سبب تسمية الطائف بهذا الاسم
عناصر الموضوع
1- سبب تسميه الطائف بهذا الاسم
2- الموقع الجغرافي لمدينه الطائف
3- قصور الطائف الأثرية
4- غزوة الطائف
5-حصار الطائف
إن دخول مدينة الطائف يمنح الزائر شعوراً بالسرور والبهجة، وذلك بفضل طقسها الرائع ونسيمها العليل. ومن بين أبرز معالم المدينة:
- جبل عروان: هو أحد الأماكن الأبرد في المدينة، حيث يكون الماء فيه عُرضة للتجمد، وهو الأمر النادر في الطائف.
- الوادي: يتدفق وادي عبر مدينة الطائف ويقسمها إلى قسمين.
- الكروم: تشتهر المدينة بكرومها المتنوعة والمميزة.
- وجّ الطائف: هو موقع حظي بتقدير خاص حيث نهى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن صيده أو قلع نباتاته.
- حجر اللات: يقع تحت منارة صخرة مسجد الطائف.
1-سبب تسميه الطائف بهذا الاسم
ترجع أسباب تسمية مدينة الطائف إلى عدة احتمالات مختلفة:
يُقال إن الاسم جاء من “الحائط المطاف” الذي كان يحيط بالمدينة، بناءً على قول أبي طالب بن عبد المطلب: “لقد بنينا طائفاً حصيناً”.
هناك تفسير آخر يشير إلى أن “الطائف” هو الطيف، مستنداً إلى قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ”، مع العلم أن الطائف يحدث في الليل وليس خلال النهار.
يُقال أيضاً أن الطائف هو وادي وجّ، الذي كان يُعرف ببلاد ثقيف.
تروي رواية أن مسعود بن معتب الثقفي، تاجر غني، جاء إلى المنطقة وطلب من أهلها أن يتزوج منهم ويزوجهم، ويقوم ببناء “طوف” يشبه الحائط ليمنع العرب من الوصول إليهم، ومن هنا جاء الاسم.
هناك أيضاً رواية تقول إن نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما دعا الله أن يرزق مكة بالثمرات والخيرات، استجاب الله بدفع قطعة من الأرض لتطوف حول الكعبة ثم تستقر في الطائف، ولهذا سميت المدينة بهذا الاسم.
أخيراً، يُقال أن “الطائف” يشير إلى الحارس الذي يتجول ليلاً حول البيوت لحمايتها.
هذه هي الاحتمالات المختلفة التي تُفسر سبب تسمية مدينة الطائف.
2-الموقع الجغرافي لمدينه الطائف
مدينة الطائف تقع في منطقة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وتتمركز على قمة جبال السروات على ارتفاع يصل إلى 1700 متر فوق سطح البحر. يقدر عدد سكانها بحوالي 1,750,000 نسمة. تشتهر الطائف بمكانتها الزراعية بفضل مناخها المناسب، حيث تُزرع فيها محاصيل متنوعة مثل العنب، والقمح، والكروم، والفواكه. هذا الازدهار الزراعي جعل منها تُلقب بـ “حديقة الحجاز”. بالإضافة إلى أهميتها الزراعية، تحظى الطائف بأهمية دينية كبيرة إذ تستقبل حجاج بيت الله الحرام سنوياً.
تعد الطائف ثاني المدن العربية بعد مكة، ويعود تاريخها إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى بن مريم عليه السلام، ويختلف المؤرخون حول زمن تأسيسها، حيث يشير بعضهم إلى أنها تعود إلى عصر النبي إبراهيم عليه السلام. وتعتبر الطائف واحدة من أقدم المدن في العالم، ونادراً ما يخلو كتاب تاريخي عن جزيرة العرب من الإشارة إليها. في الماضي، كانت المدينة تحت حكم قبيلة ثقيف.
كان أول من تولى إمارة الطائف في عهد الدولة السعودية الثالثة هو الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ، الملقب بـ “الصحابي”، وذلك في عام 1346 هجري. تجذب الطائف السائحين من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج خلال فصل الصيف، بفضل مناخها الرائع وجماله الفائق في هذه الفترة، بالإضافة إلى وفرة الفواكه الشهيرة بها. كما تشهد المدينة العديد من حفلات الزفاف في الصيف، التي تقام بشكل يومي وبكثرة.
- العصور القديمة: يعود تاريخ الطائف إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وتعد من أقدم المدن في العالم. يعتقد بعض المؤرخين أنها تأسست في زمن النبي إبراهيم عليه السلام.
- العصر الإسلامي: اكتسبت الطائف أهمية خاصة في فترة الإسلام المبكر عندما زارها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة قادة القبائل إلى الإسلام. كما كانت مدينة الطائف مركزًا مهمًا في تاريخ الجزيرة العربية.
- القبائل: في الماضي، كانت الطائف تحت حكم قبيلة ثقيف، وهي قبيلة قريشية كانت ذات نفوذ كبير.
الاقتصاد
- الزراعة: الطائف معروفة بإنتاجها الوفير من الفواكه مثل العنب والتين والرمان. كما تشتهر بزراعة الورد الطائفي الذي يُستخدم في صناعة العطور الفاخرة.
- الورود: تعتبر الطائف مركزًا رئيسيًا لإنتاج الورد الطائفي، الذي يعد من أجود أنواع الورود في العالم ويستخدم في صناعة العطور.
- المناخ: تتميز الطائف بمناخ معتدل ولطيف على مدار العام، مع درجات حرارة أقل بكثير من باقي مناطق المملكة. في الصيف، يكون المناخ في الطائف أكثر اعتدالًا وراحة مقارنة بالصحراء الحارة.
- الوجهات السياحية: تضم الطائف العديد من الوجهات السياحية الجميلة مثل جبل دكا، وادي لجب، وحديقة الملك عبد العزيز.
- الفعاليات: تستضيف الطائف العديد من الفعاليات والمهرجانات الموسمية مثل مهرجان الورد الطائفي ومهرجان الفواكه، التي تجذب الزوار من جميع أنحاء المملكة والعالم. [1]
الثقافة والمجتمع
- الزواج: حفلات الزفاف تقام في الطائف بكثرة خلال فصل الصيف، وتعتبر من المناسبات الاجتماعية البارزة في المدينة.
- الأعياد والمناسبات: تشهد المدينة احتفالات وأعيادًا تقليدية تعكس التراث الثقافي العريق للطائف.
- الإدارة والسياسة
- الإدارة:الطائف كانت تحت حكم قبيلة ثقيف في العصور القديمة، وفي العصر الحديث، تولى الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ إمارة الطائف خلال فترة الدولة السعودية الثالثة.
في الماضي، كانت تُعرف الطائف باسم “وج” نسبةً إلى وج بن عبد الحي من العماليق، الذي كان أول من جعلها مصيفاً. وتمت تسمية وادي وج أيضًا بناءً على هذا الاسم، ثم تغير الاسم إلى الطائف بعد ذلك. وهناك عدة تفسيرات حول سبب هذه التسمية:
القول الأول: وفقًا لبعض الروايات والتفسيرات، يُعتقد أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعاء إبراهيم عليه السلام كما جاء في قوله تعالى (وَرُزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) – سورة إبراهيم. ويقال إن جبريل عليه السلام كان مكلفًا بنقل قرية من الشام، فحملها بكل ما فيها من عيون وأشجار ومزارع، ثم طاف بها حول.
3- قصور الطائف الأثريه
نتشرت في الطائف العديد من القصور الأثرية التي تعود في غالبيتها إلى أهالي مكة الذين كانوا يقصدون المدينة للاستجمام خلال فصل الصيف. كانت هذه القصور محاطة بحدائق وبساتين، وتم الاستعانة في بنائها بالمهندسين الأتراك بالإضافة إلى خبرة السكان المحليين. من بين هذه القصور:
قصر شبرا:
- التأسيس: بدأ بناء قصر شبرا في عام 1323هـ بواسطة علي عبد الله بن عون باشا، وتم الانتهاء منه في عام 1325هـ بعد عامين من العمل.
- الطراز المعماري: يتميز القصر بطراز معماري يجمع بين الطابعين الروماني والإسلامي، مع دمج أساليب العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز.
- الوصف: يُعتبر قصر شبرا تحفة معمارية سواء من الداخل أو الخارج، حيث تحيط به الأشجار وتزين حجراته وأسقفه النقوش الخشبية. يُعد القصر أحد المعالم الأثرية البارزة في الطائف.
بيت الكاتب:
- الموقع: يقع بيت الكاتب، المعروف أيضًا بقصر النيابة، في حي السلامة.
- التأسيس: بُني هذا القصر في عام 1315هـ واستغرق بناؤه ثلاث سنوات.
- الطراز المعماري: شُيد القصر باستخدام الحجر والنورة والخشب، ويعكس خبرة الأيدي المحلية والتركية في البناء. يُعتبر من القصور التي أنشئت خارج السور القديم للطائف.
البيت الحرام ووضعها في مكانها الحالي، ولهذا سُميت “الطائف”. وقد أشار الميورقي في كتابه “بهجة المهج” إلى أن بركة الطائف تفوق بركة الشام، وذلك بسبب طوافها حول البيت العتيق.
القول الثاني: يعتبر هذا القول الأقرب إلى الصواب، حيث يُعتقد أن الطائف سُميت نسبةً إلى السور الذي بناه بنو ثقيف حول المدينة في الجاهلية لحمايتها من هجمات القبائل الأخرى. وقد ذكر أبو طالب في شعره أن السور الذي بنته ثقيف حول المدينة كان يحميها من كل هجوم، فقال:
منعنا أرضنا من كل حي .. كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم .. فحالت دون ذلكم السيوف
كان الهدف من بناء السور هو تحصين الطائف، وقد شُيد من اللبن وميز بارتفاعه وسماكته، وكان مزودًا بأبراج وله بوابتان، ويقع في الجانب الجنوبي لوادي وج.
تميز سكان الطائف من قبيلة ثقيف في الزراعة والدباغة والتجارة، مما عزز علاقاتهم مع قريش في مكة المكرمة. وقد قيل إن مكة والطائف كانتا مترابطتين بحيث قالت العرب: “مكة من الطائف والطائف من مكة”.
عندما اعتنق أهل الطائف الإسلام، انتقلوا إلى المنطقة المجاورة لمسجد عبد الله بن العباس ومقابر الصحابة، مما شكل بداية المدينة الحالية.
في القرن الثاني عشر، شهدت الطائف زيادة في العمران وارتفاعًا في عدد السكان بسبب هجرة الأفغان والأكراد والهنود إليها. نتيجةً لهذا النمو السكاني، توسعت المدينة وشُكلت ثلاث حارات رئيسية: حارة فوق، حارة أسفل، وحارة السليمانية.[2]
في العصر الحديث، شهدت الطائف تطورًا كبيرًا وتوسعًا ملحوظًا، وأصبحت تضم العديد من الأحياء، ولم تعد مجرد مدينة صغيرة محاطة بسور.
4-غزوة الطائف
هي معركة جرت في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، وشاركت فيها قوات المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي قُدرت بـ 12,000 مقاتل، ضد قبيلة ثقيف وقبيلة هوازن. كانت هذه الغزوة تهدف إلى فتح مدينة الطائف والقضاء على قوات قبيلة ثقيف وهوازن التي فرّت من معركة حنين.
بعد معركة حنين، التي كانت ضد هوازن وثقيف، لجأ معظم أفراد هاتين القبيلتين إلى مدينة الطائف الحجازية تحت قيادة مالك بن عوف النصري. فبعد الانتهاء من معركة حنين، توجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لملاحقة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا داخل المدينة بفضل سورها المنيع.
5-حصار الطائف
عندما وصل المسلمون إلى الطائف، قاموا بإنشاء معسكرهم حول المدينة وفرضوا عليها الحصار لعدة أيام، كما تشير الروايات المختلفة. خلال فترة الحصار، قام أهل الطائف بقذف المسلمين بوابل من السهام، مما أسفر عن مقتل اثني عشر من المسلمين.
اقترح الحُبَاب بن المنذر على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن ينقل المسلمين إلى مكان بعيد لتفادي قذائف السهام، وقد وافق النبي على هذا الاقتراح ونقل المعسكر إلى موقع أبعد، إلا أنه استمر في محاصرة المدينة.
في هذه الأثناء، لجأ المسلمون إلى صناعة المنجنيق، وهي آلة حربية تستخدم لإطلاق الحجارة على الأسوار. تم استخدام المنجنيق كوسيلة لزيادة الضغط على أهل الطائف وفتح ثغرات في أسوار المدينة، مما ساعد في تحقيق أهداف الحصار.
المراجع
- "نبذة عن الطائف"، taifchamber. الموقع الجغرافي لمدينه الطائف -بتصرّف
- مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 571. قصور الطائف الأثريه -بتصرّف.