ما حكم ترك طواف الوداع؟ تعرف على الإجابة الشرعية

عناصر الموضوع

1- تعريف طواف الوداع

2- حكمه في المذاهب الأربعة

3- متى يسقط طواف الوداع؟

4- هل تجب الفدية عند تركه؟

5- الفرق بين طواف الوداع وطواف الإفاضة

6- ماذا يفعل من نسي طواف الوداع؟

يعتبر طواف الوداع من المناسك الأخيرة للحج، وهو بمثابة توديع للكعبة المشرفة قبل الرحيل عن مكة. ويعكس هذا الطواف تعلق الحاج الروحاني بالبيت الحرام وشوقه للرجوع إليه.

1- تعريف طواف الوداع

في تعريف الفقهاء، الطواف هو الدوران حول الكعبة المشرفة، وطواف الوداع هو الطواف الذي يؤديه الحاج عند الانتهاء من أداء فريضة الحج، ويجب عليه مغادرة مكة المكرمة فوراً، ولا يجوز له الإقامة بعدها، ولا يجب طواف الوداع على أهل مكة، وسمي بهذا الاسم لأن الحجاج يودعون به بيت الله الحرام، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع”.

ويكون هذا الطواف سبعة أشواط حول الكعبة، بعد إتمام المناسك، وعند العزم على مغادرة مكة، بينما اختلف العلماء في حكمه، هل هو فرض أم سنة، مع ترجيح كونه سنة، ويصح جمع طواف الوداع مع طواف الإفاضة، ولا يصح للحائض، لأن الطهارة شرط فيه كالصلاة. [1]

2- حكمه في المذاهب الأربعة

اختلف الفقهاء في حكم طواف الوداع على قولين رئيسين:

القول الأول: الوجوب

يرى جمهور الفقهاء، وهم الحنفية والحنابلة والقول الأظهر عند الشافعية، أن طواف الوداع واجب على الحاج، ويستدل هؤلاء بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “أُمِرَ الناسُ أن يكونَ آخِرُ عهدِهم بالبيتِ، إلَّا أنه خُفِّفَ عن الحائضِ”.

القول الثاني: السنية

يرى المالكية، وهو قول أيضًا عند الشافعية، أن طواف الوداع سنة مستحبة وليس واجب. وبناءً على هذا الرأي، لا يلزم من تركه شيء، سواء تركه عمدًا أو نسيانًا.​ وبالنسبة لتفصيل المذاهب الأربعة وهما:

• الحنفية

يعتبرون طواف الوداع واجبًا، ويجب على من تركه دم.​

• المالكية

 يرون أنه سنة، ولا شيء على من تركه.​

• الشافعية

لديهم قولان؛ الأظهر أنه واجب ويجب بتركه دم، والقول الآخر أنه سنة.​

• الحنابلة

يعتبرونه واجبًا، ويجب على من تركه دم.​ [2]

3- متى يسقط طواف الوداع؟

طواف الوداع خلاف بين العلماء. يرى الأكثر أنه لا يُسقط إلا عن الحائض، استناداً لما ورد في الصحيحين أن ابن عباس قال: “أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض”. وفي المستدرك أنه قال: “كان الناس ينفرون من منى على وجههم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر عهدهم بالبيت. ورخص للحائض”. بناءً على هذا الرأي، فمن تركه وهو غير حائض، فعليه دم كمن ترك غيره من واجبات الحج.

بينما يرى المالكية أنه سنة، فمن تركه فلا شيء عليه، مستندين إلى ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للحائض في تركه. يقولون: “لو كان واجباً لما رخص لها في تركه”، ولا يجوز لها ولا لغيرها ترك غيره من الواجبات. وما ترك منها حتى للضرورة يُجبر بدم. هذا استدلال قوي، لكن الأخذ بقول الجمهور أحوط. وعليه، وكِّل من يذبح عنك ذبيحة في الحرم تُوزع على الفقراء، وإن لم تستطع، نرجو ألا يكون عليك شيء. إذ: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).[3]

4- هل تجب الفدية عند تركه؟

أن الطواف الأخير الذي يفعله الحاج قبل الانصراف من مكة، واختلف أهل العلم في حكمه، لكن أغلبهم يرون أنه فرض، ويجب عليه فدية في حال تركه إلا في بعض الحالات. يستدل العلماء على فرضيته بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: “أُمِرَ الناسُ أن يكونَ آخرُ عهدِهم بالبيتِ، إلَّا أنه خُفِّفَ عن المرأةِ الحائضِ”، وهذا يدل على أنه لازم، وأن تركه بغير عذر يستوجب تعويضًا.

بينما يرى أغلب العلماء من الحنفية والحنابلة، أن من ترك طواف الوداع بدون عذر شرعي تلزمه فدية، وهي ذبح شاة في مكة وتوزيعها على المحتاجين، بينما يرى المالكية وبعض الشافعية أن طواف الوداع سنة. ومن تركه فلا شيء عليه، سواء كان نسيانًا أو عمدًان ومع ذلك فإن العمل برأي الجمهور هو الأفضل، خصوصًا وأن الحديث النبوي يشير إلى أنه مطلوب. [4]

5- الفرق بين طواف الوداع وطواف الإفاضة

6- ماذا يفعل من نسي طواف الوداع؟

يجب عليه أن يعود، فيطوف للوداع، أو يذبح شاة في مكة للفقراء، والمحتاجين عن ترك الواجب؛ لأن الطواف فرض من فروض الحج، فإذا تركه إما أن يعود، ويكفيه -بإذن الله- على القول المرجح، وإن دفع فدية، وذبح في مكة عن ترك الوداع كذلك يكفيه، كما لو ترك رمي الجمار، وذبح الذبيحة أجزأه.

ولكن لا يتعمد تركه، لا يصح له تعمد تركه، بل يأثم إذا تعمد ترك الجمار، أو ترك جزء منها، أو ترك الوداع، لا يجوز له ذلك، يذنب، لكن لو فعل، وفات الوقت؛ فإنه تجب عليه الذبيحة.

وهكذا لو ترك الوداع متعمدًا فإنه يأثم أو جاهلاً أو ناسيًا؛ فإنه يرجع فيأتي به، أو يدفع فدية عن ذلك شاة معز قد أتمت سنة، أو من الضأن أتم ستة أشهر كالأضحية. [6]

في الختام، فإن الطواف يعتبر من الشعائر التي تترك انطباع روحاني في نفس الحاج. فهو نهاية رحلته الدينية في الكعبة المُشرّفة، وعلى الرغم من خلاف العلماء في وجوبه، فإن الأخذ بالحيطة في أدائه هو الأحسن، اقتداءً بوصية الرسول ﷺ.

• elbaladتعريف طواف الوداع -بتصرف
• islamwebحكمه في المذاهب الأربعة -بتصرف
• islamwebمتى يسقط طواف الوداع؟ -بتصرف
• islamwebهل تجب الفدية عند تركه؟ -بتصرف
• dar-aliftaالفرق بين طواف الوداع وطواف الإفاضة -بتصرف
• binbazماذا يفعل من نسي طواف الوداع؟ -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم