دعاء السفر رواه مسلم: أدعية من السنة النبوية

الكاتب : بسمة وليد
09 مارس 2025
عدد المشاهدات : 18
منذ 11 ساعة
دعاء السفر رواه مسلم: أدعية من السنة النبوية
عناصر الموضوع
1- نص الدعاء كما رواه مسلم
2- تفسير الحديث المتعلق به
 معنى كلمة مقرنين:
معنى كلمة أنت الصاحب:
معنى كلمة الخليفة:
معنى كلمة وعثاء السفر:
3- أهمية الدعاء وفق السنة
4- مقارنة مع أدعية أخرى
ومن دعاء السفر:
5- تطبيق عملي
من الآداب المستحبة مراعاتها

عناصر الموضوع

1- نص الدعاء كما رواه مسلم

2- تفسير الحديث المتعلق به

3- أهمية الدعاء وفق السنة

4- مقارنة مع أدعية أخرى

5- تطبيق عملي

تتعلق حياة المسلم ارتباطاً وثيقاً بالأذكار والأدعية، حيث يدعو الإسلام إلى الحفاظ على صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى في كل الأوقات. يعود ذلك بالفوائد الجليلة على الفرد والمجتمع. هناك العديد من الأدعية التي وردت في السنة النبوية، والتي تُعد بمثابة سكينة وطمأنينة لقلب المؤمن، وتساعد في تيسير أموره وتفريج كربه بفضل الله ورحمته. ويستمر المسلم في ترديد الأدعية في مختلف الأوقات والمناسبات.

1- نص الدعاء كما رواه مسلم

روى مسلم في صحيحة عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ ﷺ كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ. وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ. اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا. وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ. اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ. وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ. اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ”. وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: “آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ”.

2- تفسير الحديث المتعلق به

توضيح معاني الكلمات الواردة في دعاء السفر كما يلي:

 معنى كلمة مقرنين:

تشير كلمة “مقرنين” في الدعاء إلى كون المسافر مُثقلًا بالتعب والمشقة. فالسفر يُعتبر تحديًا كبيرًا يواجهه الإنسان، لذا جاء الدعاء بهذه الكلمة كطلب من الله وتضرع له ليمنح عبادة القوة اللازمة لتحمل هذه المشقة، حيث لا أحد سواه سبحانه وتعالى قادر على منح الإنسان القدرة والطاقة على التحمل.

معنى كلمة أنت الصاحب:

وردت هذه العبارة في الدعاء كطلب وتضرع من المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، بأن يكون معه في سفره، ويساعده على ذكره ويعينه خلال رحلته. وبذلك، يكون الله مصاحبًا لعبده في كل مكان وفي كل طريق يسلكه، كما يكون الحامي الذي يحفظه من جميع المخاطر التي قد تواجهه أثناء السفر.

معنى كلمة الخليفة:

تعبر هذه الكلمة أيضًا عن تضرع إلى الله سبحانه وتعالى لحفظ أهل المسافر وتقديم العون لهم، إذ أن المسافر يترك عائلته دون من يقوم برعايتهم. ولكن الله وحده هو القادر على ذلك، فهو الخليفة الذي يستطيع تقديم المساعدة وحماية أهل المسافر حتى عودته وبعدها.

معنى كلمة وعثاء السفر:

تشير كلمة وعثاء هنا إلى المشقة والتعب الناتج عن السفر، وتستخدم في الدعاء لطلب الحماية والعون من الله تعالى في الطريق.
 معنى كلمة كآبة المنظر يشير إلى دعاء المؤمن إلى الله تعالى بأن يحفظه خلال سفره من أي أحداث أو مصائب قد تسبب له الألم أو الحزن.

أما سوء المنقلب فهي دعوة إلى الله تعالى لحماية المسافر من أي شر أو ألم قد يواجهه في طريقه، ولإبعاد كل سوء وشر عن أهله أثناء غيابه.

3- أهمية الدعاء وفق السنة

يعتبر الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة. لما يتضمنه من تضرع وتذلل وافتقار إلى الله تعالى. وقد دعا الله تعالى عباده إلى الدعاء وأوصاهم به. حيث قال سبحانه: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ [البقرة 186]. كما قال عز وجل: ﴿ادعوا ربكم تضرعًا وخفية﴾ [الأعراف 55].[1]

وقد ورد في السنة النبوية الشريفة فضل الدعاء. حيث روى النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدعاء هو العبادة». ثم قرأ: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ [غافر 60]. رواه أصحاب السنن.

قال الامام المناوي في “فيض القدير” 3/ 542. ط. المكتبة التجارية: [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء. وحافظوا عليه. وخص عباد الله بالذكر؛ تحريضا على الدعاء. واشارة إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا. وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لان به يحاز الثواب. ويحصل ما هو الصواب. وكفى به شرفا أن تدعوه فيجيبك. ويختار لك ما هو الاصلح في العاجل والاجل] اهـ.

وعن ابي هريرة رضي الله عنه. أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: «ليس شيء اكرم على الله تعالى من الدعاء». اخرجه الترمذي وابن ماجه في سننيهما.

قال الامام الصنعاني في “التنوير” 9/ 241. ط. دار السلام: [«ليس شيء اكرم على الله تعالى من الدعاء» أي اشد مكرومية. أي انه تعالى يكرمه بالاجابة].

4- مقارنة مع أدعية أخرى

ومن دعاء السفر:

  • الله أكبر الله أكبر الله أكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
  • يا رب أسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى.
  • يا رب احمنا من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل.[2]
  • اللهم أنت الصاحب في السفر، اللهم هون علي سفري هذا، واطو عني بعده.
  • بسم الله توكلت على الله، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل.
  •  اللهم ارزقنا في سفرنا هذا أمنًا وسلامة ورزقًا طيبًا وعودًا حميدًا.
  •  اللهم اهدنا في من هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يُقْضَى عليك،
  • وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.
  •  اللهم اجعل التوفيق حليفنا في سفرنا هذا ويسر لنا طريقنا، وجنبنا من كل سوء.
  •  اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  •  يا رب استودعتك روحي ونفسي وجسدي فردني إلى أهلي سالمًا وأعوذ بك من وعثاء السفر.

5- تطبيق عملي

من الآداب المستحبة مراعاتها

أن يودع الشخص أهله وجيرانه وأصدقائه وسائر أحبائه، وأن يودعوه بدورهم، حيث يقول كل واحد لصاحبه: “استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ويسر لك الخير أينما كنت”.
وقد ورد أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ وقال: “يا رسول الله، إني أريد السفر، فزودني”.[3]

  • فقال النبي: “زودك الله التقوى”. فرد الرجل: “زدني”.
  • فقال: “وغفر ذنبك”.
  • فقال: “زدني”.
  • فقال: “ويسر لك الخير أينما كنت”.
    كما يُستحب أن يدعو له من يودعه، وأن يطلب منه الدعاء. فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي، وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك”.
    ويستحب أيضاً أن يدعو بدعاء السفر ودعاء الخروج من المنزل، فيقول عند خروجه من بيته: “باسم الله، توكلت على الله. اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ”.

يستحب للمسافر أن يكبر الله عند صعوده الثنايا والمرتفعات، وأن يسبح عند هبوطه في الأودية وما شابهها، ويُكره رفع الصوت في ذلك. وقد قال جابر رضي الله عنه: “كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا”. كما جاء رجل إلى النبي ﷺ وقال: “أريد سفراً، فأوصني”، فأوصاه النبي بالتقوى والتكبير عند كل مرتفع. وعندما انصرف الرجل، دعا النبي قائلاً: “اللهم اطوِ له البعيد، وهون عليه السفر”.[4]

وفي نهاية الحديث، عندما يقترب المسافر من قرية أو بلدة يريد دخولها، يستحب أن يقول: “اللهم إني أسألك خيرها وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها”. وعن صهيب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان إذا رأى قرية يريد دخولها يقول: “اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. [4]

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة