سعيد بن زيد: أحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عائلة التقوى

سعيد بن زيد؟ هو أحد العشرة المبشرين بالجنة الذين خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه البشارة العظيمة. وكان من أوائل من دخلوا الإسلام وآمنوا بدعوة الرسول الكريم والجواب أنه نعم. وهو من كبار الصحابة الذين حملوا راية الدعوة والتضحية. واشتهر بورعه وشجاعته وإخلاصه لدين الله. وكان له دور كبير في نشر الإسلام منذ بداياته وحتى وفاته. في هذا المقال، نتناول ملامح شخصيته وأقوال النبي فيه. ولماذا بشره بالجنة. وموقف بعض الطوائف منه. وكيف انتهت حياته. ونلقي الضوء على نسبه وفضائله.

ماذا قال الرسول عن سعيد بن زيد؟

كان من الصحابة المقربين من النبي صلى الله عليه وسلم. وقد شهد له الرسول بمكانة عظيمة بين المسلمين وعلى سبيل المثال من أبرز ما قاله عنه. ما ورد في الحديث المشهور الذي رواه عبد الرحمن بن عوف. حين قال النبي: “عشرة في الجنة”، وعد من بينهم سعيد بن زيد، وهذه بشارة عظيمة لم يحظ بها إلا قلة قليلة من الصحابة.

وقد جاءت هذه البشارة في سياق اعتراف بقيمة هؤلاء العشرة الذين ضحوا من أجل الإسلام منذ بدايته. وعلاوة على ذلك لقب بين الصحابة كان “السباق إلى الإسلام”. و لأنه أسلم في وقت مبكر جدًا. وكان من السابقين الأولين. فشهد له الجميع بالتقوى والصدق والإخلاص في الدين.

وعلاوة على ذلك كان النبي يثق به، ويوليه بعض المهام، ويعتمد عليه في الشهادة. حتى أنه في إحدى المرات حين اتهمه الناس زورًا بأخذ أرض، دعا عليه النبي وقال: “اللهم إن كانت كاذبة، فأعم بصرها، واقتلها في أرضها”. فكان ما دعاه النبي عليه، وهذا من دلائل قوة إيمانه وثقة الرسول فيه.[1]

تعرف أيضاَ على:أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

لماذا سعيد بن زيد من المبشرين بالجنة؟

بالتالي إن بشارته بالجنة لم تكن عشوائية أو بلا سبب. بل جاءت نتيجة صفاته وأعماله ومكانته في الإسلام فقد كان من الذين سبقوا إلى الإسلام، وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت كانت فيه الدعوة سرية. مما يدل على صدقه وشجاعته.

ومن أبرز الأسباب التي جعلت النبي يبشر سعيد بن زيد بالجنة. مشاركته في معظم الغزوات، مثل غزوة اليرموك التي أظهر فيها بسالة كبيرة. وكان معروفًا بالزهد في الدنيا، والانشغال بالآخرة كما كان من القلة الذين لم يتورطوا في أي فتنة من الفتن التي حصلت بعد وفاة النبي. بل لزم بيته واعتزل النزاع.

علاوة على ذلك لماذا بشر بالجنة؟ لأنها تجسد الشخصية المثالية للمسلم الحقيقي الذي يعيش لله ولرسوله دون رغبة في دنيا أو منصب.

كما أن قربه من النبي، وكونه من بيت مؤمن عريق، ساهم في رفع مكانته فقد كان زوجًا لأخت عمر بن الخطاب “فاطمة”، وكان السبب في إسلام عمر نفسه، عندما فوجئ بإيمان أخته وزوجها.

تعرف أيضاَ على:آخر من توفي من الصحابة

ما هو موقف الشيعة من سعيد بن زيد؟

يعتبر من الصحابة الذين لا يثار حولهم جدل كبير في كتب الشيعة، إذ لم يكن له دور سياسي بارز بعد وفاة النبي. ولم يعرف عنه الانحياز لطرف دون آخر في زمن الفتن، مما جعله شخصية أقرب إلى الحياد.

بعض الروايات الشيعية تشير إلى تحفظهم على موقفه من “حق أهل البيت”، لكن لا يوجد هجوم مباشر عليه كما هو الحال مع بعض الصحابة الآخرين ويلاحظ أن الشيعة عمومًا لا يبرزون اسمه كثيرًا. بل يتجنبون الخوض فيه، نظرًا لمكانته المستقرة تاريخيًا وعدم تورطه في أحداث مثيرة للجدل.

لذلك، فإن موقفهم منه يمكن وصفه بأنه بين التجاهل والاحترام الهادئ، دون طعن صريح أو تأييد مطلق.

تعرف أيضاَ على:كم بلغ عدد الصحابة حقًا؟ حقائق وأرقام قد تفاجئك

كيف مات الصحابي سعيد بن زيد؟

كانت وفاته هادئة وبعيدة عن أجواء الحروب، فقد توفي في منطقة العقيق قرب المدينة المنورة سنة ٥٠ هـ، عن عمر يناهز السبعين عامًا لم يمت في ميدان قتال كما هو حال كثير من الصحابة. بل كانت نهايته طبيعية، تشبه حياته التي تميزت بالزهد والسكينة.

أوصى قبل موته بألا يشق عليه جيب، وألا يرفع له صوت. وكان يكثر من الذكر والاستغفار في أيامه الأخيرة صلى عليه أهل المدينة ودفن في البقيع. وودعوه بكلمات تجسد حبهم له وتقديرهم لسيرته.

ومات كما عاش، في هدوء ورضا، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة المسلمين كأحد العشرة المبشرين بالجنة.

تعرف أيضاَ على:قبل الإسلام: كيف غيّرت الدعوة المحمدية حياة الصحابة من الجذور؟

نسب سعيد بن زيد وعائلته من السابقين

ينتمي إلى واحدة من أعرق العائلات في قريش. فهو ابن زيد بن عمرو بن نفيل، الرجل الذي كان يرفض عبادة الأصنام في الجاهلية. ويبحث عن دين إبراهيم، ويأكل مما ذكر اسم الله عليه فقط، فكان يعد من “الحنفاء”.

وهذه التربية التي نشأ فيها سعيد، أثرت كثيرًا في شخصيته، إذ نشأ على الفطرة السليمة. وكان والده قد مات قبل البعثة، وهو على ملة التوحيد، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه: “يبعث يوم القيامة أمة وحده”.

أما من جهة المصاهرة، فقد تزوج سعيد من فاطمة بنت الخطاب، أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هو وزوجته من أسباب إسلام عمر. وهي قصة مشهورة في السيرة وكان بيتهم بيت إيمان وعقيدة منذ اللحظات الأولى للدعوة.

وقد أنجب  أبناء ساروا على نهجه في العبادة والاستقامة، وكانوا من رواة الحديث ومن أهل الفقه. مما يدل على أن بيته كان عامرًا بالإيمان والعلم.

تعرف أيضاَ على:أنساب الصحابة خارطة واسعة لبيوت العرب والإسلام

أبرز فضائل سعيد بن زيد ومواقفه في الإسلام

كان يمتلك سجلًا حافلًا بالفضائل التي ميزته عن غيره من الصحابة، فقد بشره النبي بالجنة وكرمه بمكانة عظيمة بين المؤمنين. وكان من العشرة الذين ذكروا بالاسم، وهي منقبة عظيمة لا ينافسه فيها سوى تسعة فقط.

على سبيل المثال من أهم فضائله:

• السبق إلى الإسلام: أسلم مبكرًا، وكان من أوائل المؤمنين.
• المشاركة في الغزوات: شهد كثيرًا من المواقع مثل اليرموك.
• التواضع والابتعاد عن الفتن: لم يشارك في النزاعات بعد وفاة النبي.
• الدعوة والتضحية: ساعد في نشر الإسلام بين الناس.
• الزهد في الدنيا: عاش حياة بسيطة بعيدة عن المناصب.

ويروى أنه عندما قسمت الغنائم بعد إحدى المعارك، لم يطالب بنصيبه. بل قال: “ما عند الله خير وأبقى”، وهذا من أعظم صور الزهد.

كما أن اسمه ارتبط بالعدل، فقد كان يستشهد بشهادته في القضايا المهمة وقد ورد عنه في الحديث أنه قال: “لو كنت في أحد شعاب المدينة لا أرى، لرضيت أن أكون من أهل الجنة”، وهذا يبين صدقه مع الله.[2]

تعرف أيضاَ على:10 المبشرين بالجنة

في الختام، كان سعيد بن زيد واحدًا من العشرة المبشرين بالجنة، ومثّل رمزًا للإيمان الراسخ والشجاعة في نصرة الدعوة الإسلامية. عاش حياته مخلصًا للحق مدافعًا عن الرسالة وساهم في نشر الإسلام بصدق وإخلاص. ترك أثرًا خالدًا في تاريخ الأمة ليبقى قدوة للأجيال في الإيمان والعمل والجهاد.

• Alim Said ibn Zayd ( بتصرف)
• Mahajjah Biography of Sayyidina Sa’id ibn Zaid ( بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم