طرق تعويض الصلوات الفائتة

الكاتب : سماح محمد
01 ديسمبر 2024
منذ 3 أيام
تعويض الصلوات الفائتة
عناصر الموضوع
1- تعويض الصلوات الفائتة عمدًا
رأي السلف
2- قضاء الصلاة الفائتة بعذر أو نسيان
3- آراء المذاهب الأربعة في تعويض الصلوات الفائتة
الحنفية
الشافعية
المالكية
الحنابلة
4- كيف يتم قضاء الصلوات الفائتة؟

عناصر الموضوع

1- تعويض الصلوات الفائتة عمداً

2- قضاء الصلاة الفائتة بعذر أو نسيان

3- آراء المذاهب الأربعة في قضاء الصلاة الفائتة

4- كيف يتم قضاء الصلوات الفائتة؟

الصلاة هي ركن أساسي من الدين الإسلامي الحنيف وأداءها واجب على كل شخص بالغ عاقل. قال الله تعالى : ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]. والتكاسل أوتفويت مواقيت الصلاة يعتبر إثم يحاسب عليه المسلم لقول الله ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]. وكذلك قضاء الصلوات في ميعادها يجزي عليه المسلم أجر عظيم. لكن كثير منا ما تفوته صلوات خلال اليوم أوكل الصلوات. لذلك يوجد بعض الطرق لأداء الصلوات الفائتة لوجود ظروف صحية أوطارئة أو أسباب أخرى.[1]

1- تعويض الصلوات الفائتة عمدًا

ترك الصلاة عن عمد إثم كبير  ويجب على تارك الصلاة عن عمد التوبة لوجه الله. وأختلف العلماء على  واجب قضائها من عدمه. لكن رأي جمهور العلماء وفيهم الأمة الأربعة هوأن يتم قضاء الصلوات المتروكة عمداً استناداً. لتعميم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : “فدينُ الله أحقُ أن يقضى “متفق عليه. وبما أن الصلاة دين فيجب على المسلم قضاء تلك الصلوات.

رأي السلف

ويوجد بعض الجماعة من السلف كان رأيهم أنه لا وجوب لقضائها بل ليس من الشرع. ولا يمكنه قضاء الصلاة إذا فات الوقت المخصص لها. عملاً بقول الله: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا “[النساء:103]. حيث قالوا انه إذا لا يصح أداء الصلاة قبل موعدها فلا يصح قضائها بعد فوات موعدها. قضاء هذه الصلوات لا يجب إلا بالأمر أستناداً لقول السيدة عائشة رضي الله عنها:” فنؤمرُ بقضاءِ الصوم. ولا نؤمرُ بقضاء الصلاة” متفق عليه. والمراد بالأمر في هذا النص هو القضاء للناسي أو النائم. ورجح أبن القيم رأي عدم قضاؤها. وبناءً على ذلك فإن المفتى به هو لزوم القضاء عن طريق محاولة حساب ما فات من الصلوات وقضاؤها حسب قدرة الشخص.[2]

2- قضاء الصلاة الفائتة بعذر أو نسيان

لا يجوز تأخير الصلاة بغير عذر مثل العمل والسعي للرزق والسعي لتحصيل العلم والاحتياجات الإنسانية مثل النوم والأكل عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ. عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ”. [أخرجه أحمد]. ولقد أجمع علماء الفقه أن القضاء للصلاة الفائتة بعذر للنوم أو النسيان واجب. حيث قال ابن بزيزة المالكي: [وقد انعقد الإجماع على وجوب قضاء الصلوات الفوائت بنسيان أو نوم]. ولا يسقط الذنب بالقضاء فقط لكن يجب أن تكون معه توبة وأيضاً لا يرتفع ذنب الصلاة بالتوبة فقط. لكن قضاء الصلاة الفائتة مع التوبة ركنان أساسيان ليسقط إثم تفويت الصلاة.[3]

3- آراء المذاهب الأربعة في تعويض الصلوات الفائتة

يجب قضاء الصلاة التي فاتت فور تذكرها سواءاً كانت بعذر أوبغير عذر وهذا رأي ثلاثة من الأئمة الأربعة. وكانت آراء المذاهب الأربعة كالتالي:

  • الحنفية

قالوا إن الانشغال بأداء صلاة النوافل لا ينفي قضاء الصلاة فور تذكرها ولكن الأهم أن ينشغل المسلم بقضاء ما فاته من الصلوات ويترك النوافل بعد صلاة الفائت من الصلوات. ما عدا السنن الرواتب وصلاة تحية المسجد وصلاة التسبيح وصلاة الضحى والأربع ركعات قبل صلاة الظهر وست ركعات بعد صلاة المغرب.

  • الشافعية

قالوا إذا كان التأخير بغير عذر فيجب قضاء الصلاة فورا. ويوجد بعض الاستثناءات منها إذا تذكرت ما فاتك من صلاة في أثناء خطبة الجمعة فيجب الانتظار لأداء صلاة الجمعة أولاً ثم بعد ذلك تصلي ما فاتك أما إذا كان التأخير بعذر فعندها يمكن التراخي.

  • المالكية

قالوا إنه حرام على من فاتته صلاة أن يصلي أي شيء من النوافل ما عدا فجر اليوم والشفع والوتر إلا السنة مثل صلاة العيد وإذا صلى أي نافلة غير هذه يأخذ أجر أن الصلاة طاعة. ولكن يأخذ إثم تأخير قضاء صلاة الفرض وأباحوا ما تيسر من النوافل مثل السنن الرواتب وتحية المسجد.

  • الحنابلة

قالوا إنه يحرم صلاة النوافل المطلقة إذا كان هناك صلاة فائتة. ولكن إذا كانت النوافل مقيدة مثل الوتر والسنن الرواتب فيمكن أن يصليهما في هذه الحالة. ولكن الأولى أن يترك النوافل إلى أن يصلي الصلوات الفائتة ولكن يستثنى من ذلك أداء سنة صلاة الفجر.[4]

4- كيف يتم قضاء الصلوات الفائتة؟

من فاتته الصلاة بسبب النسيان أو النوم يمكن قضاؤها عند تذكرها. استناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ” [متفق عليه]. ويتم قضاء الصلوات في أي وقت من اليوم. ولا كفارة لعدم الصلاة إلا قضاء الصلاة. من فاتته خمس صلوات في اليوم يتم قضائهم بالترتيب. وإذا زادت الصلوات عن خمس صلوات يقع الترتيب.

إن قضاء الصلوات الفائتة أمر مهم يجب على المسلم الاهتمام بقضاء الصلوات في موعدها. وإذا فاتته صلاة يكون حريص على قضائها والتوبة. لكن مسألة قضاء الصلاة أمر اختلف فيه العلماء ويجب على المسلم في المسائل التي يختلف فيها العلماء أن يتحرى الصحة والدقة وأن يتقي الله والله لا يكلف نفساً إلا وسعها. حيث قال تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) [الأحزاب: 5]، واستناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟. ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ” صححه الألباني في (صحيح الترمذي). يأكد الحديث أن الصلاة هي أول ما يسأل عليها العبد يوم القيامة كذلك يجب الحفاظ عليها في وقتها وأدائها إذا انصرف عنها بعذر أودون عذر.[5]

وفي الختام الصلوات الفائتة أمانة في ذمة المسلم، لذا يجب المسارعة إلى قضائها مع الإكثار من الاستغفار والتوبة، فالله رحيم يغفر لمن أقبل عليه بصدق.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة