المسلمين. ويخالفوا أوامر الرسول.
  • لا نضمن النصر لمجرد أننا مسلمون. ولكن يجب علينا أن نبذل الجهد اللازم لتحقيق النصر.
  • تعلم المسلمون النتائج المترتبة على معصية الله أو رسوله فمخالفة أوامر الله حتى لو في شيء يسير قد يؤدي إلى عواقب كبيرة.
  • تواضع الأمة الإسلامية يحافظ على استقامتها وتوازنها فيجب علينا أن نتعلم أن نخضع لله حتى يباركنا.
  • التمسك بالأمل دائمًا فقد فقد بعض المسلمين الأمل في غزوة أحد عندما انقلبت الأمور. واعتقدوا أن الأمر قد انتهى على ذلك، ولكن الذين كان لديهم عزم وايمان كبير قاموا. ونجحوا في قلب الأمور حتى انصرف الكفار. [5]

6- كيف نتعلّم من دروس الصبر والطاعة اليوم

يجب أن نعرف كلنا أن الحياة لن تكون ممهده وسهله دائمًا. وسوف نواجه الصعوبات طوال الرحلة فقط وعدنا الله في القرآن إنه ستضعنا جميعا في اختبارات. وإذا صبرنا على الظروف الصعبة سوف نفوز يقول الله تعالى أنه يبشر المؤمنين الصابرين على الشدائد فمن أهم الدروس التي نتعلمها من غزوة أحد هو الصبر وان الله قادر على كل شيء. ويجب علينا أن نعرف كيف نتعامل مع الشدائد والمحن في اللجوء والدعاء إلى الله فالصبر من أكثر الصفات المثمرة التي يجب أن نتحلى بها. ويا له من حظ إذا كُتِبنا من الصابرين عند الله.[6]

وفي الختام، وبعد أن تحدثنا عن دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر، ومن خلال ما تقدم في هذا المقال تعلمنا الدروس المستفادة من غزوة احد كطاعة الله ورسوله وأولي الأمر لأنه الطريق إلي النجاح وتحقيق الأهداف.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة