عبد القادر الجيلاني: مؤسس الطريقة القادرية

الكاتب : سهام أحمد
03 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ ساعتين
عبد القادر الجيلاني
رأي العلماء في عبد القادر الجيلاني
ماذا قال ابن تيمية عن الشيخ عبد القادر الجيلاني؟
ماذا قال ابن باز عن عبد القادر الجيلاني؟
  ومن أشهر ما ينسب إلى قصص عن الشيخ عبد القادر الجيلاني والتي ينظر إليها ابن باز ببعض التحفظ
ما هي عقيدة عبد القادر الجيلاني؟
منهج الجيلاني التصوف الشرعي وعقيدة السلف

يعتبر عبد القادر الجيلاني واحد من أهم أعلام التصوف والفقه في تاريخ الإسلام. بل هو من الشخصيات التي كان لها تأثير عميق على الروحانية الإسلامية. حيث أسس الطريقة القادرية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم الإسلامي. لم تنحصر شهرته على دوره الروحي. بل امتدت لتشمل علمه الكبير في الفقه والحديث والتفسير.

رأي العلماء في عبد القادر الجيلاني

عبد القادر الجيلاني

إن مكانة عبد القادر الجيلاني في الأمة الإسلامية هي مكانة عظيمة حيث كان ينظر إليه على أنه شيخ الإسلام وقدوة للمسلمين في عصره. وقد كان العلماء في عصره وما بعده يمدحونه  ويصفونه بالعلم والتقوى والورع والزهد فكان يلقب بـ “محيي الدين” لإحيائه الدين بالعلم والعمل. لقد كان يرجع إليه الناس من كل مكان لكي يأخذوا عنه العلم ويستفيدوا من حكمته. وهو ما جعل من مجلسه في بغداد منارة للعلم والمعرفة.

لقد كان عبد القادر الجيلاني يحصل علي إحترام كبير من جميع المذاهب الإسلامية، فكان فقيه حنبلي ولكنه كان يحترم باقي المذاهب ولا يقلل من شأنها. وقد كان يقول: “مذهبي أني لا أتعصب لمذهب ولكن أتبع الدليل” وهذا المنهج الذي اتبعه جعله مقبول عند جميع العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية. فكانت سمعته الطيبة وعلومه الغزيرة. سبب في أن يعتبره العلماء من الشخصيات النادرة التي جمعت بين العلم الظاهر والعلم الباطن فكان فقيه وعارف بالله في وقت واحد.

لقد كانت شخصية عبد القادر الجيلاني تجمع بين قوة العلم وعمق الروحانية. وهو ما جعله محبوب لدى مختلف فئات المجتمع فكان العلماء يعظمونه لتمسكه بالسنة النبوية. وكان العامة من الناس يحترمونه لزهده وكراماته المزعومة. وقد مدحه الكثير من الأئمة والمؤرخين وكتبوا في فضائله حتى أصبحت سيرته مادة خصبة للوعظ والإرشاد. فإن إرثه العلمي الذي تمثل في كتبه ومواعظه. لا يزال يدرس ويقرأ حتى اليوم مما يؤكد على مكانته الفريدة في تاريخ الإسلام.[1]

تعرف أيضًا على: عباس محمود العقاد: أدباء العرب

ماذا قال ابن تيمية عن الشيخ عبد القادر الجيلاني؟

عبد القادر الجيلاني

على الرغم من أن ابن تيمية كان من أكبر منتقدي بعض جوانب التصوف التي تخالف الشرع إلا أنه كان يكن احترام كبير لـ الشيخ عبد القادر الجيلاني حيث كان يعتبره من شيوخ السلف الصالح الذين يتبعون الكتاب والسنة. وقد أشاد ابن تيمية بعلم الجيلاني وورعه وزهده وأكد أن ما ينسب إليه من أقوال صوفية متطرفة أو ما يمارس في الطريقة القادرية من بدع. لا يمكن أن يكون. قد صدر عنه شخصياً بل هي إضافات من تلاميذه الذين جاؤوا بعده أو من أناس لم يفهموا حقيقة منهجه.

تعرف أيضًا على: القاضي الفاضل وزير صلاح الدين الأيوبي

لقد كان ابن تيمية يرى أن عبد القادر الجيلاني كان عالم فقيه على عقيدة أهل السنة والجماعة وأنه كان يدعو إلى التوحيد الخالص والابتعاد عن الشرك والبدع. وقد أكد أن كلام الجيلاني الصريح في التوحيد والشرع يدل على أنه كان على عقيدة السلف فقد كان ابن تيمية يرى أن القادرية الحقيقية هي التي تتبع منهج الشيخ عبد القادر الجيلاني. الذي يقوم على العلم والعمل والزهد والتقوى. وهو ما جعل منه قدوة للمسلمين في كل زمان ومكان.

كان ابن تيمية يرى أن الشيخ عبد القادر الجيلاني. لا يختلف عن منهج أئمة أهل السنة والجماعة في شيء. بل إن الأفكار التي ظهرت لاحقاً في الطريقة القادرية من الممارسات الشركية والبدعية هي دخيلة على منهج الشيخ الجيلاني. الذي كان يدعو إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وينكر على أهل البدع والأهواء. لقد كان ابن تيمية يبرئ ساحة الجيلاني من هذه الممارسات ويؤكد على أنه لو كان حي لكان أول من ينكرها.[2]

تعرف أيضًا على: برتراند راسل: فيلسوف الرياضيات والعقلانية الحديثة

ماذا قال ابن باز عن عبد القادر الجيلاني؟

عبد القادر الجيلاني

يعتبر رأي العلامة ابن باز عن عبد القادر الجيلاني رأي حاسم وواضح. حيث كان يكن له احترام كبير ويعتبره من أئمة الإسلام الأجلاء. فقد كان ابن باز يثني على علم الجيلاني وعلى جهوده في إحياء السنة في عصره ولكنه في نفس الوقت كان ينتقد بعض الممارسات التي كانت تتم في الطريقة القادرية بعد وفاته. والتي كان يراها مخالفة للشرع. لقد كان ابن باز يرى أن الطريقة الصوفية. عندما تحولت من منهج روحي إلى طقوس وشعائر واحتفالات فإنها أصبحت تحتاج إلى تصحيح.

لقد كان عبد القادر الجيلاني ابن باز من العلماء الذين اتفقوا على مكانة الجيلاني كعالم. ولكنهم اختلفوا في تقييم ممارسات أتباعه. وقد قال ابن باز: “الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله من العلماء الكبار. ومن الأولياء الصالحين لكن الطريقة القادرية فيها بعض المخالفات التي نرى أنها لا تجوز”.

تعرف أيضًا على: رشيد رضا: تلميذ محمد عبده

  ومن أشهر ما ينسب إلى قصص عن الشيخ عبد القادر الجيلاني والتي ينظر إليها ابن باز ببعض التحفظ

عبد القادر الجيلاني

  • القدرة على المشي على الماء: حيث يذكر بعض أتباعه أنه كان يملك قدرة على المشي على الماء وهي من الأمور التي لا يمكن تأكيدها.
  • إحياء الموتى: حيث يروى عنه أنه كان يحيي الموتى(استغفر الله) وهي من الأمور التي لا يمكن أن تكون صحيحة لأنها من المعجزات التي لا تكون إلا للأنبياء.
  • القدرة على التحكم في الكون: حيث يرى بعض أتباعه أنه كان يملك قدرة على التحكم في الكون وهي من الأمور التي لا تجوز عقائدياً.

لقد كان رأي ابن باز هو رأي أغلب علماء المنهج السلفي الذين يميزون بين شخصية الشيخ الجيلاني الفذة وعلمه الغزير وزهده. وبين ما أضيف إلى طريقته من بدع وخرافات. كانوا يرون أن محبة الشيخ لا تعني قبول كل ما ينسب إليه وأن الواجب على المسلم هو اتباع الكتاب والسنة. وأن يجعل الشيخ الجيلاني قدوة في علمه وورعه وزهده وليس في ما نسب إليه من أمور لا يمكن أن تكون صحيحة.

تعرف أيضًا على: ابن حجر العسقلاني: مؤلف \”فتح الباري\”

ما هي عقيدة عبد القادر الجيلاني؟

عبد القادر الجيلاني

كانت عقيدة عبد القادر الجيلاني عقيدة أهل السنة والجماعة. حيث كان يتبع المذهب الحنبلي في الفقه والعقيدة الأشعرية في الأصول وهو ما يتفق عليه معظم العلماء. فكان يؤمن بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وكان يؤمن بصفات الله دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.

وقد كانت عقيدته تقوم على التوحيد الخالص وإفراد الله بالعبادة والبعد عن الشرك والبدع. فكان يدعو إلى الزهد في الدنيا والتقرب إلى الله بالعبادة والابتعاد عن كل ما يلهي الإنسان عن ربه. لقد كانت عقيدة عبد القادر الجيلاني هي عقيدة السلف الصالح الذين يتبعون الكتاب والسنة وفهمهما بفهم الصحابة والتابعين. وقد كانت كتاباته وأقواله تؤكد على هذا المنهج وتدعو إليه.

منهج الجيلاني التصوف الشرعي وعقيدة السلف

ورغم أنه كان من الصوفيين إلا أن تصوفه كان تصوف شرعي يقوم على الزهد والتقوى والورع. وليس تصوف فلسفي أو تصوف يعتمد على البدع والخرافات. لقد كان يرى أن التصوف هو عبادة وليس طقس وأن التصوف هو وسيلة للتقرب إلى الله وليس غاية في حد ذاته.

لقد توفي عبد القادر الجيلاني. في بغداد وهو ما يجيب على تساؤل: اين يقع ضريح عبد القادر الجيلاني. وقد كان ضريحه في بغداد يزوره الناس من كل مكان. ولكن هذا الأمر لا يمنع من أن نذكر أن الكثير من العلماء بما في ذلك ابن تيمية وابن باز انتقدوا ممارسة بعض الناس للبدع عند ضريحه. مثل الدعاء له أو التبرك بقبره. لقد كان عبد القادر الجيلاني. رجل صالح ولكن القبر لا ينفع صاحبه ولا يمكن أن يغني عن الله شيئاً وهو ما أكد عليه العلماء.

تعرف أيضًا على: جمال الدين الأفغاني: مصلح إسلامي

في الختام كان عبد القادر الجيلاني علم من أعلام الإسلام ورمز للجمع بين العلم والروحانية. فقد كان إرثه الفكري لا يزال حي حتى يومنا هذا. ودرس لكل من يريد أن يفهم الإسلام من مصادره الأصيلة. ورغم كل الجدل الذي يحيط به فقد ظل عبد القادر الجيلاني رمز للزهد والورع والتقوى وستظل قصته مصدر إلهام للمسلمين في كل زمان ومكان.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة