غزالي عثماني: رئيس جزر القمر ومهامه السياسية

رئيس جزر القمر هو غزالي عثماني. ويعدّ من أبرز الشخصيات السياسية في الدولة حيث يتولى إدارة شؤون البلاد داخليًا وخارجيًا منذ سنوات وقد أعيد انتخابه لأكثر من دورة ما يعكس حضوره السياسي وتأثيره في توجيه السياسات الوطنية. تعتمد البلاد على الرئيس في تحقيق الاستقرار وقيادة التنمية وبناء علاقات دولية متوازنة في ظل تحديات اقتصادية وأمنية وثقافية.

هل رئيس جزر القمر شيعي؟

عند الحديث عن رئيس جزر القمر الحالي غزالي عثماني يثار أحيانًا تساؤل حول انتمائه الديني. وبخاصة ما إذا كان يتبع المذهب الشيعي. والحقيقة أن جزر القمر كدولة تنتمي بأغلب سكانها إلى المذهب السني الشافعي وينعكس ذلك على المؤسسات الرسمية في البلاد بما في ذلك رئاسة الجمهورية. لم يعرف عن الرئيس غزالي عثماني أي توجهات دينية خارجة عن هذا الإطار بل على العكس يحرص في خطاباته السياسية والدبلوماسية على تأكيد الهوية الإسلامية المعتدلة لدولته.

يرى المراقبون أن هذا النوع من التساؤلات قد يكون ناتجًا عن الحضور الإيراني في بعض دول شرق أفريقيا غير أن جزر القمر تختلف في هويتها ومصالحها وتحرص على الاستقلال السياسي والديني. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس جزر القمر السابق. أحمد عبدالله سامبي كان قد اتهم بميول شيعية مما خلق نوعًا من الجدل السياسي في البلاد ولكنه لا يعكس موقف الدولة الرسمي. بالمقابل يعرف الرئيس غزالي عثماني بأنه ذو علاقات وطيدة بدول الخليج العربي وخاصة السعودية والإمارات ما يعزز الصورة العامة لانتمائه المذهبي التقليدي.

تعرف أيضًا على: الملك محمد السادس وأهم إنجازاته

وعند النظر إلى مواقف الرئيس تجاه قضايا المنطقة يلاحظ دعمه الواضح للقضايا العربية والإسلامية ومساندته للمبادرات التي تقودها دول سنية معتدلة. لذلك يمكن القول إن هذا السؤال بات يستخدم في إطار سياسي أكثر منه ديني. ولا بد من التأكيد على أن بماذا تشتهر جزر القمر. لا يتصل فقط بالدين بل يشمل الطبيعة الخلابة والاقتصاد الزراعي والانفتاح الثقافي على المحيط الأفريقي والعربي.[1]

تعرف أيضًا على: الوليد بن طلال ودوره في الاستثمار والخير

من هو ملك جزر القمر؟

رغم أن النظام السياسي في جزر القمر جمهوري وليس ملكيًا كثيرًا ما يطرح سؤال “من هو ملك جزر القمر؟” والسبب في ذلك يعود إلى بعض اللبس اللغوي والتاريخي لدى البعض خاصة عند مقارنة أنظمة الحكم في الجزر أو في مناطق أفريقية أخرى. في الواقع رئيس جزر القمر. هو غزالي عثماني وهو رئيس منتخب من الشعب وفقًا للدستور الذي أقر بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1975 ويجمع هذا المنصب بين السلطة التنفيذية والقائد الأعلى للقوات المسلحة.

غزالي عثماني شخصية عسكرية سابقة ولد عام 1959 وتخرّج في الأكاديمية العسكرية في المغرب وشغل عدة مناصب عسكرية وسياسية قبل أن يصل إلى قمة هرم السلطة. بدأ أول ولاية له رئيسًا في مطلع الألفية ثم عاد للحكم بعد الانتخابات في 2016. يعرف الرجل بصرامته في مواجهة الفساد ورغبته في تحديث الإدارة العامة وتحقيق الاستقرار السياسي. وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إليه بسبب تعديلات دستورية أثارت الجدل فإن قاعدته الشعبية ما زالت ثابتة.

تعرف أيضًا على: من هو أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟

ومن الجدير بالذكر أن جزر القمر تنتهج سياسة خارجية متوازنة وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وفي هذا السياق فإن علاقتها مع رئيس جزر المالديف. تعدّ مثالا على الانفتاح السياسي والدبلوماسي حيث تسعى الدولتان الصغيرتان إلى دعم بعضهما في المحافل الدولية خصوصًا في قضايا التغير المناخي وحماية الجزر من مخاطر الغرق.

ولأن الدولة تتكون من أربع جزر رئيسية فإن النظام السياسي يمنح قدرًا من الحكم الذاتي لكل جزيرة. وهذا التنوع يفرض على الرئيس الحفاظ على التوازن بين الأطراف المختلفة وهو ما نجح فيه عثماني إلى حد كبير. وقد أعلن مرارًا في خطاباته أن هدفه الأساسي هو النهوض بـ دولة جزر القمر. لتكون جاذبة للاستثمار والسياحة.[2]

تعرف أيضًا على: من هو محمد بن راشد آل مكتوم؟

من يسيطر على جزر القمر؟

عندما نتحدث عن السيطرة في سياق سياسي فإن رئيس جزر القمر. غزالي عثماني يعدّ صاحب الكلمة العليا في البلاد بما يمتلكه من صلاحيات تنفيذية وتشريعية في بعض الأحيان خاصة بعد التعديلات الدستورية التي أجراها في عام 2018. ومع ذلك فإن البلاد ليست دولة استبدادية بل تخضع في هيكلها السياسي لتوازنات دستورية ورقابية ولو بشكل جزئي.

جزر القمر من الدول التي عانت تاريخيًا من الانقلابات العسكرية والنزاعات السياسية خاصة في تسعينيات القرن الماضي إلا أن العقدين الأخيرين شهدا نوعًا من الاستقرار النسبي ساعد على بروز مؤسسات الدولة بشكل أفضل. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة فإن الحكومة تسعى جاهدة لتحسين بيئة الاستثمار ومكافحة الفساد وتحقيق الأمن الغذائي والطبي.

من جانب آخر فإن البلاد تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي وخاصة من فرنسا والدول الخليجية ما يجعلها في بعض الأحيان تحت تأثيرات خارجية لكن القيادة الحالية تحاول الحفاظ على سيادة القرار الوطني.

وارتباطًا بهذا الحديث نجد أن تساؤل لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم. يعكس الفضول الجغرافي والثقافي تجاه البلاد. فقد أطلق عليها هذا الاسم نظرًا لصفاء سمائها وتوهّج القمر فيها بوضوح وهو ما لاحظه العرب الأوائل في رحلاتهم البحرية عبر المحيط الهندي. كما يشير البعض إلى كلمة “كمر” في اللغة السواحلية القديمة والتي تعني “القمر” مما يعزز التفسير الثقافي للاسم.

ويمثّل علم جزر القمر هذا التاريخ والهوية حيث يتكوّن من أربعة ألوان تمثل الجزر الأربع مع هلال ونجمات ترمز للديانة الإسلامية. إنه علم يحمل دلالات عميقة على التعددية والوحدة في آن واحد ويعكس الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.

تعرف أيضًا على: الملكة كليوباترا بين ملوك الأرض: أسطورة الجمال والذكاء في التاريخ القديم

ما هي ديانة دولة جزر القمر؟

تعد الديانة الإسلامية هي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع في جزر القمر، حيث يلعب الدين دوراً محورياً في حياة السكان على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية.

الإسلام كديانة رسمية

الديانة الرسمية في دولة جزر القمر هي الإسلام ويتبع غالبية السكان المذهب السني الشافعي. يقدّر عدد المسلمين في البلاد بأكثر من 98% من إجمالي السكان ما يجعلها واحدة من الدول الإسلامية الصافية دينيًا.

الأقليات الدينية

توجد أقلية مسيحية صغيرة معظمها من الأجانب أو المنتمين للبعثات الدولية.

دور المساجد في المجتمع

المساجد تنتشر بكثافة في جميع أنحاء البلاد وتشكل مركزًا للحياة الاجتماعية والدينية.

الأعياد والمناسبات

تحتفل الدولة بالأعياد الإسلامية مثل رمضان وعيد الأضحى بشكل رسمي وشعبي.

التعليم الديني

التعليم الديني جزء أساسي من النظام التعليمي إلى جانب التعليم المدني.

الاعتدال والوسطية

السلطة السياسية وعلى رأسها رئيس جزر القمر تؤكد دومًا على الاعتدال والوسطية وترفض التطرف.

دور المؤسسات الأمنية

مؤسسة جيش جزر القمر تعمل بالتوازي مع المؤسسة الدينية في الحفاظ على استقرار البلاد ومواجهة التيارات المتشددة.

العلاقات الخارجية

العلاقات مع الدول الإسلامية مثل السعودية وتركيا تعكس هذا التوجّه الديني والثقافي.

التسامح والتقاليد المحلية

يتمتع شعب جزر القمر بروح دينية معتدلة ومتسامحة تجمع بين الإيمان والتقاليد المحلية.

تعرف أيضًا على: فلاديمير بوتين: رئيس روسيا وتأثيره في السياسة الدولية

بهذا نكون قد استعرضنا الأبعاد المختلفة لدور رئيس جزر القمر. بدءًا من خلفيته السياسية والدينية وصولًا إلى النظام الحاكم والعلاقات الخارجية والتكوين الثقافي والديني للدولة. تعدّ جزر القمر نموذجًا فريدًا لدولة جزرية صغيرة تسعى للثبات في عالم مضطرب ويمثل رئيسها مفتاحًا لفهم توازناتها الداخلية وخطوطها الخارجية. وبين جمال الطبيعة وتحديات السياسة تظل البلاد تبحث عن طريقها بثقة متزايدة في المؤسسات والهوية الوطنية.

• Britannica Azali Assoumani – بتصرف
• Reuters Comoros president says he intends to hand power to his son (dynasty debate) – بتصرف

مشاركة المقال

وسوم