قصة الإسراء والمعراج ومعانيها العظيمة

تعد قصة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي أيد الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، إذ تحكي رحلة ليلية مباركة أسرى فيها الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج إلى السماوات العُلا. هذه القصة تحمل دلالات إيمانية عظيمة وتظهر مكانة النبي ورفعة شأنه عند الله، وتبقى درسًا للمسلمين على مر العصور.
ماهي قصة الإسراء والمعراج كاملة؟

في قصة الإسراء والمعراج عانَى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صنوفًا شتّى من البلاء والابتلاءات من قِبل قريش، وتفاقم الأمر بعد وفاة عمّه أبي طالب وزوجته الوفيّة خديجة – رضي الله عنهما -، وبلغت هذه المحن ذروتها عند عودته من الطائف وقد غُمّ قلبه لما أصابه من أذى أهل الطائف، وفي خضم هذه المصائب والأحزان، وإعراض القوم عن الإيمان، وحربهم للدعوة الإسلامية بكل السبل، كانت منة الله ولطفه على نبيه – صلى الله عليه وسلم – بتفريج الكرب عن فؤاده، فكانت من معجزات ليلة الإسراء والمعراج.
الإسراء: هو انتقال النبي – صلى الله عليه وسلم – من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في إيلياء – مدينة القدس – في جزء من الليل، ثم عودته في ذات الليلة، والمعراج: هو صعوده – صلى الله عليه وسلم – من بيت المقدس إلى السموات العلا، وما فوقها، حيث فُرضت الصلوات الخمس، ثم عودته إلى بيت المقدس في جزء من الليل.
تابع: ماهي قصة الإسراء والمعراج كاملة؟
الإسراء والمعراج في القرآن والسنة النبوية الصحيحة، أما القرآن ففي قوله تعالى: : { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الإسراء الآية: 1 )، وأما المعراج فثابت بالأحاديث الصحيحة المرويّة عن الثقات العدول، والتي تلقتها الأمة بالقبول، ويكفي في ذلك اتفاق صاحبي الصحيحين: البخاري ومسلم على تخريجها في صحيحيهما، فما بالك وقد خرّجها غيرهما من أصحاب كتب الحديث المعتمدة، وكتب السير المشهورة، وكتب التفسير المأثورة.
يرى بعض العلماء أن المعراج، وإن لم يثبت بالقرآن الكريم صراحة، إلا أنه قد أُشير إليه في سورة النجم في قوله تعالى: { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى } (النجم: 13-18).
وفي الإسراء والمعراج في القرآن قال ابن كثير: ” وقد رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبريل ـ عليه السلام ـ على صورته التي خلقه الله عليها مرتين: الأولى عقب فترة الوحي، والنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نازل من غار حراء، فرآه على صورته فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله ـ عز وجل ـ ما أوحى، وإليه أشار الله بقوله: { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى }(النجم الآية 5: 10)، والثانية: ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، وهي المشار إليها في هذه السورة ” النجم ” بقوله تعالى: { وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى } (النجم الآية 13: 14). [1]
تعرف أيضًا على: قصة قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام
ماذا حدث في ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل؟
أحداث رحلة الإسراء
في قصة الإسراء والمعراج تلخص الرحلة الشريفة في أن الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، قد سار ليلاً من المسجد الحرام نحو المسجد الأقصى، راكبًا على البراق، وهو كائن يضع خطاه حيث ينتهي نظره. وكان جبريل عليه السلام يصحبه، أو ربما كان ميكائيل عليهما السلام في معيتهما، وأخذوا طريقهم إلى المدينة، ثم إلى مدين، وبعدها إلى طور سيناء، حيث خاطب الله موسى عليه السلام. ثم توجهوا إلى بيت لحم، موطن ولادة عيسى عليه السلام، ليختموا رحلتهم في بيت المقدس. وجاء في بعض الروايات، وإن كانت ضعيفة، أنه صلى في كل محطة من هذه المحطات، موجَّهًا من جبريل عليه السلام.
وفي هذه الرحلة، كشف الله تعالى له عن عجائب وحكم عديدة، متضمنة الحقائق التي يؤول إليها ما يجري في عالم الدنيا من شؤون البشر وتقلبات أحوالهم.
وكان يسأل جبريل عن معانيها، فيجيبه عنها. وعندما وصل إلى بيت المقدس، دخله، وجمع الله له حفلًا عظيمًا من أنبياء ورسل وملائكة عالم القدس. وأُقيمت الصلاة، فصلى بهم إمامًا، وقيل: إن صلاته بهم كانت بعد عودته من السماء.
أحداث رحلة المعراج
أما ما يخص المعراج، فيتلخص في أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قد صعد إلى السماوات السبع، قاطعًا إياها واحدة تلو الأخرى، حتى بلغ السابعة. وفي كل سماء، التقى بنبي أو اثنين من الأنبياء العظام: ففي الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام. ثم وصل إلى سدرة المنتهى، وبعدها إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام، وهي تجري في ألواح الملائكة بمقادير الخلق. التي وكلوا بإنفاذها من شؤون الخلق، مستمدينها من وحي الله تعالى، أو ناسخين لها من اللوح المحفوظ، وهو نسخة العالم وبرنامج الوجود، الذي قدره الله سبحانه وتعالى.
ثم كلَّمه الله عن فريضة الصلاة، وكانت في البداية خمسين. فأشار موسى عليه السلام عليه بمراجعة ربه وطلب التخفيف. وظل يتردد بينهما ويخفف الله عنه منها حتى صارت خمسًا، فاستجاب لأمر ربه ورضي وسلم. [2]
تعرف أيضًا على: قصة صالح عليه السلام ومعجزة الناقة
ماهو ملخص حادثة الإسراء والمعراج؟
وعن قصة الإسراء والمعراج مكتوبة مختصرة، رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف وقد أثقله الهم، لم يكن حزنه بسبب ما تعرض له من أذى، بل كان قلقه يعتريه على الدعوة، وخوفه من عدم وجود أرض خصبة تنتشر فيها، فقد رجا النبي خيرًا من الطائف. لكن أهلها قابلوه بأسوأ مما لاقاه من قومه في مكة، وزاد على ذلك حيلولة الكفار دون عودته إلى مكة، حتى أذن له المطعم بن عدي، من أشراف قريش، فدخل في جواره، وطاف بالكعبة، وكانت هذه مقدمات لحدث الإسراء والمعراج العظيم. وهذا يبين سبب الإسراء والمعراج.
أراد الله عز وجل أن يمسح على قلب نبيه ويطيب خاطره بعد هذه المحن، فجاءت معجزات ليلة الإسراء والمعراج لتخفف عنه، انطلقت من مكة المكرمة على البراق إلى المسجد الأقصى، وفي هذه الرحلة المباركة، التقى النبي بالأنبياء عليهم السلام، ثم أمّهم في الصلاة. وبعد ذلك صعد إلى السماء، وفي كل سماء التقى بنبي من الأنبياء، وسلم عليه. هذه هي قصة الإسراء والمعراج مكتوبة مختصرة للأطفال.
تعرف أيضًا على: ما هي قصة قوم لوط كما وردت في القرآن؟
ماذا رأى النبي في الإسراء والمعراج بالتفصيل؟
في قصة الإسراء والمعراج، شاهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الآيات العظمى التي كشفت له عن ملكوت الله. وهذا يوضح سبب الإسراء والمعراج.
في الإسراء (من مكة إلى بيت المقدس): قبل الرحلة، شُق صدر النبي وطُهر. ثم ركب البراق. وشاهد في طريقه بعض قوافل قريش وشم رائحة ماشطة بنت فرعون. وصل إلى المسجد الأقصى، حيث صلى إمامًا بالأنبياء والمرسلين.
في المعراج (الصعود للسماوات): صعد النبي مع جبريل عليه السلام عبر السماوات السبع، وفي كل سماء التقى نبيًا وسلم عليه:
- السماء الأولى: آدم عليه السلام.
- السماء الثانية: يحيى وعيسى عليهما السلام.
- السماء الثالثة: يوسف عليه السلام.
- السماء الرابعة: إدريس عليه السلام.
- السماء الخامسة: هارون عليه السلام.
- السماء السادسة: موسى عليه السلام.
- السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام عند البيت المعمور، ثم وصل إلى سدرة المنتهى.
كما شاهد النبي نهر الكوثر، ورأى مشاهد من الجنة والنار، واطلع على حال بعض المعذبين فيها. وفي هذا المقام العظيم، كلمه الله سبحانه وتعالى مباشرة وفرض الصلوات الخمس بعد أن خُففت من خمسين صلاة. كما رأى جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية. وسمع صريف الأقلام وهي تكتب المقادير.
تعرف أيضًا على: قصة الحجر الأسود للأطفال: من الجنة إلى الكعبة
ختامًا، نأمل أن تكون هذه الرحلة الموجزة قد ألقت الضوء على قصة الإسراء والمعراج كاملة. وأوضحت لكم عظمة هذه المعجزة ليلة الإسراء والمعراج. لقد رأينا كيف كانت رحلة تكريم وتثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم. وكيف أن الإسراء والمعراج في القرآن والسنة يحملان لنا دروسًا وعبرًا عظيمة.
المراجع
- wikipediaIsra' and Mi'raj -بتصرف
- muslimhandsAl-Isra' wal-Mi'raj: The Story of the Miraculous Night Journey -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

قصة حب من طرف واحد شعرية حزينة من...

داحس والغبراء: تفاصيل أشهر حرب قبلية في الجاهلية

قصة الذئب والخراف السبعة مكتوبة بأسلوب شيق وتعليمي...

قصة الأميرة النائمة: حكاية الحب والسحر والنهاية السعيدة

قصة مريم العذراء ومعجزة ولادة عيسى عليه السلام

قصة الحجر الأسود للأطفال: من الجنة إلى الكعبة

قصة فيكتوريا الحقيقية: من الظل إلى القصر

دليلك إلى أجمل روايات أجاثا كريستي لمحبي الغموض...

ما هي قصة قوم لوط كما وردت في...

قصة الشاطر حسن كاملة: ذكاء وشجاعة في مواجهة...

قصة أطفال قبل النوم عن الأسد الطيب والفأر

قصة أطفال عن الشجاعة ومواجهة المواقف الصعبة

قصة صالح عليه السلام ومعجزة الناقة

قصة قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام
