لماذا لا يصنف رمضان كأحد الأشهر الحرم؟

عناصر الموضوع

1- تفسير فقهياً وتصريحياً من العلماء

2- الأهداف الروحية لرمضان مقابل أهداف الأشهر الحرم

3- دور رمضان في تعزيز التقوى والتراحم

4- كيف يؤثر عدم تصنيف رمضان كأحد الأشهر الحرم على ممارسات الصيام

5- مقارنة مع أشهر حرم أخرى في مجالات أخرى من العبادة

يُعتبر شهر رمضان والأشهر الحرم من الأشهر المباركة في الإسلام، وكلاهما له مكانة ومنزلة خاصة في الشريعة الإسلامية، وكلاهما يحظى بالاحترام والتكريم، إلا أن رمضان لا يصنف من الأشهر الحرم، لذلك يرغب الكثير من الناس في معرفة الحكمة من هذا التصنيف والفرق بينهما، في هذا المقال سنتعرف على الأسباب الدينية والتاريخية التي تجعل رمضان ليس من الأشهر الحرم، رغم مكانته الروحانية العظيمة في الإسلام.

1- تفسير فقهياً وتصريحياً من العلماء

قد قدم العلماء والخبراء في الفقه الإسلامي توضيحات مفصلة لسبب عدم دخول شهر رمضان في الأشهر الحرم ، مستندين في ذلك إلى النصوص الشرعية والتفسيرات الفقهية. وهذا التوضيح يساعد على فهم طبيعة كل من رمضان وشهر الحرام.

فالشهر الحرام محدد بوضوح في نصوص القرآن والسنة، وهو شهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة وشهر ذي الحجة، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ولم يرد في أي من النصوص الشرعية ذكر شهر رمضان ضمن هذه الشهور، مما يدل على أن رمضان شهر مستقل، له فضائله وآدابه.

يرى العلماء أن الحكمة من تعيين هذه الأشهر المحددة قد ترجع إلى أسباب تاريخية واجتماعية كانت سائدة في الجاهلية، فقد كان العرب يحترمون هذه الأشهر ويحرمون القتال والغارة والانتقام لأسباب تتعلق بالأمن والتجارة والحج، ومع مجيء الإسلام تم الاعتراف بهذا التحريم وتعظيمه.

شهر رمضان شهر مستقل أكد العديد من العلماء والمفتين على مر العصور أن رمضان شهر مستقل، له فضائله وخصائصه الخاصة، ولا يندرج تحت بند ”الشهر الحرام“ كما حددته النصوص الشرعية، وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من فضائل شهر رمضان، بل يؤكد على تفرده.

لم تذكر أي وثيقة شرعية أن الشهر الكريم من الأشهر الحرم، فلا القرآن ولا السنة النبوية تذكر رمضان من الأشهر الحرم، وهذا دليل قاطع على أن الشهر الكريم شهر مستقل بذاته.[1]

2- الأهداف الروحية لرمضان مقابل أهداف الأشهر الحرم

تختلف الغاية الروحية والأهداف الرئيسية لرمضان عن أهداف الأشهر الحرم، ولكن كلاهما يحث على التقرب إلى الله والعمل على طاعته.

رمضان هو شهر الصيام والعبادة الخالصة وتزكية النفس. فالهدف من رمضان هو تزكية النفس وتطهيرها بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والعبادة والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة. والتقرب إلى الله تعالى بالطاعة الخالصة والعبادة، يركز شهر رمضان على الجانب الروحي للفرد وتنمية علاقته بربه.

الأشهر الحرم تدور حول السلام واجتناب المعاصي وتعظيم حرمات الله. تركز الأشهر الحرم على تعظيم حرمات الله واجتناب المعاصي واجتناب النزاع والخلاف ونشر السلام والأمن بين الناس. تركز هذه الأشهر على الجوانب الاجتماعية والأخلاقية.[2]

3- دور رمضان في تعزيز التقوى والتراحم

لا يمكن إنكار دور شهر رمضان في تعزيز التقوى والتراحم بين المسلمين. ويظهر ذلك من خلال:

• التقوى من خلال الصيام وضبط النفس

فالصيام يعلّم التقوى من خلال امتثال الأوامر الإلهية، واجتناب النواهي الإلهية، وضبط النفس، وقمع الشهوات، والتحكم في الشهوات. كما أن الصوم يعلم المسلمين الصبر والإخلاص والإحسان.

• التكافل الاجتماعي والتراحم

يعزز رمضان قيم التكافل الاجتماعي والتراحم بين المسلمين من خلال الزكاة والصدقات وإطعام الطعام وصلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء ومساعدة المحتاجين.

• يطهر القلب من الأمراض النفسية وينشر المحبة والأخوة

يساعد رمضان على تطهير القلب من الحسد والبغضاء والعداوة ونشر المحبة والأخوة والتسامح بين المسلمين. كما يشجع على التسامح والمصالحة ونبذ الخلاف والمواجهة.

• رفع الوعي الديني والتعلق بالقرآن الكريم

يساهم شهر رمضان في رفع الوعي الديني لدى المسلمين وتقوية ارتباطهم بالقرآن الكريم من خلال قراءته وتدبر معانيه والعمل بمقتضياته.[3]

4- كيف يؤثر عدم تصنيف رمضان كأحد الأشهر الحرم على ممارسات الصيام

إن عدم تصنيف الشهر الكريم كأحد الأشهر الحرم لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على ممارسة الصيام أو صحته أو فضائله. فالصيام عبادة مستقلة لها أحكامها وشروطها وفضائلها المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.

الصيام، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام. صورة مستقلة من صور العبادة التي أمر الله بها في الشهر الكريم ، ففرضية الصيام مستقلة عن كون رمضان من الأشهر الحرم. ففضائل رمضان ثابتة بالنصوص الشرعية الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا تتأثر بكون رمضان ليس من الأشهر الحرم. فالصيام والمغفرة والعتق من النار وليلة القدر وغيرها من الفضائل خاصة برمضان.

يجب أن يركز المسلمين في الشهر الكريم على روح العبادة والإخلاص لله عز وجل. وامتثال أوامر الله عز وجل، واجتناب نواهي الله عز وجل. والمهم هو الاجتهاد في إخلاص النية والطاعة لله عز وجل.[4]

5- مقارنة مع أشهر حرم أخرى في مجالات أخرى من العبادة

إن المقارنة التفصيلية بين الشهر الكريم وغيره من يمكن أن تكشف عن أوجه التشابه والاختلاف بينهما وتبرز ما بينهما من تفرد. على سبيل المثال فرض الحج. الحج من أهم وأعظم العبادات التي تؤدى في شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم. وهو من أعظم العبادات في الإسلام. والحج يتطلب الاستطاعة البدنية والمالية وهو ركن من أركان الإسلام. على الرغم من أنه لا يوجد عمل عبادي مماثل في شهر رمضان يتم في مكان محدد وزمان محدد كالحج.

في جميع الحالات يجب علينا الاجتهاد في الطاعات واجتناب المعاصي دائماً. سواء في هذه الأشهر أو في الشهر الكريم هذا. مهما اختلفت  طرق العبادات، كلها تؤدي إلى الله.[5]

يتضح مما سبق أن شهر رمضان لا يمكن تصنيفه ضمن الأشهر الحرم. فشهر الحرام محدد بوثائق شرعية معينة. ولكل من رمضان وشهر الحرام فضائله وخصائصه وأهدافه الروحية. فشهر رمضان يركز على الصيام والتقرب إلى الله بالعبادة الخالصة وتزكية النفس. بينما يركز شهر الحرام على تعظيم الله واجتناب المعاصي وإفشاء السلام.

• masrawy ليس من الأشهر الحرم.. علي جمعة يوضح سبب تعظيم الحرمات في رمضان -بتصرف
• islamweb الأشهر الحرم... تعريفها... ومضاعفة الثواب والعقاب فيها -بتصرف
• aletihad رمضان موسم تعزيز العلاقات الاجتماعية -بنصرف
• wikipedia الصوم في شهر المحرم -بتصرف
• twinkl ذو الحجة وصيام ودعاء عشر ذي الحجة - أحب الأعمال -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم