طريقة سجود الشكر: أحكامها وأوقاتها المستحبة

الكاتب : آية زيدان
06 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 17
منذ يوم واحد
طريقة سجود الشكر: أحكامها وأوقاتها المستحبة
عناصر الموضوع
1- مفهوم سجود الشكر
2- شروط صحته
3- صفة أداءه عمليًا
4- الأوقات المستحبة
عند حصول نعمة
عند دفع بلاء
5- حكمه في المذاهب الأربعة
6- ثمرات سجود الشكر في حياة المسلم

عناصر الموضوع

1- مفهوم سجود الشكر

2- شروط صحته

3- صفة أداءه عمليًا

4- الأوقات المستحبة

5- حكمه في المذاهب الأربعة

6- ثمرات سجود الشكر في حياة المسلم

في أعماق الروح، حيث تتلاقى مشاعر الفرح والامتنان، يجد المؤمن قلبه يفيض بمشاعر الشكر والتقدير للخالق العظيم، ومن هنا، تأتي أهمية سجود الشكر، تلك العبادة العظيمة التي تعبر عن عميق امتنان العبد لربه على ما أنعم به عليه من نعم، إنه تعبير صادق عن العبودية، واعتراف بالفضل والإحسان، ولحظة خشوع وتقرب إلى الله تعالى.

1- مفهوم سجود الشكر

سجود الشكر هو سجدة واحدة يسجدها المسلم لله تعالى، تعبيرًا عن شكره على نعمة أنعم بها عليه، أو لدفع بلاء عنه، يُؤدى سجود الشكر تعبيرًا عن الامتنان لله على نعمة عامة منحها للمسلمين، أو نعمة خاصة حصل عليها الفرد، مثل إنجاب طفل أو النجاة من حادث.

فعندما علم الصديق رضي الله عنه بمقتل مسيلمة الكذاب، سجد لله شكرًا على هذه النعمة، معبرًا عن امتنانه لله على زوال هذا العدو الخبيث، وهو من العبادات التي حث عليها الإسلام، لما لها من فضل عظيم في زيادة وتقرب إلى الله تعالى.[1]

2- شروط صحته

سجود الشكر هو سجدة واحدة تشبه سجود الصلاة، حيث يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة: “سبحان ربي الأعلى” مرتين، ويشكر الله ويظهر الامتنان لله على نعمة التي حصل عليها، يمكن للإنسان أن يسجد شكرًا لله عند تلقيه خبر سار، مثل رزقه بطفل، أو شفاء والدته أو والده، أو انتصار المسلمين على أعدائهم.

ويجوز له أن يسجد شكرًا حتى وإن لم يكن على طهارة، والسبب أن سجود الشكر قد يحدث بشكل مفاجئ، وقد يتعرض الشخص الذي يرغب في السجود لعدم الطهارة. إذا تم تأخير السجود بعد وجود السبب حتى يتوضأ أو يغتسل، فإن ذلك يؤدي إلى فقدان المعنى العميق الذي من أجله وُجد السجود.

ظاهر حديث أبي بكرة –” أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ ” رواه الترمذي ( 1578 ) وحسَّنه،  في سجوده، يقول ما يقوله في سجود الصلاة: “سبحان ربي الأعلى”، بالإضافة إلى دعاء مثل: “اللهم اغفر لي، اللهم ارزقني الشكر على نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة”، وما شابه ذلك.[2]

3- صفة أداءه عمليًا

تتشابه طريقة أداء سجود الشكر مع سجود التلاوة من حيث الأفعال والشروط والأحكام، في سجود التلاوة، يقول المسلم ما يقوله في سجود الصلاة، ولم يرد في الأحاديث ما يحدد دعاء معين لسجود الشكر. لذا، يمكن للمسلم أن يتوجه بالدعاء والتسبيح كما يفعل في سجود الصلاة، فيقول: “سبحان ربي الأعلى، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”، ثم يدعو بما يشاء.

وقد أشار بعض العلماء إلى أن سجود الشكر يكون امتنان لله على نعمة حصل عليها الإنسان أو لدفع مصيبة أو بلاء عنه. ويعتبر سجود الشكر مثل سجود التلاوة. لذا يذهب بعض العلماء إلى ضرورة الوضوء والتكبير قبل سجود الشكر. بينما يرى آخرون أنه يكفي التكبير فقط، ثم السجود والدعاء بعد قول: “سبحانَ ربي الأعلى”.[3]

4- الأوقات المستحبة

الأوقات المستحبة لسجود الشكر

  • عند حصول نعمة

يستحب للمسلم أن يسجد لله شكرًا عند حصول نعمة عليه، مثل شفاء من مرض، أو نجاح في عمل، أو رزق واسع، أو ولد صالح، فالنعم تتوالى على الإنسان في كل لحظة، والشكر عليها هو اعتراف بالفضل والامتنان لله على نعمة.

  • عند دفع بلاء

كما يستحب سجود الشكر عند دفع بلاء عن المسلم، مثل النجاة من حادث، أو زوال مصيبة، أو كرب شديد، فالله تعالى هو الذي يدفع البلاء عن عباده، وهو الذي يستحق الشكر والثناء على ذلك.[4]

5- حكمه في المذاهب الأربعة

نود أن نلفت الانتباه إلى الاختلاف بين أهل العلم حول مشروعية سجود الشكر بشكل عام:

  • فقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه سنة مستحبة عند وجود سببها.
  • بينما يذهب المالكية إلى أنه مكروه، وهو ما نص عليه مالك، ويبدو أن لديه كراهة تحريمية.
  • أما أبو حنيفة، فيرى أن سجود الشكر مكروه، لكنه أشار إلى أنها كراهة تنزيه.

وبالنسبة للأسباب التي تشرع عندها سجود الشكر وفقًا لمن يقول به، فهي تشمل: حدوث نعمة ظاهرة، مثل أن يرزق الله شخصًا ولدًا بعد اليأس، أو لدفع نقمة، كأن يُشفى مريض له، أو يجد شيئًا ضائعًا، أو ينجو من خطر مثل الغرق أو الحريق، أو لرؤية شخص مبتلى أو عاصٍ، وذلك من أجل التقرب إلى الله تعالى وشكرًا لله تعالى على سلامته من تلك البلاءات والمعاصي.[5]

6- ثمرات سجود الشكر في حياة المسلم

يقول الله تبارك وتعالى :”وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”، فنعم الله تبارك وتعالى على خلقه لا تعد ولا تحصى. ومنها نعمة البصر والسمع والشم وغيرها مما أودعه في جسده. ومنها ماهو خارج عنه فقد سخر له ما لم يعط ملك من الملائكة المقربين، على طاعتهم، إلا أنه ومع تلك النعم جاء الترغيب في الشكر كي يزيد الله تعالى من فضله ونعمه على الشاكرين يقول تبارك وتعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.ومن ثمرا تشكر الله:

  • زيادة الإيمان: سجود الشكر يزيد من إيمان المسلم، ويقوي صلته بالله تعالى، ويجعله أكثر قربًا منه.
  • التواضع والخشوع: سجود الشكر يزرع في قلب المسلم التواضع والخشوع لله تعالى. ويذكره بضعفه وعجزه أمام عظمة الخالق.
  • الشعور بالرضا: سجود الشكر يجعل المسلم يشعر بالرضا بما قسم له. والقناعة بما رزقه، ويذهب عنه الحسد والحقد.
  • دوام النعم: الشكر على النعم هو سبب في دوامها وزيادتها، كما قال تعالى: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.[6]

في النهاية، سجود الشكر هو تعبير صادق عن الامتنان لله على نعمة. وشعور عميق بالتقدير لنعمه التي لا تحصى. إنه لحظة خشوع وتذلل، يقف فيها المسلم بين يدي خالقه. معترفًا بفضله وإحسانه، فلنحرص على أداء هذه العبادة العظيمة. عند حصول النعم، وعند دفع النقم، لنكون من الشاكرين الذين وعدهم الله بالزيادة في النعم، والفلاح في الدنيا والآخرة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة