قصة إبراهيم عليه السلام :رحلة التوحيد وبناء الكعبة

عناصر الموضوع
1- بحث إبراهيم عن الحق
2- دعوته بالتوحيد
3- تحطيم الأصنام
4- الابتلاء بالنار
5- بناء الكعبة مع إسماعيل
6- دروس من سيرة إبراهيم
في رحلته إلى المعرفة البرهانيَّة للتَّوحيد الَّذي يؤكّد وحدانيَّة الخالق في الله، وينفي غيره. بالإضافة إلى ذلك كان إبراهيم يفكّر في الظَّواهر الكونيَّة. ويبحث فيها، ويلاحقها. ويتساءل ـ تساؤل الإنسان الطّالب للمعرفة، من دون أن يتعمّق ذلك في عقله ووجدانه. لأنَّ فطرته الصّافية الخفيّة ترفض ذلك، طلباً لليقين التّفصيليّ الّذي يملك من خلاله الدّخول في حوار مع أصحابه على أساس تقديم البرهان الوجدانيّ ضدّهم.
1- بحث إبراهيم عن الحق
استشعر إبراهيم أن هذا الوجود لا بدَّ أن يكون وراءه خالق وإله يستحق أن يعبد. حمل إبراهيم عليه السلام على عاتقه مهمة البحث عن خالقه. فبدأ بالنظر إلى السماء فرأى نجما كبيرا فقال هذا ربي، ولكن مهما بقي النجم فلا بدَّ من زوال، فتعجب إبراهيم. كيف يتخذ إلها يغيب بغياب الليل. بالإضافة إلى ذلك ثم واصل الخليل رحلته التأملية في الكون حتى رأى القمر في السماء فظن أنه هو الإله الذي يبحث عنه.
ولكن لم يكن القمر أطول عمرا من النجم إذ ذهب هو. أيضا مع طلوع الفجر، فلما رأى نبي الله إبراهيم الشمس ازدادت آماله بأن تكون هي الإله الذي يبحث عنه، ولكن غربت الشمس في نهاية اليوم، وغربت معها آمال إبراهيم في أن يجد ضالته التي يبحث عنها، وأصابه اليأس والإحباط حتى اختاره الله ليكون نذيرا لقومه، هذا هو الله الذي بحث عنه إبراهيم، لم يكن الشمس، ولا القمر، ولا الصنم الذي سجد له قوم إبراهيم إنما هو الله فاطر السموات والأرض. [1]
2- دعوته بالتوحيد
الخطوة الأولى
هي دعوة أقرب الناس إليه، وهو أبوه آزر، فكانت أول دعوته لأبيه، وكان أبوه يعبد الأصنام، اشتملت دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام لأبيه، بالرفق، واللين، وحسن اختيار الكلمات التي تخاطب القلوب مع بلاغة في الحجة، وقوة في البرهان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 41، 42].
الخطوة الثانية
هي دعوته لقومه، وهي خطوة جمعت بين أبيه وقومه، وقد بذل إبراهيم عليه السلام جهده في دعوة أبيه وقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، بدأ حواره معهم بعرض أصول الدعوة، وإظهار المطلوب منهم بإيجاز، واشتملت على إخلاص العبادة لله وحده، ثم أمرهم بتقوى الله، وخوفهم من معصيته؛ قال تعالى: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 16]. [2]
3- تحطيم الأصنام
عندما دعا سيدنا إبراهيم المشركين إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له رفضوا، فتوعدهم إبراهيم بأن يكيد لهم مكيدة تكشف لهم حقيقة هذه الأصنام، ذهب سيدنا إبراهيم إلى بهو كبير وضعت فيه الأصنام، قام سيدنا إبراهيم بضرب جميع الأصنام بالفأس، وبعدما حطمها جميعها، ووضع الفأس في يد أكبر صنم، حتى يقول للكفار إن الصنم الكبير غار من أن يتم عبادة الأصنام الأصغر منه، فحطمهم جميعها، وعندما عاد المشركون من الاحتفال بالعيد، وجدوا الأصنام محطمة، ولأنهم لا يعلمون أنها لا تملك لنفسها ضرا، ولا نفعا، سألوا من فعل ذلك بآلهتنا، وتوصلوا إلى أنه لا بدَّ، وأن يكون سيدنا إبراهيم هو الفاعل.
4- الابتلاء بالنار
لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة، ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها، وعلموا أنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا؛ إذ لا يريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فثاروا يقولون يجب أن نحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يفعل أحد مثل فعلته. بالإضافة إلى ذلك هكذا شرعوا يجمعون الحطب لإحراق إبراهيم عليه السلام،. بالإضافة إلى ذلك أشعلوا نارًا هائلة، وشرعوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يلقوا بها إبراهيم في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب منها، ولو اقتربوا لاحترقوا.
فجاء الشيطان، ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يصنع المنجنيق، فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر تريد أن تهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.
ولكنَّ حكمة الله -تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تحرق أبدًا، وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم. بالإضافة إلى ذلك فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه، فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم. [3]
5- بناء الكعبة مع إسماعيل
أمر الله تبارك، وتعالى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت الحرام، وقيل إن الذي دله على موضع البيت هو جبريل عليه السلام، فلما وصل إبراهيم عليه السلام إلى مكة وجد إسماعيل يُصلح نبلا له وراء زمزم فقال له: يا إسماعيل إن الله قد أمرني أن أبني بيتًا. بالإضافة إلى ذلك قال له إسماعيل: فأطع ربك، فقال له إبراهيم: قد أمرك أن تعينني على بنائه، قال: إذن أفعل. فقام إبراهيم إلى مكان البيت، فجعل يَبْني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهكذا حتى تمت عمارتها.
ومقام إبراهيم هو حَجَر كان يقف عليه إبراهيم عند بناء الكعبة وضعه له ابنه إسماعيل ليرتفع عليه كلما ارتفع البناء. وعندما أكمل إبراهيم بناء الكعبة قال لابنه إسماعيل: ائتِنِي بحجَرٍ حسنٍ أضعه على الركن فيكون للناس عَلمًا، فأتاه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود فَأخذه، وَوَضعه مَوضعه. [4]
6- دروس من سيرة إبراهيم
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى:
فالواجب على كل مسلم أن يدعو إلى الله عز وجل في كل وقت، وفي كل مكان.
الصبر على المصائب وتحمل الأذى:
علينا أن نصبر على تحمل الأذى في سبيل الدعوة، ولا ننسى أن جميع الرسل والأنبياء قد لاقوا من أقوامهم ما لاقوا، ومع ذلك صبروا واحتسبوا.
الهجرة في سبيل الله:
فالواجب على المسلم أن يهاجر بدينه من أرض الكفر، وأرض الفتن إلى أرض أخرى ليدعو إلى الله، ويعبد الله تعالى فيه.
صدق التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب:
فالتوكل هو صفة من صفات المؤمن الحق، أما التواكل فليس من صفات المؤمن.
الفزع إلى الصلاة حال الخوف:
ففي الصلاة راحة للنفس، وطمأنينة للقلب ومناجاة للرب.
من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه:
فالله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين لا يتفضل عليه أحد من العالمين فمن ترك من أجله شيئًا عوضه مثله وزيادة. [5]
وختامًا سيدنا إبراهيم عليه السلام يظلُّ نموذجًا رائعًا للإيمان والفداء في سبيل الله. لقد كانت حياته مليئة بالدروس والعبر التي تعلّمنا الصبرَ في الشدائد. والثقةَ في الله مهما كانت التحديات. والإخلاصَ في العبادة. بالإضافة إلى ذلك إن قصة إبراهيم عليه السلام مصدر إلهام لكل مؤمن يسعى إلى تقوية صلته بربه، ويسير على درب الحق. لقد كان أبو الأنبياء، وخليل الرحمن. ومثالًا يحتذى به في التوحيد والاستسلام لإرادة الله. فلتكن حياته نورًا نهتدي به في ظلمات الحياة. ولنقتدِ بإيمانه الراسخ وتفانيه في خدمة دين الله.
المراجع
- knowingallahرحلة البحث عن الله-بتصرف
- alukahدعوة إبراهيم عليه السلام لقومه-بتصرف
- الشروقسيدنا إبراهيم يحطم الأصنام.. والمشركون يتوعدون بحرقه للانتقام-بتصرف
- twinklقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام-بتصرف
- طريق الأسلامإن إبراهيم كان أمة بعض الدروس المستفادة من حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام-بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

الفرق بين النبي والرسول: مفهوم الرسالة والتكليف الإلهي

كم عدد الرسل المذكورين في القرآن: الإحصاء القرآني...

قصة عيسى عليه السلام: الميلاد المعجزة والدعوة للتوحيد

قصة سيدنا يوسف عليه السلام من البئر إلى...

من هو خاتم الأنبياء والرسل: ميلاد آخر رسالة...

كم عدد الأنبياء والرسل: الحقائق من الكتاب والسنة

قصة آدم عليه السلام: بداية الخلق والعبرة

قصة نوح عليه السلام: سفينة النجاة والطوفان العظيم

أعمار الأنبياء والرسل: الحقائق والروايات التاريخية

أدعية الأنبياء في القرآن: كنوز الرجاء واليقين

أبناء الأنبياء: دور التربية والقدوة في البيت النبوي

حياة سيدنا نوح عليه السلام
