علم الأردن: معاني الألوان والنجمة الحمراء وتاريخه الوطني

الكاتب : آية زيدان
22 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 67
منذ يوم واحد
علم الأردن
ما معنى النجمة السباعية؟
ما أهمية علم وطني الأردن؟
هل علم الأردن وفلسطين هو نفسه؟
ما هو سبب تسمية الأردن بهذا الاسم؟
"الهوية الوطنية في تصميم علم الأردن: بين التاريخ والسياسة"

يعد علم الأردن رمزًا وطنيًا يعكس تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية وهويتها العربية والإسلامية. يتكون العلم من ثلاثة ألوان أفقية (أسود، أبيض، وأخضر) تمثل رايات الخلافات الإسلامية. بالإضافة إلى مثلث أحمر يتوسطه نجم أبيض سباعي. تصميم علم الأردن مستوحى من علم الثورة العربية الكبرى، ويجسد قيم الوحدة والكرامة والحرية. في هذا المقال، سنتناول نشأة العلم، ودلالاته الرمزية، وأبرز مراحل تطوره.

ما معنى النجمة السباعية؟

علم الأردن

حينما ننظر إلى علم الأردن، تبرز لنا تلك النجمة السباعية البيضاء المتوهجة على خلفية المثلث الأحمر، وكأنها تنبض بمعانٍ عميقة ورمزية. النجمة ليست مجرد شكل زخرفي. بل تحمل دلالات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية العربية والإسلامية، حيث تشير أطرافها السبعة إلى السبع المثاني. وهي الآيات السبع من سورة الفاتحة، في إشارة واضحة إلى القيم الدينية التي قامت عليها الدولة الأردنية. كما ترمز النجمة إلى وحدة الشعب العربي وطموحاته المشتركة، وقد اختير مكانها بعناية داخل المثلث الأحمر لترمز إلى التضحية والنضال الوطني.

وما يلفت النظر أن هذه نجمة علم الأردن تختلف من حيث الرمزية عن باقي الأعلام العربية التي تعتمد على النجوم، فهي تجسيد لفكرة عميقة تتجاوز الشكل إلى المعنى. مما يجعل العلم متفردًا في تصميمه. عند المقارنة مع علم الإمارات مثلًا، نلاحظ أن الألوان قد تكون متقاربة من حيث الانتماء القومي. لكن العناصر الرمزية – كالنجمة السباعية – تمنح كل علم شخصيته الخاصة، التي تعكس تاريخًا مختلفًا وقصة وطن مميزة.

في النهاية، ليس للنجمة السباعية دور تجميلي فقط، بل هي قلب علم الأردن النابض، تذكّر الأردنيين دومًا بقيمهم، وبأنهم جزء من أمة تحمل رسالة حضارية منذ قرون. [1]

التعرف ايضًا على: تاريخ أعلام الدول العربية الرموز والمعاني والتطور عبر الزمن

ما أهمية علم وطني الأردن؟

لا يعتبر علم الأردن مجرد رمز خارجي، بل هو جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والذاكرة الجمعية للشعب الأردني. إليك أبرز النقاط التي تبيّن أهمية هذا العلم:

  • رمز للوحدة الوطنية: يوحّد العلم أبناء الوطن على اختلاف أصولهم وتوجهاتهم. ويشكل رابطًا معنويًا يعزز شعور الانتماء.
  • يحمل دلالات تاريخية: تعود ألوان العلم إلى راية الثورة العربية الكبرى. وهو ما يعكس دور الأردن في النهضة العربية الحديثة.
  • يمثل السيادة والاستقلال: رفع العلم كان دائمًا لحظة مفصلية في كل مناسبة وطنية. من إعلان الاستقلال إلى الاحتفالات الرسمية.
  • يعكس القيم والمبادئ: النجمة البيضاء تمثل السبع المثاني وترمز إلى التنوير. بينما الأحمر يعبر عن الشجاعة والتضحية.
  •  شاهد على التطور السياسي: من علم الأردن القديم إلى تصميمه الحالي، مرّ العلم بمراحل تعبّر عن تحوّلات الدولة وتقدمها.
  • عنصر تميّز دولي: يتميز عن أعلام الدول المجاورة رغم التشابه في الألوان. وهو ما يجعل تصميمه فريدًا له شخصية مستقلة.
  • مثير للنقاش الثقافي: بعض الأصوات اليوم تناقش إمكانية تطوير علم الأردن الجديد، بما يواكب العصر ويحفظ الجذور في آنٍ واحد.

من خلال هذه النقاط، يتضح أن العلم ليس فقط رمزًا رسميًا. بل هو قصة وطن، ومصدر فخر لكل أردني. [2]

التعرف ايضًا على: علم الكويت: معاني الألوان وتاريخ العلم الوطني الكويتي منذ الاستقلال حتى اليوم

هل علم الأردن وفلسطين هو نفسه؟

علم الأردن

من أول نظرة، قد يظن البعض أن علمي الأردن وفلسطين متطابقان تمامًا، فالألوان والأشكال تبدو متقاربة جدًا: الأسود، الأبيض، الأخضر، والمثلث الأحمر. لكن عند التمعّن. نكتشف أن هناك اختلافات دقيقة تعبّر عن خصوصية كل علم ودلالاته. نعم، هناك شبه كبير بينهما. وهذا الشبه ليس صدفة، بل يعود إلى أن كليهما مستوحى من راية الثورة العربية الكبرى. التي كانت رمزًا للتحرر والوحدة في بدايات القرن العشرين.

لكن الفارق الأبرز بينهما أن علم الأردن يحتوي على نجمة بيضاء سباعية في قلب المثلث الأحمر، وهي ميزة فريدة تميزه عن علم فلسطين، الذي يخلو من أي رموز داخل المثلث. هذه النجمة كما ذكرنا سابقًا ليست مجرد زخرفة، بل رمز لمبادئ وقيم يحملها الأردنيون في وجدانهم.

الجدير بالذكر أن التشابه بين علم الأردن وعلم فلسطين يحمل في داخله معنى سياسي وتاريخي. إذ يشير إلى القرب الجغرافي والتاريخ المشترك والمعاناة المشتركة أحيانًا. لكن لكل علم حكاية، ولكل شعب خصوصيته، فالعلم الفلسطيني مثلًا ارتبط بالهوية النضالية للشعب الفلسطيني، بينما يعكس العلم الأردني تطور الدولة وبنائها واستقلالها.

وبهذا نرى أن العلمين يلتقيان في الجذور، لكنهما يختلفان في الرمزية والتفاصيل. فليس كل تشابه تطابق، بل أحيانًا يكون انعكاسًا لتاريخ مشترك ومسارات متوازية، لكن لكل منهما هويته الخاصة.

التعرف ايضًا على: علم بريطانيا تاريخه. رموزه. ومعاني تصميمه المميز

ما هو سبب تسمية الأردن بهذا الاسم؟

علم الأردن

اسم “الأردن” ليس مجرد تسمية جغرافية، بل يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من الحضارات التي تعاقبت على أرضه، بدءًا من الكنعانيين، مرورًا بالأنباط والرومان، وصولًا إلى العصر الإسلامي. تعود أصول الكلمة إلى نهر الأردن، الذي يشكّل رمزًا طبيعيًا وجغرافيًا بارزًا في المنطقةز وكان وما زال يلعب دورًا محوريًا في تحديد هوية البلاد وموقعها على الخريطة السياسية والدينية.

كلمة “الأردن” نفسها يعتقد أنها جاءت من الجذر السامي القديم “يَرَد”. والذي يعني الانحدار أو الجريان، في إشارة إلى طبيعة النهر الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب. وفي العصور القديمة، كان نهر الأردن مكانًا مقدسًا لدى العديد من الشعوب، وذكر في نصوص دينية وتاريخية متعددة. مثل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم. لذلك، ارتبط اسم الدولة بالنهر الذي كان شاهدًا على الأحداث العظيمة، ومنها معمودية النبي عيسى عليه السلام حسب الروايات المسيحية.

التعرف ايضًا على: ألوان أعلام الدول الإفريقية: الرموز والمعاني الثقافية والسياسية وراء الألوان

“الهوية الوطنية في تصميم علم الأردن: بين التاريخ والسياسة”

أما من الناحية السياسية، فقد تأسست الدولة الأردنية الحديثة بعد الثورة العربية الكبرى. وأُطلق عليها رسميًا اسم “إمارة شرق الأردن” في بدايتها، ثم “المملكة الأردنية الهاشمية” عام 1946 بعد الاستقلال. هذا الاسم يعكس انتماء البلاد إلى الأسرة الهاشمية من جهة. وارتباطها التاريخي والجغرافي بمنطقة شرق نهر الأردن من جهة أخرى.

ومن اللافت أن تصميم علم الأردن نفسه يعكس هذا البعد التاريخي، فهو مستوحى من رموز العروبة والإسلام، كما يربط الحاضر بالماضي بشكل متين. ويأتي ذلك على عكس بعض الدول الأخرى في المنطقة، مثل علم الإمارات. الذي رغم انتمائه لنفس العائلة اللونية، يروي قصة دولة حديثة التكوين مختلفة في سياقها التاريخي.

التعرف ايضًا على: ألوان العلم الفلسطيني: الرموز والمعاني التاريخية لكل لون

يبقى علم الأردن رمزًا للفخر والانتماء لكل مواطن أردني. فهو لا يمثل فقط الدولة بل يحكي قصة شعب ناضل من أجل استقلاله ووحدته. من خلال ألوانه ومعانيه العميقة، يعكس علم الأردن تراث الأمة الأردنية وتطلعاتها نحو المستقبل. إن فهم رمزية العلم يساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتقدير التضحيات التي صاغت هذا الرمز الخالد.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة