متى يكون طواف الإفاضة ومتى يكون طواف الوداع؟

عناصر الموضوع

1- تعريف طواف الإفاضة

2- تعريف طواف الوداع

3- الفرق في الحكم والوقت

4- هل يجوز الجمع بينهما؟

5- ماذا يفعل من نسي طواف الإفاضة؟

6- الأخطاء الشائعة في الطواف

الطواف حول البيت الحرام من مناسك الإسلام، التي يجزى المسلم عليها بأشكالها المختلفة. سواء كانت واجبة أو مستحبة، وهو من أجل القربات وأعظمها منزلةً، وأكثرها ممارسةً ورفعةً. ويسأل الكثير من المسلمين في هذه الأيام الفضيلة عن الفرق بين طواف الوداع وطواف الإفاضة، وهل يسمح بالجمع بينهما أو التأخير؟ سنجيب عن كل التساؤلات في هذا المقال.

1- تعريف طواف الإفاضة

وهو الطواف الذي يؤديه الحاج بعد مغادرته عرفة. والمبيت بالمزدلفة ولو لبعض الوقت. ويعرف أيضًا بطواف الزيارة، لأن الحاج يأتي من منى لزيارة البيت الحرام وطواف الفريضة والركن.

قال الإمام النووي في “المجموع” (8/ 12): [(وأما) طواف الإفاضة، فله أيضًا خمسة أسماء: طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وطواف الفرض، وطواف الركن. وطواف الصَّدَر -بفتح الصاد والدال- (وأما) طواف الوداع، فيقال له أيضًا: طواف الصَّدَر] اهـ.

وحكمه: ركن من أركان الحج بإجماع الفقهاء، ولا يمكن للحاج التحلل الأكبر إلا به. ولا يغني عنه أي شيء أبدًا، قال تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].

قال الإمام الطبري في “تفسيره” (18/ 615، ط. مؤسسة الرسالة): [وعني بالطواف الذي أمر جلّ ثناؤه حاج بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يُطاف به بعد التعريف. إما يوم النحر وإما بعده، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك] اهـ.

وقال الإمام ابن المنذر في “الإجماع” (ص: 58، ط. دار المسلم): [أجمعوا أن الطواف الواجب هو طواف الإفاضة] اهـ. [1]

2- تعريف طواف الوداع

وهو الطواف الذي يفعله القادم من الخارج قبل أن يغادر الحرم عائدًا إلى بلده. ويكون آخر ما يفعله قبل الخروج.

حكمه: سنة، وهو رأي المالكية وداود وابن المنذر ومجاهد في رواية، ورأي للشافعية. ولا شيء على من تركه. فحجه صحيح، لكنه فوَّت على نفسه الأفضل، وهذا هو الراجح للفتوى.

عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان الناس ينصرفون من كل مكان. فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَنْفِرْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» متفق عليه.

وعنه أيضًا قَال: “أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ المَرْأَةِ الحَائِضِ” أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”، فأجاز للحائض تركه ولم يأمرها بفدية أو ما شابه، وهذا يدل على سنيته، ولأنه لو كان واجبًا لأوجب على الحائض فدية بسببه.

وعَنْ أمِّ المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَرَادَ مِن صَفِيَّةَ بَعْضَ مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ مِن أَهْلِهِ، فَقَالُوا: إِنَّهَا حَائِضٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَإِنَّهَا لَحَابِسَتُنَا؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ زَارَتْ يَومَ النَّحْرِ، قَالَ: «فَلْتَنفِرْ مَعَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”. [2]

3- الفرق في الحكم والوقت

أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي على الإنترنت الفرق بين طواف الوداع وطواف الإفاضة. حيث ذكرت أن طواف الإفاضة يؤديه الحاج بعد النفرة من عرفة. وحكمه ركن من أركان الحج بإجماع الفقهاء، ولا يمكن للحاج التحلل الأكبر إلا به، ولا يغني عنه أي شيء أبدًا

أما طواف الوداع فيفعله القادم من خارج مكة قبل مغادرته لها. حكمه سنة، وهو رأي المالكية وداود وابن المنذر ومجاهد في رواية، ورأي للشافعية، ولا شيء على من تركه، فحجه صحيح، لكنه فوت على نفسه الأفضل، وهذا هو الراجح للفتوى. [3]

4- هل يجوز الجمع بينهما؟

الجواب: لا مشكلة في ذلك، إذا أخر شخص طواف الإفاضة وعندما قرر السفر طاف عند سفره بعد رمي الجمرات وانتهاء كل شيء، فإن طواف الإفاضة يغني عن طواف الوداع، وإذا طافهما – طواف الإفاضة والوداع – فهذا أفضل، ولكن إذا اكتفى بواحد ونوى طواف الحج، فذلك يكفيه.

كما قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن تأخير طواف الإفاضة ليحل محل طواف الوداع “جائز شرعًا”، ولا يؤثر ذلك على أداء السعي بعده، موضحًا أن غالبية العلماء يرون أن طواف الوداع واجب، بينما يرى المالكية وداود وابن المنذر وقول للشافعي والإمام أحمد -رحمهم الله- أنه سنة، لكونه خفف عن الحائض.

وأضاف خلال توضيحه للفرق بين الطوافين وجواز الدمج أو التأخير، أن المالكية والحنابلة أجازوا الجمع بين طواف الإفاضة والوداع في طواف واحد، استنادًا إلى أن المقصود هو أن يكون آخر عهد الحاج بالبيت الحرام، وهذا يتحقق بطواف الإفاضة.

كما استشهد بحديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: “أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفّف عن الحائض”، مشيرًا إلى أنه لا مانع شرعًا من الأخذ بقول المالكية ومن وافقهم في استحباب طواف الوداع وعدم وجوبه، وكذلك القول بإجزاء طواف الإفاضة عن الوداع عندهم وعند الحنابلة، حتى لو سعى الحاج بعده؛ لأن السعي لا يبطل التوديع. [4]

5- ماذا يفعل من نسي طواف الإفاضة؟

طواف الإفاضة فرض، لا غنى عنه، الذي تركه يرجع إذا سافر. ولم يقم به، سواء الرجل أو المرأة، لا يكتمل الحج إلا بالرجوع والطواف. ولو كانت المرأة وقاربها زوجها قبل الطواف فعليها ذبح في مكة للفقراء. مع التوبة. وإن كان زوجها لم يطف كذلك فعليه ذبح أيضًا. والتوبة إلى الله.

فطواف الإفاضة فرض بإجماع المسلمين، لا بد منه؛ لقوله -جل وعلا-: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29] هذا طواف الإفاضة، وقد طاف النبي ﷺ طواف الإفاضة في يوم العيد وقال: خذوا عني مناسككم.

أما طواف الوداع إذا تركه عند الخروج يرتكب إثمًا، وعليه ذبح، ويصح الحج، أما طواف الإفاضة، هذا لا بد منه، نعم. [5]

6- الأخطاء الشائعة في الطواف

من الأمور التي يقع فيها خطأ في الطواف:

• التلفظ بالنية عند الشروع فيه
• والتزاحم الشديد عند الوصول إلى الحجر الأسود والركن اليماني
• واعتقاد بعض الأشخاص بعدم صحة الطواف دون تقبيل الحجر. وكون التقبيل شرطاً فيه
• تقبيل الركن اليماني
• قيام بعض الأشخاص بمسح الحجر الأسود أو الركن اليماني باليد اليسرى كنوع من الاستخفاف بهما
• اعتقادهم بأن استلام الحجر والركن اليماني من باب التبرك لا من باب التعبد
• تخصيص كل شوط بدعاء محدد.[6]

في الختام، الطواف أحد أهم مناسك الحج، ويجب على الحاج أن يتعرف على أحكامه ووقت أدائه. فلنحرص على أداء هذه المناسك على الوجه الأكمل، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

• dar-aliftaتعريف طواف الإفاضة- بتصرف
• dar-aliftaتعريف طواف الوداع-بتصرف
• elwatannewsالفرق في الحكم والوقت-بتصرف
• binbazهل يجوز الجمع بينهما؟-بتصرف
• binbazماذا يفعل من نسي طواف الإفاضة؟-بتصرف
• islamqaالأخطاء الشائعة في الطواف-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم