عبد السلام النابلسي: الظريف الأرستقراطي الذي سكن قلوب الأجيال

الكاتب : إسراء حمزة
16 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 50
منذ ساعتين
عبد السلام النابلسي
ما هي ديانة الفنان عبد السلام النابلسي؟
ما هو مرض عبد السلام النابلسي؟
فيما يلي أبرز الحقائق المرتبطة بـ مرض عبد السلام النابلسي
ما هو أصل عبد السلام النابلسي؟
من هي زوجة عبد السلام؟

عبد السلام النابلسي هو واحد من أكثر الفنانين الذين تركوا بصمة فريدة في تاريخ السينما العربية. وقد اشتهر بخفة دمه وأناقته الأرستقراطية التي ميزته عن غيره من أبناء جيله. تنتمي ديانة الفنان إلى الإسلام، وقد عرف بين الوسط الفني بأخلاقه الرفيعة والتزامه الديني. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة عبر حياة هذا الفنان الفريد من نوعه، حيث نكتشف ديانته، ونتعرف على مرضه، ونفهم أصوله العائلية، ونكشف أخيرًا عن هوية زوجته. كل ذلك بأسلوب بسيط وإنساني، يجعلك تشعر وكأنك تتحدث مع صديق يحكي لك سيرة نجم لا ينسى.

ما هي ديانة الفنان عبد السلام النابلسي؟

عبد السلام النابلسي

كان عبد السلام النابلسي. فنانًا مسلمًا، وديانته هي الإسلام، وقد تربّى في بيئة محافظة تحمل القيم الإسلامية التقليدية. ولد في طرابلس بلبنان، وسط عائلة أصولها من فلسطين، وكان منذ صغره محاطًا بأجواء دينية وروحية، أثرت في تكوينه الشخصي، وانعكست لاحقًا على سلوكه داخل الوسط الفني وخارجه. رغم أنه احترف التمثيل، وهو مجال قد يتطلب أدوارًا بعيدة عن مظاهر التدين، إلا أن سلوكه كان دائمًا يعبّر عن احترام لتقاليد بيئته وتربيته. لم يعرف عنه أي تطرف أو تعصب، بل كان دائمًا مرنًا، متفتح الذهن، يحترم معتقدات الآخرين ويعبر عن دينه بشكل راقٍ دون استعراض أو تظاهر.

تعرف أيضًا على: محمد سعد: كيف غيّر “اللمبي” معادلة الضحك في مصر؟

لقد حرص ديانة الفنان عبد السلام النابلسي على أن تكون حاضرة في حياته الخاصة، وليس فقط في أحاديثه. كان يصوم رمضان، ويواظب على الصلاة قدر استطاعته، ويمتنع عن ما يخالف ضميره، حتى إن بعض زملائه في الوسط الفني وصفوه بأنه “فنان بأخلاق شيخ”. لم يكن يوظف دينه للدعاية، بل عاشه ببساطة وصدق. ومن القصص المتداولة عنه، أنه كان يرفض بعض المشاهد أو العبارات في أفلامه إذا شعر أنها لا تليق بمكانته الدينية أو الأخلاقية، حتى وإن كانت تتماشى مع شخصية الدور. بهذا الشكل، قدم لنا نموذجًا نادرًا لفنان قادر على الموازنة بين فنّه وإيمانه.[1]

تعرف أيضًا على: حسن حسني جوكر الكوميديا الذي صنع مجد أبطال الجيل

ما هو مرض عبد السلام النابلسي؟

رغم الصورة المرحة التي اعتاد جمهوره أن يراه بها، فإن عبد السلام النابلسي. عانى في حياته من صراع صامت مع مرضٍ مزمن كان يثقل جسده دون أن يضعف ابتسامته. وقد ظل متكتمًا على تفاصيل حالته الصحية، لكنه لم يكن يومًا بعيدًا عن الألم أو الإنهاك، خاصة في سنواته الأخيرة.

تعرف أيضًا على: بن ستيلر الكوميدي المتوتر الذي أضحكنا من خلال الفوضى

فيما يلي أبرز الحقائق المرتبطة بـ مرض عبد السلام النابلسي

عبد السلام النابلسي

  • المرض المزمن: أصيب عبد السلام النابلسي بمرض مزمن في القلب، ظل يعاني منه لعدة سنوات دون إعلان رسمي.
  • الكتمان: لم يكن يبوح بآلامه، وفضّل أن يحتفظ بها بعيدًا عن الصحافة والجمهور.
  • تأثير المرض على الفن: تأثرت حركته ونشاطه الفني في أواخر حياته، حيث بدأ يقلل من مشاركاته تدريجيًا.
  • العلاج السري: كان يتلقى العلاج في بيروت بسرية تامة، وتحت رعاية مقربين منه فقط.
  • الابتسامة رغم الألم: استمر في تقديم أدوار كوميدية حتى عندما اشتد عليه المرض، محاولًا ألا يشعر أحدًا بمعاناته.
  • الوفاة: توفي عام 1968 بعد رحلة طويلة من الصبر على المرض، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الفن والضحك.
  • اللقب: عُرفت حالته لاحقًا ضمن الأوساط الطبية والفنية باسم “الممثل الذي هزم المرض بالابتسامة”.
  • أشهر أقواله: من كلماته في فترات مرضه: “المرض قد يأخذ جسدي، لكن لن يأخذ ضحكتي.[2ٍ]

تعرف أيضًا على: علاء ولي الدين: نجم رحل باكرًا وترك أثرًا لا يُنسى في قلوب الجمهور

ما هو أصل عبد السلام النابلسي؟

عبد السلام النابلسي

ينتمي عبد السلام النابلسي إلى عائلة عريقة من أصل فلسطيني. وتحديدًا من مدينة نابلس، وهي المدينة التي حمل منها اسمه العائلي. أما ولادته فكانت في طرابلس اللبنانية عام 1899، حيث نشأ وتلقى تعليمه في بيئة عربية أصيلة تجمع بين الثقافة الشامية والطابع الفلسطيني المحافظ. هذا الخليط الثقافي المميز انعكس على شخصيته وسلوكه وطريقة نطقه وحتى في خفة دمه، فقد كان يدمج بين الفصحى والعامية بطريقة ساحرة، مما جعله قريبًا من كل الجماهير العربية.

من المعروف أن أصل عبد السلام النابلسي لم يكن سببًا في أي شعور بالغربة أو التهميش داخل الوسط الفني المصري، بل على العكس، رحّب به الجمهور المصري باعتباره واحدًا منهم، خاصة بعدما أجاد التحدث باللهجة المصرية ببراعة. ساعده تنوع خلفيته الثقافية على أداء أدوار متنوعة، من الشاب الأرستقراطي، إلى الموظف الطريف، إلى الصديق خفيف الظل. كما كان هذا التنوع عنصرًا مهمًا في قبوله عربيًا، فهو لم يكن حكرًا على منطقة أو لهجة، بل كان نجمًا قوميًا بامتياز.

تعرف أيضًا على: عبد المنعم إبراهيم: البساطة التي صنعت أحد أنقى وجوه الكوميديا

من هي زوجة عبد السلام؟

عبد السلام النابلسي

تزوج عبد السلام النابلسي من امرأة لبنانية تدعى جيجي شفيق. وهي فتاة من عائلة راقية، أحبها حبًا عميقًا رغم فارق السن الكبير بينهما. تعرّف عليها في بيروت أثناء إحدى زياراته، وقد جمعت بينهما علاقة حب قوية، انتهت بزواج ظل سرًا لسنوات بسبب رفض عائلتها في البداية. كان عبد السلام يخشى أن تؤثر ظروفه الصحية ومكانته كفنان على موافقة أهلها، لكنه أصرّ على أن يكون زواجهما مبنيًا على الاحترام والحب.

لقد ساندته زوجة عبد السلام. في محنته الصحية الأخيرة، وكانت ترافقه في المستشفى، وتدعمه نفسيًا ومعنويًا. لم تكن تحب الظهور الإعلامي، وظلت في الظل، لكنها كانت عنصر أمان وسكينة في حياته. يقال إن عبد السلام وصفها قبل وفاته بأنها “هدية العمر”، وكانت العلاقة بينهما مثالًا على الحب الحقيقي الذي يتجاوز الشهرة والمرض والظروف. لم يرزقا بأبناء، لكن حياتهما كانت مليئة بالدفء والمودة، وقد بقيت جيجي تذكره بالحب والتقدير بعد رحيله.

تعرف أيضًا على: يحيى الفخراني: فنان متعدد الوجوه أبدع حتى في الكوميديا الراقية

في الختام، إن الحديث عن عبد السلام النابلسي. هو استعادة لذكرى فنان استثنائي، استطاع أن يدخل قلوب الناس بخفة دمه وثقافته وأناقة حضوره. من ديانته الإسلامية، إلى صراعه مع المرض، إلى أصوله الفلسطينية التي أضفت عليه عمقًا إنسانيًا، وصولًا إلى قصته العاطفية الراقية مع زوجته، يظل النابلسي نموذجًا نادرًا لفنان جمع بين الأصالة والبهجة في آن واحد. ترك لنا تراثًا لا ينسى، وسيرة تليق بالوفاء والاحترام.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة