غوبلز بين الإعلام والسياسة في الرايخ الثالث

الكاتب : مريم مصباح
17 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 26
منذ 13 ساعة
غوبلز
من هو الفيلسوف غوبلز؟
المناصب التي شغلها داخل النظام النازي
 يوزف غوبلز تاريخ ومكان الميلاد
نشأت جوزف غوبلز
من أقوال غوبلز؟
وفيما يلي مجموعة من أبرز أقواله التي تكشف عن طبيعته الدعائية:
هل كان جوبلز خليفة هتلر؟
دورة في السيطرة على الإعلام والدعاية
الأسئلة الشائعة
س: من هو غوبلز ولماذا يُعد شخصية بارزة في تاريخ ألمانيا النازية؟
س: كيف استطاع غوبلز توظيف الإعلام لخدمة النظام النازي؟
س: ما العلاقة بين غوبلز والسياسة في الرايخ الثالث؟
س: هل اقتصر دور غوبلز على الإعلام فقط؟
س: لماذا يعد غوبلز نموذجًا لفهم العلاقة بين الإعلام والسياسة؟

غوبلز يعد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الحديث إذ ارتبط اسمه بالدعاية السياسية. خلال فترة حكم النظام النازي في ألمانيا، ومن المهم أن نفهم دوره لفهم طبيعة استخدام الإعلام.  كأداة للسيطرة والتأثير في الجماهير. بالإضافة إلى ذلك فقد اشتهر بخطاباته الحماسية التي كانت تُستخدم لتوجيه الرأي العام وتثبيت أفكار النظام النازي. علاوة على ذلك فإن دراسة شخصية غوبلز تسلط الضوء على كيفية توظيف الفلسفة والدعاية في خدمة السياسة. لذلك فإن التعرف إليه يمثل مدخلًا مهمًا لفهم العلاقة بين الفكر والإعلام والسيطرة السياسية.

من هو الفيلسوف غوبلز؟

غوبلز

غوبلز كان أحد أبرز الشخصيات في النظام النازي الألماني، وعرف بأنه مهندس الدعاية السياسية والإعلامية التي لعبت دورًا محوريًا في تثبيت سلطة هتلر داخل ألمانيا وخارجها. ومن المهم أن نفهم كيف تمكن من استخدام وسائل الإعلام والخطاب الجماهيري لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية. أثرت في مسار التاريخ خلال القرن العشرين.بالإضافة إلى ذلك فقد ارتبط اسمه بالسيطرة على الصحف والإذاعة والسينما ليجعلها أدوات موجهة تخدم مصالح النظام.

علاوة على ذلك فإن دراسة شخصية غوبلز تكشف عن مدى التأثير الذي يمكن أن تملكه الدعاية السياسية على تشكيل عقول الناس وتوجيه الرأي العام. حيث استخدم مهاراته الخطابية والإعلامية لإقناع الجماهير وإشعال الحماس الوطني. ومن جهة أخرى فقد كان له دور فعال في نشر الأفكار المعادية. لليهود والدعوات القومية المتطرفة مما أسهم في تمهيد الطريق للهولوكوست.

المناصب التي شغلها داخل النظام النازي

أما فيما يتعلق بمسيرته الرسمية فإن عبارة يوزف غوبلز المناصب السابقة تشير إلى المناصب التي شغلها داخل النظام النازي. فقد كان وزيرًا للدعاية السياسية وأحد أقرب المقربين لهتلر. بالإضافة إلى عضويته في الدائرة الداخلية للقيادة النازية مما جعله يتمتع بنفوذ واسع داخل مؤسسات الدولة النازية.

بالانتقال إلى دوره الفكري والسياسي يتضح أنه لم يكن مجرد سياسي. بل كان ينظر إلى نفسه كمنظر وفيلسوف للإعلام والسيطرة النفسية فقد كتب مقالات، وألقى خطبًا عن كيفية استخدام الإعلام. لتوجيه العقول والسيطرة على المجتمع. وعلاوة على ذلك فقد ابتكر أساليب نفسية جديدة في التأثير الجماهيري. اعتمدت على تكرار الرسائل المبسطة واستغلال الأحاسيس القومية والخوف لتثبيت الطاعة والولاء للنظام.

ومن جهة أخرى فإن فهم شخصية غوبلز يتيح لنا فرصة لاستخلاص الدروس التاريخية حول خطورة استخدام الإعلام كسلاح. في يد السلطة المطلقة، وكيف يمكن للدعاية. أن تستخدم ليس فقط في نقل الأخبار، وإنما في تشكيل الوعي الجمعي وبناء صورة زائفة عن الواقع، وفي هذا السياق يصبح دراسة غوبلز أكثر من مجرد مراجعة تاريخية. بل هي نافذة لتحليل العلاقة بين السياسة والإعلام والدعاية في الماضي والحاضر.

ولهذا يمكن القول إن تأثير غوبلز كان عميقًا على كل المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية. وما زالت دراسته تثير الجدل لأنها تقدم نموذجًا حيًا عن كيفية استخدام الإعلام في صنع الطغيان وتثبيت الاستبداد.[1]

تعرف أيضًا على: عبد الكريم قاسم: رئيس وزراء العراق

 يوزف غوبلز تاريخ ومكان الميلاد

غوبلز

غوبلز واحد من الأسماء التي ارتبطت بقوة مع صعود النازية في ألمانيا، ويعد التعرف إلى تاريخه ومكان ميلاده أمرًا ضروريًا لفهم بدايات شخصيته، وكيف تشكلت أفكاره حيث ولد يوزف غوبلز في بلدة صغيرة تُدْعَى رايدت بالقرب من مدينة مونشنغلادباخ في ألمانيا الغربية، وكان ذلك في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1897، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه البلدة كانت بيئة هادئة نسبيًا لكنها متأثرة بالأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشتها ألمانيا في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومن هنا يمكن القول إن الظروف المحيطة بمكان ميلاده لعبت دورًا في تكوين شخصيته.

نشأت جوزف غوبلز

وبالانتقال إلى طفولته فقد نشأ في أسرة كاثوليكية متواضعة، وكان والده يعمل موظفًا بسيطًا في أحد المصانع، وهذا ساعده على إدراك أهمية الانضباط والعمل الجاد ثم إنَّ حياته المبكرة كانت مليئة بالتحديات الصحية إذ عانى من مرض في ساقه جعله أعرج طوال حياته الأمر الذي أثر على وجه عميق على نفسيته، ومن ثم انعكس على شخصيته السياسية لاحقًا بالإضافة إلى ذلك فإن هذه التجربة شكلت بداخله شعورًا بالنقص عوّضه لاحقًا بالطموح الكبير والرغبة في السيطرة.

وعندما نتابع مسار تعليمه نجد أنه كان طالبًا مجتهدًا أحب القراءة والأدب، ودرس في جامعات ألمانية عدة حيث اهتم بالآداب والفلسفة، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب الألماني هذه الخلفية الأكاديمية جعلته بارعًا في استخدام الكلمات والخطابة على نحو مؤثر، وهو ما استثمره في مسيرته السياسية، وفي الوقت نفسه فإن المكان الذي نشأ فيه أعطاه انتماءً قويًا للهوية الألمانية التي ستظهر بوضوح في أفكاره النازية فيما بعد.

وعلاوة على ذلك فإن تاريخ ميلاده أتى في فترة مليئة بالتقلبات حيث كانت ألمانيا مقبلة على تحولات جذرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو حتى الفكرية، ولهذا فإن من يدرس سيرته يدرك كيف أن البيئة المحيطة والتوقيت التاريخي أسهما في تشكيل وعيه، ومن ثم في دفعه نحو الانخراط في العمل السياسي إن فهم هذه الجذور يساعد على استيعاب كيف أصبح شخصية محورية في الرايخ الثالث، ولذلك فإن الحديث عن ميلاده ومكان نشأته ليس مجرد تفاصيل بل هو مدخل رئيسي لفهم شخصيته وسلوكه السياسي في المستقبل.

تعرف أيضًا على: أودا نوبوناغا: القائد العسكري الياباني الذي مهد لتوحيد اليابان في القرن 16

من أقوال غوبلز؟

غوبلز

غوبلز يعد من أبرز الشخصيات التي تركت أثرًا كبيرًا من خلال خطاباته وأفكاره حيث إن أقواله تحمل دلالات عميقة عن فكره السياسي والدعائي، ومن ثم فإن استعراض هذه الأقوال يوضح كيف كان يستخدم الكلمات أداة للتأثير والسيطرة، ومن خلال الانتقال إلى أمثلة محددة يمكننا ملاحظة طريقة تفكيره، وكيف أسهم في ترسيخ الدعاية النازية لذلك فإن دراسة أقواله تمثل مدخلًا مهمًا لفهم دوره التاريخي.
ومن ناحية أخرى فإن هذه الأقوال ليست مجرد عبارات عابرة بل هي انعكاس لرؤية كاملة حول السياسة والإعلام والمجتمع علاوة على ذلك فإن تحليلها يكشف عن كيفية بناء الدعاية في ظل الأنظمة الشمولية، ولذلك يصبح من الضروري التوقف عندها لأنها تلقي الضوء على آليات تشكيل الوعي الجمعي، ومن ثم تفسر التأثير الكبير الذي أحدثه في زمنه.

وفيما يلي مجموعة من أبرز أقواله التي تكشف عن طبيعته الدعائية:

  • اكذبوا ثم اكذبوا حتى يصدقكم الناس.
  • من يملك الشباب يملك المستقبل.
  • كلما كبرت الكذبة زاد تصديق الناس لها.
  • أفضل دعاية هي تلك التي لا يشعر الناس بأنها دعاية.
  • الكلمات يمكن أن تكون مثل الأسلحة إذا أحسن استخدامها.
  • الجماهير تنسى بسرعة لذلك يجب تكرار الرسالة بلا توقف.
  • الفن يجب أن يكون في خدمة الدولة.
  • عدو الدولة هو عدو الشعب.
  • السيطرة على الإعلام تعني السيطرة على العقول.
  • الخطابة ليست مجرد كلام بل قوة قادرة على تحريك الأمم.

وبالانتقال إلى تحليل هذه الأقوال نجد أنها تعكس فلسفة قائمة على التلاعب بالعقول وبناء صورة نمطية ثابتة لدى الجماهير ثم إنَّها تكشف عن إيمان قوي بقوة الدعاية في تشكيل السياسات والتوجهات العامة بالإضافة إلى ذلك فإنها تبين كيف ربط بين الثقافة والفن والسياسة في إطار يخدم أهداف النظام النازي.

إن أهمية هذه الأقوال تكمن في أنها تعطينا فرصة لفهم عقلية قائد دعايته، وكيف استطاع أن يوجّه أمة كاملة عبر الكلمة والوسيلة الإعلامية، ومن ثم فإن التمعن فيها يوضح أن دراسة التاريخ لا تقتصر على الأحداث فقط بل تمتد إلى فهم الأفكار التي شكّلت تلك الأحداث، ولهذا فإن قراءة أقواله هي خطوة أساسية لاستيعاب حجم تأثيره في تلك الحقبة الحرجة.[2]

تعرف أيضًا على: بن مهيدي: شهيد الثورة الجزائرية

هل كان جوبلز خليفة هتلر؟

غوبلز

السؤال حول ما إذا كان غوبلز خليفة لهتلر يعد من أبرز التساؤلات التي طرحت في سياق نهاية الحرب العالمية الثانية إذ إن الأحداث المتسارعة التي وقعت في الأيام الأخيرة من الرايخ الثالث جعلت مسألة الخلافة السياسية والعسكرية موضع جدل كبير، ومن ثم فإن البحث في هذا المحور يكشف الكثير عن طبيعة القيادة النازية، وعن الأدوار التي لعبتها الشخصيات البارزة داخل النظام.
ومن ناحية أخرى فإن هتلر في وصيته السياسية الأخيرة التي كتبها قبل انتحاره في أبريل 1945 أعلن أن الأدميرال كارل دونيتس هو الرئيس الجديد لألمانيا بينما منح منصب المستشار إلى جوزيف بورمان، ومع ذلك فإن غوبلز عُيّن لفترة وجيزة كرئيس لمجلس الوزراء في الحكومة الجديدة التي لم تعمّر سوى أيام قليلة علاوة على ذلك فإن وجوده إلى جوار هتلر حتى اللحظات الأخيرة أعطى انطباعًا لدى البعض بأنه كان الوارث الروحي أو السياسي للزعيم النازي.

دورة في السيطرة على الإعلام والدعاية

وبالانتقال إلى تحليل دوره خلال تلك الفترة نجد أن غوبلز لم يكن يمتلك القدرة العسكرية أو الشعبية التي تؤهله ليكون خليفة حقيقياً لهتلر. بل كان دوره الأبرز يتمثل في السيطرة على الإعلام والدعاية وتشكيل صورة النظام أمام الجماهير ثم إنَّ طبيعته الفكرية والدعائية جعلته أكثر قربًا من منصب المنظّر الأيديولوجي لا من موقع القائد العسكري أو السياسي الأعلى.

ومن ثم فإن القول بأنه كان خليفة لهتلر فعلياً لا يستند إلى حقائق تاريخية راسخة، وإنما إلى الانطباع الذي تركه قربه الشديد من الزعيم النازي حتى النهاية. بالإضافة إلى إصراره على البقاء في برلين خلال الحصار ورفضه الهروب، وهو ما أعطى صورة شخصية وفية حتى آخر لحظة.

يمكن القول إن غوبلز لم يكن الخليفة الشرعي أو الرسمي لهتلر بل كان رمزًا لفئة من القيادات النازية التي ربطت مصيرها بمصير قائدها حتى النهاية، ومن خلال ذلك نفهم أن مسألة الخلافة كانت محسومة لصالح قادة آخرين بينما بقي هو مجرد صوت الدعاية والأيديولوجيا حتى لحظة سقوط الرايخ الثالث.

تعرف أيضًا على: إريك فون مانشتاين: من نصر فرنسا إلى معارك الجبهة الشرقية

في الختام يمكن القول إن شخصية غوبلز ظلت مثيرة للجدل بين المؤرخين والباحثين إذ إن سيرته تكشف عن رجل جمع بين الفكر الدعائي والقدرة على التأثير الجماهيري، ومن ناحية أخرى فإن دراسة مسيرته تساعد على فهم كيف استُخدمت الأيديولوجيا والإعلام كوسائل لترسيخ السلطة بالإضافة إلى ذلك فإن النظر في سيرته الفكرية والسياسية يوضح مدى تعقيد القيادة النازية ودور الشخصيات التي ارتبطت بها، ومن ثَمَّ يصبح فهمه خطوة أساسية لفهم ملامح تلك المرحلة التاريخية بكل ما حملته من صراعات وتحولات

الأسئلة الشائعة

س: من هو غوبلز ولماذا يُعد شخصية بارزة في تاريخ ألمانيا النازية؟

ج: لأنه كان وزير الدعاية في عهد هتلر ولعب دورًا محوريًا في استخدام الإعلام كأداة للسيطرة السياسية والفكرية

س: كيف استطاع غوبلز توظيف الإعلام لخدمة النظام النازي؟

ج: من خلال السيطرة على الصحف والإذاعة والسينما وتنظيم الدعاية التي عززت صورة الحزب النازي وأفكاره

س: ما العلاقة بين غوبلز والسياسة في الرايخ الثالث؟

ج: كان حلقة وصل أساسية بين الإعلام والقيادة السياسية إذ ضمن أن تكون الرسائل الدعائية منسجمة مع أهداف النظام

س: هل اقتصر دور غوبلز على الإعلام فقط؟

ج: لا بل كان جزءًا من القرارات السياسية الكبرى وكان له تأثير مباشر في توجيه الرأي العام وتثبيت حكم هتلر

س: لماذا يعد غوبلز نموذجًا لفهم العلاقة بين الإعلام والسياسة؟

ج: لأنه جسّد بوضوح كيف يمكن للدعاية أن تتحول إلى سلاح سياسي خطير يغير مجرى التاريخ

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة