رمضان والأشهر الحرم :دروس من التاريخ الإسلامي

الكاتب : سماح محمد
24 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 12
منذ 4 ساعات
رمضان والأشهر الحرم :دروس من التاريخ الإسلامي
عناصر الموضوع
1- استعراض تاريخي لتحديد الأشهر الحرم
أسماء الأشهر الحرام:
2- أهمية رمضان في التاريخ الإسلامي
3- كيف أثرت الأشهر الحرم ورمضان على تشكيل المجتمع الإسلامي؟
4- الدروس المستفادة من التزام المسلمين بالشعائر خلال رمضان والأشهر الحرم
5- تأثير هذه الدروس على المسلمين المعاصرين

عناصر الموضوع

1- استعراض تاريخي لتحديد الأشهر الحرم

2- أهمية رمضان في التاريخ الإسلامي 

3-كيف أثرت الأشهر الحرم ورمضان على تشكيل المجتمع الإسلامي؟

4- دروس مستفادة من التزام المسلمين بالشعائر خلال رمضان والأشهر الحرم

5- تأثير هذه الدروس على المسلمين المعاصرين

كانت الأشهر الحرم معظمة في شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. واستمر تعظيمها في ذريتهما من بعدهما، فقد كان العرب يعظمونها. ويحرمون القتال فيها, بينما جاء الإسلام أقر تعظيمها وتحريم القتال, وعلاوة على ذلك فمن المعروف أن الأجر والثواب فيها مضاعفًا. ومن ناحية أخرى أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن الأيام العشر من ذي الحجّة -وهي ضمن الأشهر الحُرُم- أفضل الأيام. وأنّ ثواب العمل الصالح فيها أعظم من غيرها.

1- استعراض تاريخي لتحديد الأشهر الحرم

منذ زمن بعيد اتفقت قبائل العرب قديمًا في شبهِ الجزيرة العربية على تحريم القتال على نفسها خلال أشهر محددة على مر السنين والعصور. سمّيت فيما بعد بالأشهر الحرم، وذلك بهدف تسهيل سير القوافل التجارية في مواسم الحج نحو مكة. ومن ناحية أخرى مع وجود بعض القبائل العربية التي أحلت لنفسها القتال وخوض الحرب في هذه الأشهر، ومع مجيء الإسلام استمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتى الآن، وإلى يوم القيامة، فزادها اللهُ تعظيمًا. ونهى الله المسلمين عن انتهاك حرمتها. فقال تعالى عنها: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ. [التوبة: 36]. وترجع تسمية الأشهر الحرُم بهذا الاسم لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها. ولأن الله سبحانه وتعالى حرَّم فيها القتال. فقال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ “. [البقرة: 217]

رمضان والأشهر الحرم :دروس من التاريخ الإسلامي

  • أسماء الأشهر الحرام:

وهذه الأشهر كما فصّلتها السنّة النبوية هي:

  • المحرم
  • رجب
  • ذي القعدة
  • ذي الحجة [1]

2- أهمية رمضان في التاريخ الإسلامي

حيث أن شهر رمضان شهر الجهاد والقرآن. فقد تحولت حياة المسلمين بفعل غزوات حدثت في رمضان والتحديات والمعارك التي خاضوها، ومن ناحية أخرى هو شهر القرآن والجهاد والفتوحات الإسلامية العظيمة. وعلاوة على ذلك أثرت هذه الأحداث الهامة التي وقعت في شهر رمضان بشكل كبير على العالم الإسلامي والتاريخ العالمي بشكل عام. وظل شهر رمضان هو شهر الجهاد كما كان شهر القرآن. ففيه حصلت غزوات ومعارك كثيرة.

مما لا شك فيه أن رغم المشقة التي يعانيها الناس في الصيام، ورغم الجوع الذي يأكل أحشاءنا ويضيق أنفاسنا، إلى جانب ذلك هناك من روائع القصص التي حدثت في شهر رمضان ما يحكي عن عمق هذا الشهر المبارك العظيم. ففي كل الأمم توجد تواريخ خالدة وأيام لا تنسى، ولا تمحى من تاريخها لما كان له من أهمية كبيرة في توجيه مصيرها ومسارها. علاوة على ذلك فإن للأمة الإسلامية أيام خوالد، وذكريات شواهد. حدثت في عمق هذا الشهر المبارك. موسم الخيرات والبركات، إلى جانب ذلك إن سمينا هذا الشهر العظيم بشتى الأسماء مثل شهر الأمة، أو شهر المواساة، أو شهر التراويح, فإن هناك تروايح أراحت أفئدة المسلمين، وأزاحت عنهم عبء الهموم والأزمات، بالإضافة إلى ذلك أنه شهر الانتصارات الكبيرة، التي غيرت وجه التاريخ ومجراه من جديد. بدءً من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ومرورًا بفتح الأندلس ومعركة بلاط الشهداء بالإضافة إلى فتح عمورية، ومعركة حطين، وعين جالوت ونهاية بحرب أكتوبر العظيمة.

3- كيف أثرت الأشهر الحرم ورمضان على تشكيل المجتمع الإسلامي؟

وكما كان للصَّيام في رمضان تأثيرًا كبيرًا على الفرد فهو كذلك قد أثر على المجتمع، ومن هذه الآثار ما يأتي:

اجتماع الأمَّة ووحدتها، وتعزيز روح الجماعة بين أفرادها، فقد حرصت الشَّريعة الإسلامية على غرس مثل هذه القيم من خلال مجموعة من العبادات، كصلاة الجماعة، والحجِّ، والصِّيام. فعلاوة على ذلك تجتمع الأُسرة على طعام الفطور والسّحور. ويجتمع المسلمون في صلاة التَّراويح, فينعكس هذا على باقي أمور حياتهم. إلى جانب تقوية النَّفس وحثها على الصَّبر والحِلم وضبط الغضب، والتَّخلُّص من الأخلاق السيئة، وهذا يؤدي إلى انتشار الصلاح في المجتمع، ومن ناحية أخرى تربية المجتمع وتلاحم أفراده وتماسكهم, حيث إن المسلمون جميعًا في حال الصيام يشعرون بأنَّهم وحدةٌ واحدةٌ لا يتخلَّف منها أحدٌ، ويشعرهم ذلك بسهولة الصِّيام ويُسره.

والحِكمة من تشريع صيام رمضان، حيث يصوم جميع المسلمين تحقيقًا للعبودية، وبهذا يستشعر العبد بعظمة التشريع الإسلامي والحكمة من شهر رمضان وصيامه. فقد خلق الله -عزّ وجلّ- الخَلق، وجعل في خلقهم، وفيما شرع لهم، وفرض عليهم حكمًا عظيمة. ولعلَّ الكثير من الناس لا يعلم هذه الحكم، وليس ذلك لأنَّه لا حكمة لها، بل كلُّ ما شرعه الله لعباده ليبلوهم فيه، ويرى أيُّهم أحسن عملًا. وكلُّ من عمل بهذه التشريعات فقد حقّق العبودية لله سبحانه وتعالى. وقدم طاعته ورضاه على هوى نفسه ومُبتغاه. واستشعر عظمة هذا التَّشريع، ومن أعرض عنه، ورفضه فهو عابدٌ لهواه، ومعرضٌ عن طاعة ربِّه.

كما أن صيام رمضان يُعوّد المسلم على التقوى، فالله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن صيام العبد وتركه للطعام والشراب، لكنّ العبد الذي اعتاد على هذه العبادة وترك المباح لوجه الله -سبحانه وتعالى- سيبتعد عن المحرّمات، وسيكون أكثر قدرة على عدم فعلها. [2]

4- الدروس المستفادة من التزام المسلمين بالشعائر خلال رمضان والأشهر الحرم

نؤمن باختلاف طبقات المسلمين، ووظائفهم وأشغالهم يستثمرون أوقات الشهر المبارك، ويستفيدون من لحظاته. فالعلماء ينصرفون لقراءة القرآن وتدبر معانيه ولاجتهاد في زيادة الحصة اليومية من قراءته، وكذلك أهل المال والإمارة يوظفون إمكاناتهم لخدمة الصائمين وإفطارهم والرعاية بهم، حيث إن أصفياء هذه الأمة وصالحيها كانوا يعدون لهذا الموسم عدته، فلم يكونوا يقبلوا بأن تكون نوافلهم وطاعاتهم في رمضان مساوية لما تكون عليه في سائر الشهور، ولكن إننا لنلحظ في أعمالهم أن هممهم تطمح لأن تكون عباداتهم في هذا الشهر مساوية أو تزيد على الأحد عشر شهرا الباقية من العام. [3]

5- تأثير هذه الدروس على المسلمين المعاصرين

دائمًا ما كان شهر رمضان مصدرًا للطاقة الإيماني والروحانية التي تدفع المسلمين إلي العمل الدؤوب بعزم قوي. ولقد كان شهر رمضان، وما زال شهر الطاعة وموسم من مواسم النضالية في علاقة الأمة بربها. وقد وقعت أعظم الفتوحات الإسلامية والمعارك الفاصلة في تاريخ الأمة في شهر رمضان. واكتملت مكونات الشخصية الإسلامية المتزنة عبر هذا الشهر الكريم. ومن ناحية أخرى تأثر المسلمون تأثرًا كاملًا بالقرآن الكريم الذي يحث المسلمين في هذا الشهر العظيم على مكارم الأخلاق. وقد حمل المسلمون على عاتقهم رسالة إلى كل الأجيال البشرية من المحبة والتسامح وعقلًا مفكرًا وقلبًا يدرك واقع هذه الأم.[4]

وختامًا فقد عالجنا في هذه المقالة موضوع الأشهر الحرم، وعرَّفنَا بها، وتعرضنا لمكانتها وبيان خصائصها. وينبغي على المسلم مراعاة حُرمة هذه الأشهر التي عظّمها الله سبحانه، وأن يعرف قدرها، حتي يحرص كلّ الحرص على حُسْن استغلال هذه الأوقات المباركة، لا سيما في هذا الزمان الذي غفل كثيرٌ من الناس فيه عن حُرمة هذه الأشهر ومكانتها. فأعظم العبادات ما قام بها العبد وقت غفلة الناس وانشغالهم، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عبادة في الهرج كهجرة معي).

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة