غزوات الصحابة : كيف حملوا لواء الاسلام إلى الآفاق؟

الكاتب : أمل ياسر

الإسلاميات

28 فبراير 2025

عدد المشاهدات : 34

منذ 3 أيام

غزوات الصحابة : كيف حملوا لواء الاسلام إلى الآفاق ؟

عناصر الموضوع

1- مقدمة عن الفتوحات بعد النبي

2- أبرز الغزوات والمعارك (اليرموك. القادسية ...)

3- قادة الصحابة العسكريون

4- إستراتيجيات الانتصار

5- أثرهم في نشر الدين والحضارة

عناصر الموضوع

1- مقدمة عن الفتوحات بعد النبي

2- أبرز الغزوات والمعارك (اليرموك، القادسية …)

3- قادة الصحابة العسكريون

4- إستراتيجيات الانتصار

5- أثرهم في نشر الدين والحضارة

غزوات الصحابة : كيف حملوا لواء الإسلام إلى الآفاق؟. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». متفق عليه فهذا حديث شريف يبين أهمية الجهاد و فضله وغزوات الصحابة خير شاهد على ذلك كما سنرى في هذا المقال.

1- مقدمة عن الفتوحات بعد النبي

لو لم يكن هدف المسلمين من الفتوحات الكبرى التي قاموا بها غزواتهم. سوى نشر الإسلام. ونشر قيمه وتعاليمه ومبادئه؛ ليعيش الناس في ظلاله وكلهم إحساس بالعدل والأمن والأمان. وإذا فرض الإسلام بأسلوب قهري لقامت ثورات عنيفة ضده عندما ضعف حكامه. ولكن الذي حدث أن الذين اعتنقوه بإيمان عميق. ورأوا فيه راحة لنفوسهم المتعطشة للراحة والأمن والأمان.

وجد الناس في الدين الجديد أملهم في حياة يكون العدل هو السائد فيها؛ لأن الحكم شورى. والأمان؛ لأنه لا تمايز طبقيًا في الإسلام. علاوة على ذلك التكافل الاجتماعي؛ لأن لكل حسب عمله وإنتاجه وما يفيض من مال. فيثاب المسلم على إنفاقه في مشاريع الخير والضعفاء والمساكين. والزكاة تطهير للأموال. فيها الأمان للمحتاجين إليها. وفي العبادات ما يقربهم إلى الله. فينالون خير الدنيا وخير الآخرة.

لذلك اعتنقت الشعوبُ بعد هزيمة ملوكهم من الأكاسرة والقياصرة الإسلام. وانصهرت حضارتهم في الحضارة الجديدة. بالتالي أدى إلى انطلاق الإسلام بعد ذلك باندفاع قوي وجارف. ليبلغ أقصاه في عصر عثمان رضي الله عنه. حيث تكوَّن أول أسطول إسلامي استطاع أن يقهر الأسطول الروماني ويهزمه في معركة “ذات الصواري” الشهيرة وحمل لواء الإسلام للعالم. [1]

2- أبرز الغزوات والمعارك (اليرموك. القادسية …)

تعد معركة اليرموك. الواقعة عام 15 هـ (636 م). إحدى أهم معارك وغزوات الصحابة في تاريخ الفتح الإسلامي لأنها نقطة تحول في مسار الفتوحات الإسلامية في الشام. قاد خالد بن الوليد (رضي الله عنه) القوات الإسلامية ضد الروم البيزنطيين. بالإضافة إلى ذلك كان النصر في هذه المعركة حاسمًا. تمكن المسلمون من التغلب على جيش الروم الكبير. على الرغم من تفوقه العددي. كان للمعركة تأثير كبير على مستقبل الفتوحات. حيث مهدت الطريق لفتح بقية مناطق الشام.

في 15 هـ (636 م). وقعت معركة القادسية بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) والفرس الساسانيين. كانت هذه المعركة من المعارك الحاسمة في الفتوحات الإسلامية. لأن المسلمين استطاعوا تحقيق نصر كبير. علاوة على ذلك استطاعوا أيضا اختراق خطوط الفرس والسيطرة على المدائن. العاصمة الفارسية. فكان لهذا النصر عظيم الأثر. لأنه فتح الطريق أمام المسلمين للتوسع في باقي مناطق العراق وفارس. [2]

وساعدت هاتان الغزوتان في حمل لواء الإسلام للعالم.

3- قادة الصحابة العسكريون

غزوات الصحابة : كيف حملوا لواء الاسلام إلى الآفاق ؟

أول الفرسان الثلاثة ومن الشباب الذين قادوا إحدى غزوات الصحابة وساهموا في حمل لواء الإسلام للعالم. أسامة بن زيد الذي قاد جيش المسلمين رغم وجود كبار الصحابة كأبي بكر وعمر بن الخطاب لمواجهة أعظم جيوش الأرض وقتها وهو في الثامنة عشر من عمره.

تلقى أسامة بن زيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروس حياته؛ فقبل وفاة رسول الله بعامين بعث أسامة أميرًا على سرية للقاء بعض من المشركين الذين يعادون الإسلام والمسلمين.

وكانت تلك أول إمارة يقودها أسامة. ولقد أحرز في مهمته النجاح والفوز. بالإضافة إلى ذلك سبقته أنباء فوزه إلى رسول الله ففرح بها فرحا كبيرًا.

أما ثاني الفرسان الثلاثة هو الزبير بن العوام و شارك الزبير في فتح مصر. فلما سار عمرو بن العاص لفتح مصر؛ طلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب. فأرسل له مدد بِقيادة الزبير بن العوام. ويقول المؤرخون أن المدد الذي بعث به الخليفة إلى عمرو بن العاص كان اثني عشر ألف مقاتل. علاوة على ذلك يذكر البعض منهم أنه كان عشرة آلاف فقط. وفرح المسلمون بقدوم كبار الصحابة أمثال: الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت. والمقداد بن الأسود.

أما آخر الفرسان الثلاثة. فهو محمد بن القاسم الثقفي الذي قاد جيوش الفتح. وهو في سن السابعة عشرة من عمره. المعروف بكونه فاتح بلاد السند.

بدأت قصة محمد القاسم.بعدما استولى قراصنة السند من الديبل بعلم من ملكهم “داهر” سنة90 هـ على 18 سفينة بكل ما تحويها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات. اللواتي عمل آباؤهن بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان. فصرخت امرأة مسلمة من بني يربوع فطار الخبر للحجاج بن يوسف الثقفى باستغاثتها. [3]

4- إستراتيجيات الانتصار

لقد سجل تاريخ الحروب الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين صورًا عديدة للقادة المسلمين الذين طبقوا طرقًا ومبادئ إستراتيجية. كان لها عظيم الأثر في النصر على الأعداء وحمل لواء الإسلام للعالم. بالإضافة إلى ذلك من أهم الطرق والمبادئ الإستراتيجية التي طبقت بكفاءة لدى المسلمين وغزوات الصحابة إستراتيجية التحشيد أتى معناها جمع أكبر قوة ممكنة في مواجهة العدو. وقد كان لها دورا عظيمًا في معارك الجهاد الإسلامي.

كما لعبت إستراتيجية الحصار والتطويق دورًا ملهما عند المسلمين في معاركهم.ويظهر ذلك في نجاح خالد بن الوليد في استخدام التطويق في كمين المذار (12هـ/ 633م). والولجة (12هـ/ 633م). عين التمر (12هـ/ 633م).

بالإضافة إلى حرص المسلمون على إستراتيجية المفاجأة أثناء معاركهم. فكانت حملة خالد بن الوليد من أسفل العراق مفاجأة في حد ذاتها. فقد حشد قواته دون انتباه إذ زحف نحو الأُبُلّة ودفع بخطابه إلى هرمز فخرج للقائه في عجلة من أمره بشكل ينذر بأثر المفاجأة عليه. علاوة على ذلك من المفاجآت الإستراتيجية التي فاجأ بها خالد بن الوليد عدوه: كمين الولجة واقتحام خندق الأنبار بردمة من الإبل الهزيلة. ومفاجأة عقة بن أبي عقة في عين التمر (12هـ/ 633م) باحتضانه وحمله إلى صفوف المسلمين أسيرًا. وهذا الأسلوب لم يكن معروفًا آنذاك. ومن المفاجآت الإستراتيجية أيضًا حجز الماء عن الفرات حتى ارتطمت سفنهم بقاعه. [4]

5- أثرهم في نشر الدين والحضارة

إن غزوات الصحابة لم يكن هدفها أن تتوجه ضد الشعوب. أو عامة الأفراد. ولكن ضد من منعوا عرض الإسلام. ووقفوا حائلًا أمام طريق هداية الناس. فالصحابة هم من حملوا لواء الإسلام للعالم.

أما في يومنا هذا فلا يوجد أي عارض في أي مكان بالعالم يمنع من عرض القرآن ونشر الإسلام بين الناس. ففي كل بلاد الدنيا توجد المساجد. وتقام الشعائر الدينية بكل حرية!؛ وبناء على القاعدة الأصولية التي تقول: (العلة تدور مع الحكم وجوبًا وعدمًا). فإن قضية القتال في الفتوحات الإسلامية باتت أحكامًا تاريخية. كغيرها من الأحكام مثل: نكاح ملك اليمين ومكاتبة العبد لسيده حتى تحرره من عبوديته إشارة إلى قوله تعالى: “فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا”. [النور:٣٣]!.

ومما يؤكد هذه الحقائق. أن انتشار الإسلام كان بالدعوة وليس بالسيف. فانتشاره في جنوب وشرق آسيا. دون وصول جيوش العرب والمسلمين إلى هذه المناطق (ماليزيا. وإندونيسيا. وغيرها من البلدان…). و لذلك دخل الناس في الإسلام متأثرين بالمعاملة الطيبة للتجار المسلمين. [5]

وفى ختام مقال غزوات الصحابة : كيف حملوا لواء الإسلام إلى الآفاق؟. فإن غزوات الصحابة الذين حملوا لواء الإسلام يجب أن يقتدى بها الشباب اليوم لأنهم خير من يقتدى بهم بعيدًا عن النماذج الهابطة الموجودة الآن.