سونيا غاندي: سيدة السياسة الهندية وصوت الاستقرار

تُعد سونيا غاندي من أبرز الشخصيات السياسية في الهند المعاصرة، جمعت بين القوة والهدوء في قيادتها لحزب المؤتمر الوطني الهندي. ورغم أصولها الإيطالية، استطاعت أن تترك بصمة قوية في المشهد السياسي الهندي بفضل حكمتها وثباتها خلال الأزمات.
من هي سونيا غاندي؟
سونيا غاندي هي سياسية هندية بارزة، وتُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات السياسية وأطولها خدمة كرئيسة لحزب المؤتمر الوطني الهندي، وهو أحد أقدم وأقوى الأحزاب السياسية في الهند. وُلدت سونيا في 9 ديسمبر 1946 في قرية لوسيانا فينيتو في إيطاليا. وأسمها الأصلي سونيا ماينو. وُلدت لعائلة كاثوليكية رومانية تقليدية، وكان والدها مقاول إنشاءات إيطالي. نشأت في أورباسانو، وهي بلدة صغيرة بإيطاليا. وُلدت بجنسية إيطالية، وحصلت على الجنسية الهندية في عام 1983 بعد خمسة عشر عاماً من زواجها. درست اللغات في مدرسة للغات في كامبريدج البريطانية.
التقت بـ راجيف غاندي، الابن الأكبر لرئيسة وزراء الهند آنذاك أنديرا غاندي، أثناء دراستها في كامبريدج. وتزوجا عام 1968 وانتقلا للعيش في الهند. أنجبت ولدين هما راهول غاندي وبريانكا غاندي. زوجها راجيف غاندي أصبح لاحقاً رئيس وزراء الهند (1984-1989)، واغتيل عام 1991.[1]
تعرف أيضًا على: تيبو سلطان: أمير ميسور المقاوم للبريطانيين ومبتكر الأسلحة في القرن 18
المسيرة السياسية لـ سونيا غاندي
بعد اغتيال زوجها عام 1991، تعرضت لضغوط كبيرة من قادة حزب المؤتمر لتولي زعامة الحزب، لكنها رفضت في البداية. ثم انضمت إلى حزب المؤتمر كعضو أساسي في عام 1997. وأصبحت رئيسة لحزب المؤتمر الوطني الهندي في أبريل 1998، بعد 62 يوماً فقط من انضمامها إليه. تعرف بأنها أطول رؤساء الحزب خدمة. حافظت على صلة بالشأن العام من خلال تأسيس مؤسسة راجيف غاندي ومركز الأبحاث المرتبط بها معهد راجيف غاندي للدراسات المعاصرة.
تعرف أيضًا على: أورنجزيب: إمبراطور المغول في الهند ومسيرته العسكرية
عضوية البرلمان
انتخبت لأول مرة كعضو في البرلمان الهندي (لوك سابها) من دائرة أميثي في عام 1999. وأصبحت زعيمة للمعارضة في مجلس النواب الهندي (لوك سابها) في الفترة 1999-2004.
بالإضافة إلى ذلك لقد قادت حملة حزب المؤتمر في انتخابات عام 2004 وفاز الحزب بأكبر عدد من المقاعد، مما أهّله لتشكيل ائتلاف حكومي التحالف التقدمي المتحد .(UPA) كان من المتوقع أن تصبح رئيسة الوزراء التالية للهند، لكنها رفضت تولي المنصب واختارت الدكتور مانموهان سينغ لقيادة الحكومة الائتلافية. وظلت رئيسة لحزب المؤتمر ورئيسة للتحالف التقدمي المتحد. [2]

من هي سونيا غاندي السيرة الذاتية؟
الإرث السياسي لسونيا غاندي في الهند المعاصرة
التأثير والرئاسة التاريخية لحزب المؤتمر
تعد سونيا غاندي سياسية هندية بارزة من أصول إيطالية، وإحدى الشخصيات الأكثر تأثيراً في تاريخ السياسة الهندية المعاصرة، وتولت رئاسة حزب المؤتمر الوطني الهندي لأطول فترة.
دورها في المجلس الاستشاري الوطني (NAC)
شغلت منصب رئيسة المجلس الاستشاري الوطني (NAC) حتى مايو 2006، وهي هيئة قدمت توصيات مهمة للحكومة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
الإنجازات التشريعية والانتصارات الانتخابية
ينسب إليها الفضل في إقرار تشريعات تنموية وحقوقية مهمة، مثل: قانون الحق في المعلومات، وقانون الأمن الغذائي، والمخطط الوطني لضمان فرص العمل في الريف. كما قادت الحزب لفوز ثانٍ في الانتخابات العامة لعام 2009.
القيادة المتأخرة والاعتزال (2017 – الآن)
استقالت من رئاسة الحزب عام 2017 وخلفها ابنها راهول غاندي، ثم عادت كرئيسة مؤقتة عام 2019، وفي عام 2022 خلفها ماليكارجون خارجي، وفي عام 2024 انتخبت لعضوية مجلس الولايات (راجيا سابها).
التحديات والانتقادات المتعلقة بالأصل الأجنبي
تعرضت سونيا غاندي لانتقادات وتحديات بسبب أصلها الإيطالي، خاصة من الأحزاب القومية الهندوسية، مما أدى إلى استقالتها المؤقتة في عام 1999 احتجاجاً على الطعن في أهليتها للقيادة.
مبادرات سياسية وقانونية بارزة
نسب إليها سعيها لسن قانون يضمن عقوبات مشددة على مرتكبي جرائم الاغتصاب، وقيادة الحزب لتوقيع اتفاقية التعاون النووي السلمي بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية
.تعرف أيضًا على: غوبلز بين الإعلام والسياسة في الرايخ الثالث
كيف ماتت انديرا غاندي؟
اغتيلت رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي في صباح يوم 31 أكتوبر 1984 في مقر إقامتها الرسمي في شارع سافدارجونج، نيودلهي. في حوالي الساعة 9:30 صباحاً بتوقيت الهند، كانت أنديرا غاندي تسير في حديقة مقر إقامتها متوجهة إلى مكتبها المجاور في 1 طريق أكبر، وذلك لإجراء مقابلة مع الممثل البريطاني بيتر أوستينوف لتصوير فيلم وثائقي للتلفزيون الأيرلندي. وقُتلت على يد اثنين من حراسها الشخصيين، وكانا من طائفة السيخ وهم المفتش المساعد بيانت سينغ. والشرطي ساتوانت سينغ.
عندما مرت أنديرا غاندي ببوابة صغيرة كان يحرسهما الحارسان، فتحا النار عليها. وأطلق بيانت سينغ ثلاث رصاصات من مسدسه عيار 0.38 على بطنها. بعد أن سقطت غاندي، أطلق ساتوانت سينغ 30 رصاصة من رشاشه ستيرلينغ عليها. وألقى الرجلان سلاحيهما، وقال بيانت سينغ: (لقد فعلت ما أردت فعله… افعلوا ما تريدون الآن).
تعرف أيضًا على: هاينريش هيملر بين السلطة والأيديولوجيا
نقلها ووفاتها
- نقلت غاندي على الفور إلى مؤسسة العلوم الطبية لعموم الهند في نيودلهي.
- أجريت لها عملية جراحية، وأعلن الأطباء وفاتها رسمياً في الساعة 2:20 مساءً.
- أكد تقرير تشريح الجثة أن 30 رصاصة أصابت غاندي من أصل 33 أطلقها المهاجمان.
قتل بيانت سينغ على يد رجال الأمن الهنود فور وقوع الحادث في اشتباك تالي. واعتقل ساتوانت سينغ وحوكم، ثم أعدم شنقاً في عام 1989، مع شريكه المتهم كيهار سينغ.
كان الدافع وراء الاغتيال هو الانتقام لـ عملية النجم الأزرق، وهي عملية عسكرية أمرت بها أنديرا غاندي في يونيو 1984، اقتحم خلالها الجيش الهندي المعبد الذهبي في أمريتسار، وهو أقدس الأماكن لدى السيخ، لطرد القائد السيخي جارنيل سينغ بهندرانويل وأنصاره المتطرفين المسلحين. أدت هذه العملية إلى مقتل مئات الأشخاص (من السيخ والجنود)، وتسببت في إهانة عميقة لمشاعر طائفة السيخ، مما دفع حراسها السيخ إلى ارتكاب عملية الاغتيال.
وأعقب اغتيال أنديرا غاندي موجة من أعمال الشغب والعنف المناهض للسيخ امتدت لأربعة أيام، خاصة في نيودلهي، وأسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص من طائفة السيخ. تولى ابنها راجيف غاندي منصب رئيس الوزراء خلفاً لها في اليوم ذاته.
تعرف أيضًا على: راجيف غاندي الزعيم الشاب الذي غيّر ملامح السياسة الهندية
ما هو اسم سونيا غاندي قبل الزواج؟
الاسم العائلي لسونيا غاندي قبل الزواج هو ماينو أما اسمها الكامل عند الولادة فهو (أنطونيا إدفيج ألبينا ماينو).
التقت سونيا براجيف غاندي، الذي كان يدرس الهندسة في جامعة كامبريدج في بريطانيا، عندما كانت هي تدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة لغات تابعة لـ “Bell Educational Trust” في كامبريدج.
تزوجت سونيا ماينو من راجيف غاندي في عام 1968 وانتقلت للعيش في الهند، حيث سكنت مع حماتها أنديرا غاندي رئيسة الوزراء السابقة في نيودلهي. وبعد زواجها، عرفت باسم سونيا غاندي. احتفظت بالجنسية الإيطالية حتى عام 1983، حيث حصلت بعد ذلك على الجنسية الهندية.
تعرف أيضًا على: قطب الدين ايبك مؤسس سلطنة دلهى فى الهند(دولة المماليك فى دلهي)
في ختام الموضوع، سونيا غاندي مثال على القيادة الهادئة التي تجمع بين الإصرار والتفاني في خدمة الوطن، فقد لعبت دورًا محوريًا في استمرار إرث عائلة نهرو غاندي السياسي في الهند. سونيا غاندي تمثل المرأة التي جمعت بين الأصل الأوروبي والروح الهندية في مسيرة سياسية فريدة.
الأسئلة الشائعة
س: من هي سونيا غاندي؟
ج: سونيا غاندي هي سياسية هندية من أصول إيطالية، وزوجة رئيس الوزراء الهندي الراحل راجيف غاندي، وزعيمة سابقة لحزب المؤتمر الوطني الهندي.
س: أين وُلدت سونيا غاندي؟
ج: وُلدت في قرية لوسيا، بمدينة فينيتو في إيطاليا عام 1946.
س: كيف أصبحت سونيا غاندي جزءًا من الحياة السياسية في الهند؟
ج: بعد اغتيال زوجها راجيف غاندي عام 1991، التحقت بالعمل السياسي لاحقًا، وتولت قيادة حزب المؤتمر عام 1998.
س: ما أبرز إنجازات سونيا غاندي خلال قيادتها للحزب؟
ج: قادت الحزب لتحقيق فوز كبير في انتخابات 2004 و2009، وأسست التحالف التقدمي المتحد الذي شكّل الحكومة برئاسة مانموهان سينغ.
س: ما علاقتها بعائلة نهرو – غاندي الشهيرة؟
ج: هي زوجة راجيف غاندي، ابن أنديرا غاندي، وحماة راهول غاندي، مما يجعلها جزءًا من السلالة السياسية الأبرز في الهند.
س: هل تولت سونيا غاندي منصب رئيس الوزراء؟
ج: لم تتولَّ المنصب رغم فوز حزبها في الانتخابات، لكنها اختارت ترشيح الدكتور مانموهان سينغ لرئاسة الحكومة.
س: ما اللغة التي تتحدثها سونيا غاندي؟
ج: تتحدث الإيطالية والإنجليزية والهندية بطلاقة.
س: هل واجهت سونيا غاندي انتقادات خلال مسيرتها السياسية؟
ج: نعم، واجهت انتقادات بسبب أصولها الأجنبية، لكن شعبيتها بقيت قوية داخل حزب المؤتمر وبين أنصاره
المراجع
- Inc Smt. Sonia Gandhi_بتصرف
- jagran josh Sonia Gandhi Biography_بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

ناكاتا هيديتوشي: رائد البيئة والتنمية المستدامة في اليابان

سوبهاش تشاندرا بوس القائد الثوري الذي ألهم حركة...

سلمان خان: نجم الأكشن وصاحب الشعبية الكبيرة

وليم الفاتح: الغازي النورماني الذي غيّر مجرى التاريخ

سريديفي: الأسطورة التي لا تُنسى في السينما الهندية

كابور راج: مؤسس عائلة كابور وأحد رموز الفن

ريتشارد قلب الأسد الفارس الملكي وبطل الحملات الصليبية

تيبو سلطان: أمير ميسور المقاوم للبريطانيين ومبتكر الأسلحة...

كوبرنيكوس: مكتشف مركزية الشمس للنظام الشمسي

أورنجزيب: إمبراطور المغول في الهند ومسيرته العسكرية

جون مينارد كينز وإرثه في الفكر الاقتصادي وإدارة...

ديليب كومار: نجم الزمن الذهبي للسينما الهندية

آن بولين: المرأة التي غيرت مسار التاريخ الإنجليزي

غوبلز بين الإعلام والسياسة في الرايخ الثالث
