شارل ديغول: رئيس فرنسا وقائد فرنسا الحرة

شارل ديغول ليس مجرد رئيس فرنسي بل هو أحد أهم شخصيات القرن العشرين ورمز للصمود والكرامة الوطنية الفرنسية. فكان قائد عسكري قاد “فرنسا الحرة” من المنفى خلال الحرب العالمية الثانية ورفض الاستسلام للنازية وأصبح أيقونة للمقاومة. بعد الحرب أسس الجمهورية الفرنسية الخامسة التي لا يزال نظامها السياسي قائم حتى اليوم.
من هو شارل ديغول باختصار؟

شارل ديغول هو جنرال ورجل دولة فرنسي ولد في 22 نوفمبر 1890 في مدينة ليل الفرنسية. منذ صغره كان ديغول مفتون بالتاريخ العسكري وقد أظهر منذ شبابه حب عميق لوطنه وإيمان قوي بعظمة فرنسا ودورها في العالم. بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية شارك في الحرب العالمية الأولى وأسر على يد الألمان لكنه حاول الهرب عدة مرات. مما يدل على روحه القتالية التي لا تستسلم و بعد الحرب أصبح مفكر عسكري يدعو إلى تطوير الجيش الفرنسي واعتماد الدبابات وهو ما تجاهلته القيادة الفرنسية مما كان له عواقب كبيرة في الحرب العالمية الثانية.
بالتالي عندما سقطت فرنسا تحت الاحتلال الألماني في عام 1940 كان هو الصوت الوحيد الذي رفض الاستسلام ووجه نداءه الشهير من لندن إلى الشعب الفرنسي. يدعوهم فيه إلى المقاومة قد أصبح رمز لفرنسا الحرة وقاد المقاومة الفرنسية من المنفى.
تعرف أيضًا على: سير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية
شارل ديغول المناصب السابقة
- قائد فرنسا الحرة (1940 – 1944) : قاد المقاومة الفرنسية من المنفى.
- رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية (1944 – 1946) : تولى قيادة البلاد بعد تحريرها.
- مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة (1958) : عاد إلى الحكم في ظروف استثنائية بسبب أزمة الجزائر.
- رئيس الجمهورية الفرنسية (1959 – 1969) : كان رئيس لفرنسا لمدة عشر سنوات قاد خلالها البلاد إلى الاستقرار والرخاء.
إن شارل ديغول تاريخ ومكان الميلاد في مدينة ليل الفرنسية كان بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات فقد كان شخصية محورية في تاريخ فرنسا.[1]
تعرف أيضًا على: كوري أكينو: القائدة التي أعادت الديمقراطية إلى الفلبين
هل صحيح أن شارل ديغول منح الجزائر الاستقلال؟
إن القول بأن شارل ديغول منح الجزائر استقلالها هو تبسيط مخل لقضية معقدة للغاية ففي بداية عودته إلى الحكم عام 1958. كان ديغول يؤمن بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا وقد أعلن في خطابه الشهير في الجزائر “تحيا الجزائر الفرنسية” مما أثار حماس الفرنسيين الذين كانوا يعيشون في الجزائر. لكنه بعد سنوات من الحرب الشرسة وبعد أن أدرك أن الحفاظ على الجزائر الفرنسية يكلف فرنسا غالي وغير ممكن قرر تغيير موقفه.
تعرف أيضًا على: ثيودوسيوس: الإمبراطور الروماني الذي جعل المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية
لقد كان شارل ديغول والثورة الجزائرية في صراع دائم فقد كان ديغول يعلم أن الثورة الجزائرية. ليست مجرد تمرد بسيط بل هي ثورة حقيقية لها قياداتها وأهدافها الواضحة وأن العالم كله يدعمها فقرر أن يتخذ قرار تاريخي وأن يمنح الجزائر حق تقرير مصيرها وهو ما أعلن عنه في خطاب تلفزيوني شهير في عام 1959.
علاوة علي ذلك لقد كان هذا القرار قد مثل صدمة للفرنسيين في الجزائر وللجيش الفرنسي الذين رأوا فيه خيانة لكن كان يرى أن هذا القرار هو القرار الوحيد الذي يحفظ لفرنسا مكانتها ودورها في العالم فقد كان يرى أن فرنسا لا يمكن أن تظل إمبراطورية استعمارية في القرن العشرين وأن عليها أن تتخلى عن مستعمراتها. وأن تركز على بناء قوتها الداخلية. بينما هذا القرار الجريء هو ما جعله شخصية مثيرة للجدل ولكنه أيضاً أثبت أنه كان قائد براغماتي قادر على اتخاذ القرارات الصعبة من أجل مصلحة وطنه.[2]
تعرف أيضًا على: جان بول مارا ثوري فرنسي
من هو الرئيس الفرنسي الذي ولد في الجزائر؟
الرئيس الفرنسي الذي ولد في الجزائر هو فرانسوا ميتران الذي ولد في مدينة “تاراسكون” الجزائرية في عام 1916 فلم يكن الرئيس الفرنسي الذي ولد في الجزائر هو شارل ديغول بل كان ميتران شخصية سياسية فرنسية بارزة تولى منصب وزير الداخلية ثم أصبح رئيس لفرنسا في عام 1981. لقد كانت علاقة ميتران بالجزائر معقدة حيث كان معارض للسياسة الاستعمارية. ولكنه أيضاً كان متورط في محاولة إخضاع الثوار الجزائريين في بعض المراحل فقد كان لـ كتب شارل ديغول وخاصة مذكراته تأثير كبير على فهم علاقته بالجزائر.
ففي مذكراته تحدث ديغول بصراحة عن قراره بإنهاء الاستعمار وعن التحديات التي واجهها. في سبيل ذلك. بالتالي فقد كان يرى أن الاستعمار ليس مجرد احتلال عسكري بل هو عبء سياسي واقتصادي على فرنسا وأن فرنسا يجب أن تتحرر من هذا العبء. إنه رغم عدم ولادته في الجزائر إلا أنه كان الشخصية التي أنهت الوجود الفرنسي فيها.
فقد كانت حياته كلها مرتبطة بالسياسة. وقد ترك خلفه إرث سياسي كبير وثقه في مذكراته الشهيرة التي تعتبر مصدر مهم لفهم تاريخ فرنسا في القرن العشرين. بالتالي فقد كان يرى أن فرنسا يجب أن تكون حرة ومستقلة وأنها يجب أن تحترم حرية واستقلال الشعوب الأخرى.
تعرف أيضًا على: أنطون سعادة: مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي
من أقوال شارل ديغول؟
تعتبر أقوال شارل ديغول أيقونات خالدة في التاريخ الفرنسي فهي تعكس شخصيته القوية وفلسفته السياسية وإيمانه بعظمة فرنسا ومن أشهر أقواله: “ليس لدي ما أقدمه إلا الدم والجهد والدموع والعرق” و”فرنسا ليست فرنسا دون عظمة. هذه الأقوال تعكس مدى حبه لوطنه واستعداده للتضحية من أجله فقد انتهت حياة شارل ديغول. بشكل هادئ بعيد عن صخب السياسة كيف مات شارل ديغول؟ لقد توفي في 9 نوفمبر 1970 نتيجة أزمة قلبية مفاجئة في منزله الريفي.
بالتالي لم يكن موته مرتبط بأي مؤامرة أو اغتيال بل كان موت طبيعي أما شارل ديغول تاريخ ومكان الوفاة. فكان في منزله في قرية كولومبي-ليه-دو-إيغلز في مقاطعة أوت مارن. فقد كان موته بمثابة نهاية فترة فقد كان الرجل الذي قاد فرنسا إلى النصر وأعاد لها كرامتها وأسس نظام سياسي جديد.
علاوة علي ذلك ورغم كل الجدل الذي أثير حوله إلا أنه يظل واحد من أهم القادة في تاريخ فرنسا وشخصية محورية في تاريخ أوروبا والعالم. بالتالي فقد كان شارل ديغول قائد استثنائي وتمكن من تحويل الهزيمة إلى نصر واليأس إلى أمل والخلاف إلى ستقرار.
تعرف أيضًا على: عبد الكريم قاسم: رئيس وزراء العراق
في الختام يظل شارل ديغول شخصية محورية في تاريخ فرنسا الحديث. ورمز للكرامة والصلابة فقد كرس حياته لخدمة وطنه وترك إرث خالد من الإنجازات السياسية والعسكرية. ورغم أن قراراته كانت مثيرة للجدل في بعض الأحيان إلا أنه كان دائماً يرى أن مصلحة فرنسا هي الأهم. لقد كان شارل ديغول قائد عظيم تمكن من بناء فرنسا الحديثة ووضعها على الطريق الصحيح نحو المستقبل.
الأسئلة الشائعة حول شارل ديغول
س/ متى توفي شارل ديغول؟
ج/ توفي شارل ديغول في 9 نوفمبر 1970.
س/ هل شارل ديغول من مواليد الجزائر؟
ج/ لا شارل ديغول من مواليد مدينة ليل الفرنسية.
س/ هل منح شارل ديغول الجزائر الاستقلال؟
ج/ لقد اتخذ شارل ديغول قرار سياسي بمنح الجزائر حق تقرير المصير مما أدى إلى استقلالها.
س/ ما هي أبرز كتب شارل ديغول؟
ج/ من أبرز كتبه مذكراته الشهيرة: “مذكرات حرب” و”مذكرات الأمل.
المراجع
- britannica Charles de Gaulle -بتصرف
- elysee Charles de Gaulle -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

نغوين هويه: الرئيس الذي حاول قيادة فيتنام نحو...

روبرت أوبنهايمر بين العلم والجدل الأخلاقي

عبد الكريم قاسم: رئيس وزراء العراق

كارل يونغ ونظرياته في علم النفس التحليلي

لويس السادس عشر: ملك فرنسا وإعدامه

جاك شيراك: رئيس فرنسا

بول ديراك: عبقرية الرياضيات والفيزياء النظرية

بهوميبول أدولياديج: الملك الذي وحد تايلاند وعزز استقرارها

برنار أرنو: إمبراطور الموضة وصاحب مجموعة LVMH العالمية

جنكيز خان: السيرة الذاتية لمؤسس الإمبراطورية المغولية

جستنيان: الإمبراطور البيزنطي وصاحب التشريعات التي غيرت تاريخ...

جمال الدين الأفغاني: مصلح إسلامي

إيلون ماسك: رائد تسلا وسبيس إكس الذي يقود...

جورج حبش: مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
