لماذا يعتبر الحج الركن الخامس من الإسلام؟

عناصر الموضوع
1- مفهوم أركان الإسلام
2- لماذا فرض الحج؟
3- أهمية الحج في العقيدة
4- الحج في السنة النبوية
5- شروط الحج
6- فضل الحج على المسلم
في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة المبارك، تتجه أفئدة المسلمين وأبصارهم نحو الكعبة المشرفة، يملؤهم الشوق، ويدفعهم الرجاء فيما عند الله عز وجل، ملبين نداء أبيهم إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله عز وجل قائلاً: “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق” (سورة الحج).
1- مفهوم أركان الإسلام
أركان الإسلام، هو مصطلح إسلامي يطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها دين الإسلام، ويدل عليها حديث: «بني الإسلام على خمس» ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة، وهي:
- الشهادتان: شهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
- إقام الصلاة: أداء الصلوات الخمس المفروضة يوميًا في أوقاتها المحددة، وهي صلة مباشرة بين العبد وربه.
- إيتاء الزكاة: إخراج نسبة محددة من المال لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين، وهي تطهير للنفس والمال.
- صوم رمضان: الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس خلال شهر رمضان.
- حج البيت: زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء مناسك محددة في وقت معين لمن استطاع إليه سبيلًا.
وقيل أن هذه الأركان هي الأساس الذي يُبنى عليه الإسلام، وهذا ما ورد عن ابن عمر، وصححه البخاري ومسلم: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.”
وتُظهر أحاديث أركان الإسلام أنها بمثابة دليل أو علامة على الإيمان، وهذا ما أبلغ به محمد بن عبد الله رسله إلى القبائل، ولا تذكر أغلب الأحاديث فريضة الحج، ويُرَدّ ذلك إلى أنها جاءت قبل أن يصبح واجبًا، وفي حديث وفد عبد القيس (وهو حديث موثوق به ومعروف) «أن تعطوا من المغنم الخمس»، ولا يذكر ، وفي حديث عن أنس كان ضمام بن ثعلبة يسأل، فذكر له محمد الصلاة والزكاة ولم يذكر الحج. [1]
2- لماذا فرض الحج؟
لقد فرضه الله تعالى على المسلمين لتحقيق العديد من الأحكام والمقاصد النبيلة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. ومن أبرز هذه الأحكام:
أ- تحقيق التوحيد والإخلاص:
يعتبر الحج فرصة لتعميق التوحيد والإخلاص لله تعالى. يترك المسلم مظهره الدنيوي ويلبس ملابس الإحرام البسيطة التي تذكره بيوم القيامة وتعزز توحيده وإخلاصه لله.
ب- تعزيز الوحدة والأخوة:
يجتمع المسلمون من مختلف الأعراق والبلدان في نفس الوقت والمكان، مما يعزز شعورهم بالأخوة الإسلامية والمساواة.
ج- التذكير بالسيرة النبوية:
تستذكر مناسك الحج أحداثاً تاريخية تتعلق بالنبي مثل مقام إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، مما يعمق ارتباط المسلمين بتاريخهم الديني.
د- التربية على الصبر والتحمل:
وهو يحتاج إلى جهد بدني وعقلي، مما يدرّب المسلمين على الصبر والتحمل والتواضع.
ه- مغفرة الذنوب وتزكية الروح:
ورد في الحديث أنه ليس للحج جزاء إلا الجنة، مما يدل على مكانته في تكفير الذنوب والقرب من الله.
وبهذا الحكم يتضح أن الحج ليس مجرد شعيرة، بل هو رحلة إيمانية تعود بفوائد روحية واجتماعية هائلة على المسلمين. [2]
3- أهمية الحج في العقيدة
الحج ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وله أهمية بالغة في تقاليدنا الدينية، ونحن كمسلمين نُدرك الأهمية التاريخية والروحية للحج، ولكن من الضروري شرح مناسكه لغير المسلمين لتعزيز فهمنا ووعينا بديننا.
كما أن الحج من أعظم ما يمحو الذنوب، فإذا أدى العبد الحج المبرور، عاد من حجه نقيًا كاليوم الذي ولدته فيه أمه، بلا خطايا ولا سيئات؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري. [3]
4- الحج في السنة النبوية
الحج هو الركن الخامس في الإسلام. وأعطته السنة النبوية اهتمام كبير من خلال الأحاديث التي تشجع على القيام به وتبين منزلته وثوابه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله ﷺ فقال: “يا أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا”، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله ﷺ: “لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم”، ثم قال: “ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئِل النبي ﷺ: أي الأعمال أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “جهاد في سبيل الله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “حج مبرور” .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: “من أراد الحج فليتعجل. فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة”.
هذه الأحاديث النبوية الشريفة تؤكد على مكانة الحج في الإسلام. وتحث المسلمين على أدائه والمبادرة إليه، وتبين فضله العظيم في تكفير الذنوب ونيل رضا الله سبحانه وتعالى. [4]
5- شروط الحج
حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا، والحج لا يجب على المكلف إلا إذا توفرت فيه شروط معينة هي :
الإسلام، غير المسلم لا يجب عليه الحج. وإذا فعله لا يُقبل.
التكليف، يعني أن يكون المسلم قد بلغ سن الرشد وعاقلًا.
الحرية، لا يجب الحج على العبد المملوك لأنه غير قادر، لكن لو حج، يكون صحيحًا، ويجب عليه حجة الإسلام بعد تحرره.
الاستطاعة، تتعلق الاستطاعة في الحج بالمال والبدن، حيث يجب أن يكون لدى الشخص مال يمكنه من أداء مناسك الحج، بالإضافة إلى أن يكون صحيح البدن وقادرًا على القيام بهذه المناسك، وإذا كان المكلف غير قادر سواء من الناحية البدنية أو المالية، فلا يجب عليه الحج في هذه الحالة، لعدم توفر شرط الاستطاعة.
وجود المحرم للمرأة، يُشترط لوجوبه على المرأة أن يكون معها محرم في سفرها. وذلك حفاظًا عليها وامتثالًا لأوامر النبي ﷺ. [5]
6- فضل الحج على المسلم
روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث الشريفة التي تتناول فضل أداء فريضة الحج، وما يترتب عليها من جزاء عظيم للمسلم، ومن أشهر هذه الأحاديث: ما جاء في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: “تابعوا بين الحج و العمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة”، وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: “أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: « إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: « الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: « حج مبرور»”.
وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: « من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة»، وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله “يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: « لكن أفضل من الجهاد حج مبرور».
وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة». [6]
وفي الختام، نسأل الله أن يرزقنا حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا. وذنبًا مغفورًا، وأن يجعلنا من المقبولين في الدنيا والآخرة. اللهم ارزقنا زيارة بيتك الحرام، وطهر قلوبنا من كل إثم، واغفر لنا ولوالدينا، وتقبل أعمالنا، إنك أنت الغفور الرحيم.
المراجع
- wikipediaمفهوم أركان الإسلام -بتصرف
- islamonlineلماذا فرض الحج؟ -بتصرف
- islamwebأهمية الحج في العقيدة-بتصرف
- quranexplorerالحج في السنة النبوية -بتصرف
- spaشروط الحج -بتصرف
- islamqaفضل الحج على المسلم -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

تحميل أجمل صور عيد الفطر 2025 مجاناً

الحج والعمرة: ثواب عظيم وفوائد روحانية لا تُعدّ...

أجمل عبارات تهنئة عيد الأضحى قصيرة للأهل والأصدقاء

أسباب ارتفاع تكاليف الحج وكيفية تقليلها

توقيت رمي الجمرات في الحج وما يجب أن...

التكبيرات في الحج متى تقال وما هي صيغتها...

يوم عرفة ماذا يجب أن يفعل الحاج في...

دليل تفصيلي لخطوات الحج من البداية حتى النهاية

كيفية صلاة عيد الأضحى بالتفصيل: عدد الركعات والخطبة

الأحكام الفقهية للحج أهم مقاصده الدينية

تعرف على الفروقات بين الحج والعمرة وأيّهما أفضل

قائمة بأهم واجبات الحج التي يجب الالتزام بها

لماذا تختفي القطط يوم عيد الأضحى؟ حقيقة أم...

في أي عام فرض الحج وماهي دلالاته في...
