عمرو بن العاص: فاتح مصر والدبلوماسي المحنّك

يعد عمرو بن العاص من أبرز الشخصيات العسكرية في التاريخ الإسلامي. حيث تميز بذكائه في السياسة ومهارته في الحروب. اشتهر بأنه فاتح مصر ولعب دورًا مهمًا في نشر الإسلام هناك. إضافة إلى مساهمته الفعالة في السياسة والعلاقات الدولية في البداية الإسلامية. حيث جمع بين شجاعة القائد وفطنة السياسي.
من هو عمرو بن العاص؟

نشأ عمرو بن رضي الله عنه في قبيلة عريقة. إذ كانت قبيلة بني سهم لها قيمة كبيرة في مكة. وكانت تتعامل في حل النزاعات واستلام الأموال. وكان والده له مكانة عالية بين أفراد قبيلته. مما جعله رضي الله عنه ذو شخصية مميزة.
بالإضافة لذلك كان يجيد القراءة والكتابة وكتابة الشعر واشتهر ببلاغته. ومن علامات نسبه الرفيع أنه تزوج من ريطة بنت منبه السهمية.
تعرف أيضا على:عمرو: التاريخ والقوة في اسم خالد
وكانت له أيضًا زيجة من أخت عثمان بن عفان رضي الله عنه. وزواج آخر كان من عائلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. عمل هو في التجارة مثل معظم زعماء قريش. حيث كان يتاجر بسلع من اليمن والحبشة مثل الجلود ويبيعها في الشام.
ويتاجر أيضاً بسلع من الشام مثل العطور والزبيب ويبيعها في اليمن. كما أنه سافر إلى مصر وزار الإسكندرية. وشاهد معمارها وآثارها مما أعجبه وتعرف على طرق مصر. من خلال رحلاته. تمكن عمرو من بناء علاقات مع الناس في تلك البلاد، وخاصة مع ملوك الحبشة. [1]
تعرف أيضا على:ما هو تاريخ المساجد الإسلامية الكبرى وأسرار بنائها؟
إسلام عمرو بن العاص
- حدث تأخر في إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث أسلم في سن السابعة والخمسين. ليكون قد عاش عشرين سنة معادياً للإسلام.
- وكان من أسباب هذا التأخر: انتماؤه القوي لقادة قريش وتعصبه لهم. وحسده الذي جعله يرفض الإيمان وصعوبة تخليه عن دين أجداده. رغم أنه كان يدرك تماماً صدق الدعوة الإسلامية.
- عندما عمرو بن العاص عزم على الإسلام. كان قد اقترح على بعض زعماء قريش بعد غزوة الأحزاب الذهاب إلى النجاشي. لأنه كان يرفض أن يكون تحت قيادة النبي محمد في حال انتشر الإسلام في مكة.
- ولكن عندما وصلوا إلى النجاشي وجدوا عمرو بن أمية رضي الله عنه يخرج من عنده، وكان قد أرسله النبي محمد.
- عندها طلب عمرو من النجاشي أن يسمح له بقتل عمرو بن أمية، لكنه غضب من ذلك. وأخبره بأن دين محمد سيعلو لأنه الحق، مما دفع عمرو رضي الله عنه أن يبايع النجاشي على الإسلام.[2]
- تعرف أيضا على:تطبيقات السياسة الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين
دور عمرو بن العاص في الفتوحات في الشام
- أرسل أبو بكر الجيوش لقتال الروم وفتح الشام وعين أبا عبيدة وعمرو بن العاص ويزيد وشرحبيل. كلف عمرو بفلسطين وخرج في 10 مارس 634م. وأوصاهم بالتعاون تحت قيادة أبي عبيدة. وصل إلى فلسطين ووجه عبد الله بن عمر لقتال الروم فانتصر المسلمون.
- تلت ذلك معركة أجنادين في 11 مارس 634م. فاستدعى أبو بكر خالد بن الوليد من العراق لقيادة الجيوش. وحد خالد القوات والتقى بالقادة في 30 يوليو 634م فانتصر المسلمون بقيادة عمرو.
عند خلافة عمر عزل خالد وعين أبا عبيدة وفتح المسلمون دمشق صلحًا عام 13هـ. ثم جمع هرقل 120 ألف جندي. فكلف أبو عبيدة خالدًا بقيادة اليرموك عام 636م وجعل عمرو وشرحبيل في المقدمة فانتهت بهزيمة ساحقة للروم. - تعرف أيضا على:الحيلة عند العرب: قصص ذكاء ومكر من نوادر العرب
صفات عمرو بن العاص
كان هو رضي الله عنه قصير القامة، عريض الكتفين. عيونه داكنة، وحاجباه جليان. كانت لحيته كثيفة وكبيرة. وفمه واسع، وجبهته مرتفعة، وكفاه كبيران وكذلك قدميه.
اتصف عمرو بن العاص بالعديد من الصفات الأخلاقية الجيدة ومن أهمها:
- الكرم: كان هو رضي الله عنه معروفاً بسخائه وكرمه. وهناك الكثير من المواقف التي تدل على ذلك. على سبيل المثال عندما شعر باقتراب أجله. دعا حراسه وسألهم عن معاملته لهم وأوضحوا أنهم يشيدون بطيب معاملته وكرمه.
- الحكمة: ألقى عمرو بن العاص رضي الله عنه خطبة على الناس بعد أن عينه معاذ بن جبل رضي الله عنه عليهم في زمن طاعون عمواس. ذكر لهم كيف أن الطاعون يشبه النار في اشتعاله. وحذرهم من خطورته. ونصحهم بالابتعاد عن بعضهم والذهاب إلى الجبال. كما عرف بحكمته، حيث عندما سمع الناس صوتاً غريباً في المدينة. تشتتوا، فأسرع رضي الله عنه إلى المسجد وهو يحمل سيفه. ووقف بجانب سالم مولى أبي حذيفة جاهزاً. ورآهم النبي ووصفهم بأنهم مؤمنون.
- الحياء: من صفات عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه كان يتسم بالحياء. فقد طلب من أبنائه عند قرب موته أن يربطوا إزاره عليه عند تكفينه. وعرف أيضاً بالتقوى والعدالة خصوصاً عندما كان والياً على مصر. حيث منح الأقباط حرية الدين التي حرموا منها. واستخدمهم في تحسين الأوضاع المالية والإدارية وأعاد القائد بنيامين من منفاه.
- الشجاعة والجهاد: ذكرنا سابقاً أن إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه جاء متأخراً لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على العديد من المناصب القيادية. كان -رضي الله عنه- من قادة النبي -صلى الله عليه وسلم-. واشترك في عدة غزوات مثل غزوة ذات السلاسل وفتح مكة وغزوة حنين. وكان قائداً للسرية التي أرسلها النبي لتدمير الأصنام خلال فتح مكة. ويعتبر عمرو بن العاص فاتح مصر وأول أمير لها في الإسلام.
تعرف أيضا على:ما هي أبرز الفتوحات الإسلامية الكبرى في التاريخ؟
وفاة عمرو بن العاص
عندما جاء وقت وفاته بكى عمرو بن العاص. وسأله ابنه عن سبب بكائه فأخبره أنه خائف مما بعد الموت. بدأ ابنه يذكره بذكرياته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالفتوحات التي خاضها.
توفي عمرو بن العاص في ليلة عيد الفطر في سنة ثلاث وأربعون هجرياً. وقيل إنه توفي في سنة واحد وخمسون هجرياً. توفي في مصر، وصلى عليه ابنه عبد الله قبل صلاة عيد الفطر. وكان عمرو بن العاص هو الذي عين ابنه لاداء الصلاة.
تعرف أيضا على:أسئلة عن الصحابة وأجوبتها لاختبار معلوماتك الإسلامية
في الختام ترك عمرو بن العاص أثرًا كبيرًا في تاريخ الفتوحات الإسلامية. وظهر كدبلوماسي بارع ساعد في دعم الدولة الإسلامية. إن حياته توضح عبقرية خاصة تمزج بين القوة والكلام، وبين الحكمة والإخلاص للدعوة الإسلامية.
المراجع
- Mahajjah The biography of ‘Amr ibn al ‘As radiya Llahu ‘anhu(بتصرف)
- Memphis tours Amr Ibn Al-Aas and the Islamic History of Egypt (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

الملكة رانيا العبدالله ومسيرتها في العمل الإنساني

الأميرة ديانا وأبرز محطات حياتها

ابو حنيفة النعمان

أهم الشخصيات التاريخية المصرية

أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

إحسان عبد القدوس ورواياته التي فتحت أبواب الجرأة...

ابن خفاجة يرسم الطبيعة شاعر الأندلس الذي نَطقت...

الشريف الرضي ومجد البيت شاعرٌ من نسل الحبر...

ابن منظور وحارس اللسان معجمٌ ينقذ اللغة من...

ابن زيدون يغني للولادة شاعرُ الهوى والمُلك الضائع

من هو مؤسس الدولة الأموية

ابو عبيدة بن الجراح

أبو العباس القلقشندي (مؤرخ وأديب)

أبو معشر الفلكي
